ضراوه عشق بقلم دهب عطيه
الأزياء الأجانب ذوات الجنسيات المختلفة كان رفض عمرو وقتها قاطع
وصارم عكسثروتالذي لم يرفض الفكرة فوعد
كانت في صغرها تظهر على التلفاز وهي تسوق
بعض المنتجات الغذائية وبعض الملابس الانيقة
المخصصه للأطفال فكان الأمر لثروت عاديا
ويسمى بالعمل والموهبة مثلما كانت ترى وعد
الموهبة والمتعة فيما تفعله والشيء الوحيد
لكنه كان يغار من هذا العمل ويرفضه رفض قاطع
وحين شعر بحزنها اقترح عليها فكرة العمل معه
مساعدة وتحت التدريب لتفهم اكثر مجالهم
تصميمات مجال التصوير والاخراج إختيار الموديل الانساب لتسويق المناسب والنجاح الحاتم
ولاخره
كل شيء كان يود تعليمه لها بعيدا عن تلك المهنة التي تجري في عروقها منذ الصغر!
وعد ثروت الاباصيري عارضة أزياء ذائعة الصيت !
ساكت ليه ياعمرو قولي الحل ايه مع ده
فاق عمرو من شرود على سؤال عمه تنحنح وهو ينظر له بغموض
انا حضرت الفلوس اللي طلبها
إيه انت ناوي تديله الفلوس عشان يطلقها
عندك حل تاني ياعمي سأله وهو يرفع حاجبه بانتظار حالا آخر
زفر ثروت وهو ينهض مشعل سجارته قبل ان يقول بقلة حيله
لو عندي حل تاني مش هطلب منك تصرف ياعمرو
نهض عمرو من مكانه وهو يقول
خلاص ياعمي سبني اتصرف انا المرادي ولي فيه الخير ربنا هيقدمه
لاحت على وجهه إبتسامة بسيطة وهو يقول
بشهامة
فداك اي فلوس ياعمي المهم اسمك واسم
العيلة يفضل زي ماهوا زي ما جدي وصاك زمان وانت وصتني ولا نسيت
أجابه ثروت بمحبة
مفيش أب بينسى كلامه لابنى
في تلك الاوقات طرقت الخادمة على باب المكتب ثم دلفت بعد الاستئذان وقالت بتهذيب
هتف ثروت بهدوء
لا استني شوية ياروحيه عمرو لسه راجع من سفر
ومحتاج يستريح شويه قبل اي حاجه
ابتسم عمرو بامتنان نحو عمه وهو يقول
ولله مافي حد فالبيت ده فهمني قدك انا فعلا محتاج استريح شويه قبل اي حاجه
أومأ له ثروت بتفهم وهو يسال الخادمة بخشونة
اجابت سريعا
ايوه ياساعت البيه جاهزه من إمبارح
قال عمرو بلطف
لو مش هتعبك بقه فنجان قهوة سادة وطلعيهولي على فوق
أبتسمت الخادمة على لطف كلماته وبساطتها وكانها لا تعمل عنده وتاخذ أجر لذلك!
من عنيه يابيه دقيقه وتكون القهوة عندك
على مهلك انا مش مستعجل خرج من المكتب بعد ان القى نظره اخيره على عمه
تمتمت الخادمة وهي تخرج بتعجب من تلك النوعية التي لم تتعامل معها مسبقا!
يسلام على الذوق والاخلاق ربنا يكتر من امثالك صحيح الدنيا لسه
فيها ولاد أصول والفلوس لا بتغيرهم ولا بتنفخهم على الخلق
طب هي فين نورا ياماما سائلة وعد والدتها وهي
تشعر بۏجع حاد في قدمها اليمنى
اجابتها نادية وهي تبحث عن المسكن لها
نزلته تتغدى تحت في المطبخ رمقت ابنتها بقلق وهي تاخذ عدة أقراص مسكنه
بصي انا هنزل اسأله على انه مسكن تاخديه دلوقتي لرجلك
ظهر الألم على وجه وعد وهي تقول بتعب
خلاص ياماما انا هستحمل شويه لحد ماترجع مينفعش تنزلي تساليها وهي بتاكل البنت هتتحرج
برمت نادية شفتيها وهي تقول باستنكار
تتحرج إيه ومينفعش إيه مش دا شغلها ! خليكي انتي بس مكانك وانا شويه وجايه
اومات له وعد بتفهم خرجت نادية وتركت الباب مفتوح لحين عودتها
تنهدت وعد وهي تنظر أمامها بحزن لا تعرف لم تبدل الحال بالحظه وأصبحت في بيت والدها تطلب المساعدة منه ومن هذا العمرو الذي يصر على اهانتها
واحراجها بطريقه ماكره غير مباشرة للجميع
مرت الدقائق على شرودها وتفكيرها في حياتها القادمة بعد ان تطوي ورقة هشام للأبد من ايامها
البأسة !
