عزلاء امام سطوته
الذي حوى مجموعة سيارات خرافية
همت صفية بركوب سياراتها و لكن أوقفها صوت صالح و هو يركض نحوها
صافي صافي إستني !
تأففت بضيق و وقفت بمكانها إنما لم تلتفت نحوه فإضطر هو أن يدور حول السيارة ليصبح في مواجهتها
إيه يا صافي علي فين من بدري كده سألها بإهتمام بينما نظرت للجهة الأخري و هي تجيبه بجفاف
نظر صالح إلي ذاك الشبل تتناقض مع طبيعته و قال بجزع
أنا بجد مش عارف إيه سر حبك للحيوانات المفترسة أوكيه عارف إنك دكتورة و بتهتمي بالحيوانات كلها بس لسا مش قادر أفهم إشمعنا الأسود تحديدا إللي بتحبيهم أوي كده ! بتحبيهم أوي كده ليه يا صافي
أجابته بإسلوب صارم
بحبهم عشان بيحموني من إللي زيك
ردت بحدة
حل عني يا صالح و أوعي من سكتي
تغيرت ملامح وجهه المنفرجة و هو يقول بجدية
لأ ده إنتي زعلانة مني بجد بقي في إيه يا صافي
قالت ماطة الأحرف بتهكم
مش عارف في إيه ! روح إسأل البنات إللي كنت بترقص معاهم إمبارح و هما يقولولك أو روح لفريدة بنت طنط زيزي أحسن دي كانت لازقالك طول الفرح و ماسبتكش إلا علي الأخر
إنتي بتغيري يا حبيبتي ماتغيريش يا قلبي ده إنتي ستهم كلهم
أنا أغير ! لأ يا حبيبي سبتلك إنت الغيرة
قهقه بخفة و قال
يا صافي يا حبيبتي اطمني و لا واحدة منهم تقدر تملي عيني بدليل إني سيبتهم كلهم و إختارتك إنتي الكل عارف إنك خطيبتي
و إنت عملت حساب لخطيبتك ده إنت مسحت بكرامتي الأرض
شيل إيدك ياض
جحظت عيناه من الصدمة و قال
ياض ! إيه ياض دي إتعلمتيها فين يا بنت البحيري
إوعي من قدامي يا صالح أحسنلك !
هتفت بصرامة فإستند بمرفقه إلي سيارتها و قال متسليا
و لو ماوعتش يعني هتعملي إيه
هتوعي من قدامي و لا أسيب عليك عنتر
لا لا لا خلاص خلاص ياستي مع السلامة إنتي و عنتر
نظرت إليه بتكبر و وضعت الشبل في المقعد الخلفي من السيارة ثم إستقلت بدورها أمام المقود و إنطلقت بها مخلفة غبارا طار كله في وجه صالح
في صبيحة ليلة عرسه
يدخل عثمان البحيري شركة عائلته و تبدأ همسات الموظفين عليه و بخاصة الموظفات
شايفين جاي رايق إزاي و لا كأنه طلق عروسته إمبارح !
فردت عليها الأخري
يا تري طلقها ليه و في ليلة الډخلة كمان !
وبختها الثالثة
و دي محتاجة فقاقة يا ذكية أكيد فيها حاجة أومال هيكون عمل كده ليه
تمتمت رابعة
خلاص بقي يا بنات الله أعلم الحقيقة فين ربنا يستر علينا كلنا
إلتقط عثمان حوارهن كله أثناء مروره من جانبهن ليزداد شعوره بالسرور فها هي خطته قد أثمرت و أصبحت القصة كالعلكة في أفواه الجميع و هذا ما أراده أن يفضح زوجته السابقة هي و والدها ليعاقبها علي خيانتها و يرد كرامته أيضا
دخل عثمان إلي مكتبه و طلب سكيرتيرته الخاصة و أمرها بتجميع حاجياته كلها و بفرز الملفات المهمة بالنسبة له ثم كلفها بعد ذلك بإرسال كل هذا إلي مقر شركته الجديدة مع أفراد الأمن و الحراسة
إنصرفت السكيرتيرة بعد تلقي الآوامر بينما رن هاتف عثمان ليتأفف بضجر إذ إنه يعلم جيدا من المتصل
و رغم هذا ضفط زر الإجابة و رد
ألو !
