عمر. ج2
شقيقتها روان...التي دخلت وهي خجلة...قلقة...ومتوترة...
بادرت لوتس بالحديث لتخف من توترها ولو قليلا
اتفضلي يا روان ياحبيبتي...مبسوطة اوى انك أخيرا خرجت من أوضتك...
ابتسمت الاخري بتوتر ....وعذرتها فهي منذ خروجها من المشفي وهي ملتزمة الصمت تقريبا ....لاتتحدث الا لماما...
رفعت نظرها في اتجاه النافذة لتقترب منها متحدثة بشرود
اوقفتها لوتس قائلة
انت مش محتاجة تحكي حاجة من الي فات....وعذراكي حتي لو كرهتينا...بس صدقيني انا بحبك...وحازم كمان بيحبك ...انا بس هنصحك يا روان حازم راجل مش سهل تلاقي زيه..اكيد شفتي الحب الي جواه ليكي ...
عارفة انه بيحبني عشان كده قررت اني ادي نفسي فرصة في الحياة...واعيش حياة طبيعية ...باسمي الجديد وروان جديدة...
ثم التفتت لها بهدوء سائلة
انت ليه محبتيش حازم ....ليه متجوزتوش...قصدي بحسكوا قريبين من بعض...
استشعرت الغيرة في نبرتها لتنظر لها باسمة
اومأت الأخرى لتكمل لوتس
اه عاوزين نعمل شوبيج فرحنا كمان اقل من شهر...ومتنسيش اننا هنعمل ليالي الحنه الي بابا قال عليها في إسكندرية بلد بابا...وسط أهلنا..ودي فرصة برده انك تعرفي اهلنا ويعرفوكي...
خرجت من تفكيرها علي يد شقيقتها وهي تربت علي ظهرها بحنان وحب...تطمئنها ان القادم أفضل...
في اليوم التالي تقابلت لوتس مع والدة عمر...تلك المرأة الحنونة...التي تظهر حبها للجميع دون قيد اوشرط....
كانت تقف وهي تختار فستان زفافها هي وروان وكم كان جميلا ذلك الشعور ....
ووالدة عمرو كانت أكثر من مرحة ومريحة في تعاملها مع الشابتين وكانهم بناتها....
كانت روان تقوم بقياس فستانها ....داخل الغرفة المخصصة لذلك...
بينما في الخارج كان قد وصل حازم والذي لم يطق صبرا ....يريد أن يري اسرة قلبه المتيم بها....
مش هنا....جوه بتقيس الفستان...
هم ليدخل يريد ان يراها الا ان يد لوتس منعته لتكمل رايح فين ....بيقولوا فال وحش انك تشوفها بالفستان قبل الفرح....
الا أنه لم يستطيع ان يكبح نفسه عن رغبته في رؤيتها....ليتجاهلها قاصدا روان....
لتقف هي خلفه مبتسمة على جنان بن عمتها هامسة بداخلها
منذ متي وهو فاقد لتعقله لطالما كان شخصية هادئة....ولكن العشق حقا يغيرنا.....وعند هذه النقطة تجهمت ملامحها ....لما لم يأتي عمر ليفعل كما فعل حازم .....
كم ارادت مثلها مثل اي فتاة مقبلة على الزواج ان تعيش لحظات سعادة...ان تسرق الفرحة ...ان يكون لها ذكريات مع من ستتزوجه...والادهي انها تحبه...
ولكن من الواضح أنه يراها بعقله...تاركا قلبه في مكان ما....مظلم وبارد....
وهو كان يجلس في عمله محاولا ان يلتهي عن التفكير بها...وليته يستطيع....
فكم يود أن يذهب الآن ليراها برفقة والدته...والتي لم تكتفي الا بالتقاط صور عديدة لعروسه وهي ترتدي العديد من الفساتين النهارية والليليه التي تقوم بشرائها من أجل زواجهم...
شرد بعيدا مفكرا بها ....ليتحدث يزن بن عمه بصوت عالي عمر....انت يابني خليك معايا هنا...
الټفت له عمر ناظرا له بتيه وكأنه قادم من عالم آخر..
ليتحدث يزن بنبرة عابثة
طيب ياعم ....لما انت عاوز تشوفها وسرحان فيها ...ماتقوم
تحدث بنبرة متوترة
قصدك ايه...هي مين الي عاوز تشوفها
غمز له ضاحكا
العروسة ياعم....ايوه بقى فرحك كمان أسبوعين مين قدك...
التفتت عمر مخبأ تتوتره الشديد من ذلك الحديث ....سائلا
هل هو مكشوف لتلك الدرجة...هو بالفعل يريد ان يراها...ولكن ....لن يفعل سيكون كالعادة شخصية متعقلة...وهي بالتأكيد لا تنتظر منه شئ....
ليلتفت الي يزن قائلا بجديته المعهوده
خلينا نكمل شغل يايزن....بلاش كلام فاضي...
ليتركه خلفه...بينما بن عمه تنهد بحنق شديد من حال عمر ....
ليلا جلست روان في غرفتها وابتسامة حالمة مرتسمة علي شفتيها...متذكرة ما حدث ذلك النهار عندما دخل حازم ليراها بفستان زفافها ...
توترت من وجوده المفاجأ ....لتقف مكانها تخفي خجلها ....وهي توزع نظراتها بباقي أرجاء الغرفة
ليقترب هو منها هامسا وهو يعدل من وضعية طرحتها
انت حلوة اوي...اعذريني مقدرتش مشوفكيش ....انا خالي مانعني اجي عندكوا اليومين دول عشان خاطر
فرحنا قرب...
نظرت له وهي متوترة وخائڤة ليمسك هو بيدها...يشعرها بالأمان..مع نظراته الحنونة التي لم يبخل بها عليها...
ولم يشعر بحاله الا وهو طابقا علي شفتيها ببطئ خاطفا قبلة أخرى....تضاف إلي باقي ماسرقه من قبل....
خرجت من شردوها علي صوت هاتفها والذي لم يكن الا رسالة من حازم....محتواها أنه يعشقها...
اما لوتس كانت تعمل على حاسوبها الخاص...ليرن هاتفها ....لتلتقطه دون ان تنظر للاسم الموجود علي شاشة هاتفها لترد بعملية
الو...مين معايا...
لتشهق