فراشة في جزيرة الذهب بقلم سوما العربي
من الداخل يلجمها بينما عيناه تطلع لها تسأل نفس السؤال من جديد لما رأي حورية بالذات
ولما تأخر رده ومع تطلعه لها بعيناه الثاقبة و شروده في وجهها عادت تناديه من جديد
زيدان...مش بتاكل ليه
رمش بعيناه مستدركا ثم حاول لملمت شتات عقله فوقف عن كرسيه وقال
مش عارف ممكن من قلة النوم... أنا هدخل أنام أحسن.
وقفت هي الأخري تردد
بتحسي ايه قولي.
صمتت وعجزت عن الوصف فقال
على فكرة أنا مش وحش ولا باكل بني أدمين ومش عارف ليه الصورة دي متاخدة عني.. أنتي شوفتيني مره اذيت حد
لأ.
أمال في ايه بقا
صمت
وعيناه ترغمه على النظر لمنحنياتها الرائعه وجمالها النادر رغما عنه مجبور..للجمال سطوة غير عادية وهكذا خلق الله آدم يحب جمال الآنثى ويرضخ له وحورية كانت ذات جمال رباني وحسن نوراني يذهبا عقل أي أنسي.
على فكرة... محمود كلمني.
كان ينظر لها بترقب وتدقيق حريص على ملاحظة صدى الخبر عليها ولا يعلم لما شقت صدره بعض السعادة حين تجهم وجهها وقالت
والله...تمام.
رفع إحدى حاجبيه تغراب من ردها وزاد وهو يراها تلتف لتجمع أطباق الطعام على الصينيه تستعد لأن تدخلها المطبخ فسأل
نظرت له ببرود حقيقي ثم قالت
لأ...دي حاجة ماتخصنيش.
إزاي
وضعت الصينيه من جديد على سطح الطاولة ثم قالت
هو إيه إلي أزاي ده واحد سابني بفستان
الفرح قدام القاعه ومافكرش فيا ولا في فضيحتي ... تفتكر هيهمني عرف ولا لأ
ثم اخذت الصينيه من جديد ودلفت بها على المطبخ.
في الموضوع وما أثار خوف زيدان هو ملاحظته لتلك الراحة التي أكتنفته بعدما أستمع لردها لقد ضبط نفسه متلبسا وهو يسحب نفس عميق مرتاح.
صدم قليلا و ولج لغرفة الأطفال سريعا يلقي بنفسه على الفراش يحاول النوم كي يتهرب من مواجهة نفسه.
لكن عبثا فقد أستغرق في النوم وعلى
شفتيه إبتسامة سعيده.
جلس على عرشة يتصنع القراءة في بعض الأوراق الخاصة بشؤن الديوان يمثل الإنشغال وعدم الإهتمام بحديث الطبيب الذي أخذ يردد
همم.. جيد..قدم لها المطلوب...
يمكنك أن تغادر الآن
انحنى الطبيب ثم قال
أمرك سيدي.
ثم تحرك يترك المكان ودلفت من بعده أنچا تنحني باحترام
مولاي
أبتسم لها مرددا
تعالي أنچا.
تقدمت لعنده فقال
الملكة ديولا على وشك الوصول للمملكة أرجو أن تشرفي على مراسم إستقبالاها.
ابتسمت أنچا ثم قالت
رائع جدا مولاي مر وقت لم تأتي فيه الملكة لعندنا أظن أنه توقيت مناسب .
أعلم مولاي.
صمتت قليلا تتطلع على ملامح وجهه بتدقيق ثم قالت بخبث
لقد أرهق مولاي اليوم كثيرا وتأخر الوقت أرى أن يسمح لي مولاي بتحضير ليله رائعه تنسيه تعب اليوم.
صمت راموس وعينه لم ترتفع من على الأوراق لكنه أغمض عيناه بقوه كأنه يكافح إحساس قوي هاجمه ثم سحب نفس عميق رفع وجهه ينظر لأنچا وقال بصوت بدى وكأنه يتحدى ذلك الإحساس حين قال
موافق.
أتسعت عينا أنچا بتفاجئ لكنها حنت رأسها وقالت
أمر مولاي.
ثم تحركت مغادرة على الفور بينما راموس يتنهد بتعب وحاول بعدها التركيز فيما بين يديه.
في الحرملك
جلست سوتي بجوار رنا تعطيها الدواء الذي تناولته رنا بهدوء وأخذت بعده الماء فقالت سوتي
عارفه يا رنا.. أنتي جميله جدا.
نظرت لها رنا مبتسمه ثم قالت
شكرا وأنتي كمان.
زمت سوتي شفيتها بإمتنان لتلك المجاملة ثم قالت
ليس بمقدار جمالك وليس لكونك بيضاء البشرة الأمر يفوق ذلك جمالك بالفعل رائع يا رنا خسارة أن يضيع في الخدمة بغرف الحرملك...لا أعلم لما تستغلي الفرص الملك راموس بجلال قدره مهتم لأجلك.
