الأحد 24 نوفمبر 2024

روايه بقلم ډفنا عمر

انت في الصفحة 20 من 69 صفحات

موقع أيام نيوز

من
غير ما نحس وبعدين اخواتك وولادهم وخالك هناك يعني تقريبا أهلك معاكي ممكن تروحي وتنزلي هنا أجازات كل سنة 
دمعت عيناها بذهول بالبساطة دي بتستغنى عني خلاص كرهتني عشان قلت كلمة حق 
لتاني مرة بقولك اني بخيرك القرار في ايدك بس لازم تعرفي حاجة أخيرة لو فضلتي هنا لازم ترجعي علاقتك بوالدي وتكسبي رضاه عليكي تاني وإلا هيفضل بيني وبينك شرخ كبير 
خطي خطوتان نحو باب الغرف ثم توقف ليقول قبل أنا يغادر قدامك فرصة لحد ما الأجازة تخلص عشان تقرري هتفضلي ولا هترجعي لغربتك من غيرنا وتزودي رصيد حسابك في البنك 
سيجرد نفسه من كل شيء هذا ما فاض به تفكيره الساعات الماضية لم يعد يستحق شيئا من تلك العائلة زهد كل ما يملكونه المسكن الراقي سيارته الفارهة مكتبه الفخم رصيده البنكي المتاح له دون حساب النفوذ بلقب عائلة لا تجري دمائها في عروقهكل شيء هان عليه وبخست قيمته لم يعد هذا الملكوت يساوي عناق يجمعه بأبيه الحقيقي بشقيقه إن كان له أشقاء هدفه وحلمه الآن لم يعد أن يصدح أسمه عاليه في أروقة المحاكم وهو ليس أسمه من الأساسا ليس جسار بل مجدر شريد يتسكع علي أرصفة مغبرة بالشتات يبحث عن بداية جديدة لحياته تناسب شخصا أكتشف لتوه
أن ماضية مجهول وحاضره ضائع ومستقبله سراب
ربما لا يعرف أين ستكون وجهته لكن يكفي أن يأخذ قراره والبقية سيتركها بين يدي الرحمن 
التقط سلسال مفاتيحه
الكثيرة وتأملها برهة ثم توجه ليغادر حيث الرجل الذي آواه ليعلم قراره 
ضغط ذر المصعد ووقف ينتظر وصوله بشرود طفيف ليتفاجأ به يشرع ويطل منه رجلا وقور الهيئة تعرف عليه جسار علي الفور وهو يغمغم بدهشة 
أمين بيه 
مشط الرجل هيئته الغير منظمة سريعا وقال 
واضح اني جيت في وقت مش مناسب وكان لازم اخلي سارة تاخد منك معاد 
تمالك جسار نفسه سريعا ورد قائلا لا ازاي حضرتك تشرف في اي وقت اتفضل 
واستدار يفتح باب مكتبه ثانيا وهو يدعوه للدخول 
أعد له قدحا من الشاي وقال معلش محدش موجود هنا كله أجازة غمغم أمين ولا يهمك وتسلم ايدك وأسف مرة تانية اني عطلتك 
ابتسم جسار رغم ما يخفيه وقال مش هيجرى حاجة لو أجلت نزولي شوية واستطرد بعملية أنا تحت أمر حضرتك في اللي جاي عشانه يا أمين بيه 
حاصره الرجل بنظرة ثاقبة طالت قليلا قبل أن يفيض بما جاء من أجله عايزك مستشار قانوني للشركة بتاعتي 
صدم جسار من عرضه المباغت وفي هذا التوقيت من دقائق معدودة لم يكن يدري كيف سيبدأ من جديد طريقه بعد أن قرر التخلي عن كل ما يملك للجد ليكون الله رحيما به ويرزقه بعمل أخر وبسرعة لم يستوعبها بعد 
system codeadautoads هسيبك وقت تفكر بس عايزك تطمن أن المرتب هيكون مجزي جدا 
موافق 
أعلنها واضحة دون مراوغة العرض بكل المقايس فرصة لرجل كاد أن يتسكع في الطرقات دون عمل أو مآوى أما أمين فلمعت عينه بعد أن حصل علي بغيته من تلك الزيارة سيضع ذاك الشاب تحت مجهره مادام الأمر يخص قلب ابنته سارة ولمس تعلقها به بعد أن سمع جزء من حوارها مع شمس فليختبره ويراقبه ليحكم عليه عن قرب ولم يكن ليحدث هذا لولا صنع جسرا للتعامل المهني المشترك بينهما ولكل حاډث حديث لاحقا 
رواية صړخة
على الطريق 
بقلم ډفنا عمر
الفصل السادس
وقف بسيارته أمام بوابة الفيلا التي كانت مآواه طيلة حياته بينما الآن أصبح مجرد غريب يطرق بابها الموصد ويستأذن لمقابلة الجد تجاهل دهشة الحارس من طلبه وغاب لحظات ثم عاد ليبلغه بالدخول أو هكذا ظن قبل أن يجد من يهرول عليه بلهفة واضحة رغم عمره ويسحبه بعناق جارف كاد يعتصره وهو يبكي لم تطاوعه ذراعيه ألا يرد العناق بمثله حاوط جسار جده بحب حقيقي لم ولن ينضب داخله فإن كڈب كل شيء لن ېكذب عاطفة هذا العجوز الطيب الذي رباه كأنه من نسله وحنانه الذي غمره به إن خسر كل شيء لن يترك غنيمته الغالية في قلب جده 
system codeadautoads بتستأذن تدخل بيتك ياجسار
!
همسها الجد بعتاب ومازال يحتويه بذراعيه الواهنة فابتعد عنه وتمتم متغاضيا عن عتابه أسمحلي اخد من وقتك دقايق واتكلم معاك في حاجة مهمة 
أجابه بعاطفة لا تكذب بعيناه الذابلة عمري كله ليك ياجسار مش بس دقايق تعالى معايا وجذبه من يده للداخل صار وكأن الزمن قد عاد به للوراء بضع سنوات حين كان طفل صغير يتبع جده الحنون وأنامله مستكينة بكفه رعشة طفيفة أصابت جسار فطن لها الجد وأدرك مغزاها هو لم يفقد رصيده في قلب حفيده الأول حتى لو كانت دمائهما ليست واحدة مازلت حبال العشرة والحب معقودة بينهما ولم تنقطع 
أثناء مروره للداخل قابله رائف يصيح بمرحه المعهود بقي كده يا كبير تسيب أخوك الصغير وتخرج ناسي الخروجات اللي وعدتني بيها
ظل يرمقه بحزن شديد من ظنه طيلة
19  20  21 

انت في الصفحة 20 من 69 صفحات