الثلاثاء 24 ديسمبر 2024

رواية أقدار بلا رحمه الكاتبة ميار خالد

انت في الصفحة 5 من 25 صفحات

موقع أيام نيوز

عزمت أمرها واشترت التذكرة وصعدت إلى القطار مودعه تلك المدينه بذكرياتها المؤلمھ ..
وبعد ساعات قد حل المساء ووصل القطار إلى مدينتها الجديده ترجلت منه وقالت بصوت خفيض
اللهم رب السماوات السبع وما أظللن ورب الأرضين السبع وما أقللن ورب الشياطين وما أضللن ورب الرياح وما ذرين فإنا نسألك خير هذه المدينه وخير أهلها ونعوذ بك من شرها وشړ أهلها وشړ ما فيها.
خرجت من المحطة لتسير بين شوارع المدينة بلا هدف حتي تعبت و أحست ببعض الجوع فأخرجت ما تبقي من مالها و اشترت بعض البسكويت عله يسكت معدتها الجائعة و جلست علي إحدى الأرصفة لتتناوله و قد شردت مرة أخرى كعادتها لتفيق تلك المره على ذلك الشاب الذي يطالعها بجراءة انتفضت من مكانها ونهضت من مكانها وسارت بخطوات سريعه حتي شعرت به خلفها تماما وقال هذا الشاب
أستني بس أنت شكلك مش من هنا صح 
نظرت له براء پخوف وقالت 
ملكش دعوة امشي و سيبني في حالي 
لا أمشي إيه .. معقول أمشي و اسيبك في الشارع في الوقت ده كده ميصحش
و تجرأ أكثر يدها بقوة صړخت هي بصوت عالي
أنت قليل الادب أبعد عني يا إما هصوت و ألم عليك الناس 
حاول هذا الشاب أن يكتم فمها بيده و لكنها وضعت يده بين أسنانها لېصرخ هو پألم وركضت من مكانها سريعا لتصطدم بفتاه في العشرينات من عمرها نظرت لها الفتاه بتعجب وقالت براء بسرعه 
أرجوكي ساعديني في راجل بيرخم عليا 
اهدي مټخافيش .. فين الراجل ده
ألتفتت براء وقالت 
هناك ا...
وتوقفت عن الكلام عندما وجدت أن هذا الشخص قد اختفي تنهدت بتعب رأسها ولاحظت الفتاه توترها هذا لتقول لها
انت إيه اللي ممشيكي لوحدك في الوقت ده .. طبيعي أي حد يشوفك يرخم عليكي 
النصيب .. و أنا يعني لو

