اسانسير بقلم دينا إبراهيم
بقى هاه ننجز
حركت رأسها من اعلي للأسفل وهرعت للغرفة كي تغلق الباب خلفها فاتبعها سريعا قائلا وهو الباب
حيلك حيلك وانا هغير فين ولا هصلي بالبدله و الشراب اللي عفن من فرهده الفرح
انكمشت ملامحها باشمئزاز لكنه نجح في التخلص من توترها فقالت
بالله عليك في حد
في الدنيا يبدأ بالكلام ده
انجزي يا ام نص لسان غيري و خلينا نصلي عشان نبدأ الحياة الزوجية اللي افقد الامل فيها دي
مش هتاكل
لا شبعان كلي بس انت و رومي عضمك عشان البلاوي السوده اللي هتحصل
حمحت و
ابتعلت بصعوبة لتستكمل بخفوت
اتسعت ابتسامته خلفه سريعا نحو الغرفة فهتفت بتوتر
في ايه براحه هتوقعني
ايه يا قلبي انت هو مفيش ادني مشاعر
قالها وهو يستدير نحوها بتأفف لتقول بعناد وهي تعقد ذراعيها
لا مفيش
طيب مفيش ادني احساس بالمسؤولية
قالها بمرح و حاجب مرفوع فكبتت ابتسامه قبل ان تجيب بذات المرح
لا بردو
حاول فابتعدت هاتفه
استني
المأذون
إمضاءك اذا سمحتي
دفع بدفتر امامها مشيرا لرقعه بيضاء فارغه منتظرة خطوط بحروف اسمها ارتعشت وجففت عيونها لكن دون جدوي رفعت انظارها ترمقه مره اخيره بنظرة تملئها خيبة الامل و الضياع قبل ان تغمض جفنيها وبنفس عميق وقعت عليها
إذن هكذا يعتصر القهر القلوب شعور موحش موجع لا يرحم خيم الوجوم وجهه غير آبه للمأذون المتكلم معه و رفضت عيناه اطاعته والابتعاد عن صوره وجهها الحزين وبعد ثوان انتقلت عيناه الي قطعه الورق الملقاة امامه و المحددة لمصير قلبيهما مرر اليه المأذون القلم
اجابته بابتسامه واسعه
لا طبعا موحشتنيش للدرجه دي
لوي فمه ساخرا
طيب اكدبي عليا اخدعيني و استغلي الموقف
ضحكت وهي تتقافز بحماس بين ذراعيه فتساءل
يا ماما اهدي وبعدين طالما مش وحشك فهميني اي سر سعادتك ده
جالي وظيفه احلامي من بكره هبقي في المركز الاداري للشركة
يابت اللعيبة الف مبروك
انت مبسوط عشاني صح
اجابها سريعا
اه طبعا أيه السؤال السخيف ده
اصل في حاجه تانيه
حاجه زي ايه
ارتفع حاجبه متعجبا من توترها قائلا
ماتتكلمي في ايه
اصل الوظيفة في محافظة تانية بس دي نقله كبيره لينا انا هاخد مرتب الضعف وحياتنا هتبقي احسن
ازال ذراعيه من حولها ببطء و راقبت الجمود يغطي وجهه فأكملت بخفوت
هيبقي في مشكله
طالعها ثانيه قبل ان يخفض انظاره قائلا
مش عارف انتي رأيك ايه هينفع تسافري و تسبيني هنا
اسرعت بالإجابة
انت ممكن تدور علي شغل هناك بردو انت شاطر واكيد هتلاقي شغل بسرعه
ابتسم بتهكم ليقول
تفتكري واحد معاه اعداديه هيلاقي شغل بالسرعة دي انا لولا خالي معلمني الصانعه دي كان زماني
ضايع انتي فاكره ان من السهل الاقي شغل
استدار وهو يفرك جبينه بتعب مستكملا
بالنسبه ليا شغله زي اللي انا فيها دي اعلي حاجه هوصلها مرتب ثابت و في مكان محترم و تأمينات و كلام ولا في الشغل الحكومي يعني لو سبته و دورت علي شغل جديد عمره ما هيكون كده
يعني مش هينفع
القرار ده مش بتاعي انا مقدرش اقولك اهدمي نفسك عشاني انا عارف ان ده حلمك من يوم ما اتقدمتي علي شغل الكول سنتر في الشركه دي ومقدرش اقولك ضيعيه لكن
رفعت وجهه تطالعه منتظره تلك اللكن فاستكمل بلهجه مهزوزة