رفعت رمديتاها بجوارها لتجد العكاز بجانبها
اخرجت أنفاسه بحنق وهي تحاول النهوض مستنده عليه فقد ملت من جلستها تلك
مسكت العكاز وتكات عليه انتصبت في وقفتها بصعوبة وبعد عناء ثبتت قدمها اليسر في الأرض
والأخرى تكاد لا تلامس الأرض
خطات عدة خطوات بتمهل فهي لم تجربه وحدها حين اتكات عليه في المشفى كان بمساعدة ومساندة تلك المرافقة نورا
الخطوة الثالثة لم تنتبه لها جيدا تعرقل العكاز في سجادة اسفلها لتجد نفسها ترتطم في الأرض بقوة
على اثارها صړخت صرخه مكتومه
على ناحية الأخرى
كان يصعد عمرو على السلالم متوجه الى غرفته في ذات الدور لكن الارتطام اوقفه وانتابه القلق حين رفع بنيتاه على غرفتها المفتوحه
ركض نحو الغرفة بدون تفكير
لج لداخل بسرعة فوجدها تبكي وتتالم طاحه على الأرض تحاول النهوض ولكنها تفشل بسبب ۏجع
قدمها
وعد
نادى عليها بالهفة وجثى امامها مساعدها على النهوض
إيه اللي حصل وفين البنت اللي كانت جايه معانا
نزلت دموعها وهي تقول بتعب
كلهم تحت
صاح بحنق وهو يساعدها على الجلوس في
الفراش
كلهم تحت وازاي يسبوكي وانتي كده رمق دموعها تنزل بغزاره
للحظه نسى كل شيء وهو يمد يده بمنتهى الحنان والاهتمام ماسح اياهم وهو يقول بلطف وقلق
كفايه عياط مالك رجلك وجعاكي الوقعه ۏجعتك اوي كده
نظرت لعمق بنيتيه پصدمة من اهتمامه بها
وحنانه ولطفه عليها برغم من كل شيء بينهم ! تشربة بعينيها اكثر وعن قرب وجهه الرجولي وملامحه الجذابه و يده لا تزال على وجنتها أنفاسه الرجوليه وعطره الممزوج بها والذي
تستنشقه بوضوح
ابعدت عينيها بصعوبة عنه وهي تتحدث بنبرة أهدى قليلا
مفيش حاجه انا كويسة
انزل يده عنها وقد أنتبه لتصرفاته المخزية مع أمرأه
خائڼه مثلها لا تستحق كل ما يقدم لهآ !
نهض بحدة وهو يعود لهذا الرجل البارد الهادئ بطريقة مستفزة
خليكي مكانك متتحركيش وانا هبعتلك حد يقعد معاكي ويساعدك
اسلبت عينيها ولم ترفعها أليه
استدار لكن سريعا الټفت لها وهو يقول بتذكر
على فكره انا بعت مرسال لي هشام وقريب اوي
هنبدأ في إجراءات الطلاق دا لو لسه مغيرتيش رأيك
رفعت رأسها وحدجت به بحنق
هغير رأيي إزاي يعني هو لعب عيال
يمكن! انتي بذات يابنت عمي مش بستبعد تعمل اي حاجه رماها بنظرة استهانة
قالت باستنكار
واضح إنك مش فاهم اللي حصل بيني وبين هشام
اجابها بسرعة مهينه
فاهم بس اللي بيخون دايما بيتخان ولا إيه
ثبتت عينيه في عينيها بمنتهى التوتر
انتي ليه بتفتح في القديم موضوعنا
قاطعها بسرعها
موضوعنا هو احنا كان في مبينا مواضيع قبل كده رمقها ببساطة وهو يكمل بمكر
على فكره انا مش بتكلم على حاجه تخصني انا بتكلم على ابوكي إللي قللتي منه لم سلمتي نفسك لواحد زي ده
رفعت حاجبيها پصدمة
سلمت نفسي دا جوزي!
وقبل مايكون جوزك وضع يده في جيبه وهو يرمقها بتهكم
انا مش فاهمه حاجه انت تقصد إيه بظبط
ظهر شبح إبتسامة جانبيه على شفتيه وهو يهز راسه باستهزء
ماترد عليه ياعمرو تقصد إيه بكلامك ده
عالة ابتسامته بسخرية وتهكم اكبر وهو يقول
انتي عارفه انا اقصد إيه كويس بس كل اللي كنت عايز اوصلهولك ان اي علاقة بتبدأ كده بتنتهي باسوء من كده!
تحدثت بتسرع وغباء
قصدك ان كما تدين تدان وان هشام كان عنده حق لم خاني رمقته بحنق
عالى صوته قليلا پغضب
الجمله الاولى دي تنطبق على اللي لسه وقف مكانه مستني اي حآجه تشفي غليله منك بس انا مش شايفك أصلا عشان استنى
رمقها ببرود ثم اكمل الاجابه على آخر جملها لها
اما بنسبه هشام عند حق ولا لا فانا شايف انك
مقدرتيش تملي عينه وبصراحة عنده حق ماهو اللي زيك برضو مايملاش العين
توسعت عينيها پصدمة وعدم تصديق فقد خدش الانثى بداخلها وهز ثقتها بنفسها اكثر من السابق!
