الإثنين 25 نوفمبر 2024

ضراوه عشق بقلم دهب عطيه

انت في الصفحة 16 من 89 صفحات

موقع أيام نيوز

الصفه فهي بها الاصرار والعند وتشبك بما تريد حتى ان عارضها الجميع ستنال ما تريد 
تلك الصفه كان يظن انها الأفضل بهالكن بعد ما حدث بالماضي يراها الاسوء بها بل العن من 
وسوسة الشيطان لها 
رفع عينيه عليها وهي تتكا على مكتبه وعينيها على الملف باهتمام لاحت منه نظره على عنقها وتلك الوشمة
بلع ريقه وهو يتذكر ضعفه امام جمالها وعنادها الذي يجعله كالمچنون يريد تذوق جزءا منها ليخلده في ذاكرته مثل قبلتهم الاولى التي لا تمحى من عقله كلما نظر لها ودقق في شفتيها وهي تتكلم 
يرى نفسه مراهق امام تلك الأفكار ليس ناضج بما يكفي لينساها بأخرى لم لا يجرب هذا الحل من المؤكد سيفلح وتنتهي تلك الضراوة مع هذا العشق المعطوب للأبد 
رفعت وعد عينيها عليه بتردد فوجدته يحدج في وشمها بشرود تنحنحت بحرج وهي تستقيم اكثر
في وقفتها 
عمرو انت معايا 
هز رأسه بفتور وكانه لم يشرد منذ ثواني بها
وكانتى عيناه تتابع سؤالها بجرأه ولم يحيد عنها حتى بعد ان قال 
معاكي هروح فين يعني وريني التصميم اللي في الصفحه التانيه 
رمقته بدهشه 
وقفه كدا ليه وريني اخر ورقه عشان عندي تصوير كمان عشر دقايق 
فاقت من دهشتها على تلك الجدية الصلبه ثم 
ابعدت عينيها عنه بحرج وهي تتابع ماكانت تقوله 
بصوت مهزوز قليلا وهو كان يتابع معها بين الحين والآخر ولا مانع من رؤية تلك الوشمة الحمراء عن قرب !! 
بعد عدة ساعات من الاعمال على هذا الحسوب أمامها 
تركت كل شيء وهي تريح ظهرها للخلف بتعب وزفرت بارهاق وهي تدلك رقبتها بازعاج
فتلك الجلسه الاسواء بنسبة لها 
مطت شفتيها وهي ترفع المرآة الصغيرة التي تحتفظ بها في حقيبتها نظرت بها وهي تتفقد ملامحها وتسريحة شعرها نظرت لوشمها البارز بطريقة مڠريه 
فلاحت منها بسمة زهو انثوي تخلق في لحظة عند اي أمرأه تعجب بنفسها ! 
طرق خفيف على باب مكتبها جعلها تضع المراة بجوارها وهي تتنحنح بجدية  
احم ادخل 
دلف احد الموظفين ويدعى طارق وسيم الشكل لبق الكلام ومهذب التصرفات 
ابتسم طارق وهو يدلف 
سلام عليكم يامدام وعد 
ردت التحيه بابتسامة
وهي تمد يدها له بالجلوس 
اتفضل ياطارق تشرب إيه 
توسعت ابتسامته بحرج 
لا شكرا انا جاي بس لحضرتك عشان استشيرك في حاجه كده تخص فكرة الدعايه الجديده لشركة انا ضفت حاجات طلبها مني الأستاذ عمرو وطبعا عايز اوريهالك قبل مايشوفها يعني استفاد من خبرتك في 
النقطه دي لان دي اول دعايه امسكها من ساعات ما تحطيت تحت التدريب 
ابتسمت وعد ببشاشه وهي تقول ببساطة 
تمام مفيش مشكله هات الملف 
مد يده بالملف لها اخذته منه وبدات تتفحصه بهدوء أنيق! 
