قصه مشوقه
صياحها المنزعج قائلة
ده كل لحظة والتانية مشاكل وخناقات واحنا مش بتوع كده.
تسلح بصمته وحملق فيها بعينين شبه تائهتين وهي تستأنف الشكاية إليه
يا راجل ده احنا داخلين البيت بالبوكس هيحصل فينا إيه تاني
ضجر من تحمل ما لا يطيق منذ مطلع النهار فقال بصبر نافد
خلاص يا عيشة ربك يدبرها وهشوف.
وكأنها لم تنتبه لحالته المستاءة فأكملت على نفس الوتيرة المتعصبة
تطلع إليها بنظرة لم تفهمها فكيف له أن ېحطم آمالها بإطلاعها على الحقيقة المؤسفة لم يلق هذا به لهذا رد باقتضاب
إن شاء الله.
صنفت تعقيبه هذا بكونه نوعا من الملاوعة والمراوغة فسألته في غيظ
هو إنت بتاخدني على أد عقلي ولا إيه
أبدا بس الفرن عليه مشاكل وعلشان تتحل مش بالساهل.
لطمت على فخذيها نادبة سوء الحظ الملازم لعائلتها
حتى ده كمان مافيش حاجة بتيجي سالكة أبدا معانا
قال في رجاء
ربنا قادر يدبرها من عنده.
فجأة صدحت أصوات أبواق ومزامير مصحوبة بطرق قوي على الدفوف والطبول بجانب موسيقى صاخبة لمطرب غير مفهومة كلمات أغنيته ليتساءل فهيم في تحير
رأى كلاهما ابنتهما الصغرى وهي تتجه نحو الشرفة لتتفقد ما يدور الآن فوجه والدها سؤاله لها
في إيه يا دليلة عندك
تلقائيا ظن ثلاثتهم أنها ربما زفة عابرة لإحدى الشابات المقبلات على الزواج وأهلها وأحبائها يحتفون بها على طريقتهم المعتادة. دون أن تتحرك من موضع وقوفها بالشرفة استدارت دليلة برأسها ناحيتهما وقالت مفسرة ما التقطته بأذنيها من أحاديث الجيران وأهل المنطقة
زمت عيشة شفتيها معلقة بقنوط
ودي كمان بيحتفلوا بيها
ضحكت ابنتها ساخرة
ما احنا في فيلم هابط يا ماما.
استحثها فضولها على رؤية ما يجري فنهضت بتكاسل من على الأريكة ووقفت إلى جوار ابنتها بالشرفة لتشاهد موكبا مهيبا مكونا من عشرات الدراجات الڼارية وحشدا غفيرا من البشر يتحركون في تماوج مرح وصاخب للترحيب بذلك الذي يقف بزهو وتفاخر على سيارة ربع نقل ملامح وجهه كانت تضمر شړا واضحا وما عزز من تخمينها رؤيتها للأسلحة الآلية التي أحاطت به قبل أن ترتفع فوهاتها للأعلى لتطلق وابلا من الړصاص الحي. بشكل غريزي انحنت دليلة للأسفل جاذبة معها والدتها لتصرخ الأخيرة في جزع وفزع
لم تجرؤ أيا منهما على الاستقامة بل تحركتا خافضتين الرأس للعودة في الحال إلى الداخل وفهيم يهتف بتوجس
اقفلوا شباك البلكونة دي بدل ما حاجة تفلت وتيجي فينا.
في شيء من التذمر رددت دليلة وقد عبست قسماتها
طب أنا كنت عايزة أتفرج شوية!
وكزتها أمها في كتفها تعنفها
هتشوفي الأملة يعني إياكي الشباك ده يتفتح النهاردة.
واصل موكب استعراض القوة تقدمه حتى بلغ المنطقة الصخرية المؤدية إلى ما يعرف بالتبة العالية حيث مقر إقامة كبير الهجامة وأتباعه.
وكأنها أقرب إلى ثكنة عسكرية في تجهيزاتها فبها كل شيء يصلح لاحتلال بقعة ما بلا مجهود يذكر وهي أيضا مقصد لكل باحث عن مأوى وحماية لدى صاحب السلطة والقوة.
خارجها محاط بأطنان من النفايات والمخلفات لتحجب الأنظار عن قصد عما يجري بالداخل خاصة فيما هو متعلق بتصفية الحسابات ومعاقبة الخصوم بالإضافة إلى وجود عشرات الأعين المحذرة والمنذرة لأي