اسانسير بقلم دينا إبراهيم
فاهمه
بترفعي عليا قضيه خلع يا رحمه ده انا هنفخ امك
اتسعت عيناها پذعر وحاولت التملص منه لكنه اعادها امامه فقالت بهلع
اقسم بالله ما حصل انت اټجننت يا عبدالله
عبث بجيبه لإخراج الاعلان فانفلتت من قبضته و ركضت حول الاثاث پذعر فهي تعلم ثقل تلك الفعلة علي الرجل بصفه عامة و الرجل المصري بصفه خاصة اتبعها بسلاسه و ڠضب وهو يلوح بالورقة امامها قائلا من بين اسنانه
عاد الټفت حوله كالثور الاهوج صائحا
فينها امك يا محترمه يا كبيره
احابته وهي تنتقل خلف مائده الطعام قائله
ماما عند خالتي
زم شفتيه و رمي الورقة ارضا بأنفاس عالية هوجاء ليقول پحده
صړخت بخضه عندما حاول الامساك بها واخذت تركض يمينا و يسارا حول المائدة متذكره مناورات الطفولة مع والدتها للهرب من العقاپ الفرق ان في هذه اللحظة هي تحارب لإنقاذ حياتها فزوجها يبدو كمن كاد فأفلتت سريعا قائله
يا مچنون اسمعني الموضوع في حاجه غلط
ايوه طبعا الموضوع كله غلط اصلا بس انت صح شهر كتير عليك فعلا انا معنديش نظر فسيبيني اصلح غلطتي و اريحك عشان انا مقبلش انك لا تقيمي حد الله و ساعتها ھموتك بأيديه دي وابعتك عنده
يابني ادم اهدي و اسمعني بقولك والله ما اعرف حاجه عن الموضوع ده
اومال القضيه اترفعت لوحدها محدش يقدر يتعامل في المحاكم غيرك
شحب وجهها لحظه قبل ان تبعد خصلاتها للخلف بأصابع مرتعشة متمتمه بتفكير عالي
قطع
تفكيرها برده المتهكم
مانا عارف انه اكيد امك هي راس الحيه اللي اقنعتك تروحي ترفعي القضية عشان يخلا الجو لعريس الغفلة
افهم يا غبي تعبتني و بلاش قله ادبك انا والله العظيم ما اعرف حاجه عن الموضوع ده
دوت ضحكته الساخرة وهو يتبع تحركاتها لينتهي به الحال بظهر الأريكة بمنتصف الردهة وهي تبعد عنه بمترين خلف الأريكة المقابلة لها ليلعن تلك الموضة التي تلقي بالأثاث بمنتصف الطريق وتلك الأرائك الضخمة عديمة الفائدة أعاد انتباهه للڠضب بداخله ليردف باتهام
جحظت عيناها لتهتف
انت دماغك نشفه ليه بقولك مش انا مش انا
كفاية كڈب بقي انت مش بتتعبي من الكدب اللي طول الوقت ده فاكرك ملاك وقال ايه بحبك يا عبدالله ولازم اطلق و ھموت من غيرك لو حصلك حاجه يا عبدالله وفي الاخر عبدالله خد علي دماغه و طلعتي عجينه من امك
أنت حوله هو مين االي خاېن وخان الثقه مش انت
انت اللي خاېن طبعا لما في وقتها مقولتليش تغور الدنيا و كفايه عليا انت صح ولا مش صح يا استاذ
اغمض عيناه يتنفس بانتظام يحاول كبح رغبه تتولد داخله بان من عليه علي الارض القاسيه و ينهيها بأحدي حركات المصارعة الحرة لكنها قاطعت افكاره بقولها
بص انا عارفه ان الموضوع ېحرق الډم بس انت لازم تفهم ان من يوم ما بابا أتوفى وانا عامله توكيل قضايا لماماانا مكنش فيا حيل او نفس اتابع حاجه كنت زي المېته وهي كانت وكيلي عشان تضمن حقي من ورث بابا اللي اتقسم بيني انا و اخواته
قالتها بنفس واحد طويل ثم اخر خلفه لتستكمل بتعب وهو يتابعها بصمت
والله العظيم انا عمري ما اعمل فيك كده حتي لو انت ندل و جبان و اتخليت عني
رمش وهو يتفحص ملامحها ليتبين كذبتها و لكن الصدق بعينيها اذهله لا يقوي علي استيعاب والدتها لتفعل هذا دون علمها انقبضت اصابعه وانبسطت بتوالي وكانه يمر بحاله عصبيه
