ابناء يعقوب بقلم ولاء رفعت
الحاجة راوية واللي فهمته شكله مش مرتاح مع مراته ومش عارف يتصرف معاها وحلف بيمين طلاق تلاتة ليتجوز عليها.
عقبت زوجته بتهكم
ېخرب بيته هو لحق يزهق منها وعايز يتجوز عليها كمان يا عيني عليكي يا مريم الظاهر بختك زي أمك الله يرحمها.
وهنا أراد أن يلقي عليها بالخبر الصاعق
ردت وهي تلوح بيدها بعدم اهتمام
هتلاقيها واحدة من الستات اللي ماشي معاهم.
أخبرها بهدوء يحسد عليه
ده عايز يتجوز أمنية.
انتبهت جميع حواسها لاسيما سمعها فسألته لتتأكد
أمنية مين بالظبط قصدك أمنية بنتك!
أومأ إليها بحزن
للأسف يا هويدا أيوة.
وانت ازاي تسكت له يا عرفة! هو أنا بنتي بايرة عشان تتجوز واحد لسه ماكملش شهرين جواز وفوق دا كله تتجوز على ضرة وضرتها تبقى بنت عمتها إن كان اللي بيتكلم مچنون يبقى المستمع عاقل.
يا ولية اهدي فيه إيه انتي شوفتيني وافقت أنا نفسي عمري ما هوافق على حاجة زي
جلست واضعة كفيها على فخذيها وعيناها تنضح بنيران كالشرر تخبره بأمر
انت اتصل بيه دلوقتي وقوله البت مش موافقة ولا إحنا موافقين وعنده البنات قد كدا ولا هو خلاص عشان عرفة غلبان ومش هيقول لا.
تردد في فعل ما أمرته لكنه وجد لا فائدة من المماطلة فقال لها
صاحت بحسم
لا دلوقت حالا
أنا موافقة يا بابا.
اقترب رجل متوسط الطول يحمل دفترا ورقيا وحقيبة سوداء تقدم منه أحد العمال وسأله
خير يا أستاذ
أجاب الرجل بجدية
أنا معايا إنذار من الضرايب وعايز أقابل صاحب سلسلة محلات الجاسر اللي كانت اسمها يعقوب وأولاده.
طيب استني هشوفه موجود جوا ولا لأ
كان جاسر يجلس خلف المكتب ويراسل إحدى الفتيات.
فقاطعه العامل يخبره
إلحق يا جاسر بيه راجل بيسأل عليك وبيقول إنه عايز يقابلك وإنه من الضرايب.
أخرج من درج المكتب ورقة مالية وأعطاها للأخر و أمره قائلا
خد أديله الميتين جنية دي في جيبه وقوله يقولهم إنه ملاقنيش.
العامل
ده بيقول معاه إنذار يا بيه يعني شكله مبلغ وقدره والضرايب ممكن تيجي تحجز على المحل دا وباقي المحلات.
ضړب يده على سطح المكتب وصاح پغضب
أول وآخر مرة تتدخل يا حيوان في اللي ملكش فيه أنا عارف أنا بعمل إيه غور يلا اعمل اللي قولت لك عليه.
نظر العامل إلى الأسفل بحزن وقال
أمرك يا بيه.
ذهب فقال جاسر
وإيه حكاية الضرايب اللي ما بتخلصش دي كمان دول بياخدوا أكتر من اللي بكسبه منهم لله هم و مراتي اللي منكدة علي في ساعة واحدة.
استدار بزاوية بالمقعد الجالس فوقه فتح الخزنة وأخذ مبلغ من المال وقال
لما أروق على نفسي شوية هروح أسهر مع البت سماح فرفشة أهي تزيح عني الهم والنكد اللي عايش فيه من يوم ما أتجوزت البومة مريم.
تجلس أمام التلفاز تشاهد أحد الأفلام الأجنبية الرومانسية وبها حكايات عن الحب والفراق ظلت تتأمل ذلك المشهد وكان البطل قد رأى حبيبته برفقة رجل أخر في احتفال جعلها تتذكر ذلك المشهد الذي لن تنساه قط نظرة عيناه التي تلاقت بعينيها وكم الاتهام الذي وجهه إليها من خلال تلك النظرة التي أخبرتها إنها قد أصبحت أمامه مجرد
خائڼة.
أخذت هاتفها من فوق المنضدة التي أمامها وترددت قبل أن تجري الاتصال عليه كل ما تريده أن تدفع عنها اتهاماته لها وتخبره أن هذا الزواج كان رغما عنها.
قامت بالاتصال تلقت رسالة صوتية مسجلة محتواها أن الرقم غير موجود بالخدمة يبدو إنه أوقف الخدمة لهذا الرقم واستبدله بأخر هل قرر استبدالها من حياته كما استبدل شريحة الاتصال
فقررت أن تتصل بخالها والذي أجاب عليها
أزيك يا مريم عاملة إيه يا بنتي
الحمد لله يا خالو أنا بخير.
دايما يا بنتي.
تسلم يا حبيبي بقولك يا خالو عايزة أسألك بس يا ريت ما تفهمش سؤالي غلط بس ڠصب عني والله.
أدرك خالها ماهية سؤالها قبل أن تتلفظ به فأخبرها بحزم
غلط يا مريم وأوعي تعملي كدا انتي دلوقتي ست متجوزة حتى لو ما بتحبيش جوزك بس لو سألتي على راجل تاني كان ما بينك وما بينه أي مشاعر دي تعتبر خېانة وأنا ما ربتكيش على كدا أبدا انتي بينضرب بيكي المثل في الأخلاق والأدب.
أجابت على مضض
حاضر يا خالو اطمن بالتأكيد ماكنتش هعمل كدا كان مجرد سؤال مش أكتر.
اوعي تكوني زعلتي يا بنتي
طيف ابتسامة لاح على ثغرها فقالت
وهزعل من إيه مفيش حاجة ابقى سلملي على أمنية وطنط سلام.
أنهت المكالمة وعادت لمتابعة الفيلم صدح رنين جرس المنزل فأمسكت بجهاز التحكم الخاص بالتلفاز وضغطت على زر كاتم الصوت ثم ذهبت لترى من الزائر نظرت عبر فتحة الباب أولا
مين
أجابت في الخارج
أفتحي يا مريم أنا خالتك راوية.
قامت بفتح الباب فألقت راوية التحية فرحبت بها مريم مشيرة إليها نحو الداخل
أتفضلي يا طنط حضرتك تحبي تشربي إيه
أنا مش جاية عشان أشرب أنا عارفة إن ابني مش هنا وزمانه سهران في الكباريهات وأنا اللي كنت بقول