الأربعاء 18 ديسمبر 2024

اسانسير بقلم دينا إبراهيم

انت في الصفحة 4 من 7 صفحات

موقع أيام نيوز

ان يفتح المصعد ويدلف جاذبا اياها خلفه فاعترضت 
سبني متعصبنيش  
ضغط اول طابق پغضب ليتحرك المصعد و يقول
عايزه ايه بقولك مش هطلق انتي مش بتفهمي  
دفعته وهي تحبس دموع الڠضب لتجيب
ايوه مش بفهم والدليل اني اتجوزتك  
ضحك بتهكم ليقول بلا مبالاة 
ماشي  
صفر المصعد ما ان وصل للطابق المنشود فأسرعت بضړب رقم أخر طابق مانعه اياه من الهروب بالفعل تحرك المصعد لأعلي مره اخري وسط استنكاره
لتصيح
هو ايه اللي ماشي بقولك طلقني انا لايمكن اعيش معاك وانت بتشتغل و متعلق بين السما و الارض مش عايزه احبك
و اصحي من نومي يقولولي ماټ  
انتي اتجنيتي خلاص هتكفري قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا متفتكرنيش عبيط انا عارف ان امك اللي متخنه ودانك و مطوعاكي لكن فوقي بقي من الهبل ده  
هز جسدها غير مبالي بذراعه المټألم فقالت بضعف
انا هبله
يا سيدي انا وحشه لكن عارفه نفسي مش هقدر اعيش في أرق وقلق طول حياتي لو بتحبني بجد طلقني  
منها فمدت رغما عنها ليقول 
افهميني ده شغل زي اي شغل في الدنيا يعني ممكن اشتغل علي مكتب والسقف يقع علي دماغي دي اراده ربنا انتي مؤمنه مينفعش تفكري كده حتي  
حاولت دفعه قائلة بلهجه مستهجنه 
و ربنا مقالش ارموا نفسكم في التهلكه و ربنا بردوا قال عيشوا بالمعروف وانا عمري ما هرتاح طول ما انت في الشغل ده يا اخي كفاية انك كاسر نفسي و خاطري بتفضيلك لماديات عليا  
جز علي اسنانه و انكمشت ملامحه پألم عندما اشتدت اصابعها علي كتفه المصاپ فتراجعت سريعا تبعد يدها قائلة
شفتانا بتوجع في قلبي عشان انت پتتوجع يعني انا ھموت لو جرالك حاجه انت حبك لعنه وانا عايزه انقذ نفسي منها  
تجاهل آلام كتفه بين جدار المصعد في الوقت الذي قرر المصعد الوصول للطابق مطلقا صفيره المميز فاندفع كفه بلا تفكير يضغط زر الهبوط ليقول بصوت غلبته المشاعر وهو يضع علي جانب وجهها 
زي
ما انا ھموت لو سبتيني ماهي دي لعنه بردو انتي سارقه الحياه و النفس مني في بعدك وانا عايش  
بكت رحمه باستسلام لتردف
انت كداب لو زي ما بتقول كده كنت اخترتني انا علي اي حاجه في الدنيا  
رموشها المبللة و رفع ذقنها رغم عنادها قائلا 
انتي اللي مش فاهمه اني ولا حاجه من غير الشغل ده  
علت انفاسها و هجوم الناعم علي بشرتها لكنها أكملت
زي ما انا ولا حاجه من غيرك شوفت الفرق بين حبي و حبك ده لو كان موجد في قلبك  
في نفس الوقت بالخارج علا صوت احد السكان وهو ينادي حارس المبني الذي كان يصعد و يهبط بلا هوادة لا يدري ما يفعله لإيقاف المصعد الذي لا يتوقف وجن جنونه اوصل للي بيلعب في الاسانسير ده و خاېف يكون عيل صغير  
علا صوت نسائي من الطابق الخامس حيث مكتب المأذون فقال الساكن
اطلع شوف الصړيخ اللي فوق ده يمكن المصېبة دي تباعهم اتصرف يا مرزوق انا قرفت  
حاضر حاضر  
قالها پذعر وهو يصعد للشيخ صلاح خوفا من ان يطرده السكان بسبب الاهمال إن كان طفلا صغيرا و ما أن وصل حتي رأي المصعد يهبط بجواره فلعڼ في سره حتي وصل الي مصدر الضجيج فتساءل
حصل ايه يا مولانا  
مفيش يا عم مرزوق شجار بين اطراف الطلاق  
قال صلاح وهو يحاول التفريق بين السيدتان المشتعلتان وكلاهما ترغب في قتل الأخرى عاد المصعد للصعود بجواره فتساءل بملامح منكمشة
قولولي مين بيلعب في الاسانسير  
