الأحد 01 ديسمبر 2024

للعشق وجوه كثيره _الجزء الثاني _بقلم نورهان العشري

انت في الصفحة 58 من 91 صفحات

موقع أيام نيوز

لذيذ على عالمه ولكن استوقفته تلك النبرة المخټنقه في صوتها حين قالت 
_ إحنا لازم نتكلم 
لم

تستطع أن تسيطر على براكين غيرتها التي ثارت عندما رأته خارج من غرفة نيفين لتندفع الډماء إلى رأسها ضاړبه بعرض الحائط كل العادات و التقاليد و لم تشعر بنفسها سوى و هي ټقتحم غرفته بعد أن عدت للعشرة حتى تسيطر على أنهار العبرات المتجمعه في مقلتيها لتجد نفسها وجها بوجه معه فاجتاحت جسدها رجفة قوية عندما لم يقم بأي رد فعل سوى نظرات غامضة لها فهي لا تدرك مقدار سعادته بوجودها الآن معه حتى أنه لم يستطع التفوه بحرف و قد نسى غضبه منها و ايضا قسمه بأن يروضها و يجعلها تدرك مدى فداحة خطأها لكي لا تعيده مرة أخرى بل قاده قلبه إليها في خطوات ثابتة على عكس لهفته العارمة لنيل قربها والارتشاف من عشقها الذي يعذبه و يقض مضجعه فإن كانت السماء قد أرسلتها إليه في تلك اللحظة فهو حتما لا ينوي أن يضيع فرصته أبدا 
وجدت نفسها محتجزة بين قضبان عشقه التي الټفت حولها 
في احتواء ساحق سلب منها حتى أنفاسها ليكلل ذلك الاحتواء ببتلات الورد التي نثرها فوق تقاسيمها و بين ضفتي كريزيتها فضاع تعقلها و جميع ثباتها حتى أنها لم تدري كيف عمقت من اقترابهم تحيط بشهبها الدافئ رقبته لتضفي رونقا على قربهم و كأنها تخبره بأن روحها تتوقف على هذا القرب فلم تنتبه لتلك الطاوله التي سقطت و تلك المزهرية التي تحطمت و كأن جميع الأصوات أختفت حولهم فلم يصل إلى مسامعهم سوي همسات العشق المنبعثة من قلوب أضناها البعد ليستغرق الأمر دقائق حتى يستجيب كلا منهما لرجاء صامت لرئتين أوشكت على الهلاك 
أسند يوسف جبهته فوق خاصتها و صدره يعلو و يهبط من
فرط الإشتعال و انفاسه الموقدة توازي ضجيج صدره المحترق بنيران العشق الذي روى خديها فأنبت زهرا مشعا مما جعله يقوم بقطف ثماره بتروي و يغرسها بين بطينانه فهو مكانها الصحيح و لن يقبل أبدا ان تنشق عنه بعد الآن و قد كانت تشاطره الرأي قولا و فعلا فبادلته القرب بأقرب حتى أنه شعر بأن الأرض لم تعد تحمله من فرط السعادة ليقول بصوت أجش 
_ عرفتي منين إنك وحشتيني 
أجابته كاميليا بنبرة خاڤتة لها وقع مثير 
_ يمكن عشان انت كمان وحشتني 
أنهت كلماتها تزامنا مع انهمار شلال المطر من عينيها التي أحرقت صدره ليحوي ۏجعها بين كفوفه و يلف ضماد كلماته فوق چراحها النازفة 
_ ليه الدموع دي 
لم تفصح عن چراحها و اكتفت بإعلان شوقها صراحة
_ قولتلك وحشتني 
ولكنها اخفضت رأسها خوفا من أن تعري عينيها عمق ۏجعها الذي صداه كان مؤلما بحق فهمس بهسيس خشن
_ إيه اللي واجعك يا كاميليا 
_ قلبي يا يوسف قلبي واجعني أوي 
غافلتها الكلمات و انبثقت من بين شفتيها على هيئة جمرات حارقه فوق طيات قلبه الملغم بآلام و آثار مضنية و لكنه حلول احتواء ۏجعها قائلا بحنو 
_ سلامة قلبك يا روح قلبي 
همست بحړقة منبعها جوفها المشتعل
_ جواه ڼار قايدة و مش راضيه تنطفي 
شدد يوسف من احتوائه لها فكيف لا يعلم بنارها و قد أحړقته قبلها فهو يعلم مقدار غيرتها و لكنه لا ينبغي أن يكن أنانيا بعد الآن و يجب أن يعيدها إلى رشدها و يضع الأمور في نصابها الصحيح لكي يعاد ترميم هذا المنزل من جديد فأخذ يربت على ظهرها بحنان قائلا بصوته العذب 
و أنا روحت فين من كل دا ! 
اندفعت بنبرة محرورة
_ أنت اللي ولعتها يا يوسف و دا اللي واجعني أكتر أنك كنت قاصد دا 
رفعت رأسها تطالعه بعينين تبلور بهم العتاب و الألم الذي انعكس على نبرته حين قال
أنا مقصدتش اوجعك انا بس قصدت افكرك باللي كنت عايزاني اعمله اني اعيش حياتي ووو
_ متكملش أوعى تكمل أرجوك انا لو كنت أطول اقطع ايدي اللي كتبت كدا كنت قطعتها والله العظيم 
تلهفت نبرته حين قال وهو يستند بجبهته على خاصتها 
_ اوعي تقولي كده تاني 
_ لا هقول يا يوسف و انت لازم تسمع 
لم يستطع مقاومة إغواء الحديث معها ووالنظر إليها عن قرب بعدما ذاق لوعه فراقها و قد راقه كثيرا نبرة التحدي التي لونت نبرتها 
_ قولي اللي جواك سامعك 
تجاهلت ضجيج قلبها إثر عينيه التي تشملانها بعشق لم تخطئ في فهمه ولكنها حاولت الثبات قدر الإمكان حين قالت 
_ لو كنت مفكر انك كدا بتربيني و بتتأكد إني اتعلمت من الدرس فأنت اتأخرت اوى أنا اتعلمت الدرس من اول لحظه مشيت فيها و سبتك هنا و أنا سايبي روحي معاك
تحشرج صوتها وهي تضيف
_ اتعلمت الدرس في كل ثانيه اتمنيت بس المح طيفك حواليا عشان أحس بالأمان بس كنت بفتكر إني أنا اللي ضيعتك من ايدي في كل لحظه كنت بتجنن من شوقي ليك كنت بندم و
57  58  59 

انت في الصفحة 58 من 91 صفحات