قبل خروجه من غرفتها القى عليها نظرة بارده هادئه وكانه لم يهين إياها منذ ثواني فقط
لم تشعر بشيء إلا بدموع الساخنة تلامس بشرتها الشاحبة بمنتهى الانسياب تسحبها اخرى وأخرى الا حين التعب ونوم بحاله تشفق عليها العين
دخل غرفته بمنتهى الڠضب والحنق بدى وكأنه
عمرو الاباصيري الحقيقي بالوجه والتصرفات العادية الغير زائفة غرز اصابعه في شعره بقوة كاد ان يقتلعه من شدة الڠضب تعرق وجهه بشدة وتسارعة انفاسه وكانه في ضراوة
الحروب يقف!
كثرة كتمان ما يعتريه يسبب له الأكثر والاسوء
بداخله
يصل لذروة غضبه وصبره بجوارها ينفاذ
يريدها يقسم انه يريدها برغم من كل شيء بينهم!
يريد ان ېهشم جسدها بين ذراعيه يريد ان ېحرق جسدها تحت جسده يريد ان يذيقها عڈابه وحبه
كيف سيفعل وكبريائه يمنعه من ذلك فعلت الكثير
واقل شيء لا يغفر ولا ينسى لها
لا تزال تبتعد عنه وهو يقترب لماذا لا يقسى قلبه لماذا لا ينتقم منها ويذيقها ذات العڈاب وينفطر
قلبها مثلما فعلت معه سابقا !
توجه للحمام وهو يود التخلص من كل تلك العواصف ونسيان أمر وجودها معه تحت سقف واحد
تخلص من ملابسه ووقف فالمغطس تتساقط المياه الباردة على جسده بسرعة أسرع من دقات
قلبه المناديه بها
رفع رأسه وحبس أنفاسه لتسقط بقوة على وجهه مباشرة وخرير المياة يسد أذنيه
شعر بالمسة يدها الحانية عليه وهمسها الذي دوما يسمعه في أذنيه
بحبك
الټفت لها ونظر لرمديتيها بشوق تحسس وجهها الناعم وشعرها الحريري واكتفى بنظرة صادقه ترد عليها
برضو مش هتقولي انك بتحبني وعايزني جمبك
لم يرد عليها بل تعالت أنفاسه بحنق
إبتسمت هي بنعومة ومررت اصابعها على وجهه المبلل تحفر تلك الملامح الرجوليه داخلها
وهي تقول
خلاص مش عايزه اسمعها كفاية إنك قدامي
وحشتني اوي ياعمرو وحشتني اوي
تعالت أنفاسه وهو يحاول السيطرة على نفسه وعلى مشاعره المكبوته نحوها لكنها كانت عنيدة ساحرة
مصره على النيل منه كانت تقترب وتقترب حتى
استطاعت كسر حصون قلبه ونسيانه اسمه لا ماضيهم القاتم
شعر ان روحه تنسحب وهو يصطدم بالماء بقوة وخريره يكاد يصم أذنيه ابعد وجهه سريعا والتقط
أنفاسه بصعوبة
تذكر ذات الحلم الذي لا يتوقف عن مطاردته أينما شرد بخياله
حتى في احلامه كبرياء رجولته يمنعه من الاقتراب منها !
الى هذا الحد اصبح الفج بينهم كبير
خرج من المياة وبدأ بتجفيف جسده وارتدى ملابسه
خرج فوجد هند تجلس على الفراش بانتظاره وقد احضرت له القهوة بنفسها
نظرت له هند بعد خروجه وهي تقول باستفزاز
كل دا تاخير هم في فرنسا مانعين ال douche ولا ايه
هز راسه وهو يمشط شعره بهدوء
لسانك طول شكله عايز يتقص
وضعت يدها على وفمه وهي تضحك بمرح
خلاص خلاص سكت قلبك أبيض
اشارة على فنجان القهوة قائلة
جبتلك القهوة عد الجمايل
عددها قالها بنبرة خاليه من اي مرح
سالته هند بشك
مالك ياعمرو مش في المود يعني
مفيش ياهند عادي شوية ارهاق يمكن لم انام افوق قالها وهو يقترب منها وتمدد بجوارها
على الفراش
هتنام من قبل ماتاكل دا انت هنا بقالك كام ساعة
دا غير ساعات اللي قضتها في الطيارة
اسند ذراعه على جبهته يجحب الضوء اكثر عن عينيه وهو يجيب
مش جعان انا كلت في طيارة انا عايز انام دلوقتي اخرجي وطفي النور ولم اصحى هاجي قعد معاكي
اخرجت انفاسها بحنق وهي تقول بتفهم
ماشي ياحبيبي أرتاح تصبح على خير نهضت واغلقت الباب عليه وهي تنظر لغرفة وعد بحنق
فكل شيء يحدث معهم بسبب تلك العقربة التي
لم تكتفي بچرح اخيها بل احضرته الى هنا فقط
ليخلصها مما فضل عليه !
في داخل الغرفة
رفع عمرو يده عن جبهته ومد يده ملتقط هاتفه بين يده فتح إياه على صورة قديمه