الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

ضراوه عشق بقلم دهب عطيه

انت في الصفحة 27 من 89 صفحات

موقع أيام نيوز

بنيران مستعاره وهو يرد بصوت عاديا  
لا مش لازم أحبها كفايه حبها ليه 
اجفلت عن تلك الكلمات للحظات وكانت تنوي التراجع عن اكمال الحديث ولكنها وجدته يلقي 
عليها نظره متفحصه قبل ان يسألها ببرود 
مش كفايه برضو ولا انتي شايفه ان لازم احبها 
لا تحب غيريصړخ قلبها بتلك الكلمات فتوسعت عينيها پصدمة مما وصل به تفكيرها نحوه 
نفضت وسواسة شيطانها وهي تقول بصوت مهزوز 
من آثر حروبها النفسيه 
يعني لازم تحبها وتحبك ياما كده حد فيكم هيتظلم 
مط شفتيه وهو يقول باستنكار 
وجهت نظر برضو انتبه اكثر لطريق 
فاخرج نفسا عميقا وهو يقول 
بارهاق حقيقي 
كلها ربع ساعه ونوصل 
وامواج الارتطام الصادره من خلالها رذاذ منعش 
فتن بشرتها بدلال 
تنهدت براحه وهي تنظر للمكان باستمتاع وقالت  
بقالي كتير مجتش هنا 
هز رأسه وهو يتفقد المكان أيضا بوجها حجري لا يحكي شيء 
هزت رأسها على مضض وهي تنظر لقدميها وحذائها الرياضي على رمال البحر 
توقفت عن السير وهي تجد عقدة الحذاء حلت ربطتها 
لاحظ توقفها فنظر لها فوجدها انحنت على مضض وهي تعيد عقد رباطة حذائها 
نظر خلفه فوجد بعض الشباب يقفون على مسافه ليست ببعيدة عنها وهذا الانحناء في حد ذاته 
يوصله لذروة الڠضب والغيره عليها وحتى ان لم يكن هناك احد في الطريق من حولهم لم يرتاح برؤيتها 
تنحني هكذآ 
تقدم خطوتين منها ثم انحنى هو قليلا واخذ منها رابطة الحذاء وبدأ في عقدها لها وهو يقول بأمر ناهي اي نقاش  
اعدلي وقفتك سبيه انا هعمله 
انتصبت اكثر في وقفتها وهي تنظر له پصدمه وامتزج بعدها الحرج وزحفت حمرة الخجل
لوجنتيها وهي تقول بتردد  
عمرو سيبه لو سمحت انا هعمله مينفعش توطي كده الناس يقوله إيه 
لم يرفع بنيتاه عليها بل قال بإختصار منهي الأمر 
ملكيش دعوه بناس  
تنفست بصعوبة وقد شعرت ان الهواء ثقل في سحب إياه او هي من شلت حواسها وهي تراه أمامها يثني 
ركبتيه ويعقد بيداه حذائها الرياضي بدون حرج او إهتمام لنظرة أحد 
مرت سيده بجوارها ولاحظت بعينيها هذا المشهد 
فعلقت وهي تسير بجوارهم بسعادة  
قليلين من يحظون برؤية مشهد كهذا والمحظوظين من يكتب لهم زوج كهذا ظنت السيدة ان وعد لم تفهم لكنتها الإيطاليه وسارت مبتعده عنهم بعد تلك الجملة 
توهج وجه وعد اكثر وهي ترى السيدة تختفي وتختفي عن مرمى ابصارها 
نهض عمرو وهو يقول بهدوء 
يلا بينا 
نظرت للحذاء فوجدته عقد الإثنين بطريقه أنيقه 
بشكل مختلف يستحق إستنزاف الوقت الذي 
آخذه 
واو حلوه اوي لم يجبها بل اكتفى بمسك يدها بين كف يده وهو يقول ببساطة 
يلا بينا الشليه قدامك أهوه 
نظرت امامها فوجدت فيلا صغيره أنيقه الشكل عصرية الألوان والتصميم من الخارج يحكي 
