رواية أهلكني حبك بقلم دينا ناصر
لحوارهم لذا قالت لمهند
أنا لا أخلع الحجاب عادة والبارحة كانت استثناء لأن الاحتفال كان بداخل القصر للنساء فقط لذا خلعته ولم أكن بمفردي من فعل هذا فكل بنات العائلة كانوا كذلك وما لم أتوقعه أن يكون هناك رجال بداخل القصر هذا كل شيء
شعرت أنها بهذا تبرر نفسها لأوس فهي علي كل حال مغتاظة أنه لم يعطيها الفرصة بالأمس لتبرير نفسها فابتسم مهند بسخرية وقال
أنت حقا فتاة ذات مبدأ فأنت حتى لا تخلعين الحجاب علي مائدة الطعام كبقية البنات
ابتسمت له ببرود وبدأت في تناول الطعام سريعا فهي لم تحب التحدث معه فهو بدا لها شخص سمج وثقيل الظل هذا الكائن المسمي مهند وأيضا لا تحب نظرات الاحتقار والڠضب التي تتلقاها من أوس كلما نظرت تجاهه فهو يبدو غاضب منها بشكل كبير لكن من عليه الڠضب حقا هي أم هو لذا لم تهتم وعندما أنهت الطعام قامت علي الفور لغرفتها عندما وجدت جدها انشغل بالكلام عن العمل مع أوس وأيضا قول جدها لمهند متظاهرا أمام الجميع
فرد مهند قائلا له ببرود
سأفكر بالأمر يا جدي
فابتعدت لغرفتها وهي تضحك بسخرية فجدها يخفي أمر دخول مهند للسجن حتى يتمكن من تزويجه عائلة كريهة وبغيضة ومن الواضح أن جدها يحب أحفاده حقا
في ذلك اليوم لم تنزل للغداء فهي لا تريد رؤية أوس الذي يحتقرها ولا تريد الحديث مع ذلك السمج مهند وعندما نزلت علي العشاء حرصت علي الجلوس بجانب اثنان من بنات أخوالها وبالفعل وجدت مهند الذي ألقي عليها التحية من بعيد بابتسامة ولم تجد أوس فظلت تبحث عنه في الجوار لكنها لم تجده فيبدو أنه قد رحل بالفعل ومرت الأيام سريعا والحمد لله قد انضم مهند للعمل مع أوس لذا لم يعد يضايقها بكلامه الوقح وانتهت الإجازة الصيفية بعد عناء وما هون عليها كثيرا هو الحاسوب والهاتف الذي كانت تتحدث به مع سلمي أغلب الوقت وكانت سعيدة بانتهاء الإجازة ومرت السنة الدراسية هي الأخرى سريعا وما أدهشها أنها وجدت سراج ابن خالة سلمي قد جاء للجامعة أكثر من مرة لكنها كانت تتجنبه تماما مجرد أن ترد علي تحيته وتذهب بعيدا تاركة إياه مع سلمي فهي بغني عن المشاكل فجدها يراقبها لذا من الأفضل الابتعاد عن المشاكل وقد وبختها سلمي قائلة لها
لم ترد حور ولم تهتم
وانتهت السنة الدراسية وودعت حور سلمي وهي تبكي بمرارة فهي ستعود للقصر وستتحول حياتها لچحيم مجددا ولا تعلم متي ستري سلمي مجددا وانتهت أيامها السعيدة و عادت للقصر
لقد نجحنا يا حور وأنت قد نلت شهادتك مع مرتبه الشرف فلقد ذهب سراج للجامعة وعرف نتيجة كلانا
صاحت حور بسعادة قائلة لسلمي
الحمد
لله فلقد كنت قلقة كثيرا لأنني أخفقت في
بعض الامتحانات لكم الحمد لله لقد نلت شهادتي الجامعية
علينا أن نحتفل
ظهر الضيق علي حور فورا قائلة لها
ليت عمري يا سلمي
فهي لم يكن معها أحدا يشاركها فرحتها فحياتها الرتيبة الخالية من المرح داخل القصر هي ما بقي لها وفجأة وجدت بابها يدق فأنهت اتصالها مع سلمي وفتحت الباب ووجدت الخادمة تقول لها
سيدي جاسر الهلالي يريدك بمكتبه
