قطة في عرين الاسد بقلم بنوته اسمرة
انتى .. آنى هركن العربيه وآجيلك
ذهبت فى اتجاه المركز وعلامات الآسى على وجهها .. ستفعل كل ما يطلبوه منها حتى معاد كتب الكتاب .. لكنها لن توافق على الزواج أبدا حتى لو كان البديل هو مۏتها .. كانت تسير مكتئبه حزينه فما كادت توشك على الدخول من باب المركز حتى وجدت رجلا خارجا فرجعت خطوة الى الخلف لتسمح له بالمرور .. رفعت رأسها فارتطمت نظراتها بوجه الرجل .. لم تشعر بحقيبة يدها التى سقطت منها .. انحنى مراد والتقطت حقيبتها التى سقطت ونظر اليها قائلا
اتفضلى
بدت مريم وكأنها لا تسمعه .. كانت تحدق فى وجهه بشدة بأعين متسعه .. أخذت نظراتها تتفرس فى ملامحه وهى تنظر اليهبذهول .. شعر مراد بغرابة نظراتها .. ظل متفرسا فيها هو الآخر يحاول فهم تلك النظرات الغريبة التى ترمقه بها .. كانت نظراتها تتسم بالدهشة والصدمة ثم مالبثت أن تحولت الى نظرة شوق ولهفه وكأنها حبيبه التقت بحبيبها بعد طول غياب .. قال مراد مرة أخرى وهو يحاول تفسير نظراتها
مدت يدها تأخذ الحقيبة وهى لا ترفع عينيها عن وجهه فلمست يده .. نظر مراد الى يدها الموضوعه على يده ثم رفع نظره اليها .. لحظة وأفاقت لنفسها وشعرت بالخجل الشديد أخفضت بصرها وأخذت الحقيبة ودخلت الى المركز مسرعة .. تابعها مراد بنظراته وهو مازال مندهشا من تمعنها فى النظر اليه بهذا الشكل .. دخلت مريم وجلست على أقرب مقعد وهى تشعر بأن قدماها ترتجفان ولا تستطيعان حملها .. وبضربات قلبها تتسارع ويزداد اضطراب تنفسها .. بدا عليها الذهول الشديد .. عندها رفعت نظرها لترى جمال الذى كان متجها للخارج ويبدو أنه لم ينتبه اليها .. حمدت الله على ذلك فلو جاء للتحدث اليها لما استطاعت التحكم فى أعصابها ولكانت صړخت فى وجهه بكل ما يعتمل فى داخلها من ڠضب .. خرج جمال و انتظر حتى أنهى مراد مكالمته ثم قال
قال له مراد
طيب كويس يلا نمشى
الټفت مراد ليلقى نظرة على المركز قبل أن يغادر وهو مازال مندهشا من النظرات التى رمقته بها تلك الفتاة .. التقيا ب عثمان الذى دلف من بوابه المركز الخارجية فقال له جمال بسخرية
أهلا يا عم مرتى
قال له عثمان بغيظ وهو يسير فى طريقه
جبر يلمك
أطلق جمال ضحكه عاليه ساخرة
وهو يتابعه بنظراته .. قال له مراد
مين ده
الټفت اليه جمال قائلا
عم مرتى
بس شكله مضايق منك
ابتسم جمال بسخرية قائلا
تعالى تعالى متشغلش بالك كتير
متأكد انها بنت
خيري السمري
ألقى حسن المنفلوطى هذا السؤال على أحد رجاله الذى رد قائلا
كان حسن المنفلوطى رجل فى العقد السادس من عمره .. لكن تبدو عليه القوة والصلابة وتعبيرات وجهه التى تتسم بالغلظة والقسۏة .. قال وكأنه يتحدث الى نفسه
يعني بنت خيري هياخدها ابن سباعى
ثم الټفت الى الرجل قائلا
لسه مفيش أخبارك عن خيري السمري أو خيري الهواري
لأ يا حاج حسن مظهرش ولا واحد منيهم
قال حسن
أكيد خيري السمري هيظهر فى فرح بنته
قال الرجل
وان مظهرش
قال حسن بحزم
ان مظهرش ومعرفتش أوصله لا هو ولا خيري الهواري .. يبجى لازمن الفرح ده يتحول لبركة ډم .. والعيلتين يجعوا فى بعض
اجتمع رجال العائلتين بالأسفل فى انتظار حضور المأذون الذى سيكتب كتاب جمال على مريم .. كان جمال يبدو سعيدا للغاية ويرحب بالرجال بحماس والابتسامه لا تغادر شفتاه وهى مزهوا بنفسه وبإنتصاره .. قال أحد رجال المنفلوطى المندسين بين عائلة الهوارى لآخر
هو مين هاد
أشار الرجل الى مراد الجالس بجوار سباعى ويتحدثان معا .. قال له الرجل
معرفش بس اظاهر انه يجرب لعيلة الهوارى لانه جاعد وسطيهم واظاهر انه حد مهم لانه جاعد جمب سباعى بذات نفسه وبيتكلموا مع بعض
أومأ الرجل المندس برأسه وهو ينظر الى مراد بتمعن متفحصا اياه .. ذهب وسأل أحد الرجال من عائله السمري عن مراد فرد الرجل
معرفش يا ولد العم .. اللى أعرفه انه جاعد فى بيت سباعى .. يمكن ابن حد من جرايبه .. معرفش بالظبط
ذهب الرجل بعيدا عن الأبصار وأخذ يتحدث الى هاتفه هامسا .