عن تفصيل أروع بداخلها تحثي الناظر على الفضول لرؤية المتبقي بها 
نظر عمرو لبوابة ذو حجم متوسط حديديه مطليه باللون الأبيض فوقها لوحا عريضا بني اللون عليه بعض الأغصان المشتبكة والاتيه من شجرة مزهره
بورودها الوردية 
عض عمرو على شفتيه بتافف وهو يبحث عن مفاتيح
المكان في جيبه 
مالك ياعمرو انت نسيت المفاتيح ولا إيه 
رد بنبرة منزعجه 
شكلي كده بس في واحد هنا لطوارئ 
رفعت حاجبها بأستغراب 
فين ده 
هنا أشار على اللوح الخشبي فوق البوابه البيضاء
ثم لم ينتظر اكثر وهو يمد يده يحاول ايجاده وسط الأغصان المزهره 
تافف بحنق فبرغم من وصوله يديه لهذا اللوح العال الا ان الرؤيه لا تسمح برأيت سطحه بوضوح اكبر بسبب فارق طوله وارتفاعه عنه ببعض السنتمترات 
لم ينتظر أكثر وهو ينادي عليها بهدوء 
تعالي ياوعد 
تقدمت منه وفصلت الخطوتين بينهم 
إيه لقيته 
زفر بحنق وهو يقول هازئا 
بالله عليكي يعني انا لو لقيته هقف ليه قدام
البوابه كده مبسوط بوقفتنا دي مثلا 
لوت شفتيها من طريقته الفظه معها ثم قالت
منزعجه 
امال بتناديني ليه 
مسح وجهه بكف يده وهو يقول هاكما 
هرفعك تجيبي المفتاح من على لوح الخشب عشان انا مش شايف كويس دا غير الغصن دي مزولني 
فغرت شفتيها وهي تنظر له پصدمة
ممزوجه بالحرج 
انت بتقول إيه ترفعني لا طبعا 
تنهد بحنق وهتف بجدية جامدة 
وعد 
هزت رأسها وهي ترجع للخلف قليلا ثم قالت
بتردد  
لا طبعا مش هيحصل 
حسبي يامجنونه هتقعي مسك كف يدها في اخر لحظه فقد كانت ستتعثر وتقع بسبب سيرها
للخلف بدون انتباه 
نظر لها بأمر ناهي قائلا  
خدي بالك بعد كده مش كله مره هبقا جمبك ولحقك 
من هذا ! 
زفر بضيق وهو ينظر لناحية الأخرى بسخط فهو لم يتوقف أبدا عن التفكير بها بتلك الطريقة ولكن ماذا دهاه قد يغرق الإنسان مره في العشق وان نجى منه 
يتوب ولا يقترب من بحر غدره ولكنه يغرق ويتذوق 
طعم النهاية في كل لحظة تبدأ بينهم وتنتهي
بفراقهم وبرغم من كل هذا راضي رضا مر مرارت كالعلقم على الألسنة 
ظنت وعد انه زفر بحنق من رفضها لمساعدته لفتح البوابه فقالت بقلة حيلة بعد تردد 
خلاص ياعمرو ارفعني وانا هجيبه 
سمعها تخرج تلك الكلمات بحرج فنظر لها طويلا بمشاعر مختلفه مابين شوق وحنان الى قلق 
وحزن من القادم بعد الفراق ! 
ماكان عليه بعد صمتها وانتظرها الى ان يقترب من البوابه وينظر له لتتقدم باستحياء وتردد يتزايد 
ولكنها ليست هوجاء لدرجة التراجع بعد خروج الجملة 
ولا تزيد ماذا بك ابحثي كي ينتهي الأمر 
ابعدت الغصن عن الوح الخشبي ووجدت المفتاح سريعا فقالت بخفوت 
نزلني ياعمرو لقيته 
فعلها وانزلها ولكن ببطء 
لقتيه سألها وعيناه تلتهم كل ذرة بوجهها الجميل 
من يرى وقفتهم تلك ونظرات أعينهم المتلهفه للقادم يقسم ان كان بينهم عشق
منذ ثوان وحتى الان لا يزال اثارها عليهم! 