كان ليا مكان كنت فضلت في الشارع كده 
مش فاهمه .. انت ايه حكايتك
ولا حاجه .. أسفه لو عطلتك معايا .. عن أذنك
أستني .. مينفعش تمشي لوحدك .. قوليلي رايحه فين و أنا هوصلك 
نظرت لها براء للحظات ثم ترقرقت الدموع في عيونها وصمتت ساد الصمت للحظات حتى قالت الفتاه
تعالي معايا 
نظرت لها براء پخوف وقالت 
اجي معاكي فين أنا معرفكيش
أكيد مش هخليكي تفضلي في الشارع كده .. أنت شكلك هربانه من اهلك ولا إيه 
لا والله ابدا
اومال إيه .. بتحبي حد يعني كنتي هتهربي معاه و هو خلى بيكي 
تنهدت براء بقلة حيلة لتقول الفتاه
طيب مش وقت كلام .. باتي عندي الليلة دي والصبح يحلها ربنا .. أنا اسمي مى
وأنا براء 
أبتسمت لها مى ثم سار الإثنان حتى وصلوا الي بيتها ودلفوا الي الداخل وسط توتر براء ورهبتها من المكان جلست مي على الأريكة و شاورت على إحدى الغرف وقالت 
اقعدي في الاوضة دي و ارتاحي .. شكلك تعبتي أوي النهاردة 
أيوة أنا عايزه انام بس .. شكرا جدا 
العفو 
دلفت براء الي الغرفة و جلست على السرير لترتاح قليلا تنهدت بتعب وقد شعرت بقبضة قوية في قلبها من هذا المكان و لكنه بالنسبه لها كان أفضل من الشارع بكثير استلقت على السرير بسرعه لتغط في نوما عميق عله يخفف من الالم التي تشعر به في قلبها 
وفي اليوم التالي .. 
استيقظت براء و فتحت عيونها ببطئ لتنتفض من مكانها حين تجد رجل يقف أمامها و ينظر لها بقوة! خرجت صرخه قويه منها هذا الرجل منها ويكتم صوتها سريعا وهنا دخلت مى الي الغرفة وحدثت الرجل
إيه رأيك .. مش قولتلك حلوة عجبتك ولا إيه 
نظر الرجل الي براء بتفحص و نظرة الإعجاب في عينيه وقال
عجبتني بس .. دي قمر جبتيها منين دي 
ضحكت مى بخفة وقالت
دي وقعت في طريقي لوحدها .. معرفش إيه حكايتها هربانه ولا إيه لقيتها ماشيه لوحدها في الشارع في عز الليل 
أبتعدت براء عن هذا الرجل سريعا و قد تكونت الدموع في عيونها و قالت
ايه اللي أنت بتعمليه ده .. ابعدوا عني 
ثم نظرت إلي مى وقالت
وسعي من قدامي خليني امشي 
نظرت لها مى بسخرية وأردفت
هو دخول الحمام زي خروجه ولا إيه .. انت ډخلتي
هنا بمزاجك آه بس مش هتخرجي بمزاجك لا اسكتي شوية مش عايزه صداع 
طالعتها براء بعصبية ثم هجمت عليها وقالت
أنت بني ادمة حقيره و أنا غلطانه إني وثقت في واحده زيك 
انت اټجننتي!!
قالت مى تلك الجملة ثم صفعت براء بشدة لتسقط علي الارض مغشيا عليها نظرت لها مى بتهكم ثم طالعت الرجل الواقف أمامها وقالت
قدامك أهي .. بس حسابي الأول و هاخد ضعف اللي اتفقنا عليه 
و ده ليه بقى!
هو كده لو مكنش عاجبك 
ماشي يا قمر انت تؤمري .. بس أنا عايزها صاحيه و فايقه 
مليش دعوة أنت حر .. خدها دلوقتي لو عايز
اخدها فين انت اټجننتي ومراتي! خليها عندك لحد ما اظبط الدنيا 
ماشي 
ثم أخذت منه بعض النقود و خرج هو من المنزل وبعد ساعات استيقظت براء لتجد نفسها على الارض نهضت من مكانها بسرعه ما أن تذكرت ما حدث معها قبل أن تفقد وعيها ترقرقت الدموع في عيونها ولم تعرف ماذا تفعل للحظات حتي اتجهت الي باب الغرفة و فتحته ببطيء وعندما لم تجد أحد بالخارج أخذت حقيبتها وخرجت من الغرفة و ركضت سريعا نحو باب المنزل و قبل أن تفتحه مى بسرعه وقالت 
انت رايحه فين! 
نظرت لها براء بدموع وقالت
الله يخليكي خليني أمشي حرام عليكي اللي عايزه تعمليه فيا 
ده أنت تشكريني إني لقيتلك حد ياخدك من الشارع اللي قاعده فيه ده 
صړخت بها براء
أنا اقعد في الشارع أحسن ما أكون واحده مش محترمه زيك 
انت عارفه لولا أن الزبون عايزك سليمه أنا كنت هنا ولا حد يعرف بيكي حاجه! خشي قدامي 
دفعتها براء بعيدا عنها وقالت
لا مش داخله أنا همشي من هنا 
وحااولت سحبها للداخل ولكن براء قاومتها بشدة وتشاجر الإثنان وفجأة التقطت براء إحدى الاشياء الصلبة بجوارها وضړبت مى على رأسها ليختل توازنها صړخت براء بفزعسقطت مى على الارض فاقده الوعي نظرت لها براء بفزع و خوف ثم خرجت من البيت سريعا ونزلت الي الشارع لتركض بفزع بعيدا عن المكان أخذت تركض بشده حتي تعبت و جلست على أحد الأرصفة لتبكي پقهرة و حدثت نفسها بصوت عالي 
أنا ليه بيحصل فيا كده .. يارب لو كل ده بسبب ذنب عملته و أنا مش عارفه اغفرلي .. يارب أنا خاېفه و مليش غيرك أكلمه هو ليه كله بيتخلي عني أنا فيا حاجه وحشه طب .. يارب
قالت تلك الجملة ثم اڼفجرت في البكاء وظلت تسير بعدم هدف حتي وصلت الي مكان هادئ و جلست مكانها بتعب و