شعرت حور بالقلق فورا فلماذا يريدها جدها فذهبت وهي تشعر بالخۏف وتذكرت نظرات جدها الغريبة التي كان يرمقها بها وقت الغداء فيا تري ماذا حدث وعندما اقتربت من المكتب سمعت صوت أوس بالداخل متي عاد فهو لم يكن معهم علي الغداء يبدو أنه عاد للتو فخفق قلبها لسماع صوته اشتياقا له وسمعته يقول پغضب
عقدت حور حاجبيها فهل يتحدثون عنها فسمعت جدها يقول پغضب هادر
عندما كنت أزور السيد الرافعي بالمشفي رأيته وقد طلب موعد كي يأتي إلي القصر لأنه يريد طلب يد حور للزواج ذلك الوغد علي ما يبدو أن تلك الحقېرة التي أحضرتها لبيتي كانت تقابله بالسر وتتفق معه علي تكرار خطأ والدتها المخزي سأحطم ضلوعها تلك اللعېنة فلقد كانت تستغفلنا
قال أوس محاولا تهدئة جده
اهدأ فقط يا جدي لا أعتقد أن حور علي علم بالأمر ولم تقابله سرا كما تقول أعتقد أن ذلك الوغد فقط رآها بالجامعة عندما كان يأتي لزيارة ابنة خالته صديقة حور لذا لا تفعل شيء لحور ويكفي أننا بالفعل رددنا علي طلبه بالرفض ولن يجرؤ علي فعلها مجددا
ارتجفت حور وفهمت أن سراج قد طلب يدها من جدها وجدها يعتقدها كانت تقابله سرا وينوي أن يعاقبها لهذا يذكر أمر والدتها
ابنة تلك سألقنها درسا
ووجدته ينهض من مكتبه هو الأخر متجها للباب فشعرت بالخۏف الشديد لكن أوس وقف أمامه وربط علي كتفه قائلا برجاء
كنت واثق أن تلك اللعېنة ستكون ملعۏنة كأمها تماما لكني أقسم لن أسمح لها فالأسبوع القادم عقد قرانها علي مهند ابن خالها
في تلك اللحظة شعرت بتوقف الوقت وظلت كلمات جدها تتردد في أذنها كاللعڼة فهو يريد تزويجها لذلك المهند الذي كان بالسجن الرجل الذي لن تقبل به أي من بنات الهلالي ولم يكمل حتى تعليمه ذلك الوقح الثقيل الډم شعرت بقلبها يكاد أن يتوقف في تلك اللحظة هل من المقدر لها المعاناة والعڈاب في هذا القصر إلي ما لا نهاية وجدت نفسها تفتح باب المكتب وتنظر پغضب لوجه جدها قائلة له پغضب
كلا أنا لن أتزوج مهند يا جدي
فنظر لها جدها عندما رآها ثم اقترب منها وصفع وجهها أما أوس تحرك علي الفور وأمسك به وقال لها بسرعة
اصعدي غرفتك الآن يا حور هيا تحركي علي الفور
فنظرت لكلاهم ودموعها ټغرق وجهها باڼهيار وهي تنظر لجدها الذي كان يحاول مقاومة أوس ليصل إليها مجددا فقالت قبل أن تبتعد
لن يجبرني أحد علي زواج لا أريده هل تفهم يا جدي
ثم ركضت علي الفور وصعدت غرفتها وهي مڼهارة وسمعت كلمته قبل أن تختفي من أمامه وهو يقول عنها
هل سمعت ما قالته تلك الفاسقة
ما الذي يحدث بالضبط !!وهل حقا سينتهي بها المطاف متزوجة من ذلك المدعو مهند أخذت تبكي وجهها قائلة
استفيقي يا حور انه مجرد كابوس
وظلت بغرفتها بقية اليوم ولم تجرؤ علي النزول لرؤية جدها لدرجة أنها فكرت في الهرب لكن لديها نفس المشكلة إلي أين ستذهب لا مأوي ولا مال شعرت بالجنون وفقدان الأمل كليا
ومرت ثلاثة أيام وهي لا تعرف شيئا مما سيحدث لها فقد أصابتها حالة من اللامبالاة فان كان مصيرها تم تحديده بالفعل فلماذا تبكي ولماذا تجهد أعصابها فهي منذ أن أتت لذلك القصر الملعۏن وهي كالمېت الحي لذا سلمت للأمر الواقع فليحدث ما يحدث توقفت عن تناول الطعام
معهم وكانت تأكل بمفردها بغرفتها ولم تكن بحالة جيدة فأغلقت حتى هاتفها لا تريد أن تتصل بسلمي لتعرف منها ما حدث ولماذا
تقدم سراج لها !! ففي الواقع سراج هو السبب في