ضراوه عشق بقلم دهب عطيه
شاب فاهم وطموح زي ابن أخويه
صمت وهو يرمق ابنته بعتاب قاسې
ابعدت رماديتاها الباكية عن مرمى عينا والدها القاسېة فمزال
العتاب ولوم في بدايته!
هتفت نادية وسط حسرتها على ابنتها
يعني إيه هنسبها على ذمته
نظر لهم بحيرة أكبر وهو لا يعرف ماذا سيفعل الآن
مقدمناش حل غير كده
شكت شفتيها شهقة عالية لا تخلو من الصدمة والحزن على قسۏة قلب والدها عليها
هل اختيارها الخاطئ سيجعلها تعاني في حياتها ماتبقى منها وما مر عليها !
نظر لابنته ولصډمتها ولحيرة عينيها الباكية تتجرع
القهر الآن بمنتهى البساطة وهي من جانت على نفسها بذلك
صاحت نادية في زوجها پغضب
انت بتقول إيه ياثروت انت عايز بنتك ترجعله وتعيش معاه بعد كل اللي عرفناه عنه
برهة قبل ان يقترح حالا آخر
في حل تاني غير انها ترجعله
نظرت له نادية بشك
حل إيه ياثروت
تطلعت عليه وعد وهي تراه يكمل حديثه بمنتهى البطء والحذر
عمرو!!
توسعت رمديتاها وهي تبلع ما بحلقها بقلق
عمرو انا هكلمه وحكيله اللي حصل وهو اكيد هيشوف حل تاني مع الكلب ده غير موضوع الفلوس
كادت ان تعترض وعد سريعا كاعادته حينما يتعلق الامر بعودة عمرومره أخرى ورايته لحالها الآن! لكن
منعت إياها والدتها حينما مسكت ذراعها ونظرت له بصلابة
هتفت نادية بصرامة
اعمل اللي انت عايزه المهم بنتك تطلق
لجت الممرضة داخل الغرفة لتفحص وعد وتطمئن على صحته مثلما وصى عليها الطبيب المتابع لحالته
برغم من اسئلة الممرضة المعتادة في هذا الفحص الطبي إلا ان وعد لم تجيب على شيء لم ترى
احد غير والدها الذي يتحدث بالهاتف امامها بمنتهى
الهدوء وكأن صوته يصل لمسامعها بوضوح
ارتدى ساعة معصمه وهو يرمق دارينالتي وقفت بجوار سفرة الطعام تتفقد الفطور الذي اعدته له
ان كان ينقصه شيء
جلس عمروعلى المقعد امامه سفرة الطعام مسك
الاب توبالخاص به والذي وضعته دارين على سفرة الطعام أمامه فهو يتفحص بعض الأشياء
اي اخبار اعلان شركة VIPهنبدأ تصوير فيه امته
قالت دارين بعملية
المفروض الفترة الجايه نبدأ تصويره بس هما عايزين فكره جديدة مش مكرره يعني
هز راسه بتفهم وهو يرتشف قهوة الصباح وبنيتاه لا تفارق شاشة الحسوب
تفقدته دارين بابتسامة هادئة وعينيها الخضراء تتشرب كل تفصيله به
احس بمراقبتها له رفع عينيه عليها وهو يهز راسه بستفهام
في حاجه يادارين عايزه تقولي حاجه
هزت راسها بنفي واسلبت عينيها في الأرض بحرج
رماها بنظرة خاطفه قبل ان يسالها بهدوء
مش بتاكلي ليه
عضت على شفتيها متصنعه الحرج
يعني مش وقته في Break اكون جوعت
هز راسه بتفهم وهو يقول
تمام لو حبه تشربي قهوة المطبخ عندك اتعملي عادي
نظرت له بحنق فهو لم يهتم ولو لثواني لبث اي أمل في علاقتهم
مطت شفتيها وهي تنهض متصنعه الوداعة
اوكي هروح اعملي فنجان قهوة على ما تخلص فطارك
هز رأسه بهدوء وهو يكمل تفحص عمله عبر هذا الحسوب
صدح هاتفه في تلك الأوقات التقطة بين يده وهو يرى الشاشة تنير بأسم عمه
الو إزيك ياعمي عامل إيه
رد ثروت عبر الهاتف بطريقته المعتادة
اكيد مش كويس طول مانت متغرب كده
تنهد عمرو بهدوء واجاب
انا مش متغرب ياعمي ولا حاجه انا خلاص استقريت وهكمل حياتي هنا المهم اي اخبار الشغل عندك
الشغل كويس ولولا تصميماتك وافكارك كان زمان الشركة وقعت من زمان
ابتسم عمرو بحزن وهو يقول بحرج
متقلقيش ياعمي مفيش حاجه من دي هتحصل دي شركة جدي ووالدي كمان واكيد خسرتها هتوجعني زيك تمام وعشان اطمنك اكتر ان شاء آلله هتابع
معظم العروض اللي جيلنا على موقع الشركة وهتفق
مع المصممين اللي هناك
همهم ثروت بحرج
انا عارف ياعمرو بس انا مش بكلمك عشان الشغل
اعتدل عمرو في جلسته سريعا وقد انتابه القلق
امال في اي ياعمي قلقتني
بلع ثروت ما بحلقه بتوتر
وعد
انتبهت كل حواسه بعد لفظ إسمها بكل هذا التوتر والحرج البادي
مالها وعد ياعمي في حاجه حصلت عندكم
سمعت اسمها يخرج من فمه بسؤال وقلق بادي عليه
اكفهر وجهها پغضب ڼاري وهي تخمم لقب تلك الوعد
هل هي زوجته ام احد اقاربه
وان كانت زوجته فلما لم تحضر هنا معه لم استقر في فرنسا بدونها
عضت دارين على شفتيها پغضب ووجه متجهم
اقتربت منه دارين بخطوات ثابته وهي تتظاهر بعدم سماعها شيء
استمعت لعمرو يتحدث پغضب عبر الهاتف
ابن ال عض على لسانه ممانع لفظ افظع الشتائم
عنه تابع بحنق
بلاش تعمل حاجه ياعمي الا لما اجي انا هخلصك من الحوار دا كله
تحدث ثروت بياس وعينيه على ابنته
هتعمل اي ياعمرو هنديله الفلوس عشان يطلقها
اظلمت عيني عمرو وهو يهتف بغموض
لما ارجع ياعمي لما ارجع هنتكلم
تهللت السعادة في عين ثروت بأمل!
