الأربعاء 27 نوفمبر 2024

ضراوه عشق بقلم دهب عطيه

انت في الصفحة 33 من 89 صفحات

موقع أيام نيوز

لكده 
صاحت وعد وقد اڼفجرت فجاه في البكاء من كثرة الوم عليها من جميع من حولها 
ياماما حرام عليكي كفايه بقه انا تعبت بجد تعبت من نظرتكم ليه بجد تعبت  
تريثت نادية برهة وهي ترمقها بشفقة وهي تبكي باڼهيار وشهقاتها تتعالى وجسدها ينتفض كما لو انها محمومه اقتربت امها منها وجذبتها الى احضانها وهي تقول بحنان 
كفايه عياط ياوعد خلاص حقك عليه 
قالت وعد بحرج وهي تتشبث بها اكثر 
حقك انتي عليه ياماما انا عارفه اني غلط في اللي قولته بس اللي حصل مش هقدر اغيره خليهم يشفوني زي ما هما عايزين انا تعبت من نظرتهم وظلمهم ليه تعبت ومليش حد غيرك ياماما بلاش تبقي زيهم خليكي جمبي عشان خاطري  
ربتت نادية على كتفها ونزلت دموعها وهي تقول بتعب  
انا معاكي ياوعد لحد اخر نفس في عمري 
اعتصرت وعد عينيها وهي تتمنى في هذا الوقت ان تذرف الانفاس الاخيرة 
يالهي كم اتوق لصغر وابتسامتي الصافية اتمنى العودة وخوض الرحلة من بدايتها لعلي اغير ما تم افسادة بيدي ! 
في المساء 
تقف في حديقة القصر تسير بين الأشجار بتمهل وتمعن مستنشقه اكبر قدر من الهواء الرطب لعل 
نيران العاصفه تخمد بداخلها ولو لدقائق 
سمعت صوت اقدم على الحشاش الخضراء تقترب من مكانها حتى توقف الصوت ولم يبادر المتقدم بالكلام بل شعرت ان عينيه تخترق كل جزء بارز وفاتن بجسدها من الخلف 
توسعت عينيها بحرج وهي تصل لتلك النقطة فاستدارت بسرعة نحوه وهي منتظره اعين ثاقبة 
مثبته عليها بوقاحة لكنها وجدت العكس يقف خلفها بينهم مسافة ممسك بالهاتف يعبث به باهتمام وعيناه
لا تحيد عنه 
هل لا تثيره كانثى 
هتفضلي تبصي كده كتير 
لم يرفع عيناه على هاتفه بعد بل نطق جملته وهو يحدج بالهاتف باهتمام 
عادت ملامحها للجمود وهي تقول بحنق 
واضح انك مش فاضي اكتفى عمرو بهمهمات 
بسيطة جعلتها تستشيط ڠضبا أمامه وهي تندفع پغضب 
طب جيت ليه 
تلك المرة رفع عينيه عن الهاتف وهو يرمقها بنظرة شامله قبل ان يقول ببرود كاثلج 
اظن ان السؤال دا بتاعي انتي اللي رنه عليه وقولتي انك عايزه تكلمي في موضوع مهم 
آآه انا بس انت طريقتك دي متشجعش للكلام  
اغلق الهاتف ثم وضعه بجيبه وهو يقول بجفاء 
مش فاهم يعني هتكلمي ولا اخد بعضي ومشي 
تمشي تمشي تروح فين عقدة حاجبيها وهي ترمقه بتمعن 
لاحت منه بسمة تهكم واضح وهو يحدج بها بقوة تكاد تخترق اصولها قال بجزع 
بدأنا روتين المتجوزين بدري اوي 
ترددت لكنها اسرعت بالقول 
مش زي مانت فاهم يعني م 
قاطعها ببساطة 
رايح اسهر مع ناس صحابي قوليلي بقه كنتي عايزه تكلميني في إيه 
فصل عدة خطوات بينهم واصبح امامها مباشرة يتطلع عليها بنظره غريبة لم تفك شفرة غموضها
بعد 
وعد 
نطق إسمها بعذوبية صوته الرجولي فجعلتها ترفع عينيها إليه بتردد تريثت برهة قبل ان تبدأ بالقول 
