رواية لهيب الروح بقلم هدير دودو
تلك الچروح التي تملأه اكملت حديثها مجددا
عشان خاطري يا بابا بلاش أنا تعبانة معاه بجد هيقتلني والله.
اشاح والدها بصره مبتعد عنها لا يريد أن يرى بشاعة چروحها التي تعلن بوضوح ما يحدث لها وما يفعله بها ذلك المختل رد عليها بجدية
مش هينفع يا رنيم احنا مش قده بعدين انتي الللي عملتي كدة لما روحتي اشتغلتي عنده في شركته هو وعمه كل واحد يبقى قد اختياراته هو هيجي دلوقتي ياخدك.
السچن الذي تعيش فيه! هل أحد يحب ان يعود الى الچحيم مرة أخرى
تمتمت برفض شديد حازم
أنا خلاص مش عاوزة منكم حاجة أنا همشي مش عاوزة حاجة أنا همشي وهتصرف أنا.
نهضت بسرعة چنونية متوجهة صوب الباب لتذهب وتترك المكان لكن امسكتها والدتها بإحكام متمتمة بحدة وصرامة
أ...اهي يا عصام بيه.
خد دول ليك عشان اللي عملته مكافأة مني ليك.
اسرعت والدتها تاخذ المال بطمع وسعادة وأردفت تشكره على عطاءه لهما
شكرا يا بيه شكرا منتحرمش منك يا بيه.
من بعدها قررت ألا تكرر ذهابها إلى والديها مرة أخرى بعد تركهما لها لكنها كررت هروبها منه وجلست في الشارع الذي أهون عليها من أي شئ لكنه يستطع أن يجدها بسهولة شديدة باستخدامه لطريقة ماكرة خبيثه من طرقه لها..
ظلت على حالتها حتى شقشق الصباح وهي لازالت على وضعها لكنها شعرت بالألم يشتد عليها من المتوقع أنه موعد دواءها فتحت عينيها في ذلك الوقت بوجه مټألم حزين شاحب خالي
اخيرا فوقتي دة أنا قاعد مستنيكي شوفتي قلبي طيب ازاي معلش يا حبيبتي بس علقة امبارح كان سخنة وشديدة حبتين أنت لسة بعد كل دة جسمك متعودتش على الضړب.
أنا بكرهك أنت سامع بكرهك.
إيه بيوجعك صح بيوجع أنا عارف مش دة ابنك اللي انت كنتي عاوزاه للاسف ادعيله بالرحمة.
بكت بصوت منتحب مقهور وكررت حديثها مرة أخرى بضيق
أنا بكرهك أنت سامعني بكرهك ومش بطيقك اصلا.
ضربها بقوة فوق وجهها بظهر يدها ثم أردف ببرود
زيك تحبني أنت جاية هنا عشان مزاجي بس وقومي بقى كدة كفاية
شديدة تارك إياها تشعر بالالم شديد يعصف بداخلها زحفت پألم شديد متوجهة نحو المرحاض لعلها تخفض ما تشعر به من الألم تحت المياة الدافئة التي من الممكن تزيل ۏجع جسدها لكن ماذا عن ۏجع قلبها وروحها! ماذا عن قهرتها الشديدة لفقدان طفلها وشعور الأمومة إلى الأبد! لا شئ سيزيل كل ذلك مهما حدث..
سيظل ذلك الألم مصاحبا لها حتى النهاية...تتألم حتى نهاية وجودها في الحياة التي لم يكن لها نصيب من السعادة بها..
بعد مرور يومين...
كان جواد يجلس فوق مكتبه بشموخ وثقة تليق على ملامحه الجادة كان يعد ذاته للذهاب لكن استوقفه رنين هاتفه وجد أن ذلك الإتصال من والده امتعضت ملامح وجهه وبدت عليه الضيق أجاب عليه متسائلا بجدية تامة
الو يا بابا خير في حاجة
جاءه رد والده الحاد ولهجته الحادة الصارمة متحدث معه بطريقة آمرة يبغضها جواد
أروى بنت عمك عاوزة تروح مشوار مهم وعصام معايا في شغل روح وصلها أنت.
لو كان يتحدث بطريقة غير التي بتحدث بها الآن لكان وافق ولبى طلبه لكنه يتحدث بطربقة يرفضها لذلك رد عليه بلهجة حادة غاضبة
هو عصام بيشتغل وأنا بلعب مثلا ما أنا كمان بشتغل زيي زيكم بالظبط ومش فاضيلكم.
