الأحد 24 نوفمبر 2024

بنت الوادي بقلم سلمي

انت في الصفحة 12 من 38 صفحات

موقع أيام نيوز


كويس
وضع فاروق يده علي راسه وبكى بحړق قلب
الکاړثة اني عارف اخلاقها وطبعها الحامي وده مش هيشفع ليها في بلدكم بالعكس هيطمع الناس فيها وهيستفز اي راجل انه يكسرها
وكله بسبب جمالها
علشان كده باكد ليك بنت عمي ضاعت وياعالم يمكن اټقتلت او اتخطفت وانكتب عليها الحړام
رفع راسه ونظر اليه بحسرة وانكسار واكمل
ولو قلت يمكن ربنا وقعها مع ناس تتقي الله فيها

كان زمانها رجعت فرحه مش جاهلة دي متعلمه وعارفه بلدها وتقدر تروح اي قسم وتبلغ او يوديها اللي لقاها لأي قسم ووقتها هيرجعوها البلد
مدرستها كانت قدام المركز يعني سهل ترجع لبيتها
عاد ووضع يده علي راسه واخذ يردد بحسرة
اه يا بت عمي يا فرحه وانطفي قنديلها قبل اوانه صدقني يا عم صبحي البندر مش غريب عليا وياما شوفت فيه علشان كده انا باكد ليك لو بنت عمي تاهت تبقي راحت خلاص علشان كده ابوها م١ت من حسرته عليها
لاما تكون هربت من الجواز مني وفي كلتنا الحالتين الفوت نصيبها ده لو مكنتش اټقتلت ورمو چتتها
تنهد بقوة زافرا حزنه والمه الجاثم علي صدره وقال
دلوقتي مقدميش غير حل من اتنين لادقنها لو كانت اټقتلت او اسيح ډمها واحفظ شرف عمي
وصړخ فجاة بعويل حسرة وۏجع علي خسارتها
اه يا قلبي عليكي يا فرحه حسرتي عليكي وعلي نصيبك اللي انكتب عليكي يا غالية يا بت الغالي
هز صبحي راسه بحزن عميق سكن بداخلها علي تلك الشابة الجميلة التي كانت النظرة في وجهه ينشر البهجة والسرور في النفوس وقال
كلام موزن وسليم بس يمكن عربية خبطتها وفي المستشفي قوم ندور عليها في الاقسام يمكن حد مبلغ عن وجودها وان شاء الله ربنا هيعترنا فيها وھتكون بعزتها وشرفها مش فرحه اللي تفرطت بسهوله ولو حصل الفوت عليها اهون
انتعش الامل في قلب فاروق ونهض والحماس يشتعل بداخله للبحث عنها لعله يعثر عليها في مستشفي او احد عثر عليها ولم يستدل علي شخصيتها فاخذ بيدها وقال
يلا بينا وادعي ربنا يعترنا فيه واردها لامها واخواتها اللي مش حمل قدمتين باختفاءها وفوت ابوها
وخرج الاثنين يبحثان عنها بلا امل لانها مع زوجها الذي اقنصها من حياتها البسيطة الي حياة لا تعلم عنها شئ 
ومرت الايام وعاد فاروق الي البلد واقام العزاء لعمه
وعاهد زوجتة عمه بالبحث عن فرحه دون كلل او ملل حتي يعثر عليها لو بعد حينووقتها سيكون مصيرها بيدها لاما يدقنها بجوار عمه او يتزوجها كم عاهده ان كانت مازالت ببراءتها وعفتها 
في انجلترا
بعد مرور شهر علي سفرها اعتادت فرحه علي حياتها مع فريد الذي كان يغيب عنها طوال اليوم واوقات كان باليوم او الاتنين كانت تخاف من جلوسها لكنها استسلمت الي قدرها
اما فريد فقد اعتزلها تمام ملتزما بوعده لها اما هي فقد اختارت دور الخادمة لنفسها غير مقتنعه بكونها زوجته لهذا كانت تعمل كالخادمة من تنظيف البيت وتجهيز طعامه
رغم انه كان لا يتذوق اكلها الذي كانت تقضي اليوم بطوله في تجهيزه 
ذات يوم عاد من الجامعة ودلف الي غرفته واتاه اتصال دولي فرد بسرعه
ماما حبيبتي وحشتيني اخيرا فتحت فونك
ردت عليه والدته بحزن عميق وصوت مكتوم
حييبي يا فريد انت كمان وحشتني اوي المهم طمني عليك وعلي اخبار وقولي عمك او بنته حد منهم اتصل بيك
رد عليها بايجاز 
لا يا ماما عمي فاتصلش سوسن بس بقالها كام يوم بتتصل بيا لكن قلقي عليكي خلاني قفلت معاها بكون ما ارد قلت اطمن انك بخير وبعد كده اكلمها المهم انت صحتك اخبارها ايه وليه طولت عند طنط فاطيما المرادى وبلغيني هتجي امتي انا لسه فاضل لي ست شهور علي مناقشة الرسالة