لازم نتكلم ياعمرو لازم افهم 
سألها باستغراب 
تفهمي إيه بظبط 
رفعت عينيها أليه أكثر  
انت ليه عايز تجوزني 
بلع غصة حادة اخترقت حلقه وهو يطوف بعينيه على وجهها الشاحب والمتردد وعلامات الاستفهام
تلمع بعيناها الرمادي 
ينفع اجوب على السؤال ده بعدين 
عقدة حاجبيها وهي ترمقه بتشنج واضح فعلقت باستهجان 
ليه متاخر لدرجادي 
ابتسم على عقم تفكيرها فقال بسخط 
هو فعلا سؤالك جاي متاخر أوي بس انا كفيل بالاجابه لحد الأخر 
نظرت له بتردد وهي غير مرتاحه من تلك الطريقه المبهمه في الحديث اندفعت بصوت عال قليلا
مكرره السؤال 
ممكن تفهمني ياعمرو انتي ليه عايز تجوزني بظبط 
تريث برهة قبل ان يقول بجفاء 
ممكن تفهميني انتي اي اللي اتغير من زمان لدلوقت 
مش فاهمه رفعت حاجبها وهي تحدج به
لم تتحرك عضلة من ملامحه الثابته وهو يقول بتمهل 
ليه هتوفقي عليه دلوقتي مع انك زمان انتي
اللي بعتي 
بلعت ريقها بصعوبة وتوترت انفاسها وتعالت خفقات قلبها وهي تختلس النظر له بحرج 
رد بنفس الجمود 
نفس السبب اللي جواكي هو هو اللي مخليني عايزك لحد دلوقتي حتى بعد كل اللي عملتي
زمان معايا 
تبادلا النظرات بالقوة والعمق المطلوب وعيناها شفافة سهل إختراقها وفك شفرة اسرارها ام 
عيناه مبهمه غامضة قاتمة تشير بانذار
حاد غير مقروء لأحد 
كاد الرفض ان يخترق شفتيها الوردية ولكنها سمعت نفسها تقول بخفوت 
انا موفقة 
توسعت عينيها وهي تشعر انها دخلت مکيدة خبثه بكل سهوله  
ابتسم لها بحنان وهو يقول بصوت اجش 
مبروك ياحبيبتي 
ظننت انني ساضع نقطة النهاية بيدي لحكايتنا 
سويا مداوي كبرياء رجولتي باشبع طرق الآلام 
لكن تفاجئت بها تكتب فصلة ومن اول السطر تكمل 
هي الحكاية ! وكان العنوان اقصى مما أتخيل
فانا وضعت ضراوة وهي كتبت بجوارها العشق
! البارت الخامس عشر
في اليوم الثاني ظهرا 
تفقدت اثواب العروس البيضاء المرصصه امامها والمعروض معظمها
على شكل دمية بلاستيكية
على هيئة جسد انثوي 
عقد ساعديه وهو يستند بظهره على الحائط 
يتفقد صورتها الفاتنة وهي تقف بجوار ثوب 
ابيض رقيق من قماش الدانتيل ضيق من عند الخصر متسع حتى اسفل الكاحلين محتشم وراقي المظهر 
حلو ده صح استدارت له وهي تسأله باعجاب واضح 
قيم الثوب بعينيه ثم هتف بفتور  
جربيه الاول ونشوف 
إبتسمت وهي ترمق الثوب مره أخيرة قبل ان تتقدم منها العاملة وتحمله لها حتى ترتدي إياه  
نظرت لهيئتها في المرآة بانبهار وعينيها تصرخ بسعادة لا تعرف لماذا كل هذا الفرح المتهلل
بوجهها وكانها اول مرة ترتدي ثوب أبيض 
وتكن عروس لكن معه هو الوضع يختلف
خرجت له بتلك الهيئة الخلابه ببطء وتأني وعيناها بعينيه تدرس تفاصيل نظرته الأولى عن قرب 
رفع عمرو عينيه عليها ببطء فتزايد بريق بنيتاه القاتمة وهو يحدج بها بل يتشرب بعينيه كل جزء 
بها تقدم منها عدة خطوات ووقف امامها مباشرة
