قصه مشوقه
انت في الصفحة 1 من 8 صفحات
الفصل الثالث
من بعيد بدت الهالة المحيطة به وكأنه شخصية مثقفة غير عدوانية راقية إلى حد ما تتحاور بالمنطق والعقل بسبب إنهائه لتعليمه الجامعي وحبه للمعرفة والعلم وما أكد على ذلك اهتمامه الدائم بالقراءة ومطالعة الكتب المختلفة الموجودة في المكتبة الملحقة بالسجن لكن في حقيقة الأمر كان هذا هو المكان الوحيد الذي اعتاد أن يجري فيه صفقاته السرية ويرتب لإدارة كافة الأمور الهامة دون إزعاج من الآخرين.
دون أن يكلف نفسه عناء النظر ناحيته أخبره بعجرفة
ما أنا ما شوفتش منك أمارة.
زوى ما بين حاجبيه متسائلا
قصدك إيه
هذه المرة حملق فيه بنظرة قوية ثابتة قبل أن يخبره مباشرة
حسابي يتحط فيه الفلوس هتلاقي كل مشاكلك اتحلت.
امتعضت ملامح الأخير في استياء ولاحظ زهير ما انعكس على تعبيراته فأعلمه بلهجة صاحب القرار الأول والأوحد
نهض من على مقعد معقبا في وجوم
ماشي الكلام.
قبل أن ينصرف النزيل حذره مبتسما في مكر
وما تنساش إنت بتتعامل مع عيلة الهجام واحنا مش أي حد.
حدق فيه وهز رأسه معلقا باقتضاب
فعلا.
غادر بعدها المكان ليعود زهير إلى مطالعة كتابه في هدوء وكأنه لم يقم بإجراء أي اتفاق من الأساس ربما يظنه البعض أنه على النقيض مع شقيقه الأكبر لكنه كان يحتكم إلى صوت العقل أولا قبل الاندفاع بتهور في تيسير شئونه مستفيدا بسنوات تعليمه الممتدة حتى انقضاء دراسته في كلية التجارة. في بعض الأحيان يطغى عليه الجانب الإنساني فيجعله يتردد وربما يتعاطف مع البعض ورغم هذا لم يعارض قرارات شقيقه حينما يصدرها إلا إذا تطلب الأمر تدخله للتصرف بروية كلاهما كانا يكملان بعضهما البعض بشكل مشوق وغريب.
لم تجرؤ على رفع رأسها والنظر إلى من حولها فالجميع قد شهد على فضيحتها العلنية وعلى تدنيس سيرتها النقية بوقاحة فجة وكأنها حقا شابة سيئة السمعة فكيف لها أن تحظى بالاحترام من جديد أصغت مروة إليها وهي لا تزال تخاطبها في حماس يناقض ما يعتريها الآن من مشاعر ذليلة ومقهورة
التشوش الذي استحوذ على عقلها بعد تجربتها الأليمة والصاډمة جعلها عاجزة بقدر كبير عن تفسير ما ترمي إليه من عبارات ورغم هذا لم تنطق بشيء أو تستعلم عن مقصدها ظلت صامتة تبكي بحړقة والرجاء يحدوها أن يكون ما تعايشه مجرد كابوس لحظي ستستفيق منه في أي وقت. أضافت خضرة وهي تلكزها في كتفها بخشونة طفيفة
واحدة غيرك كان