قطة في عرين الاسد بقلم بنوته اسمرة
فتلاقت نظراتهما للحظات قبل أن تتوجه مريم الى الداخل .
وحشتيني ونفسى أشوفك
تسللت تلك العبارة عبر الهاتف الى أذن نرمين فردت بضيق
أنا مش فاهمة انت عايز ايه بالظبط
قال حامد بهيام
نفسي أشوفك تانى يا نرمين بجد وحشتيني
قالت نرمين پحده
انت مش شايف ان الحكاية سخفت أوى .. قولتلى عايز أقابلك مرة عشان محرجش نفسي مع أخوكى .. وقابلتك رغم ان دى أول مرة أعمل حاجه زى كده وبجد انت مش متصور أنا حسه بايه دلوقتى .. حسه انى مضايقة أوى من نفسي
قال حامد ببرود
انت معملتيش حاجه غلط احنا أعدنا فى مكان عام حتى مطولناش
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
بس أنا مش كده .. أنا مش بقابل حد ومش يتكلم مع حد .. ولو مراد عرف انت مش متصور ممكن يعمل فيا ايه .. انت متعرفش مراد
قال حامد بسخرية
لا عارفه كويس .. عقليه متخلفة
قالت نرمين پغضب
لو سمحت مسمحلكش تقول على أخويا كده .. مراد مش متخلف مراد راجل وبيخاف علينا
قال حامد بسرعة
حبيبتى أنا مش قصدى أنا بس من ضيقي قولت كده
قالت نرمين بحزم
بص يا حامد .. أنا مش هقدر أتكلم معاك فى التليفون تانى .. لو انت فعلا زى ما بتقول عايز تتقدملى خلاص عندك أخويا اتكلم معاه
قال حامد
طيب عايز أطلب منك طلب واحد بس
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
انتى عندك ايميل
قالت وهى تشعر بريبه
أيوة
قال حامد
طيب تعالى نتكلم على الميل وافتحى الكام
قالت نرمين بعصبية
لأ مش هفتح الكام ومش هكلمك على الميل
قال حامد بإصرار
عشان خاطرى مرة واحدة بس
قالت نرمين فى حنق
قولت لأ .. ومعلش لو سمحت مضطرة أقفل
أنهى حامد المكالمة و قد اغتاظ مما فعلت فتمتم لنفسه
مش حامد اللى يتقاله لأ
جلس طارق واجما فى مكتبه .. يشعر بالحزن والأسى .. يحاول أن يبحث عن مخرج ل مريم من تلك الورطة .. امتدت يده الى هاتفه واتصل ب مى .. اضطربت مى عندما رأت رقمه وخرجت من غرفتها وتوجهت الى أمها فى المطبخ وقالت
التفتت الها أمها وقالت
طيب ردى عليه
وقبل أن تتحدث مى أخذت منها أمها الهاتف وردت بدلا منها أمام نظرات مى المندهشة
السلام عليكم
رد طارق بإستغراب
وعليكم السلام .. ممكن أكلم الآنسه مى
قالت أمها
حضرتك الأستاذ طارق مش كده .. أنا مامتها
قال طارق بحرج
أهلا بحضرتك
قالت والدة مى
لحظة واحدة
أعطت الهاتف ل مى المندهشة فقالت
ألو
قال طارق
أيوة يا آنسه مى .. آسف لو كنت أزعجتك
لا اتفضل
قال بحزن
انا عرفت مكان مريم وحبيت أطمنك عليها
قالت مى بلهفة
هى فين
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
دونت مى الرقم وشكرته قائله
متشكره أوى
تمتم بخفوت
العفو .. خلى بالك منها .. مع السلامه
أنهت مى المكالمة ونظرت الى أمها قائله بإستغراب
انتى ليه رديتي قبلى
قالت أمها وهى تحضر الطعام
عشان يعرف انك مبتخبيش حاجه عن أهلك وبتقوليلهم كل حاجه مهما كانت صغيره
ابتسمت مى فقالت أمها
كلمى مريم بأه وطمنينى عليها عشان البنت دى قلقانى أوى
اتصلت مى الرقم الذى أعطاها اياه طارق جاءها صوت أنثوى يقول
ألو
قالت مى
السلام عليكم .. لو سمحتى ممكن أكلم مريم
طيب ثوانى
لحظات وردت مريم على الهاتف وهى تشعر بالريبة فهتفت مى
انتى فين يا بنتى
كنت ھموت من القلق
عليكي
قالت مريم بإستغراب
عرفتى رقم البيت ده منين
قالت مى
من الاستاذ طارق
قالت مريم بدهشة
واداهولك ليه
قالت مى
قالى انك فى مشكلة ومحتجانى جميك .. خير يا مريم طمنينيى عليكي
قالت مريم بأسى
مش هعرف أكلمك دلوقتى يا مى ولا حتى هعرف أشوفك مع انك وحشانى أوى .. بالليل ان شاء الله هنتكلم سوا براحتنا هفتح موبايلي وأتصل بيكي على موبايلك ماشى
تمتمت مى
ماشى يا حبيبتى منتظرة اتصالك
بهيرة يا مراد
تفوه سباعى بهذه العبارة عبر الهاتف فقال مراد
ملها عمتو
