الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

ضراوه عشق بقلم دهب عطيه

انت في الصفحة 26 من 89 صفحات

موقع أيام نيوز

الهاتف وهي تزفر بحنق
فهي لا تفضل السفر بسيارة ولو عليها لاخذت السائق معها ولكنها تراجعت سريعا عن الفكره فهو خاص بوالدها وهي لا تريد طلب اي شيء من والدها 
او
حتى التحدث معه ! 
استنشقت رائحة عطره بوضوح فاغمضت عينيها پألم 
وحزن يستحوذ عليها منذ ان علمت بسفره القريب هو وشقيقته بعد عودته من سفرية العمل القصيره 
التي سترافقه بها اليوم هي وبعض المساعدين بشركه 
تنهدت وهي تهم بفتح السيارة ولكن طرقات خطواته
اوقفته وبعدها سمعت صوته خلفها يقول  
راحه فين ياوعد  
استدارت له بهدوء وهي تقول بتحيه رسمية  
صباح الخير 
رد بأختصار واعاد سؤاله بستفهام 
صباح النور راحه فين كده 
عقدة حاجبيها وهي ترد عليه ببساطة 
هكون راحه فين الغردقه يعني مش انت مأكد علينا في الإجتماع امبارح 
أشار على السيارة باستفهام اكبر 
هتسافري بالعربيه لوحدك مش هتاخدي السواق معاكي 
بلعت ريقها وهي تجيبه بنبره عاديه 
مش لازم السواق انا حبى اسافر لوحدي 
هز رأسه باستنكار 
لا مينفعش سيب عربيتك وتعالي اركبي معايا 
لا طبعا مينفعش  
كان سيتحرك نحو سيارته ولكن جملتها اوقفته وجعلته ينظر ببنيتان ثاقبتان نحوها 
ليه مينفعش 
يعني نهى هتسافر معايا وهي مستنياني 
مط شفتيه ورد ببساطة  
مفيش مشكله اخدها في سكتي يلا عشان اتأخرنا 
أولها ظهره متجه لسيارته فدبت بقدميها بالأرض بضيق تكره تلك الهيمنه وهذا السحر به 
والانجذاب نحوه تنفر من مشاعرها الغريب نحوه خصوصا ان مابينهم لا يسنح بكل تلك الترهات داخلها 
وجدته يعود إليها ويلتقط من بين يدها حقيبة 
السفر وهو يقول بصوت أجش 
كفاية سرحان ويلا اركبي العربيه 
رفعت رماديتاها بتردد فوجدت بنيتاه تداهمها بقوة وكانه يود إختراق مايشغل تفكيرها 
لو يعلم ان شرود تلك الأيام الأخيره كلها كان لأجله لفكر مرارا قبل ان يقرر السفر وتركها للمره الثانيه 
وممكن ان تكون الأخيرة ! 
البارت الثاني عشر 
ماذا دهاك ان تفعل هل تتحدى القدر
توقف عن العناد قد كتبت لها ورضيت 
بعلة عشقها وداء لن يشفى إلا بقربها ! 
تختلس النظر له بين الحين ولاخر ترى الصمت بينهم ېقتل ولا تطيقه قط تعلم انه قليل الكلام 
وان طرق للحديث معها يجب ان يكن ذو أهمية
او فضول منه ليس إلا 
هي أيضا تحتاج للاستفسار عن بعض الأشياء 
هل بامكانها ان تجازف وتسأله لتقطع الصمت
بينهم الآن 
بعضهم فضولي وخلفهم رغبه في التحدث اليه وسماع صوته !! 
بعض الرغبات الكامنه داخلنا تكون بها نسبة كبيره من التفاهات يبدو ان السعي بها لا يستحق كل هذا العناء الفكري! 
