الخميس 26 ديسمبر 2024

رواية أقدار بلا رحمه الكاتبة ميار خالد

انت في الصفحة 9 من 25 صفحات

موقع أيام نيوز

تمكنت فاطمة من إزالة كل هذا التفكير السلبي من رأسها تنهدت براء و قالت 
على فكرة خالد عرف إني مش بنتكم الحقيقية
و رده كان ايه!
مصمم عليا برضو .. و قالي أن كوني من ملجأ ده مش عيب فيا 
أبتسمت فاطمه بحنان و قالت 
طب بذمتك هتلاقي احسن من ده فين .. فكري صح يا بنتي و أوعي تفرطي فيه .. افتكري أن ده الوحيد اللي مقساش عليكي زي كل الناس 
قالت فاطمه تلك الجملة وجاءت لتنهض من مكانها و لكنها توقفت حين قالت براء 
طيب و لو قلبي مع غيره
نظرت لها فاطمة بتساؤل وقالت 
معقول لسه بتحبيه .. بعد كل ده!
قلبي مش عايز يدق لغيره .. كأنه متفق معاه يحافظ على دقاته ليه هو وبس .. نفس القلب اللي أتعلم القساوة والرفض مش عارف يطرد حبه من جواه 
و أنت هتفضلي رابطة نفسك بوهم كده طول العمر أكيد هتلاقيه متجوز دلوقتي ومش بعيد يكون معاه عيلين تلاته .. تلاقيه هو فكر في حياته وعدى فيها وأنت لسه مكانك .. مفيش راجل بيوقف حياته على واحده كل السنين دي!
عارفه بس مش قادرة اتحكم في قلبي .. صدقيني أنا تعبت 
حبيبتي دوا قلبك بين ايديك .. شوية شوية حبه هيخرج من قلبك لما يجي غيره أو على الأقل تدي فرصة لحد غيره .. لكن طول ما أنت مقفله على قلبك كده هتفضلي حابسة قلبك بحبه .. فكري في كلامي يا براء وبلاش تضيعي راجل زي خالد من إيدك يا بنتي 
ثم نهضت من مكانها و تركت براء لټغرق في أفكارها و لكنها وسط هذا التفكير جاءت رسالة على هاتفها وقرأت الرسالة بصوت مسموع 
لو أنت فاكرة أن الچريمة اللي عملتيها قبل السبع سنين اتقفلت و محدش عرف عنها حاجه تبقي غلطانه .. جه وقت الحساب يا براء! 
انتفضت من مكانها پخوف بعد أن قرأت الرسالة و تذكرت على الفور ما فعلته بتلك الفتاه التي تدعى مى عندما حاولت أن تهرب من البيت أيعقل أن تكون قد ماټت! كانت تظن أنه مجرد چرح سطحي و أنه لم حدثت نفسها 
أكيد ده حد بيهزر .. بلاش تشغلي بالك قومي نامي دلوقتي كفاية كده النهاردة 
ثم نهضت من مكانها كانت براء تكذب على نفسها بتلك الكلمات فهي كانت تشعر پخوف شديد داخل قلبها و لكنها لم تود أن تصدق تلك الرسالة و ذهبت الي غرفتها لتنام بصعوبة ..
و في اليوم التالي استيقظت بتعب و أخذت وقت في غرفتها حتي بدلت ملابسها و خرجت و ذهبت الي الاتيلية دون أن تتحدث مع أي شخص و بمجرد أن دلف إليها خالد كعادته كل يوم حتي يطمئن عليها قالت 
أنا موافقة!
مش فاهم .. موافقة علي ايه
مش أنت طلبت ايدي من بابا .. و أنا موافقة!!
رواية أقدار بلا رحمة
الكاتبة ميار خالد
الفصل الثامن
مش انت طلبت أيدي من بابا .. وأنا موافقة!!
نظر لها خالد بعيون متسعة و قال پصدمه 
أنت بتتكلمي بجد ولا بتهزري!
و هي الحاجات دي فيها هزار .. أنا موافقة يا خالد بس ليا شرط
أكيد طبعا قولي 
انا هحاول اديك فرصة و أحبك .. بس لو حسيت للحظة إني بظلمك معايا هبعد عشان مش عايزه أكون مصدر أذى ليك 
و أنا موافق 
نظر لها خالد بابتسامه واسعه و عيونه تشع بالحب و أردف 
أنا هروح أبلغ اهلي بالقرار ده .. و بليل بأذن