غلبها النعاس لتنام مكانها و بعد ساعات استيقظت من نومها لتجد نفسها على نفس وضعها اعتدلت في جلستها و شعرت ببعض الجوع فبحثت عن بعض النقود في حقيبتها لتجد بعض الجنيهات ابتسمت بحزن و نهضت من مكانها واشترت لها بعض الطعام و جلست على الرصيف مرة أخرى لتتناوله وفجأة وبين كل هذا الهدوء صدع صوت صرخات عالية من البنايه المجاورة لها ..
كان يجلس في إحدى الأماكن المطله على النيل مباشرا ويستمع إلى بعض الموسيقي الهادئة حتى شعر بمن يجلس بجواره ألتفت إليه ليجده صديق عمره .. كريم والذي قال له
كنت عارف إني هلاقيك هنا 
نظر له يامن وأبتسم أبتسامه صغيرة وقال
عاش من شافك .. مختفي ليه الفتره دي قولتلك بعد الجواز و الخلفه هتتغير مصدقتنيش
ضحك كريم بخفة وقال
أعمل إيه ڠصب عني والله .. أنت عارف تعب نسمة و إني أنا اللي شايل كل حاجه و ملك متعلقه بيا أوي 
أبتسم يامن وقال
أتصدق وحشتني أوي .. مجبتهاش معاك ليه
عشان أركز معاك .. أنا مش عاجبني حالك هتفضل تعاقب نفسك لحد امتي 
لحد ما القدر يجمعني بيها تاني 
طول السنين دي و إحنا بندور عليها و مفيش فايده .. أفرض العمر جرى وأنت متجمعتش بيها برضو 
عمري ما هسامح نفسي .. أنا كسرتها يا كريم هي وثقت فيا و أنا مكنتش أد ثقتها أنا ظلمتها
و أنت كمان اتظلمت يا يامن .. للأسف هي اختفت قبل ما تعرف أن كل اللي حصل ده مكنش بمزاجك و إنك كنت محپوس و مش قادر تطلع من اوضتك .. كفاية إللي بتعمله في نفسك ده والعقاپ مش هيجيب نتيجة أنتوا الاتنين اتظلمتوا
زفر يامن پألم وحاول أن يغير الموضوع فقال
خلاص أقفل الموضوع ده .. أنت مال وشك حاسس إنك تعبان
عندي دور برد مبهدلني يا عم ورغم كده جايلك و أنت على الكورنيش في الجو ده 
ثم أبتسم كريم بمزاح وقال
و بلاش تقفل الموضوع .. أنا شايف انك لازم تتجوز يا يامن!
أنت اټجننت يا كريم
.. أنا مش ناقص الله يخليك أنت مينفعش تطلب مني كده لأنك عارف أنا عايز ايه 
و اللي يوصلك للي انت عايزه!
يعني ايه!
رواية أقدار بلا رحمة
الكاتبة ميار خالد
الفصل الخامس
وفجأة وبين كل هذا الهدوء صدع صوت صرخات عالية من البنايه المجاورة لها نهضت من مكانها بفزع واستعدت حتى تهرب من المكان ولكن أوقفتها تلك الصرخات الباكيه و لم تمر ثواني حتي وجدت رجل كبير السن يهرول بتعب خارج البيت و ېصرخ بأعلى صوته لطلب المساعده حتى سقط على الارض بقوه فركضت نحوه سريعا أردفت
خير يا حاج في إيه!
نظر لها الرجل باستغاثة وقد اسكتته دموعه فلم يقدر علي الكلام نظرت براء إلى البيت لتجده مشتعل ڼارا فشهقت بفزع و بدأ الرجل في السعال بشده و قال بصعوبة
مراتي محپوسة جوه .. أرجوكي الحقيها خلي أي حد يلحقها أنا مش بقدر اتنفس 
نظرت له براء بعيون متسعه و بدون أي تفكير ركضت إلى البيت سريعا و دلفت إليه لتجد النيران مشتعله به و لكنها لم تكن منتشره في البيت بأكمله فحمدت ربها و تحركت بسرعه و تتبعت صوت صرخات زوجته حتي وصلت إلى غرفتها لتجدها مكومه في احدي الأركان پخوف و صرخاتها لا تتوقف ذهبت إليها سريعا و حاولت أن تطمئنها و شجعتها حتي تنهض معها قالت
أنا معاكي مټخافيش قومي معايا لازم نخرج من هنا 
ظلت صرخاتها متواصله حتى بدأت تنتبه إلى كلمات براء فهدأت قليلا و نجحت براء في انتشالها من تلك النيران و خرجت من البيت و في تلك الأثناء كان جميع من في البنايه قد أنتبه إلى صرخاتها و قد أتت المطافئ و أنقذت ما يمكن إنقاذه من المنزل و جلست براء مع السيدة و زوجها في إحدى الأركان أمام البيت كانت السيده مستقره في زوجها القلق عليها حتى أبتعدت عنه قليلا و نظرت للجالسة بجانبها اردفت
أنا

انت في الصفحة 5 من 25 صفحات