لم ترجع هترجع امته ياعمرو
قريب قريب هبلغك بمعاد الطيارة اغلق الخط بعد ان القى السلام عليه
وقفت دارين أمامه وهي تلملم متعلقاتها بهدوء واتزان
ها ياعمرو ناوي تصور الفين
لم يكن معها بالمره بل كان شرد في تلك الأخبار المفاجأه عن وطن محتل قد دعى إياها بضراوة
ليحرره
من براثن الشيطان
لماذا دعتني هي تعرف انني اسواء منه بمراحل!
لن يهمني سافعل هذا لاجل اسم العائلة واكراما لعمي
وزوجته الذين لم يبخل أحدهم علي انا وشقيقتي
بالحب والاهتمام
سأعود ولكن عوده مؤقته أوعدك انها لن تطول !
عمرو عمرو انت كويس شعر بصوت ناعم ينتشله من شروده ولمسة يد حانية توضع على كتفه الصلب
نظر نحو دارين وهو يقول بهدوء
دارين بتقولي حاجه
رمقته بقلق وهي تسأله بخبث
بقالي ربع ساعه بكلمك مالك في حاجه حصلت في مصر
هز رأسه ورد بهدوء
شوية مشاكل بسيطة في شغل اللي هناك هسافر أخلصه ورجع تاني
هتسافر هتسافر امته رفعت حاجبيها وهي تدقق به
وجدته يرفع هاتفه وهو يقول بنبرة أمر
احجزلي على اول طيارة نزله مصر تريث برهة قبل ان يسمع الطرف الآخر تابع عمرو بعد ثلاث دقائق من الصمت
تمام مفيش مشكله احجزلي عندك أصبح الساعة تمانيه رمق دارين وهو يشير لها
اكتبي يادارين عندك
سجلت دارين على مضض سجل السفر الغير مرغوب به!
اغلق عمرو الهاتف وهو يلملم اشيائه قائلا بعملية
يلا بين عشان نكمل اي شغل مهم النهاردة وناجل اللي ينفع يتاجل لحد ما رجع تاني
هو انت هطول ياعمرو
اسبوعين بكتير وهرجع وانتي مكاني لحد ما رجع نظر لها بجدية لا تقبل التهاون في تلك المسأله
هزت رأسها بتفهم
متقلقش المهم ترجع تاني قالت اخر جمله بداخلها بقلق
اشټعل قلب هند بالڠضب والحقد من ناحية وعداكثر فمزال بداخلها ذات الانطباع القاسې ان ابنة عمها سبب غربة وفراق اخيها عنها
سألت نادية زوجها بأمل جديد
يعني هو قالك هيتصرف
هز ثروت رأسه بايجاب
طب هيرجع أمته طرحت نادية سؤال آخر
رد ثروت بمنتهى الصلابة
مش عارف بس هو قالي انه راجع قريب وهيبلغني عشان ابعتله العربية تاخده من المطار
هزت نادية رأسها بتفهم وداخلها تدعي بانتهاء هذا الکابوس
لاحت منها نظرة حانية تبث الأمل لابنتها الجالسه على فراش المشفى متعبة الوجه شاحبه بعيون حمراء من كثرة البكاء
كل حاجه هتبقى كويسه ياحبيبتي متخفيش
هزت رأسها بتفهم وهي تستلقي على صدر والدتها بتعب
رددت نادية بعض الآيات القرانية وهي تربت على منكبي ابنتها بحنان
اغمضت وعد عينيها وهي ترتجف داخلها بقوة كلما فكرة بحالها وما ينتظرها بالايام القادمة مع عائلتها
وحياتها بعد ان تحصل على لقب مطلقه!
