ضراوه عشق بقلم دهب عطيه
له الممرضة على باب الغرفة الماكثه بها وعد
هز رأسه علامة تفهم وشكر واتجه نحو الباب وطرق
عليه قبل فتحه
طل عليهم بهيئته الرجولية الطاغية وتلك الوسامة
الكلاسيكية الجالية عليه بالفطرة
سلام عليكم القى التحية على من تواجد بالغرفة
رفعت وعد رمديتاها الحزينة عليه بقلب يخفق من شدة التوتر والحرج بعد ما علم به واتى لأجله !
جسده اصبح اكتر صلابه قد نحف اكثر من الازم يبدو عليه الارهاق والغربه برغم من تيسير المال والعمل والاقامة كذلك إلا أنه يعاني من شيئا اصعب منهم
الرجولي الممشوق والبشرة الخمرية الشعر البني الناعم والعين البنية القاتمة بقسۏة اقل ما فيه يجذب دوما الأنظار له ويجبر البعض بمراقبة اقل حركة تصدر منه طريقة حديثه وقسمات وجهه المتهجمه ابتسامته المصطنعة والتي يرسمها الآن
إبتسمت نادية ببشاشة وجه
عليكم السلأم ورحمةالله وبركاته ازيك ياعمرو يابني حمدال على سلامه
سلم على زوجة عمه بأحترام وهو يبتسم في وجهها بالباقة
الله ياسلمك يامرات عمي ازي حضرتك
الحمدلله كويسه
رمق عمرو الغرفة الواقف بها سريعا فكانت لا تحتوي إلا على زوجة عمه ووعد
لم يعير اي اهتمام للجالسه أمامه على الفراش وهي أيضا لم ترفع عينيها عليه بعد تفحصها الأول له
اجابته نادية وهي تحضر حقيبة ابنتها
هند بتجيب حاجه من الكفتريا وجايه وعمك في البيت كان فاكر إنك هتروح على هناك فستناك
بلعت وعد ريقها بحزن وڠضب داخلها فوالدها دوما يقلل من اهتمامه بها ودائما ياخذ عمرو المكانه
تعلم السبب جيدا هو لم يريد إياها أبدا
هز عمرو راسه ولم يعلق ورفع بنيتاه أخيرا على تلك الماكثة امامه مطاطاة برأسها للأرض بيأس وتعض على شفتيها السفلى وكأنها تحارب دموعها من الهبوط الآن
لم يستطيع رأيت تلك العيون الرمادية البراقة التي سحرته من اول نظره حينما اتت تلك الطفلة الجميلة بعد صبر سنين !
يالله لم ينسى تفصيله ولو صغيرة بها الي هذا الحد لم ينساها ولو للحظه هل تستحق الخائڼة كل هذا الحب والوفاء
لا يزال يوفي لها برغم من ابتعادهم عن بعض لم تذهب مشاعره لاخرى غيرها ولم يرى وطن
بعدها ! برغم من عمق المشاعر والحب المحمل لها
الچروح بداخله أضعاف مضاعفة من عمق تلك المشاعر الصادقة
الف سلامة عليكي ياوعد اخيرا تكلم بمنتهى الخشونة الباردة وكانه يجبر لسانه على قول كلمات
مجاملة تناسب هذا الموقف
رفعت عينيها الامعة بالحزن والذي ذادهم جمالا فوق جمالها هتفت بصوت خافض والحرج ېقتلها
ببطء
الله يسلمك حمدال على سلامة
تعلقت عينيه القاسېة عليها بمنتهي الهيمنة مدقق بكل تفصيله بوجهها وكانه يدرسه
شعرت بسخونة وجنتيها ڠضبا وتوتر فنظرته لم تكن فقط مهيمنة عليها بل كانت تشعر بانها تجدرها من كل شيء يعتريها
بلعت ريقها بتوتر واسلبت عينيها سريعا عنه بحرج وتردد
ارفعي عينك ياوعد هتف بأمر جعل سائر جسدها ينتبه له وكذلك فعلت نادية التي نظرت له بريبة
اتت عينيها بعيناه فوجدته يسألها بهدوء بارد
انتي عايزه تطلقي من هشام
قاسې
لماذا يريد سماع اجابها علم بها مسبقا من والدها
تعالت انفاسها وكانت في موقف لا تحسد عليه لو شخصا اخر يطرح السؤال كانت اجابة بسرعة وبمنتهى الفتور
لكن مع عمرو الوضع حساس وهو يعلم هذا جيدا ومن المؤكد أنه يقصد آلامها وتزايد حرجها
رفعت الحرج نادية عن ابنتها وهي ترد عليه
اكيد عايز تطلق منه بعد اللي عمله مستحيل
تعيش معاه
القى نظره سريعه على نادية قبل ان يعود بانظاره الثاقبة عليها
معلشي يامرات عمي انا عايز اسمعها منها
مستني اجابتك ياوعد على اساسها هنفذ اللي في دماغي
للمره الثانية يصر بضراوة على إجابة تنهي كل شيء
اسبلت عينيها بتردد وتحدثت بصوت خافض
ااه عايزه أطلق
عالي صوتك انا مش سامع حاجه
رفعت عينيها عليه بنظرة مهزوزه وجدته يجدرها بكل تلك القسۏة اللا منتهية
فتحت فمها ورفعت صوتها قليلا
انا وهشام مبقناش ننفع لبعض وطلاق مبينا اسلم حل
هز رأسه بتفهم وهو يبعد عينيه أخيرا عنها
تنفست الصعداء