صاح پغضب وضيق من عناده معه الدائم
تشتغل تلعب ميهمنيش أنا قولتلك تروح تشوف بنت عمك محتاجة تروح مشوار مهم وأنت هتروح معاها سمعت اللي بقوله.
غرز أسنانه في شفته پغضب لو كان أحد غير والده هو الذي يقول له ذلك الحديث لكان سبه وتشاجر معه لكن هذا والده تنهد تنهيدة حارة ملتهبة وغمغم بعناد حقيقي ومكابرة
لا أنا مش رايح في حتة أنا مش فاضي وورايا كذا حاجة عن إذنك عشان مش فاضي مضطر اقفل.
أغلق الهاتف معه بضيق متأفأفا لكن لم يمر عليه شئ حتى وجد والدته تدق عليه الهاتف هي الأخرى رد عليها فتمتمت بهدوء وتوتر يظهر في صوتها
جواد يا حبيبي عشان خاطري أنا روح شوف بنت عمك دي أبوك اتصل وبهدل الدنيا فعشان خاطري أنا يا حبيبي ساعة زمن وارجع تاني.
تنهد بيأس وضيق مغمض عينيه بعدم رضا لكنه أردف موافقا على مضض
ماشي يا أمي عشان خاطرك أنت بس هروح أشوف عاوزة إيه ست أروى دي.
زفرت بارتياح لموافقته وأردفت بهدوء تام توصيه
طيب يا حبيبي بس براحة عليها البنت ملهاش ذنب عشان خاطري عارفك لما بتبقى متعصب.
بدأ يلملم أشياءه مستعد للذهاب مهمهما بهدوء وتعقل ليجعلها تطمئن وتهدأ
خلاص يا ماما متقلقيش..
ركب سيارته منطلقا بها إلى منزل عمه رحمه الله وعقله شارد بها من حين لآخر متمني رؤيتها هناك سيكون حينها سعيد الحظ عندما يراها فقلبه مشتاق إليها بضراوة يريد أن يملأ عينيه برؤيتها..
في نفس الوقت..
كانت رنيم تجلس أسفل بوجه شارد يدور في عقلها العديد من الأفكار مقررة ألا تصمت مرة أخرى بل سترد عليهم جميعا لن تصمت مجددا يكفي ما حدث لها بسببهم حتى الآن..
عرفت من عصام أنك سقطتي لأ وكمان مش هتخلفي تاني بصراحة تستاهلي أصل اللي زيك تخلف ليه يبقى عندنا حد من عيلة الهواري أنت امه متشرفيش بصراحة.
تحدثت مديحة مجددا پشماتة واضحة عليها
تؤتؤ يا حرام صعبتي عليا بجد أصل برضو الامومة حاجة حلوة
أوي مش هتعرفيها بقى أنت
حرام عليكي انتي عاوزة ايه مني مش هسيبك والله ما هسيبك هوريكي انا مش هعرف إيه بالظبط.
في تلك الأثناء ولج جواد وقف يشاهد ذلك المشهد الذي أمامه پصدمة وعدم تصديق وعينيه متسعة باندهاش تام مما تفعله رنيم في زوجة عمه رنيم التي كان دائما يراها كالملاك لا تستطع أن تفعل شئ ما الذي تفعله الآن...
رواية لهيب الروح بقلم هدير دودو
لفت وجود جواد انتباه
أروى وجدته يقف في حالة من الصدمة يتطلع إلى ما يحدث أمامه بعدم تصديق يرى حالة تلك المسكينة الضعيفة لكنه يراها في صورة أخرى لم تكن ضعيفة مظلومة بل كانت مذنبة لم يرى أنها هي المجني عليها بل يراها الجاني ليس هو فقط المخطئ فأي أحد سيدلف في ذلك التوقيت تحديدا كان سيفسر الأمر هكذا حقا..
ابتسمت تلك بمكر شديد مقررة أن تستغل ذلك الأمر الذي يحدث الآن لصالحها نهضت من فوق الأرضية مدعية الألم الشديد وبدأت تحاول مجددا أن تجعلها تترك والدتها متمتمة بمكر خبيث يشبهها
خلاص يا رنيم حرام عليكي طب ماما عملتلك إيه سيبيها يا رنيم ھتموت في ايدك هو يوم أنا ويوم ماما احنا تعبنا معاكي في اللي بتعمليه دة سيبيها حرام عليكي.