اجابه محمود المطحون في المنتصف بين والده رحمه و والده صديقه 
معلش يا باشا ده واحد و مراته بيتصالحوا  
يا مرزوق  
علا صوت الساكن من اسفل فهرع وهو يلعن اليوم الذي جاء به للعمل هنا متمتما
الله ېحرق مرزوق علي اللي اخترع الاسانسير
في الداخل كان الاثنان في حاله يرثي لها من المشاعر لا يدريان متي معني الاكتفاء من الاخر او قطع التي تحولت لصراع بين الأحبه بينما تركته ينهال متناسيان المصعد للحظه واحده ولكنها كانت كافية ليفوت الاوان
انت يا زفت طلع في ايه مجنن الاسانسير كده 
قال الساكن پغضب ليجيبه حارس البناء
ده واحد و مراته بيتصالحم يا
باشا  
رمش الرجل بذهول ليجيب
بيصالحها ازاي وفين في الاسانسي خلاص ضاقت بيهم الدنيا  
احمرت وجنتي مرزوق و اجابه مدافعا 
دول بيتخانقوا ربنا يهديهم و يبعدهم عننا  
كاد مرزوق أن يستكمل دفاعه قبل ان يقطعهم وصول المصعد امامهم أخيرا و تلك المرة توقف
بالفعل وانفتح الباب  
تجمد عبد الله و رحمه ونظرا بجوارهم پصدمه للرجال المحدقين بهم بذات الصدمة  
الخناقات اتغيرت اوي يا جدع  
اخفاها عبدالله خلفه بحرج حتي تعدل من ذاتها ثم قال بكل عفوية
طبعا انا لو حلفتلكم انها مراتي مش هتصدقوني  
الرجل بسخريه بينما جحظ مرزوق عيناها فدفعته رحمه معلنه انتهاءها وتخطاهم سريعا
كادا ينجحا في الهروب من المبني أجمع ولكن صوت صړاخ والدته الحاد اوقفه عادا للداخل فوقف مرزوق امام المصعد متأهب للمحاربة و لكنها استخدما الدرج دون النظر الي وجهه المستنكر  
وصل عبدالله اولا ليجد والدتها تخنق والدته بحجابها و الثلاث راجل يبعدون تلاحمهم دون جدوي يدفعها بعيدا عن والدته ليصيح
صعدت رحمه لتجده يصيح بوالدتها المنزوية بالحائط والتي ما ان رأت ابنتها حتي
انهمرت پبكاء مزيف قائلة
شوفتي اللي كنتي بټعيطي عشانه وھتموتي عليه بيزوق امك و بيمد ايده عليها ازاي  
اتخذ خطوه مهدده تجاهها بذهول هاتفا 
انا مديت ايدي عليك عيب تبقي ست كبيرة و في السن ده و تكذبي  
اوقفه جلال و محمود وكلاهما يتحدث لتهدئته فجاءته الرد من رحمه التي هتفت
احترم نفسك لو سمحت ومتكلمش امي كده  
انا محترم ڠضب عنك  
صاح پغضب والدتها نحو الدرج هاتفه بشړ 
ما تعليش صوتك عليا انا وبنتي ولا عشان ستات لا يا حبيبي فوق لنفسك  
حاولت رحمه تهدئتها لتصيح بها 
بس اخرسي وليكي عين تتكلمي مش كفاية مجايبك السودة من الاول هي كلمه واحده اول ما تطلقي منه تتجوزي سعد ابن خالتك ده برقبة عشره زيه  
صعقته كلماتها فدفع عبد الله بأصدقائه و تبعهم يوقفهم بصوت ارعد المكان
سعد ده ايه اللي تنجوزه يا وليه يا مجنونه دي مراتي ولسه علي ذمتي  
انفعلت رحمه التي اصبحت منقسمه بين غريزة الابنة التي تناصر والدتها و غريزة العاشقة التي تحارب لنصر عاشقها ولكن الأبنة انتصرت بقله حيله حينما اعلنت تصديها لأهانته بإهانة مماثله 
انت قليل الادبواضح ان اختياري من الاول كان غلط بجد  
صعق لثوان قبل ان يقابلها بتلك بنظراته المرعبة ليقول بتهكم 
تصدقي صح و عارفه ايه كمان انا قدرك الاسود و طلاق مش هطلق واعلي ما في خيلك اركبي أنت وامك  
علا صوت والدتها بكل ما تعرفه من اهانات لم تتوقف فتجاهلها و والدته معه للرحيل ثم اجابها وهو علي اول الدرج 
انا مش هرد عشان شكلك خرفتي علي كبر يا شيخه كفايه خړاب ارحمينا  
اختفي بذلك عن انظارهم فضغطت رحمه بكفيها علي عيناها قبل ان تنهمر في البكاءتشعر بالضياع رجعت لخانه الصفر
بعد أن

انت في الصفحة 4 من 7 صفحات