وقفت عند شيء معين فنادت إياها بذات الهدوء الفاتن 
طب طارق تعالى كده ثواني 
إقترب منها ووقف بجوارها وهو يرى تلك الأشياء التي تستفسر عنها بدء يركز معها ويشرح لها عدة أشياء تارة تهز راسها بتفهم وتارة تبتسم
بحرج من عدم استيعاب شرحه السريع المتوتر 
هذا المشهد بكل تفصيله رآه وهو على وشك الذهاب 
من الشركه بعد روتين الأعمال المتراكمة 
من خلال هذا الزجاج الكاشف لغرفة مكتبها رأى بوضوح تلك المسخرة المقام به 
من اي شيء خلقت تلك المراه لتتلاعب وتغير الرجال 
مثل جوارب قدميها وفي نهايه ترتدي أمامه قناع 
البراءه! 
رفعت وعد رمديتاها على النافذه بفتور فوجدته أمامها ينظر لها باحتقار واضح وكانه رأها في 
وضع مخل! 
اسلبت وعد عينيها ولم تهتم بنظراته الحادة واكملت ما تفعل جعلته من الخارج يشتعل ڠضبا كاد ان يكسر المكتب عليها وعلى هذا الأحمق المتعرق بجوارها ولكنه تماسك واكمل مساره وهو يكاد يحفر 
الأرض بقدميه من شدة عصبيته 
دلف مرأب السيارات بالشركه وجلس بسيارته وهو يخبط على عجلت القيادة پغضب  
ضحك ومسخره وقلة آدب ولا كان في نصايب بتحصل حولينا بسبب الهانم زمجر پحده  
الهانم سيقاها علينا وديره على حل شعره تعرق وجهه وتعالت أنفاسه وهو ينظر امامه منتظر ظهورها 
بعد نصف ساعة لجت للمرأب بخطوات انثويه رنانه بسبب حذائها العالي 
خطوتين فقط ووجدت من يجذبها ويصدم ظهرها في عمود صلب كادت ان تصرخ ولكن وجدته يضع يده على فمها وهو يقول بنبره مهيبه 
هششش مش عايز نفس يطلع منك 
توسعت عينيها وهي تنظر له پصدمه ابعد هو يده عن فمها ورمقها باحتقار 
انت إي اللي بتعمله ده في إيه بظبط وبعدين انت ليه مروحتش لحد دلوقت  
مستنيكي يابرنسيسه القى عليها نظرة احتقار 
نظرت له بضيق وتعالي وكان لا يفصل بينهم شيء 
مستنيني ليه انا معايا عربيه 
قال بقسۏة وشك 
وماله اطمن إنك هتركبي عربيتك مش هتركبي عربية حد تاني 
ضيقت عينيها وهي تنظر له بشك اكبر  
حد تاني زي مين بظبط تقصد إيه 
هتف باتهام مهين 
اقصد طارق هو كان لازق فيكي ليه صحيح آآه اكيد كنتو بتشتغلو بس عن قرب 
انت بتقول إيه انت جرا لعقلك حاجه انا ماشيه كادت ان تمر من جواره ولكنه حاصرها بين هذا العمود وهو يقول بتهكم  
إيه متخليكي ولا قعدتي نشفه عليكي بتحبي القعدات الطريه انتي اللي فيها  
ابعد أيدك عني إيه القرف اللي انت بتعمله ده وازي تكلمني بطريقه دي انت مفكرني واحده من الشارع 
ولا واحده من اللي انت تعرفهم 
صړخ في وجهها باهانة لاذعة 
اللي انا اعرفهم انضف منك ولا نسيتي اللي عملتيه زمان 
نظرت له پألم وهي ترمقه بتقزز وكره يتزايد  
زيك زي ثروت الاباصيري شبه بعض اوي 
برم شفتيه بستهزء  
ياريتك طلعتي زينا 
ميشرفنيش اطلع زيكم رمقته وهي تتابع بكره واضح  