اخذت امتثال نفس عميق والطبيب امامها يحذرها من اطالة المكالمة فقالت بضيق
مش عارفه يا فريد ممكن كمان اسبوع اواتنين المهم عايزه اسالك عن حاجه
انت طلقت فرحه ولا لاء
صمت فريد برهه واجاب بهدوء
لا مطلقتهاش اطلقها ازاي وانا راجع من سهرتي الساعة اربعه الفجر وسافرت سابعه
بتسالي ليه وصح طمنيني والدها عمل ابه لما عرف بجوازي منها اكيد فرح
ارتبكت امه توترت بحسرة غير قادرة ڠلي مواجهة ابنها من اختفاء زوجته التي تحمل اسمه واصبحت وصمة عار عليه اذا اصابها مكروه لكن كيف لا تخبره وهي مسؤوله منه امام القانون فقالت
بالعكس ابوها فات محسور عليها وخطيبها بېهدد بقټلها لما يلاقيها انا مش عارفه اعمل ايه يا فريد
بالذات ان البنت مفقودة من يوم جوازكم
طال صمت فريد وسال والدته بحيرة
يعني ايه مفقودة مين قالك الكلام ده وابوها م١ت ليه معقول بسبب جوازها مني ولا لانها اختفت زي ما بتقولي انا عايز اعرف مين قالك ان فرحه مفقودة ممكن تفسريلي يا ماما
بدا الجهاز الذي يظبط نبضات قلبها يشير الي معدل أسرع عن المعتاد مهددا بخطړ اصابتها بنوبة قلبيه نتيجة توترها الزائد مما استدعي تدخل الطبيب وسحب الهاتف من يدها واغلاق الخط وقال
اهدي يا مدام امتثال انا قولتلك حالتك صعبه وانت استخفيتي بالتعليفات مش فاهم انت عايزه تدخلي في غيبوبة جديدة ولا ايه احنا بنتقدم خطوه وانت مصده نرجع تاني من الاول وكمان سفر ايه انت علي الاقل قدامك ثلاث شهور علي الاقللما اسمح ليكي تركبي طيارة او تتعرضي للضغط السفر والترحال
تاففت امتثال من اوامر الطبيب 
التي لا تنتهي وقالت بجزع وذغر من فكرة غيابها عن ابنها طول هذه المدة خوفا من ان يطاله اذي عمه وقالت
ارجوك يا دكتور انا هنفذ تعليفاتك بس خلينا حتي اكلم ابنه واطمن عليه انت كده بتحكم عليا بالفوت مش كفاية مش هقدر اكون جمبه كمان اتحرم من اني اسمع صوته واكلمه
حك ذقنه بتفكير وقال
لو حصل واتوترتي كده تاني مش هسمح ليكي باي مكابمه معاه وهضطر اتصل بيه واعرفه حالتك انا التزمت بوعدي معاكي من اول يوم ډخلتي فيه المستشفي ومتصلتش بيه ابلغه زي ما طلبتي
لكن معنديش استعداد اخسرك للغيبوبة تاتي بسبب خۏفك عليه ها اتفقنا
هزت راسها بالموافقة وطلبت منه الهاتف الذي كان لا ينقطع ازيزه بسبب اتصال فريد المتواصل
اعطاها الهاتف وحذرها من الاڼفعال تناولته بلهفه وردت عليه بارتباك
معلش يا فريد الفون وقع مني وهنج بقولك طمني عليك جهزت رسالتك ولا لسه ناقص فيها حاجه
اهمل فريد حديثها واعاد سؤاله قائلا
مين قالك ان فرحه مفقودة يا ماما ووالدها م١ت ازاي وامتي ارجوكي متخبيش عليا
ضحكت بصعوبة كي تطمئن قلبه وتھرب من الاجابة وقالت بتوتر شديد جعل الطيبب يعيد تحذيره بنظرات عيناه الغاضبه اليه فاخذت نفس طويل كي تهدا نفسها واردفت
محدش قال انا بس مغرفش هي فين من يوم جوازكم لاني سافرت وسبتها في الفيلا والدها فات تاني يوم لحد دلوقتي محدش سالني عن جوازك منها ولاهي موجودة في الفيلا فتصورت انها مفقودة 
المهم طمني عليك وعلي رسالتك وليه هتتاخرت في مناقشتها مش كانت بعد شهرين
اخذ فريد نفس عميق ينم علي الراحه وهم ان يبلغها بان فرحه معه لكن دخولها عليها فجاة جعله يصمت حتي لا تعلم بانه يحدث والدته حتي لا يضطر لابلاغها بوفاھ والدها حين تطلب منه ان يسال عنه
فاشار اليها بان تصمت الي ان ينهي المكالمة وقال
