السبت 23 نوفمبر 2024

رواية أهلكني حبك بقلم دينا ناصر

انت في الصفحة 17 من 56 صفحات

موقع أيام نيوز

تجهزين 
أغلقت حور الهاتف وقامت من الفراش فهي ستخرج أخيرا والميزة أن أوس سمح لها بالخروج بدون الاستئذان منه كل مرة إن كان مع أحد من أبناء أخوالها أو شقيقته لكن ليس بدون السائق وأيضا أكد عليها أنها لا يجب أن تتأخر و هذا ساعدها في شغل فراغها و المريح في الأمر أن منال صادقت سلمي هي الأخرى وعندما تكون سلمي بالقرية كانوا يخرجون لكن حور كانت تتجنب الحديث عن أوس أو عن حياتها فبعد أن تزوجت سلمي بعد حور بسنه لم تعد سلمي تأتي كثيرا للقرية وقد استقرت بالقاهرة وبكل مرة منال تخرج معها كانت حماتها ټعنف منال لكن منال لم تكن تهتم هذا وكانت تسخر من الأمر قائلة 
والدتي تعاملني كطفلة وتريدني أن أقطع علاقتي بك 
وأيضا منال قد أنهت دراستها الجامعية منذ تسع شهور تقريبا وأيضا تقدم لها محي الدين ابن عمها حديثا وقد وافقت عليه لكنها اشترطت أن يؤجلوا الزواج لسنة علي الأقل حتى تتعرف عليه أكثر 
قالت منال لها بإرهاق بعد التسوق 
أشعر حقا بالتعب 
فمنال اشترت الكثير من ملابس العرس فقالت حور لها 
هل ستشتري المزيد 
فهزت منال رأسها بقوة قائلة 
لا كفي هذا لليوم 
وبعدها ركبوا السيارة عائدين للدوار فقالت حور لها باهتمام 
أه صحيح لم أعد أري نهي بالجوار هل وافق أوس علي أن تعمل معه بالقاهرة 
كان الفضول فهي لم تري نهي منذ أسبوع تقريبا وأوس ذهب للقاهرة منذ شهر تقريبا لذا كان القلق يتمكن منها أن تكون قد ذهبت بالفعل للعمل مع أوس قالت منال لها بلا اكتراث 
كلا لم تعمل بعد فنهي كانت برحلة مع سها و مريهان وسهير منذ أسبوع تقريبا وكانت الرحلة أسبوعان لكنها قد عادت بمفردها البارحة قاطعة الرحلة وتاركة بنات أعمامها وجاءت للدوار 
فقالت حور باهتمام شديد 
أحقا لكن لماذا 
هزت منال كتفها وقالت ضاحكة 
الرحلة كانت إلي الأقصر وأسوان لذا لابد أن تلك المدللة لم تتحمل الحر هناك لذا أتت مبكرة 
بعدها تحدثوا في مواضيع أخري حتى وصلوا للدوار وعندما دخلوا القصر حمل العمال الأغراض لكن حور نظرت بدهشة إلي مكتب أوس فالمكتب كان مضاء إذن هل عاد وبالفعل وجدت خالها سالم والد نهى يخرج من المكتب وكان أوس خلفه وخالها كانت الابتسامة تنير وجهه بقوة وهو يقول لأوس بحماس 
علي بركة الله 
وكان أوس يبدو عليه الجدية المفرطة وكأن هناك ما يشغل تفكيره ويكدره لذا عرفت أنه من الأفضل ألا تزعجه فهو يبدو منشغل في أمور العائلة الكريمة وللحظة أشفقت علي حاله وقلبها اللعېن الذي يعشقه جعلها تتمني لو تستطيع أخذه بين ذراعيها لتمسح عنه أعباء العمل والإرهاق في
تلك اللحظة وفجأة نظر إليها فابتسمت له كالبلهاء
فهي تنسي كل الألم والبؤس الذي تعيش فيه بمجرد نظرة حنونة من عيناه فوجدته أرجع شعره للوراء وتنهد و ابتسم لها سريعا وأكمل كلامه مع عمه سالم قائلا بحسم 
علي بركة الله يا عمي
شعرت بانقباض في صدرها ولا تدري لماذا فقط تشعر بضيق بصدرها فذهبت لغرفتها لكن قاطع دخولها دخول حماتها فاديه لغرفتها قائلة پشماتة وسخرية 
هل عرفت أن أوس قد عاد يا زوجة ابني
لم يعجب حور نبرتها الساخرة وبشدة فردت حور ببرود 
نعم أعرف يا عمتي فلقد أخبرني بمجيئه 
عليها أن تحفظ ماء وجهها أمام فاديه فلا تريدها أن تعرف أن زوجها العزيز لا يهتم الآن بإخبارها بمواعيد عودته فقالت لها فاديه وهي تضحك بسخرية 
ألم أخبرك أن أوس ولدي سيتزوج بمن تنجب له الولد
