اسرار عائلتي اروي مراد
يحدق بهاتفه بحيرة سحبه ياسين فجأة ليجعله ينظر إليه وكرر سؤاله
_ مالك يا خالد ومين دي الي كنت بتتكلم عنها وعايز تعرف هي فين
_ هحكيلك بعدين.
إكتفى بقول تلك الكلمات ثم أخذ هاتفه وخرج متجها نحو غرفة المكتب ليعرف سبب طلب والده له طرق الباب ثم دلف بعد سماعه الإذنبالدخول وجد جده يجلس خلف المكتب ووالده أما
_و يسبقها بالكلام
_ اسف لو ازعجتك بس ممكن تخلي اختي معاكي دلوقتي
رفعت حاجبيها بدهشة وتساءلت
_ اختك
زفر بإستعجال وأردف
_ هتعرفي كل حاجه منها هي المهم أختي دلوقتي أمانة عندك. هزت رأسها موافقة دون أن تمحي ملامح الإستغراب من وجهها نظرت إلىتلك التي تقف أمامها ببسمة حزينة فإبتسمت لها بسمة عريضة وقالت بمرح وهي تسحبها لتدخل وتغلق الباب
ثم جلست وأجلستها معها على فراشها بجانب رحمة التي إبتسمت لها بترحيب هي الأخرى وأردفت
_ إسمك ايه بقى
أجابت ببسمة هادئة
_ عائشة.
_ يعني انت كنت بتروحلها من ورايا
كان ذلك السؤال أول ما خرج من شفتي محمد بعد عودة خالد للمكتب لوى هذا الأخير شفتيه بضيق قائلا
_ من حقي اني ازور ماما على فكره مش معنى انكم اتطلقتوا اننا ممنوع نشوفها.
إتسعت عيناه پصدمة سرعان ما تحولت لڠضب وصاح
_ قصدك ايه عايز ترجع دلوقتي للست الي سابتك من صغرك ومسألتش عنك
تنهد خالد بتعب وأردف
_ امال عرفت بنتها ازاي
مسح على شعره بتوتر وهو يجيب
_ هي جاتلي من نص سنة تقريبا معرفش عرفت مكاننا ازاي بس كانت عايزاني احميها من ابوها بعد ما ظلمها وعذبها لما سمع من حدتاني انها خرجت معاه وو
قطع كلامه ليفهم كل منهما قصده ضغط محمد على أسنانه پغضب هادرا
_ وأمها فين مدافعتش عنها ليه
_ انت اكتر واحد عارف ماما كويس ابناءها
ديما هما اخر اهتماماتها وطبعا انا وعدي المفروض نبقى سندها بعد ابوها الي ظلمهاوعشان كده انا عايزها تفضل معانا هنا.
_ وأنا مش موافق.
_ يعني يرضيك اسيب اختي مع عيله زي دي
_ لا بس مش عايز مشاكل مع أمك وجوزها ولو أختك فضلت هنا هضطر اشوفهم وانا مش مستعد اقابلهم تاني.
_ بس
قاطعه بنبرة لا تقبل النقاش
_ ده آخر كلام عندي.
وقف فور إنهاء كلامه ثم خرج من المكتب دون أن يضيف كلمة أخرى إلتفت خالد إلى جده بنظرة راجية قائلا
_ ممكن تقنعه يا جدي أرجوك!
_ بس انا برضه مش موافق.
_ ليه ماهي بدور جت وقعدت معانا رغم أن مفيش حد فينا اتعامل معاها قبل كده ويعرفها ليه متسيبش عائشة برضه معانا
_ متقارنش بدور بأختك يا خالد بدور فرد من عيلة العمري بس عائشة لا وأنا مش هقدر اخدها من عيلتها طالما هي لسه مش واخده اسمعيلتنا.
_ قصدك ايه
_ قصدي أن الحل هو انها تتجوز واحد من عيلتنا!
_ وانت موافق على كلامه
قالها ياسين وهو يجلس على مقعد بالحديقة مع خالد بعد أن قص عليه هذا الأخير ما حدث منذ مقابلته لاخته لأول مرة إلى إقتراح جدهالغريب فأجابه خالد بنفي
_ مش موافق طبعا بس مش عايز اسيب عائشة مع ماما وجوزها.
_ في حل تاني وهو أننا نتكلم مع ماما.
إلتفت إلى صاحب الصوت ليجد شقيقه عدي يقف خلفه ويبدو أنه إستمع إلى حديثهم من البداية تابع كلامه وهو يجلس بينهما ويرمق أخاهبلوم
_ مع اني زعلان منك لأنك محكتليش حاجه.
_ توقعت انك هتتعصب لو عرفت عشان كده خبيت عليك.