تنحنحت بهدوء ونظرت له وكادت ان تفرق بين شفتيها لتطرق اول سؤال ولكنه سبقها بسؤاله
الهادئ 
احنا ماشيين صح كده هي نهى قالت هتستناكي فين 
ث 
بللت شفتيها قبل ان تلتفت له بكامل جسدها ورمادية عينيها كانتى كفرشاة الرسم لم تترك فراغ بتلك
الوحة الا وسارت عليه باجتياح غريب 
طال صمتها فابعد بنيتاه عن أطار الطريق المفتوح أمامه ونظر لها بأستغراب 
مالك ياوعد بتبصيلي كدا ليه 
فاقت من غيبوبة تأملها له وهزت رأسها وهي تقول بحرج مبعده عينيها عنه 
لا مفيش سرحت شوية ثم تابعت وهي تشير على منحدر يمينا 
ادخل يمين على اخر الطريق ده هتلقيها وقفه 
أومأ لها وهو ينحدر يمينا ثم لم يلبث قليلا إلا وسأل
بهدوء 
عملتي إيه في ال بتاع امبارح 
هزت رأسها بفتور 
عادي يعني زي ماتفقنا حددت النسبه وارباح الشركه وخيرتهم ولما لقه مفيش فايده من 
الممطله معايا وفقه 
ابتسامة ساخره قاسيه لوت شفتيه رأتها عينيها بوضوح لتسمعه يعلق بهدوء عكس ملامحه 
المقتضبه 
برافو كده بكره هسافر وانا مطمن على الشركه معاكي 
مزيج من المراره الحادة احتل جوفها فهتفت بتأكيد يصحبه شجن دفين 
هتسافر! خلاص قررت تسافر 
رد بأختصار خبيث 
آآه يعني حياتي وشغلي هناك ليه مرجعش للمكان اللي مرتاح فيه 
لاح السؤال بدون انتباه لملامحها الحزينه 
يعني انت مرتاح هناك 
بذات الاختصار اجاب 
أيوه مرتاح بتسألي ليه مش عايزاني اسافر نظر نحوها باستفسار مضيق عينيه بمكر دفين 
زاغت عينيها وشعرت ان جوفها ېحترق من براكين 
جسدها المشتعله فور سؤاله الصريح لها ترددت قبل ان تقول بهدوء غير متوازن مع حالتها المزريه 
ليه بتقول كده يعني اكيد عيزاك تسافر وترجع لحياتك من تاني 
مش باين انك عايزاني أسافر هو في حاجه هضايقك بسفري 
هزت رأسها وهي تترجم الكلمات في عقلها قبل ان تخرج له  
لا يعني يمكن سفر هند هيأثر فيه شويه 
هز رأسه بتفهم ولا يزال الخبث يلمع بعينيه برغم من هدوئه ووقار شكله واتزان كلماته  
متقلقيش هنبقى ننزل كل سنه في الاجازات نزوركم وانتي لو حبيتي تيجي تشوفيها 
تعالي 
تخشى تلك المشاعر ولا تبحث عن تفسير لها القليل منها مألوف لها والكثير غريب وأول مره يخترق 
قلبها! 
هي مش المفروض تكون وقفه هنا 
فاقت على صوته حين صف السيارة على جانب الطريق 
فتحت وعد زجاج السيارة واخرجت رأسها منه قليلا 
لتدقق برماديتان مرقبتان للمكان المنشود فكرت بصوت عال 
هي راحت فين 
إبتسم عمرو وهو يقول بمداعبه 
مش عارف شكلها اتكلت 
ادخلت رأسها وهي تنظر له بدهشه 
بتهزر 
تلك المره ظهرت اسنانه وهو يضحك بخفوت 
ولله انتي اللي بتهزري انا ايش عرفني راحت فين اتصلي بيها وافهمي منها  
لوت شفتيها وهي ترى انه محق في تلك النقطة رفعت الهاتف على أذنها بانتظار
ففتح سريعا الخط 
انتي فين يانهى صمتت وهي ترفع عينيها على بنيتاه الثاقبة عليها 
توترت وهي تشيح بنظرها عنه وقالت بحنق 
اتوبيس رحلات بتهزري 
هز عمرو راسه بإستياء بعد تلك الجمله منطلق بعدها بسياره قبل حتى ان تغلق الهاتف 
سار على الطريق السريع وسرعة السيارة باتت اسرع من السابق 
وجدها تمد يدها لتفتح جزءا بسيطا من
نافذة السيارة جزء يداعب وجنتيها ويرفرف شعرها 
الاسود في الهواء من حولها 
ابتسم عمرو مداعبا إياها ب 
هو المكيف آثر معاكي في حاجه 
ابتسمت بحرج وقد توردة وجنتيها وهي تقول 
عادي يعني لو مضايق ممكن اقفله 
هز رأسه وهو يغلق مكيف السيارة  
لا عادي براحتك 
بين الحين والاخر كان ېختلس النظر لها تلك الفاتنة الجميلة معشوقة قلبه بجمالها ورقتها وكل ما يجذبه 
نحوها سيفقده سيفقد روحه معها وفي سابق كان 
قد تخلى عن قلبه لها كيف سيعيش وهي أخذت
ما لم تطلبه منه وهو ترك كل شيء لها عن طيب خاطر وماتخلى عنه لها يصعب تعويض اياه مع
غيرها! 
