اسانسير بقلم دينا إبراهيم
كان عڈابها سينتهي خطوه واحده كانت تنقصها حتي انها شعرت بزوال الغيمة بينهم و كادت تتذوق طعم السعادة علي طرف لسانها ولكن علي ما يبدو فإن القدر يرفض تلاحمهم و العودة سويا والدتها تربت علي كتفيها لتقول
ولا يهمك منه بكره هيطلقك و رجله فوق رقبته وهجوزك سيد سيده
هزت رأسها بالنفي لتتمتم بخفوت
انا بحبه يا ماما و مش عايزاه يطلقني ولا عايزه سيد سيده انتي ليه بتعملي كده
نهار ابوكي اسود دلوقتي انا الغلطانه يا بت و انا اللي خاربه عليكي والله عال يا ست رحمه
كيف تتعامل مع أمها كي ترضيها وتقنعها بأنها غيرت قرارها حتي لا تزيد من صب البنزين علي الڼار
كيف تمحي اهانتها واهانته
فهي لا تستطيع ان تقلل منها امام الجميع كما لا تستطيع ان تتركه وتعيش بدونه
عبدالله يزال في قوقعه صمته بعد مرور عده ايام
علي ما حدث و تائه في
خططه لكيف سيسترجعها لا يزال كلام والدتها عن وجود رجل اخر يطعن رجولته ولكنه سيكون احمق ان تركها تفسد حياته مع زوجته حتي وان كانت بحاجه خاصه لأعاده تربيه وهو الامر الذي لن يتأخر به ما ان تعود اليه ليعلمها كيف تهينه امام الجميع زفر بتعب وهو يفرك عيناه بعد أطفأ السېجارة التي اخذ منها نفس واحد وقرر الاتصال بها فقد مر وقت كافي ليهدأ كلاهما قبل الحديث كزوجين عاقلين لانه لن يتركها ابدا و هي لا ترغب في تركه اصلا فلما سوجد هذا الخيار بالأساس ابتسم بسخريه نعم بسبب والدتها و والدته و تدخلهم لكن امر والدته سهل وتم السيطره عليه بعد ان اقنعها برغبته بإكمال الزواج ويعلم انها لا تزال تحمل الحقد في قلبها لوالده رحمه ولكن سيكون عليها اعطائهم مساحه وعدم الاحتكاك بها حتي يدير احواله
امسك الهاتف مقررا الاتصال بها فليذهب كبرياءه للچحيمهي اغلي ما يملكه في حياته منذ ان وقعت
عيناه عليها و عافر شهور طويله حتي يصل الي قلبها ثم يخطفها حظه من براثن والدتها التي لطالما رأت فيه خائب الرجا الفاسد الذي سيحطم حياه ابنتها وابدا لن يعطيها فرصه التشفي بهما كاد يفتح الهاتف حين رن بيده اجابه سريعا
حمحم الاخر قائلا
الحمدلله يا ريس انت اللي عامل ايه دلوقتي
ارتفع جانب وجهه ليقول
زي ما انت شايف
متقلقش ان شاء الله خير وربنا هيصلح الحال انت ابن حلال وهي بنت حلال و بتحبك بجد
اجابه بهدوء
انا عارف يا محمود
تنحنح محمود فهو يعلم بحساسيه بأمر زوجته ولولا حاجته لشهود يومها لما علما بالأمر هو او جلال ثم اخبره
لمعت عيناه برضا ولكن رجولته منعته من إكمال الحديث عن زوجته فأنهاه بقوله
تسلم يا محمود معلش انا هقفل
اغلق الهاتف وخبط به علي كفه الاخر بتفكير متأكد من حبها له وربما كان حبها هذا هو السبب بوجودهم في هذا الموقف فهي عنيدة لن تقبل سوي ان تكون اولي اختياراته ولكنها غبيه لا تعلم انها كل اختياراته وكل امر بجوارها غير موافى شروط منافستها لكن مشكلتها انها لا تحسب حساب بأنه رجل بسيط لا يملك سوي كرامته ولن يقبل ان يكون عاله علي زوجته المۏت في احدي تلك الحوادث اهون من ذلك
بسم الله الرحمن الرحيم عفريت قاعد في البلكونة طيب اتكسفي علي دمك ب الكحكه المنكوشه دي و ادخلي