هز رأسه بتفهم وهو يرمقه بنظرات غامضة تجاهلها خالد وهو يتابع بتساءل
_ بس قصدك ايه بان الحل التاني هو اننا نتكلم مع ماما
_ هقولك بعدين انا عايز اشوف اختي دلوقتي.
_ اوك تعال معايا.
كانت الفتيات الثلاث تجلسن على سرير بدور تتبادلن أطراف الحديث قبل أن تنضم إليهن تلك الصغيرة لتصبح موضوع هذا الحديثإنزعجت من أسئلتهن التي لا تنتهي وهي تجيب ببرود جعل كلا من عائشة ورحمة تستغربن من طريقة فتاة في مثل عمرها في الكلام. قاطعحديثهن صوت الطرق على الباب فقالت بدور مخاطبة عائشة
_ ده خالد أكيد روحي شوفيه.
أومأت عائشة برأسها ثم قامت لتفتح الباب ووجدت خلفه خالد بالفعل ولكنه يقف إلى جوار شاب آخر عرفته على الفور لشبهه الكبير منهفتساءلت بهمس
_ عدي
هز خالد رأسه فإبتسمت بفرحة قبل أن ترمي نفسها بين أحضانه بحركة فاجأته شعر ببعض التوتر بما أنه يقابلها للمرة الأولى تردد فيرفع يده ليحاوطها بها لكنه رفعها وتوجه بها نحو مؤخرة عنقه يحكها ببعض الإحراج. إبتعدت عنه بعد لحظات وأردفت ببسمتها الهادئة
_ خالد كان بيحكيلي عنك ديما وكنت عايزة اشوفك.
_ بس أنا زعلان منك.
طالعته بإستغراب فتابع كلامه بلوم
_ ليه مجيتيش وكلمتيني طالما بجد كنت عايزة تشوفيني
خطفت نظرة إلى خالد وكأنها تستشيره في الحديث وعندما لم تجد الاعتراض على وجهه قالت بتبرير
_ أنا مكنتش عارفة أن ماما كانت متجوزة حد تاني قبل بابا اصلا وعرفت من سنة تقريبا لما سمعتهم بيتكلموا صدفة ..
أخذت نفسا عميقا قبل أن تواصل بنبرة حزينة غير مدركة لتلك التي تقف خلف باب غرفتها تتنصت على حديثها بفضول
_ قبل سنة كان في واحد بتاع بنات بيضايقني في الجامعة وعايز يصاحبني بس أنا كنت بصده ومحكتش لبابا لاني كنت خاېفه من ردةفعله والولد ده مسابنيش في حالي وطلب مني رقم ابويا عشان يثبتلي انه عايزني في الحلال وهيجي يخطبني ولما رفضت اخده من واحدةمن صحباتي بنفس الحجة بس بقى بيهددني بأنه هيبعت لبابا صور لينا مع بعض معرفش جابها ازاي بس أكيد مركبة.
كانت تتحدث وهي مخفضة لرأسها وعندما سكتت لاحظ عدي نزول دمعة من عينها على الأرض عقد حاجبيه پغضب أخفاه بأعجوبة وهويهمس
_ كملي!
هزت رأسها ثم تابعت ونبرة صوتها تتحول إلى البكاء
_ كنت واثقة ان بابا مش هيصدق عليا حاجات زي دي ورفضت برضه أعمل الي هو عايزه وقررت اني هحكي لبابا كل حاجه بس لما رجعتللبيت لقيته نفذ تهديده وبعت الصور والي صدمني ان .. بابا صدقه!
أنهت كلمتها الأخيرة ثم إنفجرت بالبكاء سحبها خالد إلى أحضانه وأخذ يربت على ظهرها بحنية شديدة هدأت قليلا ثم مسحت دموعهاوعادت لتنظر إلى عدي وواصلت
_ خلاص يا عائشة أنا هكمل احكيله.
لكنها تجاهلت كلامه وأكملت حديثها قائلة
_ عدت ايام وهو بيعاملني معامله وحشه لحد ما في مره سمعته پيتخانق هو وماما بصوت عالي مكنتش فاهمه الموضوع بالضبط بس بعدهافهمت انها كانت متجوزه ومخلفه عيال غيري وكانت عايزه تشوفهم بس بابا رفض دورت على اي حاجه ممكن توصلني ليكم لحد ما لقيتكارت فيه رقم خالد وإتصلت بيه وعرفته كل حاجه وكنت عايزه اقابلك انت برضه بس خالد رفض ..
نظر عدي إليه پغضب فهز الثاني كتفيه قائلا بتبرير
_ قولتلك اني كنت قلقان من ردة فعلك وعشان كده فكرت انك لو متعرفش حاجه احسن.
