نذير شؤم بقلم ناهد خالد
مش قصدى على الصحيان قصدى عقبال ما يتصلح حالك وتبطل سهر للفجر .
ردت زينب بضحكه خافته
سهر إيه بقى كلها يومين ويتجوز ولو سهر فى يوم هيلاقى بوظ منى شبرين قدامها .
ضحك محمد وهو يتجه لأخيه الأكبر وأحاط كتفه وهو يقول
أنت تسكت خالص مش كفايه دبستنى اتجوز قبلك .
ليه وأنا مالى مش أنت الى قولت عاوز اتجوز !
أزاح يديه وقال
طب اوعى يا أخويا أنزل أشوف الحاج عاوز إيه باعتلى بقاله مده .
أكمل النزول ليستمع ل محمد يقول
يارب يكون عاوز يجوزك .
ضحك بخفه وهو يرفع صوته قائلا
ده بعينك ..
عائلة المهدى كبار منطقة الحدادين الموجوده فى أحد المناطق النائيه فى القاهره والمتسمه بالشعبيه الباحته .
صباح الخير يا أبيه .
صباح الفل يا سمر اومال الحاجه فين
قالها وهو يمشط الصاله بعيناه لتخرج والدته رحاب من المطبخ وهى تقول
أنا هنا يا حبيبى .
صباح الخير يا حاجه .
ابتسمت برضا وهى تجيبه
صباح القمر على عيونك ياقلب الحاجه .
كانت هذه جملة منتصر الذى قالها وهو يخرج من غرفة مكتبه وأكمل وهو يشير له
ورايا يا دكتور مش وقت غرميات .
همس لوالدته وقال
شكل الحاج بيغير اما الحقه ليقلب عليا .
ضحكت بخفه وهى تراه يلحق بوالده وعادت للمطبخ كى تنهى إعداد الإفطار .
أؤمر ياحاج .
أقعد يا يوسف عاوزك فى موضوعين .
يوسف المهدى صاحب الثلاثون عاما طبيب نساء قضى سنوات دراسته بالجامعه فى القاهره وعمل هناك ولم يعود إلا من عام فقط حين قرر إفتتاح عياده كبيره فى منطقته كى يفيد أهالى المنطقه بعلمه خاصة مع قلة الأطباء الموجودين فلا يتعدى عددهم ثلاث ووجود مستشفى عام يقل فيها عدد الأطباء أيضا عيناه بنيه غامقه وشعره أسود غزير ورغم بلوغه الثلاثون لم يظهر فى خصلاته البياض بشرته خمريه وملامحه قريبه لملامح الرجل العربى الأصيل وربما هذا سر جذبيته .
قطب حاجبيه باستغراب وقال
واشمعنا أنا ياحاج أنت عارف أنى معرفش المناطق الى حوالينا !
إبراهيم راح يوصل ابنه للمدرسه وبعدها هينزل القاهره يجيب بضاعه للمصنع بتاعنا ومش هيرجع غير بكره على ما يخلص الى وراه هناك ومحمد مشغول فى تجهيزات الفرح ونازل طنطا يشتري العفش ومينفعش ابعت حد من رجالتى لازم أقدر الراجل وابعتله حد منا .
أومئ بموافقه وقال
ماشى يا حاج هروح حاجه تانيه
آه أنت ناوى تشوف حياتك امتى بقى !
ضحك بخفه وقال
ياحاج ده الواد لسه متجوزش وبتفكر فى الى بعده !
رفع منتصر إصبعه وهو يقول مصححا
تنهد بهدوء وقال
بص ياحاج أنا مش رافض الموضوع وأكيد هييجى يوم وأنا بنفسى هقولك عاوز أتجوز بس لما النصيب ييجى .
أومئ له منتصر بتنهيده وقال
ماشى يا يوسف زى ما تحب أما نشوف أخرتها .
وقف وهو يبتسم وقال
أخرتها فل إن شاء الله .
مساء .....
ارتدت ثيابها وعدلت وشاحها فوق رأسها ووضعت الكحل فى عيناها الساحره وبعض الحمره على شفتيها وخرجت من منزلها قاصده منزل صديقتها الوحيده نسمه كى تحضر حفل زفافها ..
وقفت محلها وهى تهتف بتوتر
داخله لنسمه ياخالتى هى مش صاحبتى وده فرحها ! لازم أباركلها وكمان هى عزمتنى .
لوت المرأه شفتيها بضيق وقالت
مهى عبيطه عاوزه تبوظ ليلتها عشان تعزمك بقولك إيه أنا ساكته على صحوبيتكوا ڠصب عنى عشان ياما كلمتها ومفيش فايده بس أنا ماصدقت بنتى تتجوز ومش عاوزه ليلتها تبوظ بسبب حد مباركتك وصلت بس دخول جوه مش
هتدخلى واتفضلى يا حبيبتى شرفتى .
قالت الأخيره بضيق واضح وهى تشير لها بالعوده ...
سارت بالطريق للعوده لمنزلها بعدما كسر خاطرها للمره التى لا تعلم عددها لكن هذه
المره أشدهم كسرا كانت تريد أن تحضر زفاف صديقتها الوحيده خاصة أنها ستتزوج من خارج المنطقه وستذهب مع عريسها وربما لن تراها إلا بعد فتره طويله كانت تريد أن تشاركها فرحتها لكن رغم كل هذا هي أيضا كانت تخشى أن تحضر الزفاف فيصيبه لعڼتها بدأت تصدق ما يقوله الناس عنها لا هى منذ زمن وهى تصدق وليس الآن فقط !
تساقطت دموعها على غفله منها وهى تفكر فى كل ما يحدث معها منذ جاءت لهذه الدنيا لم يحدث معها شئ واحد جيد وكأنها جاءت لتتعذب فقط !
كان يسير