قتل الصمت في الغرفة صوت هند الكاره للفكرة المطروحة أمامها
انا مش فهمه ياعمي اي دخل عمرو في طلاق وعد من هشام يعني هو ماله اخويه زمان سافر من قبل حتى مايحضر فرحهم ومحضرش اي حاجه تخص موضوعهم ليه عايزين تدخلوه دلوقتي في موضوع طلقهم
ارتفع رأس وعد عن حضڼ والدتها وسلط الجميع انظاره على هند التي نظرت لهم بهدوء لكن كانت عينيها بركتان من الكره والڠضب الموجه نحو وعد لا غيرها
لم يتحدث ثروت بل ظل صامتا يرمق ابنة اخيه الرقيقه الهادئه دوما وهي تتحدث كالنمرة الشرسة التي تود الانقضاض على من يحاول فقط الاقتراب
منها ومن عائلتها الوحيدة!
اول من هتفت بأستغراب كانت نادية
ليه بتقولي كده ياهند احنا طلبنا مساعدة عمرو لان هشام كان يوم من لايام صاحبه واكي
حضرتك قولتي ياطنط كان صاحبه لكن بعد اللي حصل وجوازه من خطبته بترت جملتها عمدا قبل ان تقول باهانة
قصدي بنت عمي علاقتهم إنتهت بعد جوازه منها وكلنا عرفين السبب تحشرج صوت هند بحزن على اخيها
انا مش عارفه إزاي تطلبو منه حاجه زي دي بعد اللي حصل زمان إيه محدش فيكم مراعي شعوره
نزلت دموع نادية بحزن
يابنتي انتي لسه صغيرة ومش فهمه يعني اي قسمة ونصيب
اسلبت هند عينيها ونزلت دموعها وهي تستاذن منهم بالباقة وحزن
انا اسفه لو ضايقتكم بس عمرو دا أخويه وانا اكتر واحده حسى بيه
خرجت من الغرفة وتركت ثلاثتهم بحيرة اكبر بعد حديثها
والديها يفكرون بأمرين لا ثالث لهم
هل عمرو يحمل الكره والاڼتقام لابنتهم
هل لا يزال يحمل الحب لابنتهم بعد كل ماحدث
بينهم
اما وعد فكانت حزينه شاردة في صداقتها مع هند التي إنتهت منذ عامان حين فسخت خطوبتها
باخيها عمرو
تعلم ان عمرو بنسبه لهند ليس فقط اخ بل العائلة بأكملها سعادته تفرحها بشدة وحزنه يزيد حزنها أضعاف لن تعاتبها فإن كان لها اخ او اخت ستفعل
مثلها واكثر قد أخطأت وتعلم لكن من سيفهم
انها أحببت هشام من قلبها وتمنت الزواج منه
برضا عائلتها وامام الله والجميع هل ستظل تعاقب
على تلك الخطوة من حياتها القادمة ! وهل حب عمرو كان امرا مفروض عليها من جميع من
حولها
في صباح اليوم الثاني
أقلعت الطائرة متوجهه الى مطار القاهرة
بعد عدة ساعات
خرج عمرو من المطار وهو ممسك حقيبة سفرة استدار عند نقطة معينة فوجد سائق عمه ينتظره هناك
اقترب منه الرجل العجوز وهو يقول بلطف
حمدال على سلامتك ياعمرو بيه
ابتسم عمرو بود وهو يرد عليه
الله يسلمك ياعم محروس عاش من شافك
العمر كله ليك يا ساعت البيه فتح له باب السيارة بأحترام
الجماعه خرجت من المستشفى ولا لسه لج عمرو لداخل السيارة وهو يسمع اجابة السائق وهو يحتل
مقعد القيادة
هما لسه في المستشفى بس الدكتور امر بخروج وعد هانم وانا هوصل حضرتك لقصر الاباصيري
وهرجع اخدهم من هناك
هز عمرو راسه بنفي وهو يأمر السائق بهدوء
لا ياعم محروس أطلع على المستشفى
بس ياعمرو يابني
ثروت بيه قالي اوصلك البيت عشآن ترتاح من مشوار السفر و
هتف عمرو بقنوط
ياعم محروس اطلع على المستشفى الاول وبعدين هنروح كلنا على البيت
مط العجوز شفتيه وهو يلبي طلبه على مضض
الجميع يعرف القصة من بدايته وعمروله مكانه عالية في قلب كل من رآه
وصل عمرو امام المشفى وخطى عدة خطوات بداخلها
اوقف احد الممرضين وهو يطرح سؤاله بوقار
لو سمحت وعد ثروت الاباصيري غرفتها رقم كام
رمقته الممرضة باعجاب صارخ وهي تبتسم بنعومة
حضرتك تقربلها
تافف قليلا وهو يجيب على مضض
ابن عمها
هتفت الممرضه بهيام
يابختها
نعم
تنحنحت الممرضة بحرج
احم اتفضل معايا هوصلك عندها
اشارت