قلب عينيه بضيق ثم عاد بنظره إلى عائشة وحثها على متابعة حديثها قائلا
_ كملي ايه السبب الي خلاكي تجي هنا النهارده بالذات
أخفضت رأسها وهمست بإنكسار
_ لان الولد الي كان بيضايقني طلب منه يتجوزني عشان يستر عليا وبابا وافق وجاب المأذون وكان مجهز لكل حاجه بس .. أنا هربت!
ضغط عدي على قبضة يده بقوة وهمس پغضب
_ وهو ازاي يصدق حاجه زي دي عليكي من غير ما يتأكد
_ لان وحده من الي كنت بحسب انهم صحباتي قالتله انها شافتني بخرج معاه كذا مره وهو عشان عارفها صدقها بس مرضيش ياخدنيلدكتورة نساء عشان يتأكد ..
خرج صوته بفحيح مرعب وهو ينظر إليها بعينين لا تبشران بالخير
_ الولد الي بيضايقك ده إسمه إيه والبنت كمان وأبوكي هيجي دوره بعدين
نظر إليه خالد بحدة قائلا
_ عايزهم ليه يا عدي متتهورش ومتعملش حاجه من دماغك مش عايزين مشاكل!
تجاهله وخاطب عائشة بزمجرة أرعبتها
_ هتقوليلي والا لا
_ ت .. تمام.
كانت تهبط الدرج وهي تمسك بيد الصغيرة وتدور برأسها في كل الإتجاهات باحثة عن عائشة وصلت إلى غرفة الطعام حيث يجلس الجميعلتناول العشاء لكنها لم تجدها هناك كما توقعت. لاحظت إختفاء عمها محمد وإبنيه كذلك فتأكدت من وجودهم معها وجلست بإطمئنان عليهارغم الشفقة التي تشعر بها ناحيتها بعد أن إستمعت عن طريق الصدفة إلى حديثها مع عدي وقصها لحكايتها ولنؤكد أنها إستمعت إليهمعن طريق الصدفة
..
لاحظ والدها شرودها فحاول خلق حديث بينهما مناديا بإسمها
_ بدور!
إستفاقت من شرودها على صوته نظرت إليه بإنتظار ما سيقول فأردف بإبتسامة
_ مقولتيليش عملتي ايه في الجامعة النهارده
إنكمشت ملامح وجهها بضيق فور تذكرها لما حدث وتمتمت
_ الي حصل خلاني اقتنع بكلامك يا بابا مكنش ينفع ارتبط بحد مستسهل الإرتباط والبوس كده ودلوقتي بس فهمت ليه ربنا حرم الارتباطمن غير خطوبة أو جواز.
رفع حاجبيه بإستفهام وحثها لمتابعة كلامها بعينيه فواصلت
_ لو كنت وافقت ارتبط بيه كان ممكن بعد ما يعلقني بيه ويعيشني في حلم يسيبني ويكسرني بسبب حاجه بسيطة أو خناقة تافهة وبما انالارتباط كان سهل فالانفصال برضه هيبقى اسهل لانه مدفعش فلوس عشان يرتبط بيا أو مش هيبقى ملزم انه يصرف عليا بعد انفصالنامثلا بس في حالة الجواز هيكون قرار الانفصال اخر حل يلجأ له وهيعمل حساب لكل الي عمله عشان يتجوز وهيحاول يحل المشكلة بطرقتانية وعشان كده البنت الي بتوافق ترتبط بالسهولة دي بترخص نفسها بعد ما كانت غالية .. صح
كان ينظر إليها بدهشة من تفكيرها لكن سرعان ما إرتسمت على وجهه إبتسامة رضا وربت على شعرها بفخر
_ انا بجد فخور بيكي لانك فهمتي كل ده لوحدك بس حصل ايه عشان تفكري كده
تنهدت بضيق قبل أن تبدأ بسرد ما حدث منذ طلبها لأدهم بتمثيل دور حبيبها أمام الجميع لكنها ختمت كلامها ببسمة قائلة
_ بس أنا مبسوطة لأن ربنا أظهرلي حقيقته قبل ما أوافق عليه.
_ حسيتي بايه لما شفتيه بيعمل كده
تفاجأت بسؤاله لكنها أجابت بهدوء
_ معرفش بس اتأكدت اني مكنتش بحبه بجد لاني لو كنت بحبه مكنتش هقدر احافظ على برودة أعصابي كده.
أومأ برأسه بتفهم ثم قال
_ كويس انك فوقتي بسرعة.
_ لما فضلت مع نفسي شويه قررت برضه اني مش هسمح لحد يقرب مني ولا حتى ياخد تفكيري لحد ما يجي ابن الحلال الي يستاهلني.
إزدادت إبتسامته إتساعا وهو يتأكد بأن إبنته ذكية عاقلة ولا