قصه مشوقه
تمسك بذراعها
يا ماما استني بس أنا أسفة والله.
استلت يدها منها وانصرفت سائرة تجاه الباب لتتجه بعدها بناظريها إلى شقيقتها تطلب منها
كلميها يا دليلة وخليها متزعلش مني.
أومأت برأسها قائلة باقتضاب
حاضر.
لحقت بوالدتها التي خرجت من المنزل على عجل وهي تجرجر أذيال الخيبة لتغلق ابنتها الكبرى الباب بعد ذهابهما. استندت بكفها على الإطار الخشبي ونكست رأسها في خزي لتهسهس مع نفسها في ضيق والحزن يعتصر قلبها
كانت في غمرة الحديث عن مآثره وقدرته الفائقة في ضبط المتمردين عن سلطانه ليشعر بالرضا والانتشاء عن حاله وبالتالي يغدق عليها بالمشاعر الفياضة فيسعد كلاهما وينالا مبتغاهما كل على طريقته الخاصة لذا ظهرت علامات الڠضب والحنق على وجهه حينما أفسد عليه مضطجعه مجددا مجيء تابعه سنجة في بيت توحيدة ليخبره بوجود من يبغض بالمنطقة ومعه فئة من الخارجين عن القانون ومعتادي الإجرام كدليل على تحفزهم واستعدادهم لافتعال الشغب بالأرجاء. حاولت توحيدة إيقافه قبل أن يتهور وتوسلته
نهرها في غلظة
خليكي هنا يا ولية.
أحضر ما يحتاج إليه من أسلحة بيضاء وخرج من البيت متجها إلى حيث ينتظره هذا المقيت لټعنف توحيدة تابعه پحقد
كان لازم تقوله يا سنجة وتعكر مزاجه ده من الصبح في دوشة وحوارات.
رد عليه في جدية قبل أن يلحق به
لازما يا ست الحارة وإلا هيتعلم علينا جامد.
ربنا يعديها على خير.
ثم اتجهت إلى الشرفة بعدما أحكمت ربط إيشارب رأسها لتتابع من الأعلى تطور الأوضاع بين الفئات المتلاحمة.
على ناصية الشارع الضيق تقدم أحدهم على أقرانه الذين جاءوا معه ووجهه الغائم والمملوء بالندوب والسجحات يلتف يمينا ويسارا للبحث عن أحد بعينه. كان شحتة يحمل في إحدى يديه وفي اليد الأخرى سلسلة معدنية غليظة ضړب بطرفها في الأرضية الترابية مهللا بصوت جهوري رن صداه في الأنحاء
بمجرد أن شاهده المارة فروا من أمامه مهابة منه في حين هتف أحد أصحاب المحال التجارية محذرا البقية
ده في عوأ هيحصل في المكان خلونا نقفل الدكاكين.
ساد الهرج والمرج وارتفعت الصيحات المرتاعة والمستنكرة وصوت شحتة لا يزال يجلجل بإهانة فجة
إنتو أخركم تلبسوا طرح.
خرج عباس من مدخل العمارة وحك نصل سکينه الممتد بطول ذراعه على الجدار الإسمنتي ليحدث صليلا حادا وهو يرد عليه في تحد سافر
ثم أطلق ضحكة هازئة قبل أن يستفزه بكلماته المتعمدة
شحتة طب يا ريته كان حد تاني غيرك!
استشاط غيظا من استحقاره المقصود وراح يرد عليه بنفس أسلوبه
أهلا ب عباس الزفر خدام سيده.
بدا وكأن المكان قد خلا إلا من الجمعين المتحفزين كلاهما يقفان في مواجهة بعضهما البعض وعلى أهبة الاستعداد للانقضاض في أي لحظة ينقصهما فقط إشارة البدء. تحرك عباس تجاهه بغير خوف واستطرد في استخفاف
تقدم شحتة للأمام وهو يتهمه علنا
بقى أنا تسرق الونش بتاعي وتفكه وتبيعه في الوكالة
أكد له اتهامه بسخرية مستفزة
وأسرقك إنت كمان كلك على بعضك بس يا ريت ألاقي اللي يشتري لحمك النجس.
في تلك الأثناء بالكاد وافق سائق سيارة الأجرة على إيصالهما لأقرب نقطة للدخول إلى هذه المنطقة النائية فمركبته لن تتحمل الحركة فوق الطرقات غير المعبدة لكونها بحاجة للإصلاح ناهيك عن خوفه من تعرضه للسطو والتثبيت من معتادي الإجرام الذين يتربصون بضحاياهم في الأزقة الجانبية هنا.
ترجلت دليلة من السيارة وعاونت والدتها على النزول بعدما دفعت