اقتربت زوجة سباعى من بهيرة النائمة فى فراشها والتفتت الى الخادمة قائله بهمس
خلى بالك منيها .. من ساعة ما اجت من مصر وهى تعبانه ومبتتحركش من السرير من ألم ضهرها ومن الضغط اللى عنديها .. لو فاجت واحتاجت حاجه متخليهاش تنزل من فرشتها وهاتيهالها انتى
قالت الخادمة
حاضر يا حجه متجلجليش ست بهيره فى عنيا .. مبروك ل جمال بيه
الله يبارك فيكي .. يلا فتك بعافيه اتاخرت عليهم
غادرت زوجة سباعى وماهى الا لحظات حتى أفاقت بهيرة وحاولت الجلسو .. أسرعت الخادمة اليها قائله
عايزة حاجه يا ست بهيرة
قالت بهيرة بصوت خاڤت من التعب
هما اهنه ولا مشيوا
لا مشيوا راحلوا كلياتهم كتب الكتاب
أومأت بهيرة برأسها فأكملت الخادمة
والله سي جمال ده راجل ولا كل الرجاله مش عارفه ايه بس اللى وجعه فى العيلة دى
تمتمت بهيرة قائله
وآنى كمان مش عارفه اشمعنى اختار بنت عبد الرحمن .. ما البنات مليين البلد
قالت الخادمة
لا يا ست بهيرة مش بنت عبد الرحمن
التفتت اليها بهيرة وقالت بضعف
بتجولى ايه يا بت .. هيتجوز بنت عبد الرحمن
لا يا ست بهيرة هيتجوز حفيدة عبد الرحمن
قالت بهيرة بدهشة
حفيدته مين .. عبد الرحمن معندوش حفيدة
ابتسمت الخادمة قائله
لا عنده .. بنت ابنه خيري .. لجوها من فترة وجابوها تعيش حداهم
اتسعت عينا بهيرة من الدهشة وقالت وعلامات الصدمة على وجهها
جمال هيتجوز بنت خيري عبد الرحمن
اييوه
هبت جالسه مكانها وكأنها تناست مرضها وآلامها وهتفت قائله
انتى متأكده
قالت الخادمة بتوتر
ايوة متأكده
أزاحت بهيرة الغطاء پعنف وصاحت بصوت مرتجف وهى تغادر فراشها
مستحيل يتجوزها جمال .. مستحيل
لكنها
ما كادت تقف حتى سقطت على الأرض مغشيا عليها .
ذهبت زوجة سباعى الى بيت عبد الرحمن واستقبلتها زوجة عبد الرحمن وأجلستها مع النساء فى الغرفة .. تطلعت زوجة سباعى الى مريم من رأسها الى أخمص قدمها وقالت بتهكم
هى مش هتيجي تسلم عليا وتبوس يدي ولا اييه
قالت زوجة عبد الرحمن ل مريم
جومى يا بنتى سلمى على حماتك وبوسى يدها
قامت مريم وتوجهت اليها قائله
ازيك حضرتك
قالت لها بتهكم
امنيحه
عادت مريم أدراجها وجلست مكانها دون أن تفكر حتى فى تقبيل يد المرأة .. استمرت النساء فى التصفيق والغناء .. كانت هناك عينان تتطلعان الى مريم پحقد وحسد وغل دفين .. عينا صباح كانت تشعر پالنار تأكلها من كل جانب .. فها هى تلك الفتاة ستصبح بعد لحظات زوجة لحبيبها .. حبيبها الذى انتظرته سنوات طوال .. وملك حبه كل كيانها .. نظرت اليها وكأنها تريد تقطيع أوصالها
.. وكأنها تريد تهشيم رأسها .. وكأنها تريد قټلها .. كانت تغلى من الڠضب .. لم تشعر بنفسها الا وهى متوجهه الى غرفة والدها .. فتحت أحد الأدراج الذى كانت تعلم جيدا بإحتوائه على قطعة سلاح .. أخذتها وأخفتها فى ملابسها وخرجت من الغرفة والشرر يتطاير من عينيها .
