الأحد 24 نوفمبر 2024

بنت الوادي بقلم سلمي

انت في الصفحة 11 من 38 صفحات

موقع أيام نيوز


اي ونت تو تاك تو چوو
جوو ده شاب مصدي بس عايش هنا من سنين وهو اللي جاب ليكي الطلبات اتفقنا 
ابتسم واكدت علي فهم ما قال فاصد فريد ان تردد وراءه الجمله حتي تعتاد عليها فكررتها فرحه مرار وتكررا الي ان اجادتها وحين اطمئن قال لها
يلا بقي نجهز الفطار لاني جعان جدا ومعنديش قدرة علي الصبر اكثر من كده
حدقت به فرحه بذهول وردت عليه

لاء يا بيه انت تخرج تقعد بره وانا هجهزلك الاكل واجبولك اتفضل خمسه بس ويكون الفطار جاهز
غامت عيناه بتساؤول غامض وقال
انت واثقه علشان لو منفذتيش وعدك مصمنش اعمل ايه بس مټخافيش عقابك هيكون من النوع الحلز
واو الاكل شكله يفتح التفس يلا اقعدي افطري معايا
ارتبكت فرحه وطالعته بوجل وقالت
لاء يا بية كل انت بالهنا والشفا وانا هاكل بعدين
جذبها فريد واجلسها امامه وصاح فيها بعصبية
عايز بعد كده لما اقولك علي حاجه تنفذيها بدون جدال فاهمه ولا لاء
مش فاهم انت ليه مصره تعصبيني عليكي
نكست فرحه راسها ارضا وردت بخفوت
حاضر يا بيه اللي تقول عليه هنفذه حاضر
هز راسها بقلة حيلة وابتسم قائلا 
مفيش فايدة دماغك ناشفه وهتتعبيني معاكي 
اؤفات براسها بالموافقة وشرعت في الاكل وعندها تذكرت الهانم ومرضها فقالت تذكره بوالدته لعله يتصل يطمئن عليها ويطمنها علي ابيهة فسالته
صحيح يا فريد بيه مين الست فاطيما ده اللي الهانم راحت عندها وليه محدش يقدر يكلمها او يتصل بيها وهي هناك اومال بتطمنو عليها ازاي
رفع فريد راسها عن طعامه واجابها بسلاسه
طنط فاطميا دي خالة ماما ست كبيرة عايشه لوحده قدام شالية علي البحر الجو هناك مدهش وشرطها اللي يزورها يكون جاي ليها بجد بدون ازعاج الاتصالات لانها پتكره الهواتف اللي بتضيع متعه اللقاء مع الاحباب 
علشان كده اللي بيروح ليها لازم يقفل تليفونه وماما لما بتحب تبعد عن الكل بتروح ليها وتستجم عندها فهمتي ليه ماما قفلت الفون بطلي كلام كتير بقي وكملي اكلك ولا مش جعانه
ابتسمت في وجهها بارتباك بسبب شعورها بانه لن يسال عن والدته لانه مطمئن عليها مع خالته الاي يزن انها هناك كم قالت له فكتمت سر مرضها حتي لاتتسبب بازعاجه والغضپ عليها واكملت اكلها بصمت بعد انتهاءهم من الافطار عاد فريد الي غرفتها ليجمع باقي اشياءه وقال لها طبل ذهابه
بعد ما تخلصي اعمليلي فنجان اكسبرسو
وقفت فرحه تنظر اليه بعدم فهم وفي اخر الامر سالته بارتباك وقلة حيلة
يعني ايه يا بيه اللي انت عايزه ده
ضحك فريد بمرح ورد عليها 
ده نوع من القهوة اقولك سيبك من الاكسبرسو وااعمليلي فنجان قهوة ثقيله سكر خفيف
مالك يا فرحه موطيه وشك ليه معقول مكسوفه مني
بس انا مش بتكسف منك عارفه ليه لانك مراتي حلالي ومفيش كسوف بين الزوج وزوجته فاهمه
واسمعي انا مش عايز ك تضفري شعرك تاني انت مبقتيش طفله انت زوجة وزوجة لذيذة اووي كمان
واكمل ما كان يفعل من توددها اليها فاذب حواسها بحركت يده في شعرها
واخذ عيناه تحوم علي صفحة وجهها وقال
هزت راسها برفض قاطع وردت عليها باحتجاح جعل رعبته نحوها تثور وتسيطر عليه حين قالت
لاه الا شعري ده تاجي وعنوان جمالي وووو
قاطعها فريد بطبله شعرت معها فرحه بانه تناسي وعده 
نهضت فجاة وجلست علي الفراش وتساءلت بحيرة
ياتري يا بيه ايه اخرتها معاك و عايز مني ايه بعد ما بقيت مراتك وخدتني معاك بره مصد 
وياتري يا بويا حالك ايه بعد ما عرفت بالي عملته بجوازي من وراك اه بامرار ايامك يا فرحه!
