روايه بقلم ډفنا عمر
عمره الماضي شقيق وسند له لم يعد شقيقه تلاشت صلة قرابتهما بعد أن تعرت الحقيقة وعلم أنه مجرد دخيل على هذه العائلة
أخوك كان عنده شغل يا رائف
ثم استطرد الجد هو ينظر لجسار بس أكيد مش هينسى إنك اخوه لأنه مالوش غيرك
تلجم جسار وهو ينظر لجده ولم يعرف ماذا يقول
ورائف كمان مالوش غير اخوه جسار
ابتسم الجد بفخر ورضا تام عن تصرف أبنه وموقفه الإنساني حيال جسار ربما ظلمه حين أعتقده قاسې القلب لكن ها هو يثبت له كم كان خاطيء بشأنه
مازال الأخير في حالة عدم توازن وحزن جعله يلتزم الصمت المتأمل بعجز ليتدخل توفيق بقوله طيب بطل لماضة بقي وروح شوف رايح فين وسيب أخوك مع جده شوية
ماشي يا سي بابا ثم نظر لأخيه وقال انا منتظر ټوفي بوعدك يا كبير أوعي تنسي اخوك أنت وأشرف لم يستطع أن يخذل تلك العاطفة الناضحة له من أخيه فغمغم أخيرا إن شاء الله يا رائف
فوق سطح المكتب حرر ميداليته الفضية التي تجمع مفاتيحه تحت بصر الجد نادر وتوفيق الذي تسائل ايه ده يا جسار
نظر له الأخير مقرا بهدوء دي كل المفاتيح بتاعة العربية والمكتب وشاليه اسكندرية والفيلا واستطرد والفيزا
بتاعة البنك
غبر الحزن محياهما وقال الجد بتأثر وغيامة دموع بدأت تتكثف بمقلتاه خلاص يا ابني ناوي تنسحب من حياتنا بالبساطة دي كأننا غرب عنك خلاص مفيش جدو اللي بتحبه وتحكيله كل حاجة في يومك جدو اللي كنت مش بتنام غير لما تطمن انه متغطي وواخد علاجة ومش تعبان هتنسانا وكأنك متعرفناش وتخرج من البيت اللي اتربيت جواه سنين عمرك كله هتنسي طفولتك هتنسى لعبنا سوا هتنسي كل حاجة عشتها هنا ياجسار
بتأثر وجسار يواصل بس أنا مقدرش اقبل اتمتع بمنح مادية مابقيتش من حقي برفض رفاهية مش ملكي دلوقت ياجدي أنا هبدأ طريقي بشغل جديد وبيت تمنه من كدي وتعبي وفي نفس الوقت لازم ادور على أي خيط يوصلني لأبويا وأهلي
system codeadautoadsثم غمرته نظرة حزن عميق تفطر القلب كفاية عرفت اني أمي ماټت يوم ما ولدتني والأمل الوحيد اللي فاضل ان ابويا يكون عايش مش أنت بتحبني ياجدي يبقي سبني اعمل اللي يريحني لكن صدقني مفيش حاجة هتبعدني عنك ابدا
ثم مد أنامله وجفف دموع جده العزيزة وقال مازحا وعشان تعرف ان حفيدك الحليوة مش بيضيع وقت أنا فعلا لقيت شغل تاني في شركة والد زميلة ومحامية في المكتب عندي هبقي مستشار والدها القانوني
حاول الجد أن يغتصب ابتسامة وهو يربت علي رأسه بحنان مبروك ياحبيبي ثم تساءل طب ومكتبك اللي تعبت فيه وبنيت سمعته بشطارتك هتسيبه يضيع منك
لا جدي مش هيضيع أشرف وأدم وسارة هما اللي هيكملوا القضايا متخافش
رمقه بنظرة مطولة قبل ان يقول أنا ليا حق عليك ولا لأ يا جسار
طبعا ياجدي وكلمتك سيف على رقبتي بس
مفيش بس أنا مش هقولك سيب فرصة الشغل اللي جالك في شركة أبو زميلتك بس كمان المكتب ده اتعمل بمجهودك ومهارتك انت ليه تفرط فيه وهو حقك وبعدين ده هديتي في نجاحك والهدية مابترجعش وإلا تعتبر إهانة عايز تهين جدك
system codeadautoadsتتدخل توفيق داعما أبيه تلك المرة بود لا يصطنعه اسمع كلام جدك يا جسار وماتزعلوش زي ما قالك المكتب ده انت اللي عملته وتستحق تحتفظ بيه
وواصل بأديث أكثر عمقا مهما كان اللي حصل واللي عرفته أوعي تنسى انك كنت ومازلت حفيد للراجل ده ولازم تسمع كل كلامه فاهم
فاهم يا
وقفت الكلمة گ غصة في حلق جسار لم يستطع لفظها إن ناداه بأبي سيكون كاذب فلم يستشعرها منه يوما مثلما كانت أحاسيسه تجاه الجد نادر
ولم يغب عن توفيق تردده لقولها فغمغم كأنه سمع ما دار بذهنه أنا مش هخدع نفسي واعاتبك واقولك ليه مقدرتش تنطقها دلوقت عارف ان عمرك ما حسيتها