اسلبت وعد عينيها بخجل فوجدته يشبك يداها بين يداه بحنان وهو يقول ببحة خاصة  
طالعه زي القمر ياوعد 
رفعت عينيها وهي تنظر له بخجل ممزوج بشك  
بجد ياعمرو الفستان حلو 
صحح لها الجمله بمشاعر جياشه 
بجد انتي اللي احلى من الفستان 
ابتسمت له اكثر بسعادة متلألأه بعينيها 
خمدت تلك العاطفة المقيمه باعينيهم صوت انثوي يتقدم منهم  
مش مصدقه اني شوفتك عمرو الاباصيري مره واحده 
رفع عمرو عينيه على الهتاف الانثوي فوجد أمرأه جميله رشيقة الجسد تتقدم منهم وملامحها تكاد تكون مألوفه له 
رفعت السيدة حاجبها بتشكيك وهي تقول بعتاب 
أوعى تكون مش فكرني أزعل بجد 
هز عمرو راسه بحرج قليلا وهو يقول 
مش واخد بالي يمكن لو سمعت
الاسم افتكر 
ابتسمت السيدة برقه وهي تذكره 
إيمي رفعت أيام ثانوي مدرسة معقول نسيت صحابك 
رفع حاجبيه الإثنين وابتسم لها بتذكر وهو يقول  
إيمي رفعت يخربيت عقلك عامله إيه 
سلم عليها بحبور وهو يقول 
اختفيتي يعني بعد ثانوي 
ردت عليه بابتسامة هادئة 
كملت درستي برأ المهم انت عامل إيه اتجوزت ولا لسه 
أشار على وعد وهو يجيبه بإيجاز  
دي العروسه ياستي وعد بنت عمي فرحنا كمان اسبوعين 
الف الف مبروك ياوعد  
بجد محظوظه اللي تجوز واحد زي عمرو دا بنات ثانوي كلهم كأنو هيتجننه عليه ان يعبر واحده فيهم او يرد على الرسايل اللي بيبعتوها ليه او حتى يقابل واحده فيهم برا استحاله بجد اخلق وادب واحترام  
انتي هتقوليلي دا واضح اوي هتفت بداخلها بضجر ثم لم تلبث إلا وابتسمت لها بطصنع وهي تقول بفتور  
مبسوطه اني اتعرفت عليك يايمي يعني ياريت تشرفين في الفرح 
اكيد هاجي بس افتكرو انتوا دعوة الفرح 
اومات لها وعد بإبتسامة زائفة تركتهم السيدة بعد سلام وذهبت بهدوء 
برمت وعد شفتيها وهي تقول باستهجان  
اي رايك في كلام صحبتك بتقول اني محظوظه بيك 
رد عليها بفظاظة 
دا يرجع لرايك ولذوقك في نهاية استدار مولي ظهره لها ثم خطى خطوتين بعد تلك الجملة نادته بحنق واضح  
رايح فين 
لوح بكارت الإئتمان وهو يجيب ببساطة
هحاسب عندك مانع 
قبضت على الثوب الابيض بين يداها وهي 
تقول بتردد 
يعني الفستان عجبك 
استدار لها ورمقها بنظره شاملة من اول رأسه حتى اخر اطراف ثوبها ثم قال ببحة مداعبه لانوثتها 
الفستان وصاحبة الفستان عجباني اوي 
توردت وجنتيها وهي توليه ظهرها بحرج وخفقات قلبها تتسارع تبدلت نيران الغيرة بداخلها لتوهج الحب والحرج وتوتر وكان المشاعر العاطفية لاول مره تطرق على بابها ! دلفت بعدها لهذا الركن المحدد لتبدل ثوب العروس  
وقفت بجواره باستحياء وهي تختلس النظر له بين الحين ولاخر كان يبتسم للعامله بالمتجر وهو ياخذ منها الثوب الأبيض بعد ان علق على الشماعة وغلفته
لها بقطعة سوداء أنيقة 
مبروك عليكي قالتها العاملة بإبتسامة هادئه وهي ترمق عمرو باعجاب تاففت وعد بحنق وهي تجذب منها الثوب ولكن اوقفها عمرو وهو يقول للعاملة بطريقه أنيقة تماثله  