كان في كذا نقطه طالبو ليها توضيح وشرح اكبر بعد ما سجلتها
مش مهم كل ده المهم عندى هتجي امتي محتاج دعمك وتشجيعك معايا يوم المناقشه
اخذت والدته نفس عميق وردت عليه بامل
قريب يا حبيبي بس خالتي فاطيما تعبانه ومضطره اسافر ليها تاتي هحاول اتصل بيك كل فترة اطمن عليك بس تخطيف لانك عارفه بترفض نفتح تليفوناتنا واحنا معاها المهم ركز انت في دراستك
وان شاء الله هعملك مفاجاة بحصوري
صمتت بلم وعادت وقالت بتاكيد وخۏف يتملكها
فريد خلي بالك من نفسك واوعي تدي مساحه لحد يدخل حياتك لحد ما ترجعلي بالسلامه اوعدني
ضحك فريد من خۏف امه المتزايد عليه حانه طفل صغير ورد عليها دون ان يوضح من هي
حاضر يا حبي اوعدك المهم دعوتك سلام
اغلق معها ونظر الي فرحه الواقفه بارتباك وخجل لانها اقټحمت عليه غرفته دون استاذان وقالت
بردك مش هتتغدا طيب انا هفضل كده اجهز الاكل واكله لوحدى طيب دوقه يمكن يعجبك عن اكل بره
ابتسم من خجلها منه الذي لم يتغير منذ زواجهم وقال بهدوء مريب 
موافق اتغدي معاكي بس علي شرطين الاول تبطلي تقوليلي يا بيه دي لانها بټعصبني وتاني حاجه تقعدى تاكلي معايا وبطلي فكرتك عن انك خدامتي فاهمه
ابتلعت ريقيها وهزت راسها بالموافقه 
طيب اقولك ايه لو مقولتش يا بيه انت مقامك عالي اوووي وانا غليانه اووي جمبك يا بيه
مش فاهم رغم انك متعلمه ليه شايفه نفسك ادني مني وانت زوجة ليا كرامتك من كرامتي
ابعدها عن صدره وثبتها امامه قائلا
دي مكافاتك علشان هتسمعي كلامي وهتطعيني يلا يا قمر جهزي الغدا علي ما اخذ شاور
تركها فجاة فشعرت بان اقدامها هشه لن تتحملها فترنحت وسندت علي باب الغرفةكي لا تقع فلحقها فريد وعانقها من ظهرها وقال بحرارة
وبعدين معاكي انت مش بتساعديني احافظ كده علي وعدى اتشجعي كده وكملي المشوار لسه طويل
علي فكرة حاولت اتصل بماما فونها لسه مقفول بفكر بعد الغدا اتصل بالفيلا يمكن تكون سابت خبر ليهم هترجع امتي
حديثه عن والدته جعل حواسها جميع تستيقظ واستدارت بين يداه وقالت بلهفه
ياريت يا بيه قلبي واكلني اووي علي ابويا الله 
سكتت حين رات نظراته الغاضبة اليها فانتبهت بانها عادت تكلمها كسيدها فنكست راسها خائفه من ردة فعله وخجله من نفسها ضغط فريد علي فكه بڠيظ وابعده عنه بعد ان فك ذراعه من حوله وقال
امشي من قدامي يا فرحه علشان مزعلكيش وانسي موضوع الغدا انا مش محتاج خدامة
عاد الي غرفته واغلق الباب في وجهه لم تمر دقائق وسمع صوت تكسير بالمطبخ خرج مسرعا فراها تفترش الارض ومغشيا عليها
اسفه مقصدتش ازعلك بس لساني اتعود علي كده
جفف جبينها المتعرق بغزارة وقال
مش مهم ممكن اعرف حصلك ايه ووقعت ازاي
اخذت بعض ارياقها وقالت بتردد
انا دخلت اجهز الغدا وقولت بعدها اجي اصالحك فجاة معدتي قلبت عليا ولقيت الدنيا اسودت في وشي جيت ارجع محستش بنفسي
غامت عينه بريبة ونهض وساعدها ان تعتدل وقال
هزت راسها برفض ووقابت موضحا
متقلقش يا اصل اصل مكلتش من امبارح نفسي كانت فازعه بمكن علشان باكل لوحدى
خذي البسي ده بدون نقاش علي ما اغير واجيلك
استقل سيارته بعد ان اجلسها علي المقعد الذي بجواره وانطلق الي المستشفي
اخذوها منه بعد ان ملاء ملف كامل بكل بياناتها وحين تاكدو من انه زوجها اضافوها علي حساب التامين الخاص به
ظل بالانتظار الي ان خرجت اليه علي كرسي مدولب
نهض بسرعه حين راها وسال
الطبيب
طمني عندها ايه
ربت عليه الطبيب وطمئنه قائلا بهدوء
المدام محتاجة
 

11  12  13 

انت في الصفحة 12 من 38 صفحات