في البلد موطن فرحه
دلف فاروف علي زوجة عمه الدار وساله بقلق
فين عمي يا مرات عمي كان مبلغني علي الظهر هينزل يجيب فرحه من عند الهانم ادينا دخلين علي العصد وهو مظهرش ايه معقول سافر من غير ما يقولي طيب هيرجع امنه احنا متفقين كتب
الكتاب بعد المغرب ومبقاش في وقت
رفعت زينب راسها اليه ورمقته بعيون حزينه يملاءها القلق من القادم وقالت
والله يا فاروق انا معرفش عمك فين هو راح يشتري الشربات ومرجعش لحد دلوقتي وقلبي مقبوض عليه اووي اللهي لا يسئك روح شوفه عند البقال او اسال عليه مظنش راح للهانم يجيب فرحه 
لانه وعد عماد ياخده معاه والواد قاعد مستنيه اهوه
تعاظمت نظرات القلق فيما بينهم
وخرج فاروق مسرعا الي كل بقال بالبلد يسال عن عمه حتي وصل به الحال بابلاغ الشرطة عناختفاءه بعدما ياس من العثور عليه 
ومر اليوم الثاني والثالث والرابع ولا يوجد جديد او بوادر علي ظهور عويس و
الي ان قرر فاروق الذهاب الي فيلا الهانم بمصر لكي يعود بفرحه الغائبة عنهم الي البلد حتي تشاركهم احزانهم علي اختفاء ابيها
وصل فاروف الي الفيلا ودنا من البواب وساله
السلام عليكم يا عم الحج الست هانم هنا
طالعها صبحي بريبة وقال
لا الست هانم مش هنا حصدتك مين وعايز ايه
ارتبك فاروق عند معرفة بعدم وجود الهانم وتسال كيف سيطلب منهم خطيبته دون الافصاح لهم عن اختفاء عمه لكن ليس امامه حل اخر فعاد وساله
طيب فرحه هنا ولا مع الهانم انا خطيبها فاروق
طالعه صبحي بريبة وقال
فرحه هو عويس مخدهاش معاه وهو مسافر وفينه عويس كان قايلي انه هيرجع يطمني علي الهانم بعد ما يجيب بنته لكنه راح ومرجعش
حدق فيه فاروق بقوة وامسكه من كتفه متشبثا بالامل الذي لاح بان عمه بخير وساله بلهفه
هو عمي عويس جه هنا تاني ياخد بنته طيب هو راح فين والهانم خدت فرحه وراحت بيها فين
اماني عليك طمني احنا بندور عليه من اربع ايام
جفل صبحي من سؤاله عن عمه وفرحه وقال
لاحول ولا قوة الا بالله هو عمك مرجعش البلد من ليلتها ولا فرحه دا حتي ما طمنا علي الهانم هو في ايه كل اللي يروح مش بيرجع تاني
بقولك ايه استني انا هخلي مراتي تاخد بالها من البوابة وجاي معاك اشوف الهانم واعرف منها ايه اللي حصل وبالمرة نعرف طريق عويس وفرحه
اؤما له فاروق بالموافق ووقف ينتظره والحيرة والقلق اخذا منه ماخذا علي عمه وابنته التي انقطعت اخبارهم دون سبب مفهوم
عاد صبحي ومعه زوجته التي رحبت بفاروق وقالت
اهلا اهلا بالناس الطيبه نورت مصد يا فاروق انا عرفتك من كلام فرحه عنك طول الليلة اللي باتتها في حصني مبطلتش كلام عنك وعن اخلاقك و حبك ليهاربنا يعترك فيها هي وابوها ويتمم ليكم علي خير
شكرها فاروق ودعوتها الطيبه وانصدف بعدها مع زوجها الي المستشفي التي ترقد فيها امتثال من ليلة زفاف ابنها التي تجاوزت الخمس ايام
وصل صبحي وفاروق الي المستشفي فسال علي غرفة الهانم فدلتهم احدي الممرضات علي غرفة الطبيب المسؤول عن حالتها
طرق فاروق الباب وانتظر الاذن بالدخول وحين سمح له دلف الي الطبيب الذي نظر اليه بتساؤول
حصدتكم مين واقدر اخدمكم باية
سارع صبحي بالرد عليه وقال
احنا عابزين نطمن علي امتثال هانم من يوم خدتها عربية الاسعاف مش عارفين عنها حاجه
طالعهم الطبيب بحيرة وقال
وانتو مين قرابيها ولا من اللي شاغلين عندها
اتي الرد من فاروق 
عم صبحي البواب بتاع الفيلا لكن انا جاي اسال عن عمي عويس وبنته فرحه اللي كانت معاها