رفعت حاجبها بلا مبالاة فقد عمدت الي تجاهل والدتها خلال تلك الايام الفائتة كاعتراض و محاوله لترتيب امور حياتها وابعادها عن قراراتها و خبايا عقلها حتي تفهم انها لن تترك زوجها وانه لولا كبرياءها الاحمق لكانت معه وبين ايديه في شقتهم منذ الازل مسحت طرف فمها بقميص بجامتها المختلف تماما عن سروال البيجامة الأخرى التي ترتديها فقط لتزيد من حنقها لتجيب
انا حره واحده مكتئبه وعايزه تعيش حياتها يا ستي
كتك القرف هتفضلي طول عمرك هبله زي ابوكي
جزت علي اسنانها ليعلو صوتها باعتراض
لو سمحتي متغلطيش في بابا الله يرحمه الله ده حتي المېت ليه حرمته
شوحت بيدها بلامبالاة متمتمه
بلا نيله مخدتيش حاجه منه غير المبادئ و النفخه الكدابه
ربنا يسامحك
قالتها بغيظ وهي علبه الشوكولا تكمل التهامها فهتفت والدتها منبهه
انا رايحه لخالتك عشان تعبانه شويه ساعتين و راجعه ولمي شعرك الزفت ده فضحتينا
لم تجيبها واستمرت في الاكل بعد دقائق مسكت هاتفها تطالعه بأمل وكأنها تحايل الحبيب ان يهاتفها ويرحم شوقها انتفض قلبها باعتراض وبكل جنون شوقها و قلب يعلو دقاته بأذنها ضغطت علي اسمه ثوان مرت ليعيطها بأن الرقم
مشغول اغلقت ربما هي رساله من القدر تنهدت ورمت به بجوارها وعادت
تستند بجانب وجهها علي السور تطالع المارة بحزن يمزقها
جهز عبد الله فنجان قهوته وجلس يتربع الاريكة بتأهب وهو يرص سجائره امامه تمهيدا لحرقه الډم رفع هاتفه للاتصال بها كاد يضغط اسمها حين قاطعه القدر كعادته وهذه المرة كان جرس الباب تأفف بحنق وفتح ليقابله رجل في الاربعين من عمره سمين نسبيا ومعه ملف في يده فتساءل
افندم حضرتك عايز مين
اجاب الرجل بوجوم
انت عبدالله محمد الرفاعي
ايوه انا
انا محضر من المحكمة ولو سمحت امضي هنا عشان تستلم الاعلان
اتسعت عيون عبدالله بتعجب ليردف
اعلان ايه بالظبط
امضي واستلم الله يكرم وهتعرف من الاعلان
قالها الرجل بأرتباك فخطڤ الملف من يده يمضي ويسحب ورقه الاعلان منه متمتما شكره
اتسعت عيناه و علت انفاسه ولم ينتظره الرجل وهرب من امامه مرت عيونه الحاده علي الكلمات وكل حرف منها يمزقه حتي وقفت عند جمله حطمت رزانته و هدوءه فخبط كفه بالباب بكل عڼف يسب و يلعن و يتوعد زوجته المصون
مفاتيحه واغلق الباب خلفه بقوه اهتياج مشاعره مقررا الذهاب اليها ومۏتها هي و والدتها معا في الحال غير مبالي انه لا يزال بملابس البيت و المكونة من سروال قصير اسود يصل لركبتيه تقريبا و قميص قطني
ازرق استقل اول سيارة اجره امامه و زمجر بعنوانها
اتسعت اعينها ودارت داخل مقلتيها باضطراب هرعت للداخل امام المرآه تطالع هيئتها و بجامتها الغير متناسقة واسرعت بخلع النص العلوي ومسحت به وجهها تتأكد من ازاله اي اثر من الشوكولا فكت شعرها المتكتل اعلي رأسها وفركته بقوة لكنها انتفضت بړعب و هربت الډماء من وجهها عندما طرق عبدالله الباب بقوة مرعبه تجمدت ثوان ثم هتفت مسرعة وهي تركض لفتح الباب
ايوه ايوه جايه يالي بتخبط
عبد الله انت بتعمل ايه هنا فيه ايه بتخبط بفظاعه ليه كده
بتعملي فيا انا كده
يا رحمه
انا عملت ايه مش