الأحد 24 نوفمبر 2024

روايه بقلم ډفنا عمر

انت في الصفحة 18 من 69 صفحات

موقع أيام نيوز

تتخطاه لتغادر على كل حال أسفة لإزعاجك عن إذنك 
أغلق خلفها وتوجه مشرعا نافذته فوجدها تتوجه لسيارتها وكما توقع رفعت رأسها إزاء نافذته ليتوحد مسار أحداقهما وكلا منهما يحدج في الأخر دون أرادة هو بشرود ممزوج ببؤس واضح وهي بتعاطف لم تفهمه فضولها مشتعل داخلها لمعرفة ما طرأ عليه لكن لا تملك سلطة حتى لتسأل انتزعت نفسها من قيد نظرته واستقلت سيارته وابتعدت قاصدة من تظن أن بيدها حل غموضه 
بتقولي ايه يا شمس روحتي المكتب لقيتي جسار وقافل على نفسه
طب ليه
صاحت سارة بقلق لتجيب الأخري معرفش أنا روحت حسب اتفاقنا أننا نفطر سوا ونتكلم عن قضية نشوي اتفاجأت بجسار بيفتح الباب وشكله غريب كأنه كان لسه صاحي من النوم بس لبسه متلخبط ووشه كئيب وكلامه غريب جدا المصېبة أني 
إنك ايه
قاطعتها بترقب فقالت الأولى بصراحة شكله المنعكش شككني ان يكون في بنت معاه في المكتب لقيتني بندفع زي العاصفة وبفتش المكتب كله وانا بتوعد لو لقيت أي قذارة كنت هبهدله وامنعك بأي طريقة تشتغلي معاه بس 
صمتت بخزي لتواصل طلعت ظالماه واتكسفت اوي من نفسي 
هتفت پغضب ليه كده ياشمس أمتى هتصدقي انه شخص محترم ومش زي ما انتي فاكره أقسم بالله ما شوفت منه غير كل أدب وود بريء كأني فعلا أخته أكيد طبعا زعل واتعصب عليكي 
بالعكس 
قالتها بشخوص مستعيدة هيئته الهادئة الكئيبة وغمغمت كلمني بهدوء ونبهني اننا في المكتب لوحدنا وانه لو وحش يقدر يستغل الفرصة ويأذني عشان كده ضميري تاعبني من ناحيته 
أنا لازم اروحله 
قالتها سارة وهي تندفع لتستعد فعاقتها شمس هتروحي فين بقولك لوحده وشكله مايطمنش مستحيل تروحي دلوقت 
يعني اسيبه في الحالة دي
اللي انتي حكتيها جسار عنده مشكلة وانا لازم اكون معاه 
بأي صفة
مايهمنيش التسمية حطي الصفة اللي تريحك المهم إني لازم اطمن عليه 
قالتها هادرة بعناد وهي تواصل استعدادها للمغادرة ليقاطعهم طرقا علي باب غرفتها تبعه دخول أبيها قائلا صباح الخير يابنات 
ردوا التحية وواصلت شمس ازيك ياعمو عامل ايه
بخير ياحبيبتي 
ثم نظر لابنته بغموض وقال انتي قولتيلي عنوان مكتب المحامي اللي بتشتغلي معاه فين
حملقا فيه بذهول وتلجمت سارة عن قول شيء وقلبها يخفق پجنون أن يمنعها والدها عن العمل معه 
وقفت أمام العم ترتجف داخلها لكنها لا تظهر غير اللامبالاة كأنها لم تتسبب بعاصفة ليلا جعلت جسار يغادر البيت بينما جاورها زوجها وهو يرمقها بنظرات حانقة لائمة وبالوقت ذاته يراقب أبيه وهو عاقدا كفيه أسفل ذقنه متجهم الوجه بشرود بعد أن استدعاهما لمكتبه تنهد ثم نقل بصره بينهما بجمود وقال بعد اللي حصل ونواياكم اللي اتكشفت أنا كمان أحب اصارحكم باللي كنت ناوي اعمله 
system codeadautoadsتحفزت عين إلهام بنظرة ذات مغزي قابلها العجوز بتحدي وهو يغمغم مستهلا حديثه بقول مأثور 
من حكم في ماله ما ظلم 
عارفين معني الجملة دي ايه يعني كل واحد حر في ماله اللي كونه بشقاه وعرقه انا لو كتبت له كل مالي محدش فيكم يقدر يمنعني ولا تقدروا تمحوا حبه ومكانته في قلبي جسار حفيدي اللي كبر كل دقيقة قصاد عيني وكأنه من صلبي وأكتر جسار كان بار بيا أكتر منكم أنتوا كنتم فين عايشين في دولة تانية والسنة بتجر غيرها والعمر جري ومحدش فيكم قرر يتنازل عن شغله وحياته اللي بناها في الغربة وأنا سكت وقلت أهو ربنا عوضني بجسار في حياتي وبعد كل ده جايين تدورا علي حقكم في أملاكي خلاص هو ده بس اللي بقي يجمعنا الفلوس الورث 
عمي أنا 
أوقفها بأشارة صارمة من كفه قلت محدش يقاطعني 
لجمها تحذيره بينما ارتسم الخزي علي وجه توفيق وهو ينظر لأبيه كأنه لم ينتبه لجفاءه سوي الآن 
ومع كده أنا عارف شرع ربنا كويس يا مرات ابني هكتب لكل واحد فيكم اللي يستحقه وأولكم جسار ثم لفظ كلمته وهو ينظر لهما بقوة حفيدي ولو مش عجبكم حكمي مافيش قصادكم غير طريق واحد تردعوني به 
system codeadautoadsوصمت يرصدهما مليا قبل أن يستأنف حديثه 
تحجروا عليا 
رمقته إلهام پصدمة حقيقية بينما اتسعت عين توفيق بذهول حضرتك بتقول ايه 
بقدملكم الحل اللي ممكن يوقفني لو مش موافقين علي حكملي احجروا عليا واقفوا قصاد القاضي وقولوا اني خرفت وكبرت وبدي مالي للغريب وافضحوني وقتها بس هتقدروا تمنعوني وتكسبوا ثروتي 
هرول يجثوا على ركبتبه ثم لثم قدم والده وهو يبكي لا عشت ولا كنت يوم ما افكر مجرد تفكير اني اعمل كده فيك يا بابا كنوز الدنيا كلها ماتسواش رضاك عني ميراث ايه اللي يخليني اقف قصادك وامنعك من حقك في مالك أنا مش عايز حاجة غير انك ترضي عني وتسامحني اني اتلهيت في غربتي ونسيتك سامحني يا بابا ومتغضبش عليا ابوس رجلك أنا ممكن اموت فيها لو
ڠضبت عليا 
ارتعشت كف ابيه وانهمرت دموعه وهو يجذب ابنه ليعانقه بأقصي ما استطاع من قوة وهو
17  18  19 

انت في الصفحة 18 من 69 صفحات