بعد ابتعاد انظاره عنها
دلفت هند في تلك الاوقات عليهم وسريعا تهلل وجهها بغمرة الفرح وصاحت بسعادة
عمرو حبيبي أخيرا جيت
عانقته بشدة وشوق اخوي طاغى على كلاهما هتف عمرو وسط عناقه لها
وحشتيني ياهنود عامله إيه ياحبيبتي
ابتعدت عنه بفرحه
كويسه وبقيت كويسه اكتر لم شوفتك حمدال على سلامة جيت امته ومقولتليش ليه كنت جتلك
في المطار
ابتسم بحب لها وهو يقول
يابنتي كفاية رغي وبعدين مش الاهم انك شوفتيني
لکمته في ذراعه بحنق
انا رغايه طب انا غلطانه ارجع مكان ما جيت
مانا راجع بس وانتي معايا
نظرت له هند بعدم فهم
يعني إيه
أحاط بذراعه منكبيها وهو يتابع بهدوء
يعني انا مش هسافر غير بعد ماتخلصي امتحاناتك
وتاخدي الشهادة كمان ساعتها بقه مليش حجه هضطر اخدك معايه وتعيشي في بيتنا الجديد
توسعت عيني هند بسعادة اكثر وهي تصيح بعدم تصديق
فرنسا بجد بجد انت احسن اخ في دنيا عانقته مره اخرى بسعادة أكبر
إبتسمت وعد بمحبة لهم دوما تتمنى داخلها ان تحصل يوما على هذا الجانب من الحب
يظن البعض ان أمرأه مثلها لم تحرم يوما من شيء فهي تمتلك المال والجاه والوجه الحسن تعمل فيما
تحب وتنجح فيه بمهارة تزوجت مما تحب وامتلكت
اسم عائلة لها نفوذ ذائعة الصيت والمكانه ماذا ستتمنى وتنول اكثر من ذلك
لكن حين تتعمق في حياتها تراها كئيبه خاليه من الحب والاهتمام لولا والدتها وحنانها الطاغي
لكانت انهت حياتها الباسة باللحظة ضعف من الذي تتعرض له دوما وحدها!
دلف الطبيب ومعه الممرضة وقد احضرو معهم
مقعد متحرك
سلام عليكم ازيك النهاردة يامدام وعد
هزت وعد راسها بإبتسامة خافته ورددت الحمد بهدوء
اشار الطبيب على الممرضه بجدية وهو يقول
دي هتكون الممرضة نورا المرفقة ليكي يامدام وعد لحد ما صحتك تتحسن ان شاء الله وتفقي الجبس اللي في رجلك
هزت رأسها بتفهم وهي تبتسم لنورا بلطف فبدلته الثانيه بأحترام
تحدث الطبيب مره اخرى قبل ان يخرج
الكرسي ده نورا هتساعدك تخرجي بيه لحد العربية
نظرت وعد للكرسي وهزت رأسها بتفهم
خرج الطبيب من الغرفة وترك نوراالممرضه معهم
تحدث عمرو بهدوء وهو يرمق هذا المقعد المتحرك بنظره سريعه
انتي خلصتي كده يامرات عمي ولا لسه قدامك شويه
تفقدت نادية المكان من حولها بعينيها بنظره سريعه قبل ان تقول
لا كده خلاص فاضل بس نساعد وعد تقعد على الكرسي
تحدث بمنتهى الفتور
طب اسبقونا على برا وانا هساعد وعد
نظر له الجميع بأستغراب ولكن سرعان ما نفذه اوامره بعد الجدية الجليه عليه
ظلت نورا واقفه في الغرفة تنتظر طلب المساعدة منها لكن عمرو اقترب منها وهمس بشيء ما في أذنيه لم يصل لمسامع وعد
هزت الممرضه رأسها بتفهم وخرجت سريعا وتركتهم
بمفردهم
رفعت وعد عينيها عليه وهي تقول بتردد
انتي ليه خرجتهم كلهم مين اللي هيساعدني دلوقتي قعد على الكرسي
انا ! اقترب منها وحملها بين ذراعيه في غمرة تشتت عقلها من اجابته الصريحة
شهقت بحرج وهي تنظر له بدهشه
انت بتعمل اي ياعمرو
تحرك بروز عنقه بعد نطقها الناعم بأسمه وكانه لا يعرف اهمية إسمه إلا حينما تنادي به
نظر بالقرب من عينيها وهو يقول بهيمنة طاغية
هوصلك لحد العربية
مينفعش الكرسي موجود
هتف بسرعه امام وجهها
اللي مينفعش اني اشوفك قعده عليه
نظرت له بدهشة ممزوجه بالحيرة من جملته الغريبة
عليها لكنها صدمة وهي تسمعه يكمل بمنتهى البرود
العكاز ده هيساعدك اكتر يابنت عمي
شعرت بدخول الممرضه مره اخرى وفي يداها عكازين تتوكا عليهم وعد مؤقتا لحين تحسن
قدمها اليمنى
وضعها على الارض بهدوء ويداه القوية مثبته على ذراعها تثبت إياها على الأرض وضعت الممرضه العكازين لها وبدت ثابته اكثر على الأرض بمفرده
تركها عمرو ثم خرج من الغرفة وهو يقول ببساطة
هستناكم في العربية
رفعت وعد حاجبيها بريبه بعد خروجه فتلك التصرفات الغريبه الفاترة والمبهمه في بعض
الأحيان تربكها بشدة
غامت رمديتيها بتفكير فهي لا تعرف ما ينتظرها
في الأيام القادمة بعد ان علمت بمكوثه معهم لمدة شهر او أكثر !
