روايه بقلم ډفنا عمر
من
غير ما نحس وبعدين اخواتك وولادهم وخالك هناك يعني تقريبا أهلك معاكي ممكن تروحي وتنزلي هنا أجازات كل سنة
دمعت عيناها بذهول بالبساطة دي بتستغنى عني خلاص كرهتني عشان قلت كلمة حق
لتاني مرة بقولك اني بخيرك القرار في ايدك بس لازم تعرفي حاجة أخيرة لو فضلتي هنا لازم ترجعي علاقتك بوالدي وتكسبي رضاه عليكي تاني وإلا هيفضل بيني وبينك شرخ كبير
سيجرد نفسه من كل شيء هذا ما فاض به تفكيره الساعات الماضية لم يعد يستحق شيئا من تلك العائلة زهد كل ما يملكونه المسكن الراقي سيارته الفارهة مكتبه الفخم رصيده البنكي المتاح له دون حساب النفوذ بلقب عائلة لا تجري دمائها في عروقهكل شيء هان عليه وبخست قيمته لم يعد هذا الملكوت يساوي عناق يجمعه بأبيه الحقيقي بشقيقه إن كان له أشقاء هدفه وحلمه الآن لم يعد أن يصدح أسمه عاليه في أروقة المحاكم وهو ليس أسمه من الأساسا ليس جسار بل مجدر شريد يتسكع علي أرصفة مغبرة بالشتات يبحث عن بداية جديدة لحياته تناسب شخصا أكتشف لتوه
ربما لا يعرف أين ستكون وجهته لكن يكفي أن يأخذ قراره والبقية سيتركها بين يدي الرحمن
التقط سلسال مفاتيحه
الكثيرة وتأملها برهة ثم توجه ليغادر حيث الرجل الذي آواه ليعلم قراره
ضغط ذر المصعد ووقف ينتظر وصوله بشرود طفيف ليتفاجأ به يشرع ويطل منه رجلا وقور الهيئة تعرف عليه جسار علي الفور وهو يغمغم بدهشة
مشط الرجل هيئته الغير منظمة سريعا وقال
واضح اني جيت في وقت مش مناسب وكان لازم اخلي سارة تاخد منك معاد
تمالك جسار نفسه سريعا ورد قائلا لا ازاي حضرتك تشرف في اي وقت اتفضل
واستدار يفتح باب مكتبه ثانيا وهو يدعوه للدخول
أعد له قدحا من الشاي وقال معلش محدش موجود هنا كله أجازة غمغم أمين ولا يهمك وتسلم ايدك وأسف مرة تانية اني عطلتك
حاصره الرجل بنظرة ثاقبة طالت قليلا قبل أن يفيض بما جاء من أجله عايزك مستشار قانوني للشركة بتاعتي
صدم جسار من عرضه المباغت وفي هذا التوقيت من دقائق معدودة لم يكن يدري كيف سيبدأ من جديد طريقه بعد أن قرر التخلي عن كل ما يملك للجد ليكون الله رحيما به ويرزقه بعمل أخر وبسرعة لم يستوعبها بعد
موافق
أعلنها واضحة دون مراوغة العرض بكل المقايس فرصة لرجل كاد أن يتسكع في الطرقات دون عمل أو مآوى أما أمين فلمعت عينه بعد أن حصل علي بغيته من تلك الزيارة سيضع ذاك الشاب تحت مجهره مادام الأمر يخص قلب ابنته سارة ولمس تعلقها به بعد أن سمع جزء من حوارها مع شمس فليختبره ويراقبه ليحكم عليه عن قرب ولم يكن ليحدث هذا لولا صنع جسرا للتعامل المهني المشترك بينهما ولكل حاډث حديث لاحقا
على الطريق
بقلم ډفنا عمر
الفصل السادس
وقف بسيارته أمام بوابة الفيلا التي كانت مآواه طيلة حياته بينما الآن أصبح مجرد غريب يطرق بابها الموصد ويستأذن لمقابلة الجد تجاهل دهشة الحارس من طلبه وغاب لحظات ثم عاد ليبلغه بالدخول أو هكذا ظن قبل أن يجد من يهرول عليه بلهفة واضحة رغم عمره ويسحبه بعناق جارف كاد يعتصره وهو يبكي لم تطاوعه ذراعيه ألا يرد العناق بمثله حاوط جسار جده بحب حقيقي لم ولن ينضب داخله فإن كڈب كل شيء لن ېكذب عاطفة هذا العجوز الطيب الذي رباه كأنه من نسله وحنانه الذي غمره به إن خسر كل شيء لن يترك غنيمته الغالية في قلب جده
system codeadautoads بتستأذن تدخل بيتك ياجسار
!
همسها الجد بعتاب ومازال يحتويه بذراعيه الواهنة فابتعد عنه وتمتم متغاضيا عن عتابه أسمحلي اخد من وقتك دقايق واتكلم معاك في حاجة مهمة
أجابه بعاطفة لا تكذب بعيناه الذابلة عمري كله ليك ياجسار مش بس دقايق تعالى معايا وجذبه من يده للداخل صار وكأن الزمن قد عاد به للوراء بضع سنوات حين كان طفل صغير يتبع جده الحنون وأنامله مستكينة بكفه رعشة طفيفة أصابت جسار فطن لها الجد وأدرك مغزاها هو لم يفقد رصيده في قلب حفيده الأول حتى لو كانت دمائهما ليست واحدة مازلت حبال العشرة والحب معقودة بينهما ولم تنقطع
أثناء مروره للداخل قابله رائف يصيح بمرحه المعهود بقي كده يا كبير تسيب أخوك الصغير وتخرج ناسي الخروجات اللي وعدتني بيها
ظل يرمقه بحزن شديد من ظنه طيلة