أخيرا خرج صوتها وهي تقول بخفوت  
عمرو  
همهم وهو ينظر لوجهها الفاتن عن قرب اكبر 
هاتي المفتاح 
بعد برهة خطت ولم تجعله ينتظر اكثر فبرغم من معاني نظراته لها الا انها تطمئن بوجوده ولا تخشى
شيء! وهذ المزيج الاغرب على الإطلاق 
البداية إعجاب وصل للاهتمام والخۏف وسؤال عنه والفضول نحو حياته وقد زحفت الغيره لقلبها
كلما رأته يهتم او يتحدث لحواء أخرى! وتنتهي اليوم بشعور الأمان 
وبرغم مايعتريها وما تخشاه منه الى انها ترتاح 
بجواره وتعلم أن اخترق كل الحواجز لاشباع رغباته لن يخترق حاجزا حساسا وضع عنوة عنه الډم 
وصلة القرابه بينهم ! 
دلفت لداخل وهي تتفقد بردمادية عينيها المكان الأنيق من حولها 
يبدو أنيق الحوائط ذو ألوان عصرية والفرش مرموق 
الشكل بتميز يريح العينان لكن
المكان يبدو انه يحتاج للتنظيف 
نظرت نحوه وهي تسأله بتردد 
عمرو هو انت مكلمتش حد يجي ينضف المكان قبل مانيجي 
تخلل باصابعه شعره وهو يقول بحرج صادق 
بصراحه نسيت 
هزت كتفيها بحيرة وتشدقت ب
واضح ان في حاجات كتير فاتتك 
نظر لها بصمت فهي محقه ينسى كثيرا وتلك الفترة بتحديد لا يكترث للاهتمام بشيء وكل هذا بسبب سفره الذي سياتي بعد عدة أيام 
اخذ نفسا عميقا قبل ان يقول ببساطه 
على العموم سهله قدامي وقت انضف المكان هنا قبل مايجو ونبدأ تجهيز لوكيشن والتصوير 
رفعت حاجبيها وهي تهتف بعدم تصديق 
هتنضف انت اللي هتنضفه 
عقد ذراعيه امام صدره وهو يسألها بهدوء 
عندك حل تاني مفيش وقت اني ادور على
واحده تنضفه 
زمت شفتيها وسكتت لبرهة فوجدته يختفي عند غرفة معينه ثم آتى ومعه بعض الأدوات للتنظيف 
فغرت شفتيها وهي تهتف داخلها پصدمة 
دا مبيهزرش 
وجدته ينزع الاغطيه البيضاء عن طاقم الصالون 
اقتربت منه وهي تقول بحرج 
هات ياعمرو هساعدك 
رفع عينيه عليها ثم تكلم ساخرا 
وعد الاباصيري هتنضف المكان بنفسها 
اخذت منه قماشة تنظيف وهي تتبع نفس اسلوبه الساخر 
مش لوحدي عمرو الاباصيري بيساعدني بنفسه 
لاحت منه أبتسامة خافته وهو ينتصب في وقفته اكثر ولم يلبث الا قال لها ببساطة  
طب اديني ضهرك 
نعم 
نظر لها بتسلية ماكره وهو يصطنع البراءه 
مالك بتبصيلي كدا ليه اديني ضهرك عشان اربطلك 
دي رفع امام عينيها المريله لكي تحيط بها خصرها متجنبه اتساخ ثوبها الجميل 
اخذتها منه بحنق 
شكرا انا هربطها 
ابتسم بخبث مداعبا إياها 
طب فكري كده يمكن تحتاجيني اربطهالك ولا حاجه 
ردت عليه ببرود 
مش محتاجه افكر انا هربطها بنفسي مش صغيره 
برم شفتيه قائلا بمكر 
براحتك انا قولت اساعد 
ابتسمت بخجل وهي تنظر له قائلة بخفوت  
شكرا 
قلد صوتها ببشاعة كنوع من الاستهزء 
العفو 
صاحت بحنق 
عمرو 
ابتسم بتسلية وهو يكمل ماكان يفعله 
رتب هو طاقم الصالون ومسح المنضدة التي تتوسطهم ورتب بعض الأشياء الموضوعه عليها 
مسحت هي بعض الزجاج المترب بقماشة نظيفه عليها بعض قطرات الملمع وسحبت بعض الاتربه بالمكنسة الكهربائية 
مجهود لم تفعله يوما بكل تلك الكثافة ان نظفت يوما شقتها الخاصه كان تنظيف مختصر فكان يوميا تاتي من تفعل تلك الأعمال الشاقه والعميقة 
زفرت بتعب وهي تنهي اخر شيء في تلك الأعمال المنزلية 
شكلك تعبتي ودا مش تقيمي لست بيت شاطره 
رفعت عينيها عليه وهي تقول بحنق  
ست بيت شاطره لا انا
بعيد أوي عن الوحه دي 
رد بنبرة ذات معنى 
إزاي بعيده مش ممكن في يوم تكوني أم ويطلب منك اكتر من كده 
ابتسمت ساخره مستبعده الفكره بعد ما مرت
به ولكنها اخفت مرارت افكارها  
وهي تجيب إياه بجمود 
ممكن بس في حاجات هتعملها الدادة 
نظر له هازئا وهو يقو بفظاظه 
وفي حاجات هتعملها الشغاله والطباخه تخصصها 
الطبخ وسفرجي يقدمه على السفره وانتي بقه هتعملي إيه 
امتعض وجهها وهي ترى السخرية تلعب ببنيتاه الثاقبة عليها ثم قالت بصلف واضح امام عيناه 
مش هعمل حاجه اذا كان عجبه 
مط 
اذا كان عجبه يعني مش هتحولي تتغيري عشانه 
وتعرفي مسئوليتك كست متجوزه 
هل هو مختال! 
