رواية طعنات الغدر والحب بقلم إيمي
متجها الى مكتبه
قام بالاتصال برجل الاعمل فايز بيه ليعتذر له عن عدم حضور المقابلة الماضية وقام باعطائه ميعادا اخر
وبعد ما انتهى من تلك المكالمة استقبل اتصالا من عمر
سيف ايوة يا عمر فى حاجة
عمر فى اوراق مهمة لازم تمضيها وانت بقالك كتير ماجيتش والملفات ضرورى لازم تعتمدها النهاردة
سيف خليها بعدين انا مش فاضى النهاردة
عمر ازاى بقى لازم ضرورى تمضيها النهاردة والا انت كده هتعطلنا الشغل
سيف يوه يا عمر خلاص هاتها انت وتعالى
عمر ايه ده يعنى انت مش هتيجى النهاردة كمان
سيف لا
عمر خلاص اللى يريحك
وعندما انهى سيف المكالمة معه
لالالا كده الموضوع بقى كبير اوى
بقى كده يا ست نيرمين هى حصلت ده كمان بيركن شغله على جنب
تلاقيهم دلوقتى هايصين مع بعض وانا اللى انضربت على قفايا
بس انا مش هسكت انا هعرفك يا نيرمين مين هو عمر
دخل عليه حازم وهو فى مكتبه وهو يقول ها يا عمر سيف بيه هييجى ولا ايه
عمر ييجى مين ياعم هو فاضيلنا
حازم مش فاهم يعنى كمان مش جاى النهاردة
عمر ولا بكرة ولا بعدو انا من الاول وانا مش مرتاح للبت دى
دى هضيعلنا الراجل ياعم
حازم هو الموضوع له علاقة ب
عمر ايوة له علاقة ب
حازم هى حلوة اوى كدهاصلى شايفك مهتم بيها اوى
عمر مكدبش عليك البت زى القمر وجامدة واللى هيجننى انها اول واحدة تبقى صعبة عليا
حازم مش يمكن هى كويسة عن غيرها
عمر كويسة مين ياعم واحدة قاعدة فى بيت راجل غريب ومالهاش حد يسأل عليها وكمان الراجل ده غنى جدااا عايز تفهمنى انها قاعدة فى اوضتها مبتخرجش خالص ولا ليها اى علاقة بيه تدخل عقل مين بقى
حازم ماهو لو اللى انت بتقوله ده صح يبقى انت مش هينفع تقربلها لان بكده سيف مش هيسكت
عمر كلامك صح لو لقى ان انا اللى بقربلها وهى مش عايزة
عمر قصدى كل خير
سيف جالسا على مكتبه يفتح بعض الاوراق ليراجعها ثم اغلقها مرة اخرى انه لا يرغب فى مزاولة اى شئ خاص بعمله فى ذلك الوقت
قام من مكانه عندما سمع صوت الهواء انها رياح تبشر بنزول المطر واتجه ناحية النافذة الكبيرة ثم ازاح الستارة الكبيرة
ونظر منها فوجد نيرمين تجلس بعيدا تحت المظلة فى هذا الجو البارد فتعجب من ذلك وظل يراقبها الى ان قامت من مقامها وهى تمشى وسط تلك الرياح القوية
قرر ان يخرج اليها ليطلب منها الا تجلس فى هذا الجو البارد
وبالفعل خرج الى الحديقة ولكنه لم يجدها فى المكان التى كانت فيه فاخذ يجول بنظره باحثا عنها وهو يتجه فى الناحية التى كانت تسير فيها
ثم التفتت لترجع الى القصر ولشدت الهواء طار زيل فستانها فكشف عن ساقيها فاخذت تسند
فطار حجابها من راسها ليظهر شعرها الحريرى اللامع الذى اخذ يتطاير خصلاته الناعمة مع الهواء
كان سيف واقفا يتجول بنظره باحثا عنها لم يرها بعد ففوجئ بتلك الطرحة الانيقة قد طارت على كتفه ولامست وجهه
فالتقطها بين اصابعه ودون ان يشعر اخذ يشم فيها وهو مغمض عينيه
لم تكن نيرمين تعلم بوجوده وهى تحاول اسناد طرف الفستان وكانت تمشى وهى تنظر لطرف فستانها
فتح سيف عينيه وهو ممسك بهذا الحجاب الانيق ذو الرائحة الطيبة فوجد نيرمين امامه ولاول مرة يراها بدون الحجاب
اسر قلبه ذلك المشهد الرائع
رفعت نيرمين بصرها لتبحث عن حجابها فوجدته بيد سيف وهو واقف ينظر اليها كأنه يراها لاول مرة
ارتبكت واحمر وججها ولم تستطع ان تنطق وبدا عليها الخجل