زجرتها رنا بعينها وقالت
وأنتي بتتكلمي معايا كلميني مصري.
شهقت سوتي پخوف وقالت
رنا... خدي بالك و بلاش تاني تقولي أنك مصريه لو عايزه تعيشي هنا من غير پهدلة.
نعم شكلك جرى لمخك حاجة ماقولش ليه
اسمعي نصيحتي أنا خاېفه عليكي خلي أيامك هنا تعدي على خير.
ده على أساس اني هفضل هنا.. أسمعي يا سوتي أنا يا هنجح في إني أهرب من هنا أو ھموت وأنا بهرب بردو...ريحي نفسك.
نظرت سوتي أرضا وقالت
وليه كل البهدله دي لما ممكن تهربي بيخت فخم عليه حراسة ليكي.
انتبهت لها رنا تسأ بلهفة
إزاي.. أيدي على كتفك.
مش على كتفي أنا...على كتف الملك راموس.. سبيه يقرب منك ويطمن لك ساعتها كل حاجه هتتغير والمهمة المستحيلة هتبقى سهله وممكنه.
لكن ده عايز يحولني لجارية.. يعني عبدة ويغير أسمي و...
قاطعتها سوتي تردد
وعندك ده هيمنع أنك جارية... جدودك المصريين ماسبوش موقف ماقالوش عنه مثل وفي مثل عندكم بيقول لما تبقى الريح عاليه طاطي لها ومثل تاني بيقول لو ليك حاجه عند الكلب قوله يا سيدي ومثل تالت بيقول اتمسكن لحد ما تتمكن أمال لو ماكنتيش مصرية هو أنا إلي هقولك.
صمتت رنا مفكرة في حديث سوتي فالتمرد والعناد لم يجلب لها سوى السچن والمړض.
وبعد فترة وقفت فقالت سوتي
رايحه فين
هقابل الملك.
في القاهرة.. مساء
خرج زيدان من غرفته يتمطأ بتعب يشعر أن كل عظام ظهره ممزقه ينظر على الشقه بأستغراب يسأل أين هو
أخذ الأمر منه أكثر من ثانية حتى أستوعب الوضع الجديد لا يعلم لما تسلل له ذلك الشعور بالألفه و الراحله هو يرى أنوار الشقة كلها مطفئة هادئة لا ينيرها إلا الضوء الصادر عن التلفاز وأمامه على الأريكة آلتي أختار كل تفاصيلها بنفسه تجلس فتاة في قمة الحسن والروعة يجد نفسه كلما نظر لها يردد بهمس بسم الله ماشاء الله
بما أنها تصنعت عدم السمع ستتصنع عدم ملاحظتها له فتقدم منها يقول
أنتي صاحية
رفعت أنظارها له ثم قالت
أيوة مش جايلي نوم
عشان مغيرة مكانك بس.
تقدم يجلس لجوراها على نفس الأريكة يسأل
هممك بتتفرجي على إيه
بحب سعاد حسني قوي.
ومين مايحبش سعاد حسني.
إلتفت تنظر له مبتسمه على ما يبدو أنه رائععصفور كان يخسر منها كلما رأها تشاهد فيلم عربي وقديم أيضا على عكس زيدان الذي جلس يشاركها الرأي و الإهتمامات فقالت
حلوة مش كده
أيوة مافيش حد زيها جمالها فريد زيك كده.
أتسعت عيناها منبهره من حديثه فاكمل مسحور من قربها
أنتي حلوة قوي يا حورية.......
الفصل السابع
تقدمت بخطى سريعه تخرج من غرفة الفتيات في الحرملك وقفت محتارة لم تحفظ طرق ودهاليز القصر بعد.
تقدم منها أحد الرجال يلبس زي ليس برجالي ولا نسائي خليط بين هذا وذاك حتى صوته لم يكن خشن كفايه
حين قال
هااااي.. أنتي لما تقفين هكذا كيف خرجتي من الأساس
أريد
مقابلة الملك.
نظر لها وضحك ساخرا ثم قال
هههههاااي.. وقررتي ذلك وحدك وتعتقدين إنه مباح وبالإمكان!
ياليكي من مسكينه... بالتأكيد أنتي حديثة العهد هنا .
نظر لها نظرة شمولية ثم قال
همممم دعيني أخمن من أين أنتي دول شمال شرق أسيا أم أمريكا وكندا أم اوروبا لكنها بعيدة عن حدود مملكتنا...عامة ليكن بمعلومك جمالك هذا ولون بشرتك لا يشفع لك كوني مهذبة و مطيعه وأعرفي القوانين القصر هنا له قواعد لا تكسر خصوصا الحرملك.
أقترب منها هامسا
فهو تحت إمرة السيدة أنچا وهي سيدة حادة الطباع مزاجيه قريبه جدا من الملك تقريبا لا يرفض لها طلب ولها سيادة
واسعه المجال.
ثم أبتعد عنها وكأنه
قد أنتبه للتو على حاله وهتف
ماذا تقولين أنتي..كفي عن الثرثرة هيا تحركي...هيا.