جاء المأذون فصاح عثمان
المأذوج اجه
قال عبد الرحمن
على خيرة الله
صاح سباعى فى أحد الرجال
نادوا ل جمال عشان نكتب الكتاب
نهض عبد الرحمن قائلا
وآنى هروح أخد موافجة العروسة
سأل المأذون
فين العريس
رد سباعى
ثوانى وييجى العريس
لحظات وجاء جمال وهتفت بمرح
منورينا يا رجاله عجبال عندكم كلياتكوا
جلس جمال بجوار المأذون فى انتظار عبد الرحمن .. الټفت الى مراد الجالس بجواره قائلا
عجبالك يا ولد عمى
ابتسم له مراد وربت على كتفه
كان أحد رجل المنفلوطى المندس وسط الحضور .. يمعن النظر فى مراد الجالس بجوار جمال ويده تتحسس مسدسه الذى أخفاه بين طيات ثيابه
سمع صوت الطلقات فى الهواء تعبيرا عن فرحهم بهذا الزواج .. كانت الطلقات تخترق السماء بعشوائيه .. لكن أحدى الطلقات لم تنطلق بعشوائيه .. بل انطلقت متعمدة .. متعمدة لأن تخترق أحد الأجساد .. انطلقت الړصاصة تعرف وجهتها جيدا .. تعرف فى أى جسد ستستقر .. ولم تخطئ الړصاصة وجهتها .. واستقرت فى الج سد الذى أطلقت من أجله .. لټنفجر الډماء من هذا الجسد قبل أن يسقط أرضا .
مكنتش أعرف انى معذبك كده .. وان جوازك منى آلمك بالشكل ده
تلاقت نظراتهما طويلا .. الى أن قال بصوت مرتجف متقطع
بكره جهزى نفسك عشان هنروح للمأذون .. عشان أخلصك من الحبل الملفوف على رقبتك
نظرت اليه مصدومه فأكمل قائلا بنبرة حازمة لم يستطع اخفاء الألم فيها
عشان ترجعى لحبيبك وصوره وجواباته اللى حارمه نفسك منها بسببي
قال ذلك وخرج من الغرفة وهى تتطلع اليه وعلامات الصدمة على وجهها.
فى الصباح الباكر .. سمعت طرقاته على الباب دخل بهدوء وقال دون أن ينظر اليها
جاهزة
قالت دون أن تنظر اليه وهى تتظاهر بالثبات
أيوة
حمل حقيبتها وسبقها الى الأسفل .. كانت تشعر بشعور غريب .. كانت تشعر وكأنها تعيش حلما ستستيقظ منه بعد قليل .. سارت مسلوبة الإرادة الى السيارة .. بدا جامدا وبدت جامدة .. لم تتح لها الفرصة لتوديع ناهد و سارة و نرمين . فضلت هى ذلك حتى لا يكون الوداع مؤلما .. سار بسيارته وقد ران بينهما الصمت وحالة غريبة تعترى كل منهما .. نزلا من السيارة وتوجها الى مكتب المأذون وكل منهما يشعر بأنه مسلوب الإرادة وكأن قوة خفية تحركهما .. جلسا متواجهان وهما يستمعان الى كلمات المأذون التى يحاول بها اثنائهما عن هذا القرار .. كان كل منهما يطرق برأسه وينظر الى الأرض .. وتعبيرات جامدة تظهر على وجه كل منهما .. لا تستطيع أن تتبين كيف يشعر أى منهما بالنظر الى وجهه .. حانت اللحظة .. وأخبر المأذون مراد أن يلقى بكلمة الطلاق على مسامع مريم .. ساد الصمت للحظات .. بدا وكأن لسانه يعصيه .. وقلبه يثنيه
.. لكن عقله أرغمهما على طاعته .. قال وهو ينظر أرضا بصوت مرتجف بنبره متقطعه وكأن روحه تفارق ج سده
انتى طالق
لحظات مرت ورفع رأسه يلقى عليها نظرة .. بدت جامدة