سيف وهو ينظر اليها حجابك ده
نيرمين وهى تضع يدها على خصلات شعرها خجلا ايوة اصل الهوا كان شديد اوى و
سيف تعرفى ان شكلك جميل اوى وانتى كده
نيرمين وهى تمد يدها بخجل شديد ممكن
سيف وقد انتبه ان الحجاب بيده اه اتفضلى
اخذت نيرمين الحجاب ووضعته بسرعة على راسها ثم مرت من جانبه متجهه الى القصر وسيف يتتبعها بنظراته التى تنم عن اعجابه الشديد وهو مبتسم
الفصل التاسع
عندما عادت نيرمين الى القصر استقبلتها دادة فاطمة وقالت لها كويس انك رجعتى الجو بره بقى برد اوىثم حملقت فى نيرمين قائلة مالك يا نيرمينمال وشك احمر كده
نيرمين انالا ابدا مافيش حاجة
دادة طب استريحى فى اوضتك ولما الغدا يجهز هناديلك
نيرمين لا انا هروح اساعدهم وهما بيحضروا الغدا لانى زهقت من القاعدة لوحدى
دادة وده كلام بردهاحنا عايزينك ترتاحى الدكتور قال مش عايزين اجهاد ولا ايه
نيرمين ماخلاص يا دادة انا خفيت متقلقيش عليا
دادة خلاص اللى انتى عايزاه بس برده بلاش تيجى على نفسك انا والله خاېفة عليكى
نيرمين مټخافيش يا دادة
فى هذه اللحظة وقعت عيون دادة فاطمة على سيف وهو يدخل من باب القصر وكان ظهر نيرمين ناحيته فابتسمت دادة فاطمة وهى تنظر لسيف ثم نظرت لنيرمين وهى مازالت مبتسمة كأنها تفهم الوضع
نيرمين بتضكحى على ايه يا دادة
دادة وهى تنظر الى سيف مافيش
فالتفتت نيرمين لتجد سيف آت خلفها فادارت وجهها بسرعة ناحية دادة فاطمة وهى تقول عن اذنك بقى يا دادة
دادة على طول كده
نيرمين وهى تتكلم بسرعة معلش بقى سلام
تتبعها سيف بنظراته عندما همت بالانصراف
دادة وهى مبتسمة خير ياسيف ايه اللى خرجك فى البرد ده
سيف ابدا انا لقيت الجو برد اوى وشوفت نيرمين برا فخرجت اقولها انه مينفعش تفضل برا فى الجو ده انتى عارفة انها كانت تعبانة واحنا مصدقنا انها اتحسنت
دادة وقد زادت بسمتها آآآآآآآه طب كويس
سيف آآآآآآآه ايهمالك يا دادة
دادة مافيش
سيف شكلك كده بتفكرى فى حاجة
دادة هكون بفكر فى ايه
سيف كلامك ميريحش انا مش عايزك تفهمينى غلط
انا بس بحاول اصلح اللى عملته معاها قبل كده فخرجت انصحها كنوع من التعويض مش اكتر
كانت دادة فاطمة تفهم ما يدور بداخل سيف ولكنها تصنعت انها تصدقه حتى لا تحرجه
وعندما هم سيف بالانصراف استأذن من دادة فاطمة وهو ينظر بالاتجاه الذى سارت فيه نيرمين
اخذت دادة فاطمة تنظر اليه وهى تضحك وهى فى غاية السعادة لقد تغير سيف وزالت عقدته التى كانت عقبة فى ادخال السعادة الى هذا البيت من زمن
ذهبت دادة فاطمة الى نيرمين لتجدها واقفة بجانب زينب تتعلم كيفية
عمل بعض الاصناف فوقفت بجانب نيرمين ثم مالت عليه وقالت عايزاكى فى حاجة
نيرمين بصوت منخفض خير يا دادة
دادة تعالى نقعد فى مكان هادى نتكلم شوية
نيرمين خلاص جاية وراكى
معلش يا زينب هشوف بس دادة عايزانى فى ايه
زينب اتفضلى يا نيرمين هانم
لحقت نيرمين بدادة فاطمة فامسكت دادة فاطمة بيدها واجلستها
فى مكان هادئ
دادة قوليلى بقى يا نيرمين سيف كان بيعمل ايه فى الجنينة
نيرمين وعينيها تهرب من عيون دادة فاطمة مش عارفة
دادة عليا انا
نيرمين صدقينى معرفش
دادة بلاش كده طب قالك ايه لما كنتوا بره
نيرمين وهى مرتبكة مقالش حاجة
دادة كده يا نيرمين تخبى عليا
نيرمين صدقينى يا دادة
دادة انتى وهو فاكرينى مش عارفة حاجة
انا بقى عارفة وفاهمة كل حاجة