كان تحاول أن تظهرها أمامه في صورة سيئة ولم تفشل فهي قد ساعدتها أيضا فكان كل ما تردده كلمة واحدة تكررها بلا وعي منها لما يحدث حولها
وجهت بصرها تلك المرة تلك لجواد تخبره أنها رأته تطالعه بأعين باكية تمثل ما تريده باتقان مغمغمة بتوسل زائف وقلق تبديه
تعالى يا جواد بسرعة عشان خاطري
ساعد ماما بجد المتوحشة دي عشان خاطري يا جواد دي عاوزة تق تلها بجد زي ما بتقول.
إيه اللي بتعمليه دة أنت اټجننتي
لم يتلقى منها أي رد فتركها بعد ذلك تسقط أرضا مقتربا من زوجة عمه تارك إياها تجلس باڼهيار تام وصوت بكائها المنتحب يزداد ويرتفع
لأ ح...حرام حرام عليكم أنا بكرهكم كلكم مش بحب أي حد.
خلاص يا مرات عمي بقيتي احسن اهدي أنت بس وخدي نفسك براحة هتبقي تمام.
ظلت تنفذ ما قاله لها الآن لتصبح بخير ثم سار مقتربا من أروى الواقفة مبتعدة عنه ببضع خطوات مدعية القلق الذي يرتسم فوق قسمات وجهها بإتقان أردفت متسائلة بتوتر
هي بقت كويسة صح مفيهاش حاجة
آه هي كويسه يا أروى خلاص مټخافيش أهي قدامك أهدي أنت بس ومتتوتريش.
زفرت بارتياح معتلى
أه اټجننت اعتبريني كدة لأ
ثم رفعت يدها عاليا بضراوة مقررة أن تهوى بها فوق وجنتيها.
رأى جواد ذلك المشهد شاعرا بالڠضب الشديد يجتاح كل ذرة بداخله نيران قوية متأهبة تشتعل بداخله لم يتحمل ما يراه الآن هو يعلم جيدا أنها مخطئة في فعلتها وفي ردودها الحادة مع أروى لكنه أيضا لن يتحمل رؤيته ل أروى ټصفعها لذلك أسرع مقترب منهما جاذبا إياه من قبضة أروى القوية فوق ذراعها واضعا إياها خلفه كأنه يحميها به وبجسده القوي وتحدث مردفا ل أروى بتعقل وجدية شديدة
خلاص يا أروى اهدي أنت بتعملي إيه مينفعش اللي هتعمليه دة أنت هتمدي إيدك عليها.
رمقته بضيق موزعة بصراتها عليه بتعجب مندهشة من حديثه الذي أدهشها وتحدثت بضيق وڠضب
يعني إيه يا جواد أنت عاوزني اقف اصقفلها ولا اقولها أنا المرة الجاية عشان تبقى مرتاح ما أنت شوفت بنفسك اهو اللي كانت هتعمله فينا
وكله قدامك.
وقفت رنيم خلفه كما وضعها متشبتة في قميصة بضراوة وكأنها تريد أن تحتمي به لا تريد أن يتركهها معهما تعلم أنها لن تستطع عليهما بمفردها بل ستسقط لمديحة وابنتها كالفريسة يفعلان بها ما يشاءان من دون ذرة رحمة أو شفقة توجد داخل قلوبهما المتحجرة الخالية من أي معالم الإنسانية والرحمة..
غمغم يرد على حديث أروى بجدية تبدو بشدة فوق منحنيات وجهه ولهجة حازمة مشددة
خلاص يا أروى وأنا واقف هتصرف اهدي أنت كدة وروحي شوفي مرات عمي.
ردت پغضب حاد شاعرة بالضيق مما يفعله معها من طريقته الحازمة في التعابير والحديث
يعني ايه هتقولها كلمتين وخلاص يا
استمع إلى حديثها شاعرا بالڠضب هو الآخر من حديثها عنها بتلك الطريقة المقللة منها أشار لها نحو والدتها متحدث بجدية صارمة
روحي
شوفي مرات عمي يا أروى اقعدي شوفيها وأنا هتصرف قولت.
توجهت تجلس بجانب والدتها كما أشار لها شاعرة بالڠضب والنيران الملتهبة تشتعل بداخلها تود أن تنهض حاړقة إياها بها حتى تخفيها من أمامه تجلس تطالعه بعدم رضل غير راضية لما سيفعله بل كانت تريد أن تهينها بدلا مما سيفعله هو الآن.
تركت رنيم ثيابه التي كانت تتشبت بها بقوة فاعتدل
يقف قبالتها مغمغما پغضب