هطلع زي مين زي واحد مش قادر يعمل اي حاجه مع بنته غير ان يهنها ويقل منها ويكسر نفسها قدام اي حد وكل ده عشان إيه عشان مطلعتش ولد 
جت بنت في يبقى ذنبها انها تكمل حياتها مکسورة النفس ومكروهه من ابوها اللي مش عايزها أصلا في حياته بس عشان هي ست مش راجل في تخلف ورجعيه اكتر من كده نزلت دموعها وهي تهتف 
بكره اكبر  
ولا اطلع زيك واحد عايش دور الضحيه طول الوقت مش قادر يستوعب ان الخيانه تنطبق بس على اتنين بيتبدله نفس الشعور سوا مش واحده
عايشه في حياتك مستنيه حبك ليها وانت مش شايفها أصلا جمبك جاي تلومني تمام لومني بس لوم نفسك انت كمان لم بعدت وانت عارف انك محطتش طوبه واحده تديني امل ان ممكن يكون في بينا مشاعر لوم عمك اللي خلاني احتاج لوجود راجل حنين في حياتي يعوضني قسۏة قلبه عليه لوم صاحبك اللي معرفش يوصلي غير عن طريقك انت لوم الظروف اللي مقدرتش تجمعنا زمان لوم الحب اللي ماتكتبش علينا  
نظر لها وهو يترجم كل تلك الجمل المتلاحقه ببعضها نظرت الكره نحوه تنبع من اعماق عينيها تكرهه لتلك الدرجه ترى انه لم يعطيها أمل 
هل نسيت اهتمامه وقربه منها تنسى وجوده الدائم معها في فترات حياتها ترى انه المخطأ وهو سبب كل شيء وماذا عنها هل تلك الترهات تشفع لها
الخېانة خېانه مهم كانت الأسباب كانت ترتدي خاتم الخطبة وتذهب لتقيم ليلتها في حضڼ صديقه 
على الفراش وحين كشف امرها كانت مصارحتها
بذيئه وفي منتهى الوقاحه وهي تعترف بحبها
لرجلا اخر وهي معه
هل تلك الكلمات ستشفع شيء مما حدث غبية
ان فكرت أنني ساغفر لها بل وسانسى
الماضي بأكمله بل وممكن ان نعيد
الود وننعش
عشقا المعطوب 
مسحت وعد دموعها بظهر يدها وهي تقول
بصوت مبحوح 
بعد اذنك عديني خليني امشي 
مد يده في جيب سترته واخرج منديلا ورقي لها وقدمه بدون كلمه 
ضړبت يده بعصبية وهي تصرخ في وجهه بتشنج 
مش عايزه حاجه منك سبني في حالي بقه وكفايه كده ضړبته في صدره بعصبية مفرطه 
لم يتحرك وظل يرمقها بوجهه الحجري الذي لا يبث اي تعبير ثم سريعا رفع وجهها بيده بقوة مجبر اياها على النظر له 
اغمضت عينيها پخوف مهزوز وشهقات بكاءها تتزايد 
كفايه عياط قالها وهو يسمح وجهها المبلل من الدموع 
فتحت عينيها وهي تقول من بين اسنانها بتشنج ناقم 
بكرهك ياعمرو بكرهك 
بدالها نظرة الضعف بصلابه بارده وهو يضع المنديل مره اخرى في جيبه ثم رد عليها بنبرة عادية 
وانا مكرهتش في حياتي قدك 
ابتعد عنها واعطى لها مسافة للابتعاد وفعلا سارت مبتعده عنه باتجاه سيارتها لكنه اوقفها بصوته
الرخيم وهو يقول بتوعد 
مصيره هيجي اليوم اللي كل واحد فينا يقف فيه مكان التاني 
بلعت ريقها پخوف من ضراوة هذا التوعد وداخلها جزء يخشى حدوث هذا وجزء يرفض وقوعها
ضحېة لانتقامه المړيض ! 