نيرمين وبدا عليها الارتباك اكثر فاهمة ايه
دادة سيف بيحبك يا نيرمين
دق قلب نيرمين بقوة واحمر وجهها وكادت ان تطير من روعة هذه الجملة ولكنها فى نفس الوقت لا تصدق وبدا عليها الاندهاش وهى تنظر لدادة فاطمة
دادة مالك تنحتى كده ليه ايوة بيحبك وانتى كمان بتحبيه
نيرمين انا
دادة ايوة انتى ولعلمك بقى انا متأكدة ان سيف نفسه يقولك بس متردد
بدا على نيرمين الخجل ولم تعرف بماذا ترد
دادة انا قلتلك ده لانى شايفة كل واحد فيكو بيحاول يخبى على التانى ومصرين تعذبوا نفسكوا مش عارفة ليه
نيرمين انتى بس متهيألك يا دادة انتى جيبتى الكلام ده منين
دادة انا عارفة سيف كويس اوى وبقرا كل اللى بيفكر فيه
وانتى باين عليكى حبك ليه مهما تحاولى تخبى
صدقينى يا نيرمين انا حاسة ان سيف بيحبك واتمنى انك تحافظى على الحب ده انا بقولك الكلام ده علشان مضيعهوش من ايدك
بينما كانت تلك المحادثة تدور بين دادة فاطمة ونيرمين كان سيف جالسا فى مكتبه مترددا هل يذهب الى نيرمين ليخبرها عن حبه لها ام ينتظر حتى يتأكد من شعورها نحوه
لقد احتار كثيرا
مد سيف يده واخرج الورقة التى رسمها واخذ يتأمل فيها وهو يفكر
ثم سمع صوت سيارة عمر فاخفى الورقة بين الملفات
استاذن عمر للدخول على سيف فأذن له
عمر هاى سيف ازيك
سيف اهلا عمر تعالى
عمر مالك يا كينج ايه اللى حصلك مجيتش النهاردة ليه
سيف مافيش كنت تعبان شوية
عمر كنت تعبان ولا مشغول مترسى على بر
سيف ايه ياعمر انت هتحقق معايا ولا ايه
عمر لا ابدا انا بس عايز اطمن عليك
سيف هاا فين الاوراق اللى انت عايزنى امضيها
اعطى عمر الملفات لسيف اتفضل
قام سيف باعتماد الاوراق ثم اعطاها لعمر قائلا فى حاجة تانية عايزنى امضيها
عمر لا خلاص كده
سيف انا اتصلت بفايز بيه وحدت معاه معاد تانى علشان نخلص شغلنا معاه
عمر بس ياريت المرة دى تحضر متغيبش زى المرة اللى فاتت
غير سيف مجرى الحديث قائلا ايه مستنى ايه انا مش مضيت الاوراق
عمر الله الله انت بتزحلقنى يا سيف
ايه مش هتعزمنى على الغدا ولا ايه
سيف مقصدش خالص اللى انت بتقوله ده بس اكيد فيه شغل وراك لازم يخلص ولا ايه
عمر متخافش الشغل اللى ورايا ينفع يتأجل مش مستعجل يعنى
فشل سيف ان يقنع عمر بالذهاب كما فشل فى ايجاد حجة تمنعه من البقاء
اما نيرمين فبعد كلامها مع دادة فاطمة عادت لتساعد زينب ورقية وهى فى غاية السعادة والفرحة مما سمعته من دادة فاطمة وامتلات بالحيوية والنشاط ولم تعلم نيرمين بوصول عمرالتى كانت تتجنب ان تتواجد معه فى مكان واحد لانها لا ترتاح لنظراته وايحاءاته
قامت نيرمين باعداد السفرة وتنظيمها على اكمل وجه ثم قامت بمساعدتهم فى رص الاطباق بطريقة جميلة ومنظمة ثم وقفت تنتظر قدوم سيف وهى تتحدث مع دادة فاطمة عن كيفية وضع الفوط بطريقة انيقة حتى تعطى مظهرا جذابا ثم سالتها انا حاسة ان فيه اطباق ومعالق زيادة يا دادة هو فيه حد تانى هياكل معانا ولا ايه
وقبل ان تخبرها دادة فاطمة كان سيف وعمر فى طريقهما للسفرة عندما رآها سيف تغير وجهه وتضايق انها ستجلس على الطاولة التى سيجلس عليها عمر
والحقيقة ان نيرمين تفاجأت بقدومهم فارتبكت ولم تعرف كيف تتصرف اتتركهم وتذهب لغرفتها ام تجلس معهم
ارتباكها هذاجعل من غير اللائق ان تتركهم وتذهب غرفتها لانهم قد جلسوا بالفعل
دادة واقفة ليه يا نيرمين اقعدى
عمر اكيد مكسوفة منى لو كده انا ممكن اقوم عادى