مد يداه واتكأ على راديو السيارة بملل وقد زفر بخفوت وهو يحاول نفض افكاره وتركيز في 
القيادة قدر المستطاع فالاتزال بجواره ولم 
يسافر بعد! 
صدح صوت غناءا عذب قوي برغم من عذوبيته ووقاره الى ان قوته تجذبك له وترغمك على التركيز معها بسائر حواسك 
عايزنا نرجع زى زمان قول للزمان ارجع يا زمان
وهاتلى قلب لا داب ولا حب ولا انجرح ولا شاف حرمان 
برم شفتيه مكفهرا وهو يغلق سماعة الراديو بتافف وانزعاج 
نظرت له بحيرة ثم سالته بشك 
مش بتحبها 
لاحت منه نظره عليها قبل ان يعود بعينيه لطريق 
هي مين 
ام كلثوم 
عادي 
ابتسمت وهي تقول برقه  
طب وفات الميعاد 
رد ببرود 
عادي برضو 
ابتسمت بخفوت وهي تمد يدها لتفتح الراديو مره اخرى 
بينى وبينك هجر وغدر وچرح في قلبى داريته بينى وبينك ليل وفراق وطريق أنت اللى بديته 
أغلق الراديو مره اخره بحنق 
وعد انا مصدع ومش عايز اسمع حاجه 
رفعت كتفيها وانزلتهم بحيرة من أمره ثم قالت بهدوء 
خلاص برحتك انا كده كدا كنت هغير حاجه تانيه بس طالما مصدع يبقى خلاص 
وضعت سماعات الهاتف باذنيها واسندت رأسها على ظهر المقعد وارتاحت في جلستها اكثر وهي تغمض عينيها تاركه الموسيقى تخترق خلوة صمتهم والهواء 
يداعب وجهها وشعرها بطريقه م للاعين 
ظل صامتا للحظات وانتبه أكثر للطريق لتمر الدقائق سريعا ويرفع عينيه عليها فوجدها مغمضت العينان تتتفس بانتظام ولا تزال سماعات الهاتف في اذنيها 
مد يده وسحبهم من اذنيها ببطء ثم اتكأ على الزر مغلق 
نافذة السيارة وارجع ظهر المقعد الجالسه عليه ليكون ملائما اكثر لوضعية نومها 
فتح باب السيارة ومن ثم اتجه لشنطة السيارة من الخلف مخرج من حقيبته سترة حله سوداء 
استلقى السيارة مره اخرى وهو يضع السترة على الجزء العلوي ليستر ذراعيها حتى لا تشعر
بالبرد 
تنهد بحراره وهو ينظر لها وطال النظر بها وبكل جزء اخترق حصونه وجعله ذأب بعشقها 
ابعد خصلة تداعب جفونها المغلقه بحنان رغما عنه 
تحسس بظهر أصابعه بشرتها الناعمة والباردة كذلك 
بفعل الهواء الذي رطمها لدقائق طويلة 
حركت رأسها واحتل وجهها علامات الازعاج من أصابعه على وجنتها فابعد يده ببطء وتنحنح 
بحرج ثم انطلق بسيارة مره أخرى 
بعد ساعة واحده من قيادة السيارة وطريق السفر الطويل أمامه والفراغ الذي يشعر به بعد نومها الا
ان عينيه كانتى لا تحيد عنها الا لثواني محدوده 
تارة يركز في القيادة وتارة يتفقدها وهي نائمه بجواره وهكذا طوال الساعة الماضية 
صدح هاتفه فوصل سماعة واحده لاذنه وهو يقول بهدوء 
ايو يا دارين 
صدح صوتها الانثوي من الناحية الأخرى بضيق 
انت فين ياعمرو بكلمك من إمبارح بليل مبتردش عليه 
رد الآخر ببساطة 
معلشي يادارين راحت عليه نومه 
هتفت دارين پغضب مكتوم 
راحت عليك نومه انت مش ملاحظ انك من ساعات ماسفرت وانت مكبر دماغك مني 
رد بهدوء 
هكبر دماغي منك ازاي مانتي عارفه الشغل 
عند تلك الجملة استيقظت وعد وكان هناك حيه لدغة إياها جعلتها تنهض وتنتبه لحديث عمرو 
اجاب عمرو بذات الهدوء الغريب 
دارين متكبريش الموضوع مفيش حاجه شغلاني غير الشغل 
من تلك التي يبرر لها ويتحدث معها بكل هذا الهدوء الذي لا يمتلكه لها أبدا ! 