لكن انا مقدرش اسيب هنا و اجي معاكي ومش
عارف هتتظبط ازاي او لو في امل تتظبط اصلا
اغمضت عيناها و اعادت رأسها باستسلام وعقلها غارق في تحليلاته و معادلاته وضع ذقنه علي رأسها غارقا في حزنه ان قررت الابتعاد وساد الصمت بينهما فقط دقات قلبيهما و صوت انفاسهم ملئ المكان مر الوقت وهم علي هذا الحال قبل ان يسعل بخفه قائلا
انا هدخل اغير
وانا هجهزلك الغدا
عرضت فأجابها برفض
لا انا مش جعان دلوقتي انا هسيبك تفكري و تقرري هتعملي ايه
لاحظت تفاديه لعيناها و لون وجهه المخطۏف و بحنان عاشقه لم تتحمل وجعه اوقفته بابتسامه صغيره راميه بالعقل وأفكاره الي الچحيم مقرره انقاذه من اضطرابه قائلة
مش محتاجه تفكير اكيد هفضل هنا معاك الشغل طالما جالي مره هيجيلي الف مره لكن انت مش هعوضك في حياتي كوني اني بصحي جمبك كل يوم الصبح دي بالدنيا و اللي عليها
مرر انفه علي جانب وجهها بتوق عاشق ليقول بصوت آجش
انا
بحبك اوي و عارف انك احسن حاجه حصلت او ممكن تحصل في حياتي
مررت اصابعها بين خصلاته خلف رأسه لا تزال مغمضة الاعين وقالت بين ابتسامتها الرقيقه
انا بحبك اكتر
اقسم بالله انا اللي بحبك و بمۏت فيكي
هربت منها ضحكه خافته لتجيب بنصف عين
عبدالله كده هقلق عليك الرومانسيه دي خطړ علي صحتي و هتعبك معايا بعد كده
لامس انفها بأنفه بعشوائية اغرقتها في ضحكاتها ليجيب
انا اسف يا روحي اني رومانسي بس متزعليش بعد كده وتقولي مش بتحبني
كتم اعتراضها المرحه مره اخري حتي انتهي بهم الحال ككل ليله بين ذراعي الاخر بابتسامه راضيه و قلوب مغموره بحب و اكتفاء و هناء
يلا يا حبيبي امضي اللي مش باقي عليك متبقاش عليه
اخرجه من اعمق ذكرياته صوت والدته الذي استطاع لمح نبره الحزن به علي حاله ولكنها تخفيه بقوه مزيفه انتهجتها وقاية من حماته العقربة علي حد قولها فهي ترغبه قويا ليس ذليلا امام غريمتها
الفصل الثالث
ضحكتيني و الله امضي يا بابا خلصنا من الشبكه السوده دي
اجابت والده رحمه بتهكم فتجاهلها وعيناه تبحثت عن عيون زوجته امامه التي ترفض النظر إليه و جسدها ينتفض بين كل ثانيه والاخر من الكتمان القلم بأنفاس عالية لكن دون جدوي رفضت اصابعه التحرك حدقت به رحمه عندما طال الانتظار والتقت اعينهم ولم يخفي عليه شعاع الامل هناك و بدون اي تفكير رمي بالقلم پحده واستقام قائلا
مش هطلق
و بذلك هرع الي الخارج غير مبالي بالقنبلة المنفجرة بصوت والدتها العالي او والدته التي تتشابك معها دفاعا عن حقه بزوجته و لكن صوت حذاء صغير يرعد خلفه هو ما خطڤ انتباهه رحمه تستوقفه خارج مكتب المأذون بقلب يتقافز متسائلة
افهم ايه من اللي بتعمله ده
نفض ذراعه و ضغط علي زر المصعد مجيبا
تفهمي ان انا مش هطلقك
يعني هتسيب شغلك
هتفت بانفعال مستنكره عندما طال صمته
كنت عارفه انك مش هتسيبه وانا لسه علي موقفي اتفضل طلقني
قطع صوتها العالي و اجابته الحانقة صوت صفير يعلن عن وصول المصعد فاستكملت
بقولك طلقني
وطي صوتك احنا يعتبر في الشارع
قالها وهو يضغط علي ذراعها پغضب فاستكملت بنفس النبرة
مالكش دعوه انا حره
جز علي اسنانه قبل