صاح سباعى پغضب
مصره تسافرلك بكرة على مصر .. والدكاتره منعينها من أجل حركه خد كلمها اهى يمكن تسمع كلامك
قالت بهيرة بصوت متعب
اييوه يا مراد يا ولدى
قال مرادبقلق
انتى عاملة ايه دلوقتى يا عمتو
قالت بضعف
امنيحه يا ولدى امنيحه جوى وان شاء الله بكره هكون عندك فى مصر
قال مراد بإصرار
عمتو متجيش الا لما الدكاتره يسمحولك بالسفر ولما يسماحولك أنا بنفسى هاجى آخدك
لازمن آجى يا ولدى فى حاجات كتير لازمن أعملها
قال مراد
كل حاجه تتأجل عشان صحتك يا عمتو .. وأى حاجه محتجاها تتعمل هنا قوليلى وأنا اعملها
قالت بهيرة بصوت ضعيف
كيفها مريم امنيحه يا ولدى
تمتم مراد
أيوة كويسة
قالت بهيرة
خلى بالك منيها .. البنية مظلوكة .. ولد عمك هو اللى افترى عليهايا ولدى متصدجش كلام جمال .. دى حكاية جديمة هبجى أحكيلك عليها لما آجى وأتكلم مع مريم .. أهم حاجة عندى دلوجيت متظلمش البنيه الظلم وحش يا ولدى وآخرته سوده اسألنى آنى
قال مراد بضيق
مش فاهم ليه انتى الوحيدة اللى مقتنعه انها مظلومة على الرغم من ان فى شهود وعلى الرغم من كلام جمال نفسه
قالت بهيرة بحزم
آنى حلفتها تجولى الحج وجالتلى انها مظلومة
قال مراد ساخرا
قالوا للحرامى احلف
قالت بهيرة بحدة
آنى مش بنت امبارح يا مراد آنى أعرف امنيح اذا كان اللى جدامى بېكذب عليا ولا بيجول الحج
ثم تمتمت بضعف
آنى هجفل دلوجيت يا ولدى وهبجى أكلمك بعدين
قال مراد بقلق
انتى كويسه يا عمتو
قالت وهى تجاهد ليخرج صوتها متوازنا
ايوة امنيحه .. لو مش عايزنى آجى الا لما صحتى تتحسن يبجى تخلى بالك من مريم امنيح وتحطها جوه عنيك .. سامعنى يا ولدى
قال مراد ببرود
متقلقيش يا عمتو هى كويسة ومش بتأخر عنها فى حاجه
ربنا يبارك فيك يا ولدى .. فى حفظ الله .. أشوفك بخير
فتح سامر باب بيته وأشار الى سهى قائلا ك
منورة البيت اتفضلى
دخلت سهى البيت وهى تبتسم بتوتر .. أشار سامر الى أحد الأرائك قائلا
ادخلى يا بنتى مالك متخشبة كده
دخلت سهى وجلست .. ذهب سامر الى المطبخ وأحضر كوبين عصير .. وجلس بجوارها قائلا
ياه أخيرا مخك لان ورضيتي تيجي
قالت سهى بتوتر
بصراحة أنا كنت مړعوپة كنت خاېفة ان حد يشوفنى وأنا طالعة العمارة
ضحك سامر قائلا
يا بنتى جمدى قلبك متبقيش خفيفة كدة
مسك الريموت وأخذ يقلب فى الفنوات قائلا
ها تحبي نتفرج على ايه
توقف عند احدى المحطات قائلا
الفيلم ده كويس هيعجبك أوى
ابتسمت سهى وقد بدأ يقل توترها .. قال سامر
نطلب بأه الأكل عشان منضطرش ننزل
بعد قرابة الساعتين من الكلام والضحك والمزاح نظرت سهى الى ساعتها وهبت واقفه وقالت
ياااه اتاخرت أوى يا حبيبى .. همشى بأه
وقف سامر قائلا وعلامات الحزن على وجه
حبيبتى خليكي شوية كمان
قالت بأسف
معلش يا حبيبى بجد اتأخرت أوى
ابتسم لها قائلا
طيب بس دى متعتبرش زيارة مستنيكي تانى بكرة
قالت بحيرة
بكرة
قال سامر بمتسما
اديكي شوفتى أهو .. اعادنا هنا أحلى كتير من بره .. أعدين براحتنا ومحدش بيضايقنا .. ولا أنا عملت حاجه تضايقك
قالت بسرعة
لا يا حبيبى أبدا
طيب يبقى تيجى بكرة به ان شاء الله وهكون محضر كام فيلم حلوين نشوفهم سوا
ابتسمت قائله
خلاص اتفقنا .. يلا سلام
على الباب مودعا .. خرجت سهى
وركبت الأسانسير .. خرجت منه لتجد امرأة فى وجهها ظلت تتفحصها وتنظر اليها بإحتقار .. نظرت اليها سهى ببرود ثم غادرت المبنى .. صعدت المرأة الى شقة سامر وضړبت الجرس .. فتح سامر قائلا
ماما
قالت المرأة پحده
مېت مرة قولتلك متجبش الأشكال دى بيتك بطل الأرف ده يا سامر متنجسش بيتك يا ابنى
قال سامر بنفاذ صبر
ماما بقولك ايه مش عايز عكننه .. روحى شقتك يلا
قالت أمه پغضب
يا ابنى اتقى ربنا بدل ما ربنا يبتليك بمرض
قال سامر وهى يخرج ويغلق الباب پعنف
سايبهالك مخضرة
نزل وعين أمه تتابعانه بأسى وهى تدعو له بالهداية .
