روايه بقلم ډفنا عمر
مني يا جسار انت ماحبيتش غير بابا وابني رائف لأن هما فعلا اللي ادوك مشاعر و عواطف حقيقية بس برغم كده أنا بشكرك لأنك كنت بار بأبويا أكتر مني ودايما كنت معاه لما احتاجك
وهفضل كده طول عمري
قالها جسار بحسم وقوة دون لحظة تردد كي يرسخ فيهما تلك الحقيقة ليبتسم جده بحنان وقلبه يخفق حبا وفخرا بما صار عليه ذاك الذي تلقفه من الطريق ذات يوم رضيعا ېصرخ ها هو كبر ولم ينسى ما قدمه له مازال بارا محبا له كما كان
على فين
قالها جده بلهفة وعيناه تستجدي بقاءه فتماسك جسار أمامه كي لا يضعف هشوف سكن مؤقت لحد ما تستقر أموري يا جدي
طب خليك معانا لحد ما تظبط الدنيا وبعدين ناسي رائف اللي هيسأل عليك ويستغرب انك مش موجود ولا ناوي تقاطع أخوك
قالها توفيق كي يثنيه عن الرحيل فرد عليه
أطرق الجد رأسه باستسلام حزين فرفعها جسار هامسا بحنان وبعدين ياجدي مش اتفقنا ان مفيش حاجة هتتغير كل الحكاية اني هستقل بحياتي ماديا مش أكتر
سلم أمره لله وهو يتمتم هتعرفني مكانك الجديد
أكيد طبعا
مكث الجد ينظر له برهة كأنه يتشرب ملامحه للنرة الأخيرة قبل ان يجذبه في ضمة قوية قائلا أعمل اللي يريحك وربنا يوفقك بس اوعي تنسي اني موجود في ضهرك منين ما تحتاج حاجة فاهم
ابتعد متأهبا للمغادرة ورمق توفيق بنظرة احترام ثم قال له ما يراه حقا رغم كل شيء شكرا إنك وافقت في يوم من الأيام تكتب طفل
يتيم من الشارع على اسمك
اغرورقت عين توفيق بالدموع وللمرة الأولي يقدم علي عناقه بتلك الحميمية وبحنان نفذ لقلب جسار الذي بادله العناق دون وعي فهذا الرجل الذي يضمه كان يعتبره لسنوات طويلة من عمره أبيه
معتقدش
أمال تفسري بايه طلبه
أحتمال يكون شغل قضية مثلا وعايز يستشيره
يا سلام طب منا قدامه مش سألني ليه
معرفش يابنتي ده مجرد احتمال
جلست جوارها تزفر بقلق وهي تقول خاېفة أوي على جسار ياشمس كلامك عن حالته خوفني أوي ثم استرسلت ببعض الشرود كتير بشوف في عيونه حزن غريب كأنه بيدور علي حاجة مش
حدجتها شمس مليا بغموض ثم تساءلت انتي لسه بتحبيه يا سارة
التفتت إليها وهمست بشخوص صدقيني أنا ساعات مش بعرف اسمي مشاعري ناحية جسار
ماهي لو مش حب هتكون ايه
صمتت بحيرة واضحة فعاجلتها شمس بسؤال جديد وآدم بتحسي ناحيته نفس مشاعرك ناحية جسار
system codeadautoadsأصابتها حيرة أكبر وقد بدا سؤالها شديد الصعوبة فترة عملها جوار آدم قربت بينهما بشكل كبير تأكدت من مشاعره الجارفة نحوها غيرته الجلية من العملاء وخوفه المفرط عليها دفء نظراته نحوها كل مادا تتغلل في روحها وتنبت داخلها براعم اهتمام وميل نحوه لا تنكره تعارفها بعائلته ورؤية نشأته المتواضعة القرب منهم غرزت فيها عاطفة تشعبت مع الوقت فتعمقت فيها أكثر لدرجة لم تدركها فترة الجامعة والأخطر أنها تشتاقه لو غاب كما أنها اصطدمت في نفسها بشعور أخر لم تتوقع يغزوها هكذا وهي تضبط نفسها متلبسة بداء الغيرة عليه من إحدى زوار المكتب وهي تتعمد الدلال معه لتجد نفسها دون وعي تحول بينهما بحدة واضحة وتتولي هي التعامل مع العميلة التي أتت ترفع قضية خلع من زوجها تصرفها غمر وجه أدم حينها بسعادة طاغية أخجلها هي من نفسها
نزعها صوت شمس من شرودها فقالت لأني مش عارفة اقولك ايه حاسة اني مش طبيعية
ليه بتقولي كده
لأني بحب الاتنين يا شمس بس كل واحد حبه مختلف جوايا عن التاني وده اللي محيرني مش قادرة احدد حاجة
system codeadautoads بتغيري علي مين فيهم
آدم
قالتها دون تردد لتبتسم الأخرى
يبقي واضحة انتي بتحبي آدم يا سارة انما مشاعرك لجسار دي حاجة تانية خالص ممكن يكون انبهار بشيء معين فيه أو حتي مجرد راحة نفسية لشخص ممكن يصادفك في اي مكان انما مش حب بجد ده اللي متأكدة منه بعد اللي قولتيه
عاد يحتلها القلق عليه وهي تهتف يمكن يكون كلامك صح بس المهم دلوقت اني خاېفة عليه أوي يا شمس تفتكري ايه سبب حالته اللي حكتيها عايزة اطمن عليه بأي شكل وللأسف لما جيت اتصل لقيته قافل تليفونه
لا تنكر عليها أبدا هذا القلق الذي انقسم شطر منه داخلها بعد ما رآت حالته لكنها هتفت لتهدئها بصي فات حوالي ساعتين من وقت خروج عمو أتصلي أسأليه
اتكسف أصل بابا بصلي بنظرات غريبة كده قبل ما يمشي
خلاص هتصل أنا وافهم بطريقة غير مباشرة
انتظرت رده علي الطرف الأخر وما أن أتاها حتي صاحت صباح الخير يا عمو أمين ايه