وهل بعد تلك الحقائق الذي علم بها سيبقى الوضع بينهم هادئ ومستقر
لا لا تظن ذلك !!
لن ينسى عمرو ولن يغفر لها ولن تعود علاقتهم طبيعية كابنة عم وبمثابة اختا له كما تمنت دوما
منه !!
كل شيء بالحياة محدد الا ملحمة الحب تبقى ضراوة ثابته !
يتبع
البارت الرابع
حمدال على سلامه ياعمرو نورت بيتك يابن الغالي رحب به ثروت بحراره وعناق دام لدقائق
ابتسم عمرو وهو يرد عليه بنفس ذات المحبة
الله يسلمك ياعمي البيت منورب بأهله
ابعده ثروت عنه وهو يقول بعتاب
وانت من من أهله برضه ياعمرو
ابتسم عمرو باستياء وهو يجلس على المقعد أمام عمه في غرفة مكتب القصر
مقصدش ياعمي انت دايما واخد كل حاجه قفش كده
القى ثروت نظرة حزن وعتاب
زعلان منك وانت عارف والغريبه انك مش عايز ترضيني
أشار عمرو على نفسه پصدمة وهو يقول
انا ياعمي طب زعلتك في إيه ولا بلاش دي لحسان تزعل بزياده قولي ارضيك ازاي وانا ارضيك
القى عليه ثروت نظرة خاطفه وهتف ب
رضايه إنك تفضل في مصر وتعيش معانا زي زمان
هتف عمرو سريعا باصرار
مينفعش ياعمي انا خلاص استقريت هناك وشغلي وحياتي كلها بقت هناك
طب وحياتك اللي هنا وشغلك وشركة ابوك وجدك هتسبها كده بساهل
ربت على ركبته بقنوط
البركه فيك ياعمي
نظر له ثروت بحزن
انا مش هعيش العمر كله ياعمرو ومفيش وريث لعيلة الاباصيري غيرك هند ووعد مهما كانوا عمرهم ما هيبقى رجاله بشنبات الست ست والرجل
راجل يابني ولو فضلت منشف دماغك بشكل ده
هتضيع كل حاجه وزي ماقولتلك في الأول انا مش هعيشلكم العمر كله
تافف عمرو بانزعاج من سيرة المۏت والفراق المحتوم
ربنا يديك الصحة ياعمي ويباركلنا في عمرك عشان خاطري بلاش نجيب السيره دي وخلينا في المهم
تقوس فم ثروت وهو يجده يهرب من الحديث ككل
مره يحاول تغير فكرة مكوثه في بلد بعيدة عنه
ماشي قولي هنعمل إيه مع اللي إسمه هشام ده
انا كنت بفكر البسه نصيبه توديه ورا عين الشمس واخلص منه ومن قرفه بس لم قعدت مع نفسي
وحسبتها لقيت ان انا هضر نفسي وشغلي وسمعتي
وانت عارف العين علينا من ساعات ماتجوزت الزفت
ده الصحافة بتشمشم على اي خبر ولو صغير عننا
وعنها هي كمان بعد ما تشهرت في مجل الموضه وبقت وجه اعلامي لكذا منتج معروف بقت العين عليها اكتر
تافف عمرو بضيق حين وصل حديث عمه لنقطة عملها التي خاضتها ونجحت في مجالها واصبحت
ذائعة الصيت كأشهر موديل في مجال الموضه
ووجه اعلامي لاكثر من مجله معروفه
حين ارتبط بها كانت مصره على خوض التجربة والعمل في شركة والدها كاوجه إعلامي منافسه
بمنتهى الثقة احد عارضات