نذير شؤم بقلم ناهد خالد
يوسف الذى يتابعها بنظره وقالت
بس دى كبيره عليا وأنا هسكن فيها لوحدى .
نظر لها باستغراب وقال
هو أنت هتسكنى لوحدك أنا فكرت والدتك ولاحد هييجى بعد ما تشوفى الشقه وتنقلى حاجتك .
نفت برأسها وهى تقول بحزن
لا محدش هييجى أنا أهلى متوفيين ومليش حد .
تركته ودلفت للداخل كى ترى الغرف ووقف هو ينظر لذهابها بشرود يتذكر كيف قضى ليلته أمس بعدما عاد من مقابلتها ونظرة عيناها وملامحها لا تفارق مخيلته ظل يتقلب ليلا على فراشه دون أن يأتيه النوم وهو يتذكر حديثها ونظراتها لم تشغله فتاه كما فعلت هى لا يعرف ماذا دهاه منذ رآها لا يجد تفسير منطقى لم يحدث معه واهتمامه بها لدرجة أنه نزل لوالده فى الحادية عشر مساء ليخبره بقدومها و استيقظ اليوم فى السادسه صباحا وبعث للصبى بليه ليخبره أن يكون فى استقبالها حين تأتى وفكر الآن فى جعلها تعمل معه فى عيادته لا يعلم أيريد مساعدتها حقا أم يريدها أمامه !
مش عارفه بس الشقه كبيره عليا فعلا .
تنهد خارجا من أفكاره وهو يقول
مش مهم أصل الشقه التانيه نفس الحجم وعشان أدرولك على مكان تانى هنحتاج وقت .
فركت كفيها بقلق وتوتر وهى تسأله
طب بالنسبه للأيجار يعنى الشقه كبيره وأكيد الإيجار هيبقى كبير ..
ابتسم لها باطمئنان وقال
ردت بجديه
ايوه بس مش هقبل يكون الإيجار أقل بكتير من الى الشقه تستاهله عشان محسش أنى عايشه فيها شفقه .
قطب حاجبيه بانزعاج مصطنع
يوووه هو أنت يابنتى نكد ليه ! وعموما مټخافيش هناخد إيجار معقول 300 جنيه كويس
رفعت حاجبيها باستنكار وقالت
أومئ برأسه وقال
تمام بلاش 300 ايه رأيك فى 500 حلو
ردت بسخريه
هو أنت بتستأذنى ! ماتخلص يا دكتور وتقول رقم .
قالت الأخيره پحده فنظر لها يوسف بضيق وقال
وضعت يدها فى خصرها وهى ترد بهجوم
ماله شكلى يادلعادى .
تصلب وجهه بجديه وهو يرفع حاجبه بتحذير وقال
أنت هتردحيلى ! بعدين اتظبطى فى وقفتك .
وجدت نفسها تمتثل لحديثه فأنزلت يدها واعتدلت فى وقفتها تطالعه بقلق فيبدو أنه لا يمزح الآن !
كبح ابتسامته بصعوبه وهو ينظر لها باستمتاع لإستماعها لحديثه وتنحنح يهتف بجديه
قال الأخيره بتحذير حين أوشكت على الأعتراض فصمتت بتذمر وأكمل هو بجديه مماثله
واعملى حسابك هتشتغلى معايا فى العياده تحت .
نظرت له باستغراب وقالت
هشتغل
ايه
هتقطعى كشوفات وتدخليلى الناس .
هو مفيش حد بيقطعلك الكشف
كانت سمر أختى بس هتبدأ امتحانات الأسبوع الجاى وأنت عارفه المنطقه هنا معظمهم مش متعلم .
وأنت ايش عرفك أنى متعلمه
ذم شفتيه بتفكير ثم قال بتوتر
بصراحه معرفش بس يعنى حتى لو مش متعلمه مش لازم تكتبى اسماء أنت اعرفى ترتيبهم ودخليهم أكيد يعنى هتحتاجى شغل ولا ايه
أومأت بإيجاب
بصراحه آه أنا كنت بشتغل هناك بس اضطريت أسيبه عشان المشوار بعيد بين هنا والعزايزى و عموما أنا معايا ثانويه .
قالت الأخيره بحرج وصوت خاڤت فسألها باستغراب
واللى يخليك تكملى لحد الثانوى مكملتيش بعده ليه
ظروف .
غمغمت بها كعادته دوما حين يسألها عن شئ فاحترم رغبتها وقرر عدم الضغط عليها وأنهى حديثه قائلا
بليه هينزل يجيب الرجاله ويطلعوا العفش وده مفتاح الشقه وكل النسخ الى معاه ....
قالها وهو يعطيها المفاتيح وأكمل
وارتاحى النهارده وبكره تقدرى تنزلى العياده مواعيدها من 3 العصر ل 9 بليل وأوقات بيبقى فى طوارئ عموما بكره هعرفك على كل حاجه .
أومأت موافقه وقالت
ماشى إن شاء الله .
_____ ناهد خالد ______
مساء...
ارتمت فوق فراشها بإرهاق بعدما أنتهت من وضع أمتعتها وتنظيمها تنهدت بعمق وهى تنظر لسقف الغرفه تتذكر أحداث اليوم بأكمله مابه هذا الطبيب يتعامل معها وكأنها تقربه ! يخطط لها حياتها وما بها استمعت لحديثه حين أخبرها أن تتحدث بأدب ! لا تنكر أنه وسيم وله هيبه خاصه به لم
ترى أحد يشبهه من قبل لا فى منطقتها ولا فى المناطق المجاوره وعيناه البنيه تحمل سحرا خاص و ....انتفضت جالسه وهى تتحدث لنفسها بصوت
ايه العبط ده ! أنا بهبب ايه بس استغفر الله العظيم أما أنام أحسن .
ارتمت على الفراش ثانية جاذبه الغطاء فوقها ...
________ ناهد خالد __________
كانوا يتناولون طعام العشاء جميعا حين هتف يوسف ل سمر
بقلك يا سموره أعقدى بقى عشان تذاكرى عشان امتحاناتك وبلاش تيجى العياده تانى .
ردت سمر باستغراب
ايوه بس مين هيقعد مكانى
تنحنح بخفوت وقال
جبت بنت تانيه هى هتبقى مكانك متقلقيش .
تسائل منتصر بمكر
البنت الى سكنت عندنا يا يوسف
رد بإيجاب
ايوه هى يا حاج .
ردت رحاب باستفسار
هى