نظرت إليها حور پضياع فأكملت فاديه پشماتة 
أخيرا ولدي سيتزوج من هي أحق به منك
شعرت حور كأن قلبها انشطر إلي أجزاء فبلعت
ريقها بصعوبة شديدة و شعرت بجفاف شديد في حلقها أكملت فاديه پشماتة أكبر 
سيتزوج أوس من نهي الأسبوع القادم
ها قد تحقق ما خاڤت منه حور علي الإطلاق لا تدري كيف خرج صوتها بتلك القوة عندما قالت لفاديه بنبرة واثقة 
أجل أعرف لقد أخبرني أوس مسبقا فأخبرته أن نهي فتاة طموحة وجيدة وباركت له 
نظرت لها فاديه لا تصدق برودها وانصرفت من أمامها أما حور وجدت نفسها تجري علي غرفتها وألقت بحقيبتها علي الفراش ودخلت الحمام وأغلقته عليها جيدا وفتحت الماء ودخلت تحته بكامل ملابسها وهي تأن وتنتحب والغريب لم يكن صوتها يخرج من حلقها ظلت علي وجهها وهي تبكي وتنتحب أحقا سيتزوج عليها أوس جلست بحوض الاستحمام وأصبحت ملابسها تقطر بالماء خلعت الحجاب فهي تشعر بالاختناق وتشعر أنها غير قادرة علي أخذ أنفاسها وأسدلت شعرها تحت الماء وظلت تخلع ملابسها پغضب وألقتها بعيدا ووقفت تحت الماء مجددا وهي تبكي دون صوت لكن قدماها لم تحملها فسقطت جالسة القرفصاء داخل حوض الاستحمام قائلة پجنون 
سيتزوج أوس يا حور سيتزوج بأخرى لم يعد لكي مكان بحياته 
تهدج صوتها وكأنه لا يريد الخروج وشعرت بدوار يطيح بها يمينا ويسارا أخذت تتلوي محاولة السيطرة علي نفسها شعرت أنها كالطير المذبوح عندما ينازع في لحظاته الأخيرة يا لها من حمقاء لقد اعتقدت إنها لن تحتمل أن تعمل نهي فقط مع أوس فما بالها الآن وهي ستأخذ مكانها في الفراش أيضا لقد لاحظت إعجابه بها أثناء حديثهم سويا لكنها لم تتخيل أبدا أن يتزوج بها أوس هي لا تستطيع الاستسلام أكثر من هذا يجب أن ترحل فورا من هنا فهي إن مكثت أكثر من هذا ستختنق فليذهب أوس للچحيم هي لم تعد تريده إن تزوج بنهي هي فقط سترحل عن هذا القصر اللعېن قالت بصوت عالي غاضب 
أقسم سأرحل بعيدا عن هنا إن تزوجت بأخرى يا أوس ولن أبقي معك لحظة واحدة 
شعرت ببعض الراحة عندما وصلت بتفكيرها بذلك الحل أن ترحل بعيدا عن ذلك القصر الملعۏن ووجدت نفسها تهدأ تماما وخرجت من حوض الاستحمام ولفت المنشفة حول جسدها وغسلت وجهها وقالت لنفسها ببرود وكأنها امرأة أخرى وليست هي 
لن أكون لك إن تزوجت بأخرى يا أوس الهلالي 
حور أريد التحدث معك في أمر ما 
تنهدت بهدوء وقالت بسخرية بعض الشيء 
هل تريد أن تزف لي بشړي زواجك 
وجدته بهت ناظرا لها بذهول فقالت ببرود أكثر 
أجل لقد عرفت بأمر زواجك المبجل مبارك لك 
فنظر لها بتعجب وقال بهدوء عاصف 
كيف عرفت 
أعطته ظهرها وقالت وهي تشعر بدوار يلتهم كيانها بلا رحمه 
لم تبخل والدتك الكريمة وأخبرتني بسعادة و شماتة 
هل أنت بخير 
استدارت لتنظر إليه قائلة بهدوء حقا تحسد عليه 
أجل أنا بخير لكن اخبرني ما سبب زواجك هل بسبب الأطفال
علي الأقل من حقها معرفة لماذا سيتزوج بأخرى وهل هو فعلا بسبب الحمل وجدته يتنهد بصعوبة وقال بهدوء 
كلا يا حور ليس بسبب الإنجاب 
أما هي لم تستطع منع دمعة غادرة من النزول علي وجنتها بهدوء فهو الآن يخبرها أنه لن يتزوج نهي بسبب الذرية والإنجاب وفقا لتقاليد تلك العائلة البغيضة إذن هناك سبب واحد سيجعله يتزوج من نهي وهو أنه يحبها شعرت تلك اللحظة بالاختناق الشديد لكنها غبية حمقاء فماذا اعتقدت فمنذ البداية قد تزوج منها لحمايتها من جدها لذا من حقه الآن اختيار عروسه الحقيقية وبكامل رغبته وإرادته وعندما فكرت في ذلك وأقرت
16  17  18 

انت في الصفحة 17 من 56 صفحات