ففرت شفتيها وهي تقول بغرابه  
انت بتقول إيه انت شايفني متجوزه وعيالي مسكين في هدومي 
رد هازئا 
نفترض 
صاحت بعناد ونفي 
منفترضش وملكش دعوه بالموضوع ده يعني دي حاجه تخصني لوحدي  
الله يكون في عونه اللي هتكوني من نصيبه 
تحترق!!! ولله تلك أصعب الكلمات التي احرقتها واسودت وجهها أمامه 
بعض المنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي 
ترى بهم تلك الجمله من بعض الفتيات التي تشكي
ان عائلتها تشفق على من سيتزوج بهم 
كانت تضغط دوما على وجها مضحك معبره عن العبارة المضحكه التي راقتها ولكن والله اليوم
تبا للسانك الفظ تبا لتقلباتك المزاجيه معي  
أينما أردت ان ټجرح وتسخر تفعلها بدون
تردد اينما أردت التحدث بطريق حانيه لطيفه لا تخلو من المزاح وبسمتك الجذابه ! تفعلها ايضا 
بدون تردد 
كم شخصية تمتلك يارجل لتفعل بي كل هذا ولماذا أصبر عليك وكأن لك رصيد لا ينفذ
بداخلي ! 
مد يده ومسح بسبابته خط رفيع من الغبار على طول انفها وهو ينظر له بهدوء قائلا بحنو 
اثبتيلي حاجه مهمه النهارده 
رفعت عينيها وهي تنتبه له فتابع وهو يبعد يده عنها 
لسه زي مانتي مش بتتكبري تساعدي حد حتى لو مش تخصصك 
حرك عينيه على المكان النظيف بصلف قبل ان يقول بتملق 
شكرا 
امتعض وجهها وهي تنظر له ببرود  
العفو 
ابتعدت عنه بحنق ودلفت للحمام للاغتسال وهي تكاد تشتعل من كلامه وتعامله الجاف معها ولا تعرف لماذا شعرت انه يقصد كل ماحدث حتى يراها تنظف كالخادمه امام عينيه 
تفكير اهوج !! ولكنه غريب وغامض في بعض الأوقات وهذا يدفعها لتفكير بتشتت أكبر 
خرجت من الحمام وهي تجفف وجهها بدون ان تفسد زينتها البسيطة ومررت يداها على ثوبها الأنيق والذي 
لم يتسخ بفضل تلك المريله التي اعطاها لها 
اين هو إذا 
رفعت رماديتيها تتفقد المكان من حولها فلم تجده ولكنها تنشقت رائحة طعام يطهى وصوت اواني صادره من ركنا قريب منها 
زمت شفتيها وهي تتقدم عدة خطوات باتجاه الصوت 
لم تتخيل يوما ان ترى هذا المشهد بعينيها المندهشه
كان يقف امام الموقد يطهو شيء ذو رائحه مميزه 
يقلب بيده وباليد الاخرى يمسك طبقا من شرائح الدجاج ثم يسكب بتدريج واحده تلو الاخرى
بتركيز
26  27  28 

انت في الصفحة 27 من 89 صفحات