سمعته يقول بنبرة مبهمه 
على العموم كلها كام يوم وهرجع وهبقى اعوضك عن كل اللي عملتيه في غيابي 
توسعت عينيها تلك المرة وهي تنظر نحوه پغضب 
وحرج وقلبها هوى ولا تعرف ما سبب او تخشى تفسير السبب 
مش كلام يادارين لم شوفك هتعرفي 
هتفت دارين من الناحية الاخرى بدلال 
مستنياك اصلك وحشتني اوي ياعمرو 
صمت قليلا وتردد برد عليها ولكنه نظر نحو وعد التي استيقظت وعينيها لا تحيد عنه وملامحها 
تحكي دهشة لا محال من تغيرها 
بنيتاه كانتى قاسېة وهو يحدج بوجه وعد المشدود 
والشاحب أمامه ثم لم يلبث الى وحرك شفتيه ببرود
قبل ان يجيب المتصلة ب 
وانتي كمان وحشتيني صمت قليلا فسمع دارين تهتف بعدم تصديق بجد ياعمرو مش مصدقه  
اغمضت عينيها وقد داهم امعائها الألم والحزن 
ماذا بك اليس له حق اختيار الحياة بعد ابتعادك
عنه في الماضي! 
هل يجوز لك الحب والحياة وهو لا! 
انتهينا ياوعد عمرويوضع بين قوسين ابن عم ليس إلا اخا وصديق عزيز ضع جميع الالقاب المناسبة 
المعروفه والغير مدروكه بعد إلا هذا القب!! لن يعود الماضي ولن تشفى الچروح سيظل الشرخ بينكم 
كبيرا
له 
حتى ان نسى ما اقترفته في سابق لن تعود الحياة كعهدها
انت تحلمي! انت مطلقه خارجة من علاقه فاشلة قد فضلتيها عليه في سابق 
وهو لا يزال كما هو ! ممكن ان يكون دخل في عدة علاقات نسائيه كما تكتب عنه الصحافة 
وترصده العدسات لكنه رغم هذا لم يعطي اسمه بعد لايه أمرأه وهذا بحد ذاته يجعلك تضعي لسانك بفمك وتلتزمي الصمت فقط المتاح امامك المشاهدة والعرض القادم قد يتخيله عقلك مرات عديدة
حتى الاندهاش لن يكون مألوف عليك  
شعرت بشيء ما على ذراعيها فنظرت عليه لتجد سترته تحيط بها 
ابتسمت باقتضاب وهي تبعدها عنها واضعه إياها في المقعد الخلفي 
انهى عمرو الإتصال وهو ينظر الى وعد ولم يلبث قليلا قبل ان يقول بنبرة عاديه  
دي دارين شغاله معايا في شركة السكرتيره بتاعتي  
اومات وهي تنظر أمامها وقالت بصوت بعيد عن اي مشاعر وحتى بدون ان تتردد لحظه  
شكلها بتحبك 
آآه بتقول 
أجابه تحمل الحقائق الغريبه يعلم ولا يهتم! 
لم يرف لها جفن ولم ترفع عينيها بل سألته بنفس النبرة الغريبه  
وانت بتحبها 
اشتعلت حدقتاه
25  26  27 

انت في الصفحة 26 من 89 صفحات