الأحد 24 نوفمبر 2024

روايه بقلم ډفنا عمر

انت في الصفحة 15 من 69 صفحات

موقع أيام نيوز

حنان وشفقة مواصلا بابا هيحكيلك كل حاجة بس الأول بعتذرلك عن اللي قالته إلهام أرجوك تعذرها لأن
نظرتها للأمور للأسف مقايسها مادية أكتر من أي اعتبارات تانية أرجوك ماتزعلش منها وصمت ليستطرد ثانيا بعاطفة لم يصطنعها صدقني أنا حبيتك ياجسار صحيح مش هكدب واقول زي ابني بس ليك في قلبي معزة ومبسوط انك كبرت تحت كنف والدي ورباك وخلاك شخص محترم وانا عمري ما فرق معايا موضوع الفلوس والورث لأن الحمد لله الخير عندي كتير لكن اللي بعترف اني مقدرتش اديهولك فعلا اني اكون أبوك بجد وده مش بأيدي والله بالذات بعد ما ربنا رزقني برائف يمكن لولا كده كنت قدرت احس بيك و اشغل مكان أبوك بس عزائي ان والدي هو اللي ملى الفراغ ده جواك عشان كده اسمعه وصدقه في كل كلمة هيقولهالك 
ونظر لأبيه الشارد عنهم نظرة اعتذار أخرى ثم رحل تاركا أياهما لمواجهة آن لها الآوان لتحدث 
أطياف الماضي امتزجت بأصوات صړاخ انبعثت من عقله وجالت بمخيلته يتذكر كل ما حدث تلك الليلة التي غيرت مجرى حياته على نحو لم يخطط له و بدأ الجد
نادر بسرد كل الخبايا وجسار ينظر اليه كطفل شريد ينتظر من يرشده لأحباء افترق عنهم 
كنت جراح في مستسفي كبيرة في دولة عربية قضيت فيها كام سنة وكان ليا وضع مهني كبير فيها في ليلة كنت لسه مخلص عملية صعبة وطويلة كنت سايق وانا مرهق جدا وتقريبا مش شايف قصادي الطريق كان تقريبا فاضي فجأة لمحت من بعيد حاجة خلتني افرمل بسرعة واقف مأخوذ وانا شايف حافلة بتتقلب من منحدر أعلى بيوصل للطريق اللي انا فيها فضلت تتقلب لحد ما رسيت على الاسفلت وطلع منهم دخان واللي وقف قلبي أكتر لما شوفت واحدة جسمها ليندفع بقوة علي الأرض لمسافة مش بعيدة عن الحافلة وهي بتصرخ نزلت بسرعة بعد ما استعادت وعيي اشوفها شوفت حاجة عمري ما صادفتها في حياتي كلها واحدة بطنها مشقوقة وبتلفظ أنفاسها الأخيرة وخارج منها راس رضيع پيصرخ اتجمدت لحظات مذهول وبرتجف رغم اني طبيب بس غرابة اللي انا شايفه أذهلني لما شوفت الډم علي حرف جزء من زجاج الحافلة فهمت ان والدتك وقعت عليه فشق بطنها بس لأن ربنا كاتبلك عمر الوقعة شقت البطن من غير ما تأذيك كأنها اتفتحت بإيد طبيب محترف فضلت اسبح لله وانا مذهول من المعجزة اللي انا شايفها بصيت حواليا أشوف حد استنجد به كأن العالم كله بقي في غيبوبة ومافيش غير صوت صرختك كأنك بتقولي انقذني وأنين والدته الأخير وهي بتبصلي باستغاثة فطرت قلبي 
system codeadautoadsمټخافيش يا بنتي أنا دكتور وهنقذك 
تذكرها الجد نادر بصوته وهو يستعيد ما حدث ليواصل سرده بسرعة جريت اجيب شنتطتي الطبية من العربية ورجعت سحبتك وقطعت الحبل السري ولفيتك في الجاكت بتاعي وجريت تاني احطك في العربية
وجيت ارجع عشان أنقذ أمك للأسف الحافلة كلها اڼفجرت وبقيت بركان ڼار مخيف وطبعا والدتك كانت قريبة جدا منها وهي كمان طالتها الڼار واتحرقت بشكل كامل عقلي كان واقف من الصدمة سمعت صرختك تاني جريت بيك الحقك يمكن تعيش لقيت دكتور أطفال صاحبي كان لسه موجود في التوقيت ده شرحتله بسرعة اللي حصل وانا مڼهار هداني وطمني انك هتكون بخير بس لازم تفضل في الحضانة فترة بعدها ترقبت أي معلومة عن الحاډث بس ولا حس ولا خبر 
يا الله! 
أهذا اول حصاده للحقيقة
والدته توفت! لن يلتقيها مرة أخرى
هاهو شبح اليتم يحاصره من جديد بفقد إحداهما
بعد أن انتعش داخله أمل أن يجد أبويه 
ومرت الأيام وانا كل يوم معاك براقب جسمك الضعيف في الحضانة وحزين عليك حسيت قلبي بيتحرك ناحيتك ويتعلق بيك كل يوم عن التاني لدرجة اني بأنانية بعترف بيها اتغاضيت اني ادور علي أهلك او أبلغ كأن صابتني حالة امتلاك مرضية انك تفضل معايا في نفس الفترة دي ابني توفيق كان شغال معايا في نفس البلد وكان فقد جنينه الأول وهو مراته حالتهم النفسية متدمرة فكرت اكتبك علي اسمهم ويربوك بدال اللي راح خصوصا ان حمل إلهام كان عزيز ومش سهل و وارد ماتخلفش تاني قلت يمكن ربنا كتبلك حياة عشان تكون في وسطينا وتعوضنا إلهام رفضت
وابني كمان ماحبش الفكرة قلت يبقي الحل الوحيد اكتبك علي أسمي أنا هما اعترضوا بشدة وبعد جدال مني وتصميمي اني مش هتخلي عنك لأني حبيتك وافق توفيق ومراته يكتبوك باسمهم وبعد سنتين يشاء ربنا ان إلهام تحمل تاني رغم ان طبيا ده كان يكاد يكون مستحيل وطبعا أصبح وجودك عبء عليهم خصوصا إلهام اللي نفرت منك وقالتها صريحة انها مش هتتحمل مسؤليتك وكفاية اوي انها وافقت تتكتب باسمها ساعتها مكانش في غير حل واحد اني اخدك وننزل مصر لأن في كل الأحوال انا كنت مش حابب اتغرب اكتر من كده ولا ينفع اسيبك
14  15  16 

انت في الصفحة 15 من 69 صفحات