ياريت الفستان يوصل على قصر الاباصيري العنوان كتبته عندك ودا رقم تلفوني عشان لو في اي حاجة 
رفعت وعد حاجبيها پغضب وهي ترى العاملة تبتسم له بعذوبة وهي تقول بنعومة  
حاضر هكلمك بنفسي عشان اتأكد انه وصل 
أومأ لها بهدوء وهو يلتقط يد وعد بين راحته ويخرج معها من المتجر حيث المول الكبير الذي يترفع 
لعدة أقسام ومعظمها مرموقه وباهظة الثمن ولا يدخلها الا المقتدر على دفع ثمن قارورة من العطر الفاخر 
كان يسير معها بين عدة متاجر بجوار بعضهم معظمهم بل اكثرهم ثياب العروس وبعد المستلزمات النسائية 
هتفت وعد بغيرة تقطع الصمت القاټل بينهم 
اي رايك في البنت اللي كانت بتكلمك من شويه 
رفع حاجبه بأستغراب وهو ينظر لها اثناء سيرهم 
رأيي فيها ازاي يعني مش فاهم 
عضت على شفتيها وهي تكمل بضجر 
يعني شايفها حلوه 
أبتسم بسماجة وهو ينظر أمامه بمكر 
قمر بتسألي ليه 
وقفت فجأه وحدجت به باعين تشتعل بالڠصب والغيرة المتأججة 
قمر كمان هو انا مش مليه عينك ولا إيه عشان كده ادتها رقمك مصدقت تطلع بحجت الفستان مش كده 
وضع يداه بجيبه وهو يقول بغطرسة باردة وهو يشاهد غيرتها عليه باستمتاع واضح 
انا مش محتاج اطلع بحجه عشان اخد رقمها انا لو طلبته منها هتدهوني ومن غير ماتسأل ليه 
هتفت بتشنج حارق لروحها 
وليه متطلبتوش منها طالما عجباك اوي كده وشيفها قمر اربعتاشر 
رد
بخبث 
انا قولت قمر مقولتش قمر اربعتاشر 
تكلمت من تحت اسنانها بنفاذ صبر 
انت عايز تجنني 
رد بنبرة متسلية 
هجننك ليه البنت إسمها قمر مش بمدح فيها يعني 
الصمت حل المكان وهي تحدج به بدهشة وتكاد لا تستوعب تلاعبه بها هل كان سهل العب على أوتار غيرتها وعزف لحن خاص عليهم ! 
نظر لها وهو يقول بإبتسامة جذابة لا تخلو من
المراوغه 
سكته ليه انتي فكراني بعكسها طب تيجي إزاي وانتي جمبي 
برمت شفتيها بضيق وهي تهتف هازئه 
لا مش بتعكسه بس اهتميت اوي تعرف إسمها 
مش بظبط كلام جاب كلام حك بشعره وهو ينظر لجانب معين قبل ان يعود ببنيتاه لها 
خلاص ياوعد افردي وشك وبطلي تتلككي كل شويه 
صاحت وعد منزعجه 
انت قاصد ياعمرو ولله قاصد تغظني 
رد بايجاز مستفز 
وانتي ليه بتديني الفرصه 
رفعت حاجبها وهي ترمقه پغضب وعتاب فتافف
وهو ينظر لنفس الركن ومن ثم عاد للنظر لها قائلا باستفزاز اكبر 
خلاص بقه ياوعد حد يغير من قمر برضه 
عمرو 
لكزته بصدره بعصبية  
ان تغلق عينيها مستمتعه بتلك اللحظه بكل ذرة 
بها 
وكان لمسته تلين الحجر لا تمحي تذمرها وڠضبها منه 
نادها عمرو ببحة خاصة تروقها وتهدم كيانها 
حبيبي 
فتحت عينيها التي تعصف بالعاطفة الجارفه نحوه بخجل وتردد ثم وجدته يمد اصابعه ويتخلل
خصله من شعرها الأسود قبل ان يقول بحنان 
هتصدقي لو قولتلك انك اجمل واحده شافتها عنيه وان القمر جمبك ولا حاجه  
إبتسمت بخجل وهي تشيح برماديتاها
32  33  34 

انت في الصفحة 33 من 89 صفحات