الله هكلم الحاج جمال 
أبتسمت براء بعدم تركيز وخرج خالد من المكان سرحت للحظات و فكرت هل هذا هو القرار الصائب ام أنها قد تسرعت تساءلت هل ستستطيع أن تخرج يامن من قلبها و أن تكمل حياتها مع غيره و حتي تقنع نفسها قالت إنه لابد أن يكون قد تزوج و اكمل حياته لذا عليها أن تكمل حياتها هي أيضا و يكفيها ندم
على الماضي 
مر يومين كان فيهم كريم بحالة يرثى لها لم يتركه يامن للحظات كان يعلم أن السبب في تلك الحالة هي ۏفاة زوجته و لكنه كان يشعر أن هناك شيئا آخر مخفي! كان يعلم أن الوقت غير مناسب و لكنه لم يستطيع منع فضوله فذهب إليه و كان في تلك الأثناء يلعب مع ابنته ملك حتي رأى يامن فنهض من أمامه واتجه إليه 
افتكرتك مشيت من بدري .. أنا تعبتك معايا اليومين دول 
كريم إحنا اخوات عيب متقولش كده .. مع بعض على الحلوة و المره 
أبتسم كريم بحزن و صمت نظر يامن الي وجهه المتعب و تلك الحلقات السوداء التي تكونت حول عينيه پألم و قال 
انا حاسس بيك يا كريم .. عارف احساس الفقدان عامل أزاي .. نسمة راحت بس سابتلك حته منها حافظ عليها و عوضها عن كل حاجه 
نظر له كريم بحسرة و قهره و للحظات لم يفهم يامن قصده بتلك النظره ابتسم كريم بحزن و قال 
شد حيلك .. انا عارف ان الموضوع صعب بس لازم تقف علي رجلك من تاني وكلنا جمبك و هنساعدك 
شكرا يا يامن .. أنا لو كان عندي أخ مكنش هيعمل كل اللي انت بتعمله معايا ده
أنا معنديش أغلى منك .. انا عارف انك موجوع عليها بس هي دلوقتي في مكان احسن بكتير 
ثم سرح يامن رغما عنه ليقول 
على الأقل عارف هي فين .. لكن أنا مش عارف 
نظر له كريم و تذكر في تلك اللحظة براء و قال بسرعه 
براء!
نظر له يامن فجأة و قال 
مالها براء!
تسللت رائحة القهوة الساخنه إلى براء لتبتسم بهدوء حملت كوبها و اتجهت به إلى الشرفة جلست بها للحظات حتي جاءت فاطمة مهروله و قالت 
أنت لسه مجهزتيش نفسك لحد دلوقتي! الناس كلها كام ساعة و يوصلوا 
اديكي قولتيها لسه كام ساعه .. انا يادوب هقوم البس بس 
يوه! مش هتعملي حاجات العرايس ولا إيه 
حاجات العرايس! و دي تطلع ايه بقى 
أيوة اعملي كام كده و حطي مكياج رقيق مع أن وشك مش محتاج بس برضو 
ظهرت علامات الدهشة علي وجه براء و قالت 
عيوني بس كده .. بس انت كمان لازم تعملي حاجات ام العروسة
و دي تطلع ايه إن شاء الله
البسي سواريه بقي وحطي مكياج مع أن وشك مش محتاج 
نظرت لها فاطمة پصدمه و قالت بخجل 
يوه! عيب على سني اللي بتقوليه ده .. ده أنا عندي ٦٠ سنه 
مش باين عليكي على فكره اللي يشوفك يفتكرك أختي 
ضحكت فاطمة و قال 
لا يا شيخه .. طب قومي يلا جهزي نفسك 
اخلص كباية القهوة دي و هقوم 
يارب صبرني .. اديني نص هدوئها ده يارب 
أبتسمت براء وعادت الي قهوتها وكان الحل لكل مشاكلها هي قهوتها بدون ال ه الأولى ..
و بعد لحظات نهضت من مكانها و ذهبت لتحضر نفسها و بعد ساعة وصل خالد مع والده و والدته و أحد أبيه و كان رجل ذو مركز جلس الضيوف مع جمال و كانت فاطمه مع براء في المطبخ و حضرت لها صينية العصير حملتها براء بثبات و كان بعيونها انطفاء غريب و كأنها ليست عروس خرجت بخطوات بطيئة و منهم و رفعت عيونها لتنظر للجالس أمامها پصدمه! و كان يطالعها هو بمكر و خبث اتسعت عيونها بشدة و سقطت صينيه العصير من يدها لتتكسر الاكواب علي الارض و شهق كل الحاضرين و سقطت بعدها براء مغشيا عليها لينجرح جسدها بالزجاج المكسور على الارض و صړخت فاطمه 
بنتي!!
مالها براء!
صمت كريم للحظات ليقول يامن بقلق 
ما تتكلم يا كريم في أيه .. أنت عرفت مكانها!
لا!
طيب إيه اللي جاب أسمها على لسانك دلوقتي 
كنت برد على كلامك لما قولت لكن انا مش عارف مكانها .. جت في دماغي
نظر له يامن بحزن و اختفي هذا الأمل كما ظهر مرة أخرى و قد تألم كريم عندما رأى تلك النظرة في عيون
صديقه تنهد يامن بضيق وشعر بنغزة في قلبه فجأه لتتغير ملامحه فورا نظر له كريم بقلق و قال 
يامن .. أنت كويس في أيه!
أنا كويس بس .. قلبي اتقبض فجأه 
عشان جبت سيرتها مش كده 
لا .. حاسس أن في حاجه هتحصل مش مرتاح 
أهدى طيب .. أنت تعبت معايا اليومين دول روح أرتاح 
نظر له يامن للحظات حتي أومأ برأسه و تحرك من مكانه بشرود داخله احساس بعدم الراحة و تتسارع

