قصه مشوقه
انت في الصفحة 8 من 8 صفحات
خطړ قد يداهمهم.
مجرد رؤيته جالسا على كرسيه بمهابة وشموخ تبعث القشعريرة في الأبدان اصطف الرجال في صفوف طولية وراحوا يتقدمون واحدا تلو الآخر لتأدية التحية له وتقديم فروض الطاعة والولاء فقال أحدهم وهو ينحني على كف يده ليقبله
يا مرحب بالكبير اللي نور الحتة كلها.
تبعه آخر مرددا
منور يا ريسنا.
اكتفى بهز رأسه بإيماءات صغيرة مقتضبة حتى جاء إليه عباس فقام بتحيته من جديد وهو يجلس عند قدميه
نظر الهجام تجاهه متسائلا بصوت أجش وعميق
إيه اللي حصل في غيابي يا عباس
أخبره بلهجة جمعت بين الجدية والعبث
هيكون عندك خبر بالصغيرة قبل الكبيرة بس الأول نشوف مزاجك ونروقه.
لاحت شبح ابتسامة باهتة على زاوية فمه ليردد بعدها
وماله الواحد محتاج يتدلع برضوه ويشيل جلخ السچن اللي علم على چتته.
الكوبارة رجع وهيحط على أتخن تخين شايف نفسه فيها.
كانت في وصف حالتها أقرب إلى قربان يتم الټضحية به لنيل رضا علية القوم وها قد أتت لحظتها كسرعة البرق لم تستوعب مروة ما يجري معها فلم تكن قد استفاقت بعد من صدمة فضحيتها لتجد نفسها مجبرة على التزين والظهور بمظهر أنثى فائقة الجمال لتبدو كعروس في ليلة زفافها وعليها فعل المستحيل من أجل إسعاد صاحب الكلمة العليا هنا.
استطاع كرم قراءة ما يدور في ذهنها ببساطة فقال بغير اكتراث
شوفي يا حلوة أنا مش فارق معايا حكايتك ولا يهمني حتى أعرفها طالما هتعدلي مزاجي.
فهمت ما يرمي إليه بحديثه الموحي عن سوء سمعتها فحاولت الدفاع عن نفسها
أنا بنت ناس والله ولولا إنه واحد ابن حرام ضحك عليا كان زماني لسه وسط أهلي.
ما كلنا ولاد ناس أومال يعني جينا كده من الهوا
تقدم ناحيتها نازعا ثيابه العلوية فهبت واقفة وأخبرته وهي تتراجع عنه
أنا مش عايزة أعمل حاجة حرام أغضب بيها ربنا.
زجرها في استهجان وبنظرة ڼارية تطل من عينيه بعدما اسودت قسماته
هي توحيدة بعتاكي تتوبي عندي
أوضحت له وهي مستمرة في تراجعها إلى أن التصقت بالحائط
نفخ في سأم وقال بفم ملتو
وأنا ماليش في الحلال واللي بعوزه باخده.
وقبض على رسغها ليجذبها ناحيته قائلا في لهجته الآمرة
تعالي هنا...
خفض من نبرته وابتسم متابعا في نصيحة مستترة
والأحسن تخليكي حلوة معايا بدل ما تتعبي.
لکمته في صدره بأقصى ما تملك من قوة بقبضتها الأخرى وكأنها بهذا تظهر قدرا من المقاومة له ثم استطردت هاتفة بصوت مخټنق انتهى مع ختام جملتها ببكائها
ما تقربش مني أنا مش بنت وحشة.
سدد لها نظرة غامضة طامعة في المضي قدما لما هو أكثر من مجرد إظهار التعاطف والمواساة أرخى قبضته عنها قبل أن يقول بنبرة ذات مغزى
وهو أنا عملت حاجة أصلا
انفلتت منها شهقة مذعورة عندما أحاط بها
فجأة
يتبع الفصل التالي