وقفت مبهوته تنظر له بإستغراب وردت
أنت من كان يتحدث وليس أنا.
هااي أنتي..كفي عن الثرثرة قولت لكي وتحركي أمامي للداخل يبدو أنكي بحاجه إلى تعليم وتهذيب وإصلاح.
زمجرت رنا برفض وقالت
لكني أريد مقابلة الملك والآن.
أحتدم النقاش بينهما فتقدمت سوتي تنتشلها من هذا الصراع وتسحبها معها بينما تردد
معذرة منك يا جوتشا الفتاة مستجدة هنا ولا تعلم القوانين.
علميها إذا وأنصحيها أن تكون مهذبة هاااا...هيا تحركا من أمامي.
صړخ فيهم فترحت سوتي تجر رنا معها مرددة
تعاالي هنا.. أنتي فاكرها سايبه.. عايزه أشوف الملك يبقى هتشوفيه.
صمتت ثواني تحاول أن تفهم رنا حيث قالت
رنا حاولي تفهمي وتستوعبي أنك بتتعاملي مع ملك ملك بجد بحق وحقيقي من إلي بتشوفيهم في مقابلات الريس بتاعكم ده مش شيخ الحاره عندكم ولا العمدة ده حتى دول بيبقى لازم معاد سابق.. أهدي وأعقلي.
نظرت رنا أرضا وقالت بنبرة ملئها اليأس
طب أعمل ايه مش قولتي الحل عنده.
أيوه قولت تقربي منه وتتكلمي معاه بس أكيد مش بمزاجك و على هواكي كده.
تنهدت سوتي وقالت متحسرة
هقول إيه.. ماكنتي في أوضته وبسريرة شخصيا ودي حاجه عمرها ما حصلت مافيش جاريه بيطلع عليها صبح عنده.
شهقت رنا تردد پخوف
ايه بيقتلهم
بيقتلهم إيه أنتي كمان هو بس بيزهق منهم فبيطردهم إلا أنتي بس هقول إيه... أنتي تيجي دلوقتي جوا ونبقي هادية و عاقلة أحسن.
سحبت رنا معها للداخل وهي مستمره في الحديث و النصيحه
لازم تتعلمي تهدي وتطولي بالك..الصبر بيهد جبال مش انتو إلي بتقولوا كده بردو.
ساعدتها كي تجلس مكملة حديثها
مشكلتك يا رنا هي أنك نمرودة وعنيدة ومستعجله على كل حاجه وهنا في القصر الحياة صعبه محتاجه الصبر والحكمة وطولت البال وإلا هتبقي صيد سهل لأصغر خادم هنا عشان كده اقعدي واهدي.
لم تعجب رنا بالحديث وقالت
هو أنا لسه هستنى بقولك عايزة أرجع مصر.
ششششش..وطي صوتك.
تلفتت سوتي يمينا و يسارا ثم قالت
رنا أنتي بجد من كل عقلك مفكرة أنك ممكن ترجعي بلدك خلال أيام
نعم أمال إيه طب أسبوع مثلا
أسبوع أنتي بجد حالتك صعبه... أنا لازم أقوم دلوقتي وزي ما نصحتك كوني عاقلة وأستني الفرصه بلاش تهور..تمام
هزت رأسها بصمت فيما غادرت سوتي لتباشر باقي أعمالها متأكدة أن رنا تعلمت الدرس أخيرا.
جلست رنا تفكر في حديث سوتي ربما من الأفضل أن تتحلى بالصبر وإن لم يكن بينهما عمار فلتحاول على الأقل أن تتعلمه.....نعم يجب أن تفعل.
بعد عدة دقائق
سيبني بقولك... بلغ الملك إني عايزة أقابله.
كان هذا صوت رنا تقف محتجزة عند باب غرفة الملك وقد منعها الحجاب من الدخول بالقوة وقال أحدهم
الدخول للملك لا يحدث إلا بأذن منه.
أخبره إذا أنني أريد الحديث معه.
لا يمكن ... لا أستطيع الملك الآن في حفل خاص به..تلك هي القوانين ..عودي لمهج الحريم أفضل لكي.
ثم نادى بأعلى صوته
أنكي...أنكي.. تعالي خذيها من هنا.
تقدمت أنكي سريعا ومعها بعض الفتيات يرتدين ملابس مزرقشه جميلة وملفته شعرهم مصفف بعناية ورائحتم فواحة ينظرن على رنا بإستعلاء وشماته بالطبع وصل لمسامعهم حكاية الفتاة البيضاء التي أظهر الملك إهتمام ناحيتها لكنه لفظها الآن وهن من سيدخلن لعنده... كل واحدة منهن كانت تفكر أنها بالتأكيد ستحظى بلفت نظر الملك مستخدمة حسنها وغنجها علاوة على الأدب والعلام فهي ليست متمردة كتلك البيضاء التي لم تنحني للملك وأظهرت عدم تأدبها وتصرفت