عاد مراد الى بيته فى وقت متأخر .. لم يسمع صوتا قى البيت فصعد الى غرفته .. طرق الباب طرقات خفيفه ثم دخل .. لم يجد مريم فى الغرفة .. هم بأخذ ملابسه من الدولاب عندما سمع صوتا قادما من الشرفة .. اتجه الى الشرفة وأزاح الستارة قليلا ليرى مريم واقفه تستند الى السور وتتحدث فى الهاتف .. فتح باب الشرفة قليلا .. فسمعها تقول بعصبيه
بقولك كل حاجه حصلت بسرعة طبعا ملحقتش أصرخ . أصلا اټخضيت لانى كنت فاكرة انى واقفه فى المكان ده لوحدى ولما حاولت أزقه لقيت فجأة رجاله حوليا وهو
طلع يجري وأعدوا يسألونى انتى بنت مين
ثم أكملت پحده
يعني لو أنا واحدة وحشة أكيد مكنتش هقولهم أنا مين وكنت سيبتهم وجريت .. لكن أنا كنت مصډومة ولما عرفوا اسمى لقيتهم فجأة بيزعقوا جريت وروحت البيت وجم ورايا وحصل اللى حصل
تفتكرى .. لا طبعا مكانوش هيسيبونى أهرب واحتمال كانوا موتونى ..
ثم قالت مريم بأسى
صعب أوى ما مى لما تحسي انك مظلومة والناس عماله تقطع فيكي بلسانها ومحدش مصدق انك بريئة .. أكتر حاجة وجعتنى لما قالى فى العربية متتكلميش كتير مع اخواتى دول بنات محترمة ومتربيين حسسنى كأنى واحدة من الشارع حسيت انى عايزة أعيط بس مسكت نفسي بالعافية عشان ميشمتش فيا
أعمل ايه مضطرة أتحمل لحد ما عمتو تيجي وتخلصنى منه هى وعدتنى انها هتخليه يطلقنى
ثم قالت بصوت كمن يوشك على البكاء
أول امبارح سمعنى كلام زى السم عشان كنت بتكلم وأضحك مع مامته واخواته فكرنى بعمل كده عشان ميطلقنيش .. قالى كلام صعب أوى خلانى نزلت أنام فى الجنينة مكنتش طايقة أنام معاه فى نفس الأوضة لحد ما تعبت وسخنت أوى
ثم أكملت بصوت مرتجف وأعين دامعه
تعرفى أكتر حاجه بتوجع هى انك تبقى عايشة مع حد يحسسك كل شوية انك واحده مش محترمة ورخيصة ودايرة على حل شعرك
أجهشت فى البكاء قائله
بيقولى كلام وحش أوى يا مى عمر ما حد أهانى كده
وضعت مريم كفها على فمها تكتمه حتى لا يصل صوت بكائها لأحد فى المنزل .. كان مراد يراقبها من خلف الزجاج ويستمع الى بكائها وقد عقد ما بين حاجبيه .. وقف الى أن سكنت وهدأ بكائها ثم الټفت وغادر الغرفة وتوجه الى مكتبه بالأسفل جلس شاردا يسترجع كلماتها التى بثتها منذ قليل وهو يشعر بمزيج من الحيرة والأسى.
الحلقة السادسة عشر.
استيقظ مراد قبل الفجر بنصف ساعة ليجد الأريكة فارغة .. توضأ وأرتدى ملابسه وخرج يبحث عن مريم .. ظن انها فعلت كما فعلت من قبل ونامت فى الحديقة .. نزل الى الأسفل ليسمع تمتمه من غرفة المعيشة .. اقترب ببطء فرآى مريم تصلى حاملة مصحفها .. لم يصدر صوتا خشية من أن تنتبه اليه وتفقد تركيزها وخشوعها .. لا يدرى لما ظل ينظر اليها وشعور بالراحة والسکينة يغمر نفسه .. ظل دقائق واقفا يراقبها .. ثم انصرف وغادر المنزل الى المسجد القريب ..