دادة اقعدى يا نيرمين عمر مش غريب ثم نظرت الى عمر واكملت ده زى اخوكى مش كده ولا ايه ياعمر
عمر هاهطبعا طبعا
جلست نيرمين وهى فى غاية الحرج ولم تتمنى ان تجلس معه على طاولة واحدة
كان سيف يكتم غيظه وهو يراقب نظرات عمر لنيرمين وايضا كان يراقب رد فعل نيرمين
التى بدا عليها الخجل وكانت لا ترفع بصرها من الطبق الذى امامها
لم تكمل نيرمين تناول طعامها فلم تتناول شيئا وقامت قبلهم جميعا
دادة مكلتيش ليه يا نيرمين
نيرمين شبعت يا دادة معلش مش هقدر آكل اكتر من كده
عمر الظاهر انها لسة بتتكسف منى ثم نظر الى سيف بلؤمه المعروف وقال المفروض تعتبرنى زى سيف ولا ايه يا دادة
دادة وهى لاتفهم مايرمى اليه عمر هى بس طبعها خجول شوية
عندما انتهوا من تناول الطعام وجلس عمر مع سيف يتناولان القهوة
عمر على فكرة ياسيف نسيت اقولك ان عمتك اتصلت بيا واشتكتلى منك كتير
سيف متعجبا اشتكتلك منى اناليه
عمر علشان مبتسالش عليها خالص قالتلى بقاله كتير مابيسالش عليا ولا كإنه له عمة المفروض يطمن عليها
سيف وهو بتنهد معلش الواحد دماغه مشغولة هبقى اتصل بيها واصالحها
عمر بخبث الله يكون فى عونك انت هتلاقيها منين ولا منين
ثم قام بالتلميح لسيف قائلا وسلمى كمان زعلانة منك جدا
سيف ودى زعلانة ليه هى كمان
عمر انا مش عارف ليه يا اخى انت مطنشها اوى كده مع انها متفرقش حاجة عن ناس تانية
سيف قصدك مين بناس تانية
عمر مقصدش حاجة انا قصدى ان سلمى مهتمية بيك من زمان ودايما بتسال عليك حتى لما بتيجى مع عمتك بحس انها بتحاول تقرب منك وانت ولا انت هنا وانا مش شايف فيها عيب ليه مش بتفكر ترتبط بيها
سيف احنا هنرجع للكلام ده تانى يا عمر ماخلصنا منه بقى
عمر عايز بس افهم انت ليه مش مديها اهتمام
سيف ببساطة شديدة اوى مغرورة وشايفة نفسها وطايشة كمان
مش دى اللى الواحد يحملها مسؤلية بيت وتقدر تشيل اسمى وانا مطمن عرفت بقى
عمر محاولا اقناعه يا سلام عليك يا سيف بكره تعقل ياسيدى
سيف لو سمحت يا عمر قفل على الموضوع ده ومتكلمنيش فيه تانى
نيرمين جالسة فى حجرتها مستلقية على سريرها وهى تفكر فى ما قالته دادة فاطمةكلما تذكرت هذه الكلمة التى وقعت على قلبها كنسيم الربيع فى حرارة الصيف القاسېة ابتهجت وزادت سعادتها
نسيت نيرمين انها غدا ستقابل شخصا ما قد يكون له علاقة قرابة لها وان هذا سيؤثر بالتأكيد على استمرار اقامتها فى القصر
وكل ما كان يشغل تفكيرها هو كلام دادة فاطمة وتمنت ان يكون كلامها هذا صحيحا تأملت نيرمين فى التغيير الذى طرأ على معاملة سيف لها كيف تحولت تلك المعاملة من القسۏة الى ماهو عليه الآن
وبينما هى تفكر كذلك تذكرت ان خالد سياتى غدا وان شيئا ما لا تعرفه ينتظرها فتحولت تلك السعادة الى قلق شديد
ولتتخلص من ذلك القلق الذى غطى على سعادتها اغمضت عينيها وهى تسترجع جملةسيف بيحبك يا نيرمينونامت على تلك الكلمة التى ظلت تتردد فى عقلها لتذهب فى نوم عميق بكل طمأنينة وتفاؤل بما سيجرى غدا
اما سيف فكان مسترخيا فى بانيو حمامه رافعا راسه لاعلى وهو يفكر فى ما يمر به من شعور جديد مضى وقت طويل كان مفتقدا فيه لهذا الشعور
لقد كان قلقا من مقابلة خالد غدا يا ترى هل سيمر ذلك اليوم بدون حدوث ما يعكر صفو الحياة الجديدة التى بدأ سيف يعيشها
بعد ان انتهى من اخذ حمامه ارتدى منشفته ووقف امام المرآة ووضع بعض الطيب