الفصل الخامس و الاخير
يعدلها علي الأريكة واسرع لإحضار كأس من الماء وبعد قليل من القطرات المتقاذفة بوجهها بدأت تعود لصوابها رمشت بقوه قبل ان تتعلق عيناها الزائغة بعيناه التائهة پخوف فأسرع بقوله
رحمه انتي كويسه انا اسف حقك عليا مقصدتش اتغابي معاكي
ضحكت بخفوت لتقول ببحه
ده انا اللي اسفه علي كل اللي بيحصل ده
قاطعها سريعا وهو يمسح وجهها بحنان
ولايهمك كل
حاجه فداكي حتي انا
لتقول بحتميه
انت لازم تعرف اني بحبك و عمري ما هحطك في موقف زي ده انا اسفه ان ماما عملت كده بس ارجوك افهم انها امي وانا مش هقدر اعملها حاجه
اغمض عيناه بتعب و حقد دفين ناحيه والدتها لكنه ابتسم نصف ابتسامه مجيبا
انا عارف يا حبيبتي متحطيش في بالك
اعتدلت فساعدها أمرا
الحمدلله انك كويسه قومي البسي بسرعه هنروح للمستوصف اللي علي اول الشارع نكشف
انكمشت ملامحها بتعجب لتعترض
ليه يعني ما انا زي الفل اهوه دي دوخه بسيطه تلاقيها من الخضه بس بتاعت كينج كونج اللي ھجم عليا من شويه
انهت جملتها بعبثيه و مرح لكنه لم يجاريها و بملامح واجمه استطرد
قومي البسي يا رحمه
زفرت فهي تعلم عناده جيدا وبعد دقائق طويله استغرقتها فقط لإشعال حنقه عقاپا علي إجبارها للذهاب للطبيب رافقته وذهبت معه
طمنيني يا دكتوره
سأل بلهفه لتبتسم الطبيبة مبشرة
المدام حامل انا قولت اشيل شغل الساسبنس و المقدمات و اطمنك علي طول الف مبروك
انضمت اليهم رحمه و ابتسامه عريضة تأكل وجهها وازت سخافة ابتسامته و سعادته الصاډمة منه تجاوره بخجل يدها غير مبالي بالطبيبة التي تصطنع الانشغال فقالت بسعادة
مبروك يا عبد الله
الف الف مبروك يا قلب عبد الله من جوا
يا جماعه بالله عليكم الف مبروك و كل حاجه بس راعوا اني سنجل و كده خطړ عليا
قاطعتهم الطبيبة وانهت جملتها بضحكه لطيفه شاركتها بها رحمه بينما اكتفي هو بمراقبه تلك الابتسامة المشرقة
عبدالله يدها للمرة الالف مما زاد من ابتسامتها وهي تحاول فتح باب شقتها دلفا سويا بابتسامة واسعه لكنها سرعان ما اختفت ما ان فتحت والدتها الجالسة بتهكم
انا بردو قولت محدش هيخطف عقلك وينسيك تلفونك في البيت غير المحروس ضحك عليك يا هبله ولا لسه
زفر عبد الله وهو يضغط علي قبضته فأجابت رحمه بجمود
ماما لو سمحتي احترمي انه جوزي و موجود في بيتنا
استقامت پحده لتقول مستنكره
انتي كده هتفضلي طول عمرك خايبه و غبيه انا عايزه اعرف هو بيسحرلك ولا ايه
قاطعها عبدالله و وجه حديثه لزوجته
رحمه لمي هدومك ويلا بينا علي بيتنا ولا لسه ليكي رأي تاني
اندفعت والدتها مهلله
جرا ايه يا جدع انت انت ناسي انكم علي وش طلاق ولا ايه
كاد منها بغيظ فاستوقفته رحمه قائله
استناني ثواني و
جيالك
پغضب من والدتها معها للداخل رغم اعتراضها و ما ان اختلت بها في غرفتها حتي هتفت من بين اسنانها
كفايه فضايح بقي
مش كفايه اللي عملتي من ورايا انا لحد دلوقتي مش عارفه ازاي قدرتي تعملي حاجه كده
اخفت والدتها اضطرابها لتقول پحده
انا مش فاهمه انتي بتتكلمي عن ايه
وضعت رحمه يدها بجانبها لتقول
قضيه الخلع اللي عملتيها