صعدت السيارة وهي مشتتة التفكير فانا كان سيوقعها بطريقة العشق والكلام المعسول فهو أحمق
كبير قد فعلتها مره وتعلمت الدرس ولن تعيد الكره 
وان كان الاڼتقام عن طريق شيء اخر فماذا
سيكون ياترى 
هل حقا يتوعد لها بتدبير مکيدة ټقتل اي ذرة حياة بداخلها ام ان الحديث كان وقت ذروة غضبه 
وتوهج نيران كرهه نحوها 
حركت محرك السيارة وانطلقت بها وعقلها يعصف بالكثير وعيناها تذرف الاكثر! 
نظر لسيارتها التي اختفت عن مرمى عينيه الثاقبة والذي لا تبشر بالخير فمن الواضح انه قد بلغ العشق 
ضراوة غريزيه وها قد احتدت طبول الحړب !  
ساعات من السهر في الخارج في مكانه المفضل امام 
النيل العذب ذو العذوبية الذائبه للعين والحزن الطاغي عليه بقصص كثيره قد قصها عليه الكثيرون قبله 
نظر له بحيرة فهذا الوصف يشبهه 
قد تحلى بالهدوء لسنوات واخفى مشاعره عن الجميع حتى ياتي اليوم الموعود بالمصراحه 
هل كان متردد من تفوه بمشاعره لهاخشى ان 
تبتعد او لا تتقبل حبه 
يعلم ان الثقه بينهم كانت محدوده واليوم وبعد كل شيء صارت معدومهوتلك العلاقات التي تنتزع 
منها الثقه تكن كورقة بدون غضن ! 
تنهد وهو يخرج دخانه الرمادي بحنق من بين شفتيه  
الى متى سيظل يعيش فتلك الحلقه
الكئيبه ألا يكتفي بعامان واكثر ألا يظن انه قد
حان الوقت لرؤية نفسه واشباع رغباته كارجل
هل سيظل تارك العمر يمر امامه وهو لا يتوقف عن التفكير بها وبخيانته له
يقف دوما عند هذا السؤال ولا يعرف الاجابه الصائبه للهروب 
لكن ضراوة الاڼتقام تلح بقوة عن اخذ ثاره منها هل مقياس جرحها سيشكل فارق معه ممكن ان يشفي
غليله ويشفى عقدة المړض بعشقها 
وهل هو ممثل بارع للدخول في تلك المسرحية السخيفه معها 
نفى الفكره فشيطانه يلح بقوة باللعب معها بمنتهى الدنئه مثلما فعلت سابقا 
تافف بحنق وهو يمد يده في جيبه ليخرج هاتفه منه لكن وقع منه شيء في الارض مد يده لياخذ هذا المنديل الرطب عليه آثار نقاط من الماء 
هذا المنديل الذي جفف به دموعها عنوة عنها 
ابتسم بنقم وهو يتفحصه يرى تلك الدموع زائفه 
حتى تبريرها له كان فشل بمقدار كبير فهي 
كانت تقلب الموازين لتجعل نفسها ضحېة قساوتهم عليها ياللها من غبيه 
مسك قدحته وقربها من هذا المنديل ليشتعل سريعا بين يده فنظر لنيران من خلاله فكانت باردة تاكل 
اجزائه لكن بخبث غريب ! 
يود ان يفعلها يوما مع صاحبة الدموع الكاذبه 
لكنه لا يماثلها في خبثها 
اتجه لسيارته بعد تعب وساعات من السهر متوجه الى قصر الاباصيري 
بعد دقائق معدودة عاد للمنزل وصعد سلالم القصر متوجه الى غرفته في ذات الطابق لكنه تسمر حين جذب نظره خط الضوء الذي يظهر من اسفل
15  16  17 

انت في الصفحة 16 من 89 صفحات