الإثنين 25 نوفمبر 2024

روايه بقلم ډفنا عمر

انت في الصفحة 29 من 69 صفحات

موقع أيام نيوز

اسئله ليكي من زمان 
ايه هو السؤال ده 
طافت عيناه فوق ملامحها بدفء لبرهة أربكتها بشدة وعيناها تزوغ بعيدا عنه قبل أن يهمس 
شمس انتي لسه شايفاني الشاب المستهتر بتاع البنات لسه مش بتثقي فيا وبتشكي في أخلاقي زي ما حصل يوم ماجيتي المكتب وافتكرتي اني
مش لوحدي
لأ 
لم تتمهل لحظة واحدة قبل أن تجيبه أصدرت حكما منصفا أثلج صدره فابتسمت عيناه وهو يرمقها بشكر وعاطفة لم يعد يواريها وهو يتمتم براحة لو تعرفي ردك العفوي ده فرق معايا ازاي 
وليه يفرق معاك 
لأنك تهميني فوق ما تتصوري ياشمس 
صدمها رده المباشر وأخجلها وجعلها تصمت بحيرة فواصل طرق جدار صمتها الحائر شمس يمكن دي أول مرة اكشفلك عن رغبتي اني اعرفك على جسار الحقيقي اللي محدش يعرفه تحبي تعرفيه لو موافقة يبقي اسمحيلي اقابلك بكره في مكان مناسب محتاج أقولك حاجات كتير عني 
تأملته بتيه مآخوذة بمنحني ما وصل إليه حديثه معها ودلالته الواضحة عيناه تبرق وهو ينظر إليها بريق يعكس لها غموضا يستجديها لتحل طلاسمه وتتفهمه وتعطيه فرصة كيف تحركت شفتيها لتعلن ردها بقبول لقاءه في الغد حقا لا تدري كأن تعويذة سحره المعهود سيطرت عليها وأجبرتها لتفعل 
تراقبه من بعيد وهو ينتظرها وكل حين يتفقد ساعة معصمه لا يدري أنها هنا منذ أقل من الساعة عشرات المرات تأخذ قرار بالذهاب إليه فتتراجع بتردد وارتباك يغمراها لا تعرف كيف طاوعته وجاءت تقابله بهذه البساطة لم تفعلها قبلا مع أحد تاريخها كله لا يحوي موعد غرامي واحد مع أحدهم دائما صارمة حازمة لا تلين بقول أو فعل مهلا مهلا هل قالت موعد غرامي كيف تطرق عقلها لهذا الخاطر دون غيره حتما تبالغ هو مجرد لقاء عادي مع شخص عادي وسينتهي نهاية عادية 
استقام جسدها بثبات مستجمعة كل شجاعتها وتقدمت إليه وصوت أفكارها ينعتها بالكذب 
اللقاء وصاحبه ابدا ليس عاديا 
نهض وانفرجت من شفتيه ابتسامة حانية راصدا اقترابها المرتبك رغم محاولتها الثبات فابتسم داخله وتأثيره عليها يزيد من ثقته الرجولية ويشي بمعاني يطوق قلبه لتصديقها وإلى الآن لا يدري كيف عرض عليها هذا اللقاء وقرر كشف ماضيه لها ترى حين تعلم ستتغير معه سيقل قدره بعيناها 
السلام عليكم 
ألقت تحيتها المقتضبة مقاطعة أفكاره فرد قائلا 
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته اتفضلي 
تنحنحت قبل أن تهتف معلش اتأخرت عشان 
مش مهم مهما اتأخرتي كنت
هستناكي ياشمس 
يا ويلها من كلماته التي تكاد تشق قشرة ثباتها بقوة مازالوا بالدقيقة الأولي وها هو يوجه أولى سهامه گ محارب مخضرم هل حقا يمثل مجيئها تلك الأهميته لديه
تشربي ايه 
قالها وهو يسحب لها مقعدا بفعل مهذب لتجلس عليه فقالت وهي تأخذ مكانها قبالته ليمون بالنعناع 
طلب ما قالت مع فنجان قهوة له وانتظر أن يأتيه ثم
هم ببدء حديث في تلك الأثناء قائلا عاملة ايه 
الحمد لله 
أنا بشكرك انك جيتي تقابليني يا شمس ده معناه انك فعلا بقيتي تثقي فيا 
حاولت أن تتحدث بهدوء خافية توترها أنت شغال معانا من حوالي سنة يا جسار واكيد دي فترة كافية اني أشكل عنك فكرة منصفة عن الأولي مع استغرابي طبعا انك اتحولت من النقيض للنقيض أنا صحيح هاجمتك قبل كده بس لما جت فرصه عدت تقيمك تاني عشان مبقاش ظالماك لأني محبش بشكل عام اظلم أي حد 
ابتسم تلك الابتسامة الرجولية الجذابة والتزم الصمت وهو يتأملها لتعلوا وتيرة توترها ثانيا فينقذها حضور النادل واضعا مشروبهما فوق الطاولة 
أشار لها لتتناوله بينما ارتشف القليل من قهوته ثم أخذ نفسا عميق وزفره قائلا بصوت بدت نبرته عميقة كمن يطلق عنان مشاعر مكبوتة داخله 
system codeadautoads طول عمري كان جوايا حاجة تعباني ومسببالي شعور بالنقص وخلل وفراغ في حياتي هو السبب الرئيسي اني كنت بعمل علاقات كتير في الماضي كأني كنت بحاول ألهي عقلي عن التفكير والأسئلة اللي كل يوم بتزيد ليه بابا مش بيحبي ليه ملامحي مخصماه ومش طالعة شبهه ولا حتى شبه ماما أو أخويا وليه ماما عمرها ما أخدتني في حضنها وحكت ليا حكاية عشان انام على صوتها زي أي طفل مع أمه ليه مش بتدعيلي زي ما بتدعي لاخويا رائف ليه هي كمان بحسها مش بتحبني وليه دايما عايزين يكونوا بعيد عني ليه وليه وألف ليه كانت بتصرخ في عقلي كل يوم ومفيش إجابات لأسئلتي الوحيد اللي حبني بجد هو جدي نادر
اللي برضو مفيش بيني وبين ملامحه أي شبه دوامة حيرتي كانت بتبلعني كل يوم عن التاني وتخنقني حاولت أهرب بشكل تاني نجحت واجتهدت في شغلي وفعلا قدرت الاقي نفسي في حاجة اكتشفت اني بارع فيها متعة غريبة ماتساويش كنوز الدنيا لما بسمع دعوة مظلوم رجعتله حقه دعوات بتعوضني اللي اتمنيته من اقرب الناس ليا أو اللي افتكرتهم أقرب ما ليا 
بدأ حديثه يغزوا كل حواسها وانتباهها وهي تنصت له باهتمام شديد مستنتجة أشياء بين السطور
28  29  30 

انت في الصفحة 29 من 69 صفحات