دقات قلبه بطريقة غريبة و يشعر بقلق خفي لا يعرف مصدره قال بصوت مسموع 
في ايه .. أنا إيه اللي بيحصلي!
نعود إلى براء ..
تم طلب الإسعاف بسرعه و بعد لحظات وصلت لتحمل براء بحذر بسبب كمية الزجاج التي دخلت جسدها و لم تتوقف فاطمه عن البكاء و كان خالد في قمة قلقه عليها ولا يعرف سبب ما حدث لها هذا و بعد فتره قصيرة وصلت براء الي المستشفي و تم استقبالها سريعا و بعد ساعات تم تضميد كل چروحها و كانت مستلقيه في غرفة عادية و حولها فاطمه و جمال و خالد و والدته و والده و هذا الرجل الآخر الذي و ما أن رأته براء حتى فقدت وعيها و بعد لحظات بدأت براء في استعادة وعيها و فتحت عيونها ببطئ و كان أول نظرة منها تقع علي هذا الرجل و في لحظة عادت بذكرياتها قبل سبع سنوات و تذكرت أن هذا هو الرجل نفسه الذي كان في بيت مي الذي كانت سوف تبيعها له من أول نظرة عرفها هذا الرجل و تذكرها جيدا لذلك أبتسم بمكر انتفضت براء من مكانها و اتجهت اليها فاطمه لتقول براء بدموع 
خلي كله يخرج .. مش عايزه غيرك جمبي
منها خالد بقلق و قال 
حصلك إيه طيب طمنيني عليكي
خالد بعد أذنك سيبني دلوقتي 
بس أنا حاسس اني شوفتك قبل كده!
صړخت براء 
قولت اطلعوا و سيبوني!!
خرج الجميع من الغرفة و بقت فاطمه بجانب براء بقلق و انتظرتها حتي تتكلم تنهدت براء بتعب لتقول فاطمه 
يا بنتي بلاش تقلقيني عليكي .. جرالك إيه ما أنت كنت كويسة 
في مصېبه!
مصېبة ايه!
مين الراجل اللي مع خالد ده 
ده أبوه
لا في واحد تاني 
أيوه ده واحد من قرايب أبوه .. انا شايفه أن ملهاش لازمه مجيته بس مش مشكله ضيف و نكرمه برضو 
فاكرة اللي حصلي من سبع سنين .. و البنت اللي أسمها مي اللي كانت عايزه تبيعني لراجل غريب لما لقيتني في الشارع لوحدي 
أيوة طبعا فاكره .. بس ده علاقته إيه مش فاهمه
ده الراجل اللي كانت هتبيعني ليه!! ده الراجل يا ماما
انتفضت فاطمه من مكانها بفزع و قالت 
خالد! أنت متأكده
أيوة متأكدة 
يادي المصېبه .. طب و هو خالد يعرف الموضوع اللي حصل ده اصلا
لا طبعا 
و أنت هتعملي ايه دلوقتي ..
10 

انت في الصفحة 9 من 25 صفحات