أتاه صوت والده الحانق
إنت فين يا باشا و مابتردش عليا ليه دي عاملة تعملها يا غبي !
عثمان ببرود
إهدا بس يا بابا مافيش حاجة حصلت و بالعكس أنا نفذت كل إللي إتفقنا عليه
يحيى بإستنكار
تبعت البت لأبوها في إنصاص الليالي بفستان الفرح و تكون مصلت الصحافة عليها يستنوها عند بيت أبوها و تقولي عملت إللي إتفقنا عليه إنت فضحتنااا
تخيل عثمان الصورة التي رسمها والده بمخيلته لينفجر ضاحكا و يقول بغبطة
بس إيه رأيك بذمتك مش ضړبة قاضية رشاد الحداد هيلبس طرحة تداريه في مجلس الشعب من هنا و رايح
و تابع ضحكه ليصيح والده بغيظ
إنت يا غبي مش مقدر حجم الکاړثة إللي وقعتنا فيها إنت ودتنا في داهية
أهمل عثمان حديث والده و عبس فجأة حين وصل إلي سمعه أصوات عراك في الخارج
أنهي مكالمته سريعا ثم مشي پغضب صوب الباب و جذب المقبض بقوة صائحا
إيه الدوشة إللي هنا دي
يتبع
_ عرض ! _
توهجت عيناه و هو ينظر إلي سكرتيرته في ڠضب مطالبا إياها بتفسير ذلك الضجيج الغريب لتتلعثم الأخيرة و هي تجيبه بإرتباك
مستر عثمان ! الأنسة دي دخلت عليا فجأة و مصممة أنها تدخل تقابل حضرتك قولتلها ماينفعش لازم تاخدي ميعاد الأول بردو مصرة و مش راضية تفهم
إنتقل عثمان ببصره إلي تلك الضئيلة التي تقف بجانب السكرتيرة بوجه محتقن و أعين حمراء
شملها بنظرة فاحصة حيث عاينها من أعلي إلي أسفل بمنتهي الدقة و الجرأة
إستفزته لأقصي درجة فقد إجتذبه شكل وجهها الصافي المستدير و ملامحها الرقيقة التي تشي بالبراءة رغم تآججها لكنه لم يستطع رؤية المزيد منها بسبب ذلك الوشاح الداكن الذي إرتدته فوق رأسها كحجاب يحظر علي الناظر إليها رؤية شعرها و أيضا تلك الثياب الطويلة الفضفاضة التي منعته من تبين قوامها
أثارت فضوله و غضبه معا فزم شفتيه في شيء من الحنق ثم توجه إليها بصوته الخشن
إنتي مين يا شاطرة
تفاجأت كثيرا من رعونته الواضحة للعيان دون خجل إسلوب لا يتناسب البتة مع مظهره الراقي
لكنها تغاضت عنه و أجابت بثبات
أنا سمر حفظي بنت الأستاذ شريف حفظي والدي الله يرحمه كان موظف عندكوا هنا
أهلا وسهلا رد بفظاظة و أكمل
إنتي بقي جاية عايزة إيه
سمر بحدة
جاية عايزة أقابل المسؤول عن الشركة دي و تحولت بحديثها إلي السكرتيرة
من فضلك تبلغي أي حد مسؤول هنا إني طالبة مقابلة مستعجلة
عثمان رافعا حاجبيه بدهشة
و أنا مش مالي عينك و لا إيه
سمر و هي تعود لترمقه بإزدراء
إنت مين !
و هنا تدخلت السكرتيرة بسرعة قائلة بحرج
مستر عثمان البحيري مدير الشركة و كمان يبقي واحد من أصحابها
أهلا وسهلا قالتها سمر منتهجة نفس إسلوبه السابق معها
حدجها بنظرات ڼارية فأدركت أنها نجحت في إغضابه سرها هذا لكنها قالت بنبرة رسمية حازمة
حضرتك أنا بقالي حوالي شهرين باجي هنا و بحاول أوصل لأي مسؤول أكلمه في حاجة ضرورية تخص شغل بابا بس للأسف كل مرة برجع زي ما باجي مابطلعش بنتيجة فلو أمكن يعني تساعدني إنت يبقي كتر ألف خيرك
رمقها بنظرة خاوية مطولة ثم