الأربعاء 18 ديسمبر 2024

قصه مشوقه

انت في الصفحة 4 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز


به
حماتي!
نهضت لتحييه قائلة في نبرة أليفة
إزيك يا راغب يا ابني
عاملها بجفاء صريح
كويس.
قبل أن تنبس زوجته بكلمة تفاجأت به يأمرها في نبرة صارمة
تعالي يا إيمان عايزك لحظة.
ارتعدت أوصالها من طريقته الجافة واستطردت في طاعة
حاضر.
خرجت دليلة من المطبخ حينما سمعت صوته وراحت ترحب بعودته في عفوية
حمد لله على السلامة يا راغب.

نظر إليها من طرف عينه ولم يرد وانصرف بعصبية نحو الردهة فتطلعت إلى والدتها بحرج فما كان من الأخيرة إلا أن قالت بتفهم مخاطبة شقيقتها الكبرى
روحي يا إيمان شوفي طلبات جوزك.
لم تكن عيشة صغيرة في السن أو حتى محدودة التفكير لتدرك من طريقته المتغطرسة في التعامل معهما أنه غير راض عن هذه الزيارة المفاجئة وتمنت أن تخيب ظنونها بشأنه ويكون انزعاجه عائدا لضغوطات العمل وليس لرؤيتهما هنا.
قدمت ساقا وأخرت الأخرى وهي تتبعه في خطواته السريعة المنفعلة إلى داخل غرفة نومهما أغلقت الباب ورائهما لئلا تستمع الضيفتان إلى مشادتهما الدائرة والتفتت ناظرة إليه في توجس خائڤ لتجده يصيح في ڠضب جم وبصوت يكاد يخترق الجدران
إنتي ما قولتيش يعني إن أمك جاية
اقتربت منه ورجته في نبرة خاڤتة
من فضلك وطي صوتك.
تعمد أن يكون صوته مسموعا وإلا لما أشعر ضيفتيه بنبذه لهما لذا هتف بتهكم مستاء
يعني ده اللي همك
ضاقت نظراتها المستعتبة ناحيته فتابع لومها بتشنج وهو ينزع عنه سترته ليلقيها أرضا
وطبعا إنتي مظبطة معاها على اعتبار إني مش موجود في البيت.
على الفور دافعت عن اتهامه لها وهي تنحني لتأخذها
والله هي اللي جت من نفسها حتى ما اتصلتش.
وجه إصبعه إليها مستأنفا كلامه في سخط
دلوقت أنا عاوز أخد راحتي في بيتي وطبعا هي وأختك ما هيصدقوا يطبوا علينا كل شوية.
ردت عليه في عجز
طب أعمل إيه يا راغب أقوم أطردهم
حل رابطة عنقه وأخذ يفك أزرار قميصه ويشمر عن كميه وهو يخاطبها
معرفش اتصرفي.
وقفت أمامه قليلة الحيلة فواصل الكلام بعصبية
ده بيتي وأنا من حقي أرتاح فيه مش ألاقي ناس غرب أعدين ومبرشطين فيه.
وصفه كان دنيئا فوبخته بحذر
بس دول أهلي مش حد غريب عيب الكلام ده.
قال بعنجهية وتسلط
ماليش فيه.
بالخارج استمعت عيشة إلى المشاجرة المحتدمة بين الزوجين فصوته الحانق كان يصلها بوضوح رغم الأبواب الموصدة وكذلك ابنتها فشعرت كلتاهما بالحرج الشديد من فظاظته. آنئذ اضطربت أفكار عيشة فإن كان يبدو مزعوجا للغاية لمجرد القيام بزيارة عابرة فماذا إن اقترحت عليه ابنتها ما جاءت حقا من أجله أفاقت من استغراقها في تفكيرها العميق على صوت دليلة وهي تهمس لها
ماما واضح إن في خناقة بين إيمان وجوزها الظاهر إنه مش مبسوط من جيتنا.
قالت بلا ابتسام
استني لما أختك تيجي نسلم عليها ونمشي.
هزت رأسها مرددة
طيب.
بعد عدة دقائق خرجت إيمان من الداخل وهي تلصق بوجهها ابتسامة متكلفة وزائفة جلست بجوار والدتها قائلة
منوراني يا ماما.
تفاجأت بها تنهض من على الأريكة لترد في جمود مريب
تسلمي يا حبيبتي يدوب نمشي.
قامت بدورها وتعلقت بذراعها هاتفة
ما لسه بدري!
بنفس الأسلوب الجامد أخبرتها
علشان نلحق أبوكي.
أحست من طريقتها بوجود خطب ما فسألتها في حرج
إنتي سمعتي راغب
لم تنبس أمها بكلمة ففطنت إلى ما حدث وراحت تبرر لها
أوعي تكوني زعلتي منه هو ما يقصدش بس هو لما بيرجع من الشغل بيكون مضايق ومتعصب من الضغط طول اليوم وبيكون على آخره.
ظلت على تعبيراتها الجامدة وهي تخبرها
سبيه على راحته...
ثم انحنت عليها لتقبلها من وجنتيها قائلة في صوت خاڤت
خدي بالك من نفسك ومافيش داعي تحكي معاه في اللي طلبته منك
شعرت إيمان بالاستياء لتسببها في إحزان والدتها وشقيقتها فحاولت الاعتذار منها وهي
 

انت في الصفحة 4 من 8 صفحات