الأربعاء 27 نوفمبر 2024

روايه بقلم ډفنا عمر

انت في الصفحة 46 من 69 صفحات

موقع أيام نيوز

يلا ياجماعة الأكل جاهز
تهتف شمس لأسرتها وهي ترص أطباقها علي منضدة الطعام ووالدتها خلفها تجلب المعالق 
جسار الله الأكل شكله يشهي تسلم ايديكم
جمانة مراتك اللي عملت كل ده 
حمزة مشمش بقيت تطبخ دي معجزة 
رضوان مفيش حاجة بعيدة عن ربنا 
جمانة قولي يا جسار كنت بتحب تاكل ايه من ايد مامتك ونفسك شمس تعملوا ليك عشان اعلمها
تلجم جسار وهو يرمق والدة زوجته بصمت شارد لا يذكر أي شيء فعلته له إلهام ليحبه لا ذكرايات بينهما سوى الجفاء طال صمته فأجابت عنه شمس مامته وباباه كانو متغربين دايما وهي مش بتحب تطبخ 
غمغمت جمانة بتفهم أيوة فهمت 
نظرة امتنان نالتها منه لتكمل وده في صالحي لأنه هيحب أكل مراته حبيبته وبس 
system codeadautoadsرمقها جسار بحب لاحظته والدتها هاتفة بحنان 
ربنا يسعدكم يا حبيبتي ثم صاحت تنادي 
يلا يا ريان الأكل جاهز 
صاح الأخير وهو يقدم عليهم طب مين اللي طابخ
مراتي 
بفخر قالها جسار ليمزح الأول يبقي مش هاكل إلا لو فيه عندكم مطهرات للمعدة 
ضړبة علي رأسه نالها من والدته وهي تعاتبه طب استر اختك قدام جوزها وبلاش فضايح 
سيبيه يا ماما سيبيه مايبقاش ريان أخويا شايف يا بابا اخويا مش واثق في أكلي ازاي 
قال معاتبا بطل رخامة علي أختك يا ريان 
جسار طب يلا ياجماعة ابدؤا ونحكم بعدها بس خدوا بالكم أحسن تاكلوا صوابعكم من حلاوة الأكل 
ضحكت شمس لزوجها قائلة يسلملي دعمك ياغالي 
ريان طب نجيب اتنين ليمون وشجرة ونقوم نمشي 
عادت والدته تضربه من جديد مع قولها وبعدين معاك وبعدين 
جسار بكره اشوفك مع مراتك يا استاذ ريان يالي عمال تتريق علينا 
لا هتلاقيني أسد في نفسي 
جمانة اتجوز الأول وبعدين نشوف موضوع الأسد ده
تفائلي يا ماما تفائلي 
لاك ريان شيء من الطعام وبدا عليه استحسان وهو يقول ايه ده يا مشمش 
ردت بقلق ايه الأكل وحش يا ريان طمني 
مش عارف اقولك ايه بس ده طلع حلو 
للمرة الثالثة تضربه والدته خضيت اختك يا شيخ
جسار أخيرا اعترفت بشطارة مراتي 
أضطريت ياجوز اختي الأكل فعلا يجنن 
ابتسمت شمس بظفر وقالت دي شهادة من المچنون اخويا اعتز بيها ضحكوا لقولها واستأنفوا الطعام بمدح الجميع في الوليمة التي صنعتها لهم شمس للمرة الأولى 
غادر عائلة شمس ووقفت هي ترص الصحون النظيفة في خزانة المطبخ بعد رفضها أن تساعدها والدتها سعيدة هي بتلك الحياة البسيطة التي تختبرها للمرة الأولي وهي تتشارك كل شيء مع جسار الذي يتعاون معها الآن بتمشيط السجاد من بقايا الطعام والأتربة بالمكنسة حيث كانوا يجلسون ليفزع بغتة علي صوت ضجيج سقوط بعض الصحون هرول إليها فوجدها ملقاه أرضا بحالة إغماء حملها وأرقدها فوق فراشها پخوف ثم استنجد بطبيب يعرفه سابقا عن طريق الجد نادر وبعد وقت قصير أتى ليتفقد حالة زوجته ويطمئنه عليها 
الهلع يأكل روحه منتظر بفارغ الصبر خروح الطبيب وطمأنته على زوجته ليستجيب الأخير لخاطره وهو يخرج معدلا وضع عويناته قائلا مبروك يا سيد جسار المدام حامل 
جحظت نظراته وتجمدت بذهول 
زوجته حامل بهذه السرعة يتحقق حلمه
بعد أشهر سيحمل طفله بيديه 
لا يدري كيف أنقد الطبيب أجرته و ودعه للباب 
توجه إليها وجدها تميل برأسها على الوسادة مسدلة أهدابها دني ليرقد جوارها لتشعر بدموعه الدافئة تلمس بشرتها فتضمه بقوة وهي تبكي مثله وتقول حلمك بيتحقق ياحبيبي زي ما اتمنيت هنعمل العيلة اللي هتعوضك واستأنفت بعد تقبيل قمة رأسه بحنان أمومي صارت تعرف متى يحتاجه منها كنت زمان اقول انا هجيب طفلين وبس وياريت ولد وبنت واتريق علي سارة لما تقول هتجيب
ولاد كتير بس دلوقت غيرت رأيي أنا عايزة اجيب ولاد كتير أوي لحد ما انت تزهق وتقولي كفاية هعملك العزوة اللي اتمنيتها ياجسار فرحان يا حبيبي
رفع وجهه الباكي مع همسه فرحان دي ماتساويش احساسي دلوقت شكرا انك بتشاركيني حلمي وكل مادا بتسعديني أكتر أنا بحبك اوي انتي زي اسمك بالنسبالي شمس نورت حياتي وحولت برد روحي لدفى وهونتي عليا أوجاع العمر اللي فات ثم غفى كلا منهما جوار الأخر روحا وجسد 
الفصل الرابع عشر
عطايا الخالق لا تزال تهطل من سماء رحمته على ذاك اليتيم
عناقيد أحلامه تتشابك لمنحه مذاقات فرحة تلو الأخرى بذرة عائلته نبتت بنطفة جنينه شمسه الدافئة تحمل باحشاىها الأن أملا طالما طاقت روحه إليه من سيشاركه تلك الفرحة
تسابقت أقدامه ركضا كطفل صغير أسرع ليخبر والديه بما أنجزه 
للمرة الأولى يعود جسار زائرا لفيلا جده بعد تجرده من كل شيء قبلا راح يطرق بابهم بقوة والسعادة تكاد تفقده السيطرة على عقله ما أن أشرعت البوابة له حتى هرول يبحث عن الجد وهو يصيح بنداء صاخب على غير طبيعته الهادئة الرزينة جدي أنت فين ياجدي
system codeadautoadsأخذته قدماه متوجها بلهاثه لغرفة الطعام ليجد أحداق الجميع تنظر إليه بدهشة لاقتحامه الغريب والمباغت ليستأنف جسار صياحه وهو يقترب
45  46  47 

انت في الصفحة 46 من 69 صفحات