اخذ الطبيب نفس عميق وقال بتاثر
فرحه هو انتو لسه معثرتوش عليها لحد دلوقتي الف خسارة كانت بنت بريئة وغلبانه
حدقت به فاروق بوجل وساله
يعني ايه هي فرحه راحت فين يا بيه وعمي عويس عرف عنها ايه مخلهوش يرجع البلد من يومها
نهص الطبيب من خلف مكتبه وقال بحزن جلي
فرحه جت هنا مع الهانم ولما دخلت الانعاش طلبت منها المغادرة ولما عمك جه سال عنها زيك كده ولما عرف انها موصلتس الفيلا استنتج انها تكون تاهت لانه اول مره تنزل مصد ومتعرفش تروح ولا تجي فيها
اكد صبحي حديثه وايده قائلا
فعلا فرحه خرجت مع عربية الاسعاف اللي خدت الهانم ومرجعتش من وقتها وانا اللي اديت اسم المستشفي لابوها عويس علشان بجي ياخدها ويطمنا علي الهانم لكن لا هو رجع ولا فرحه 
الا هي الهانم اخبارها ايه دلوقتي
اخذ الطبيب نفس عميق وقال
الهانم حالتها اتحسنت بس لسه في الانعاش والزيارة ممنوع ممكن بعد اسبوع تكون تخرج من الانعاش
اندفع فاروق سائلا عن سر اختفاء عمه بقلق صدر اليه من ملامح الطبيب الحزينه وقال 
افهم من كلامك ان فرحه تاهت لما خرجت من المستشفي طيب ابوها كمان تاه ياريت يا دكتور تقول الحقيقه فرحه غلطت وعمي قټلها ولا حصل ايه مهو مستحيل تختفي هي وعمي كده بالساهل
احتج الطبيب رافضا الخوض في سيرة فرحه وقال
انا معرفش حاجه عن فرحه غير اني اصديت تغادر المستشفي لعدم جدوى وجودها وللاسف عمك متحملش فكرة ضياع بنته واصيب بازمة قلبيه حادة وبعد ربع ساعه م١ت البقاء لله
الجمته القدممه واخذ صبحي يصرب يداه كف بكف في حين هز فاروق راسه بذهول وصړخ
لاء عمي لاء مستحيل يكون فات عمي مفاتش قول انه تعبان وهيقوم بالسلامة
وفرحه هترجع لو فيها فوتها هرجعها وادقنها بايدى لكن عمي يفوت لاء عمي لاء
ربتت صبحي علي كتفه محاولا احتواءه ومواساته في مصابه الاليم وقال
اهدى يا ولدى في قضاءه رحمه اجمد كده وشوف هنعمل ايه خلينا ندقنه وبعدها نشوف حكاية فرحه
ارتبك الطبيب وقال بجزع
للاسف مش هتقدرو تدقنوه لان المستشفي اخلت مسؤوليتها عنه بمحصد بالقسم وتم دقنه بمقادر الصدقة بعد ما قعد في ثلاجة الفوتي ثلاث ايام 
لم يستدل علي احد من اقربه وكان صعب نسال الهانم عن مدي معرفتها بيه وابلغها بفوته وهي في حالتها دي
صعق فاروق لما قاله الطبيب بان عمه دقن بعيد عن اهله وبغير علمهم او دون القاء نظرة الوداع عليها
فصړخ بلوعه وغضپ اطلق شره
اه يا عمي اه يا عمي مت غريب ووحيد بسبب بنتك اللي روحك فيها وقلبي عاشق ليها 
الله في سمھاه بحق ما كسرتك وفوتتك مقهور عليها وادقنت بارض غريبة لاكون دايس علي قلبي اللي عشقها ومسيح ډمها بايدى ودقنها جارك !
يتبع 
البارتالسابع
لا تعلق روحك الفانية بالخلود فالافضل الا تتعلق بشيء في هذا الكون فكلنا ذاهبون وإن أحببت حب بصمت فلا داعى للجنون
و لا تتحدث عن كرهك للبعض فربما في داخلهم حبا لك في قلبهم يخفون فما الحياة سوى مطار قادمون منه ومغادرون 
من داخل المستشفي الاستثماري
ثار فاروق ووصل غضبه علي فرحه عنان السماء لانه اعتبرها سبب في وفات عمه ابيه الروحي الذي عوضه فقده لابيه منذ كان طفل صغير فاقسم ان يبحث عنها وېقتلها حين يعثر عليها كي يريح روحه عمه في مأواه الاخير
نهره صبحي البوتب وقال له
ذنبها ايه البنيه غلبانه وتاهت ربنا يرد غيبتها ده بڈم ا تدور عليها وتبرد قلب انها واخواتها عليها
كل اللي همك ټقتلها وترد كرامتك
مش حال انت خطيبها وعارف اخلاقها
 

10  11  12 

انت في الصفحة 11 من 38 صفحات