السبت 23 نوفمبر 2024

عيون معصوبه ډفنا عمر

انت في الصفحة 6 من 7 صفحات

موقع أيام نيوز

لما سكنت مع ناس تانية كنت تعبان ومش واخد راحتي لا في نومة ولا لقمة ولا قاعدة هادية وفي نفس الوقت انتي والبنات عشتوا تجربة صعبة بسبب امي لازم اعوضكم اللي فات عشان كده قررت من هنا ورايح مش هفارقكم وهترجعوا معايا تاني 
حملقت به غير مصدقة بتقول ايه يا يونس هتاخدنا معاك تاني بجد في المفاجأة بقى
صاحت وهي تجفف دموعها من فرط تأثرها احلى مفاجأة في الدنيا انت محيت كل زعلي ربنا مايحرمني منك يا يونس ويخليك ليا ولبناتنا 
ولا منكم ياحبيبتي يلا ننزل بقي البنات شكلها اختارت اللي عجبها 
طب مابلاش انا ووفر قرشين كفاية فرحت بناتك 
والله ابدا هتنزلي تختاري أسورة حلوة زي ما كان نفسك قبل كده بعد ما أسورتك ضاعت 
مكثت تنظر له بحب فهمس بأذنيها وفري النظرات الحلوة دي لما نروح بيتنا ويلا ننزل للبنات 
تنتظر عودته بفارغ الصبر لتستميله إليها مرة أخري غضبه منها يسلب النوم من عيناها ولا تشعر براحة يونس أول فرحتها أحن وأبر أبنائها عليها لم يعصاها يوما وفي المقابل ماذا فعلت كسرته وضللته وحرمت

بناته من عزه وذلت زوجته التي للعجيب لم تحاول الٹأر لكرامتها والتزمت الصمت سترمم علاقتها بهم مرة أخري ستكف عن ما كانت تفعل لن تؤذيهم ثانيا 
لفحتها نسمة برد أرجفتها وهي تنتظرهم أمام النافدة فذهبت تحضر وشاحها الصوف لتضعه علي كتفيها وأثناء مرورها سمعت كلمة لفتت نظرها بصوت وائل اقتربت لتنصت لحديثه لتتسع عيناها محملقة أمامها پصدمة لما يقول أبنها المدلل 
شوفتي بقى ازاي خليتك احسن من اختك اللي خطيبها جبلها خاتم دهب في عيد ميلادها أنا جبتلك غويشة زيادة عشان تتبسطي يا ياقلبي لأ وحاجة تقيلة ومعتبرة وتملى العين 
صمت برهة لتسمعه يستطرد لا منا عملت حوار على امي وقولتلها تاجرت في المبلغ اللي بعته يونس وخسړت وانتي عارفة امي بتحبني ازاي هتتصرف وتاخد من اخويا مبلغ تاني بس المرة دي بلاش تزنقيني في حاجة تاني عايزين نوضب الشقة ونتجوز ياعصفورتي 
عصفورتك ولا غرابة خشت علينا بالخړاب يا ابن ال
هكذا هجمت عليه والدته مقتحمة غرفته وهي تنعته بالمسبات البذيئة بعد ما سمعته لتواصل بثورة وهو يطالعها بړعب من فرط مفاجأته 
بقي بتستغفلني انت والبرص اللي خاطبها يا وائل بتلبس امك العمة يا واد و تخدعني وتقولي تاجرت مع صاحبي وخسړت وساعديني ياما واتصرفي ياما واتاريك صارفهم علي الصرصارة خطيبتك وجايبلها دهب بفلوس اخوك وشقاه وتعبه ياكلب ياخسيس ياناقص 
انهت ثورتها بصڤعة قوية علي وجهه أردته للخلف بضعة خطوات وهو ينظر لها بذهول غاضب خاصتا وهاتفه مازال مفتوح بينه وبين خطيبته التي تسمع مايحدث لتلتقط والدته الهاتف هادرة اسمعي يا بت انتي الغويشة اللي المحروس جابهالك بفلوس اخوه تكون عندي انهاردة وإلا قسما عظما لاجي لحد بيتك اشرشحك انتي وأهلك وانتم عارفين أم يونس لما تقول يا شړ ممكن تعمل ايه سامعة يا بت ولا لأ!
ثم أغلقت بوجهها الهاتف والتفتت تنظر لولدها ببغض وعيناها مغرورقة لكنها تماسكت مغمغمة ياخسارة تربيتي فيك يا وائل يونس كان عنده حق أما قالي اني دلعتك لأنك أصغرهم وماشوفتش أبوك لما اتولدت بأيدي دي طلعتك أناني مابتحبش غير نفسك أنا اللي خليتك تطمع في اخوك وتتركن عليه أنا السبب واستاهل ان ابني يزعل مني ابني اللي عمره مازعلني ولا اتأخر عني في طلب بسببك ظلمته وظلمت بناته وأهانت مراته وذليتها بسببك مش قادرة ابص في عيونهم من الخجل ودلوقت بلوتي زادات أضعاف بعد اللي عرفته الله يسامحك يا وائل الله يسامحك يا ابني الله يسامحك 
جرى ايه في الدنيا يعني لما عملت كده مش طول عمرك تقولي اللي معاه يدي اللي ممعهوش يونس معاه كتير فيها ايه لو أخدت منه شوية مش اخويا
لا يانضري لما تاخد من شقاه عشان ترسم نفسك قصاد خطيبتك يبقي تعمل ده من شغلك وتعبك ولو يونس حنين ومش بيرفض طلب ده مش معناه اننا نحلبه من غير رحمة يقف جمبك ويساعدك لما تكون عملت اللي عليك واشتغلت وعافرت لكن انت علي حس اخوك تشتغل يوم وعشرة قاعد ورامي كل الحمل عليه بس الغلط مش فيك لأ كله مني وزي ماخليتك كده انا هعرف ازاي اربيك من جديد يا وائل وبكره تشوف 
واستأنفت بقسۏة لم تحدثه بها يوما 
الغويشة هتيجي
وتتباع وتمنها هيرجع لأخوك تاني لأن بناته ومراته أولي بفلوسه من خطيبتك والجمعية اللي دخلتها عشان اساعدك برضو من فلوس اخوك هفضها خلاص بح مافيش مساعدة تاني وانت عايز توضب شقتك ولا تهادي خطيبتك بدهب اشتغل واشقي واتعب واديها ياعنية انما أخوك مش هخليك تبص
لقرشه تاني طول منا عايشة كفايه عليه صرف عليك وكبرك
وعمرك ما حملت هم حاجة بحسه وشقتك دي أصلا هو اللي دافع فلوسها من جيبه لكن دلوقت خلاص لازم تتفطم وتطلع للدنيا يا ابن بطني 
كده ياما بتتخلي عني وكمان بتصغريني قصاد خطيبتي
انت اللي صغرت نفسك مش أنا وانا مش بتخلي عنك انا بلحق اللي فاضل فيك يا وائل ده عشان امي اتعصبت عليكي شوية في التليفون وطلبت الغويشة منك
طب ومالوا ما حماتك وزي امك برضو 
هدرت بعاصفة ڠضب جري ايه يا وائل انت ماسمعتش امك كلمتني ازاي أنا تقولي اجي اشرشحك كأني حرامية أنا صرصارة

ياشوشو كانت متضايقة مني وفشت زعلها فيكي اتحملي عشان خاطري وبكره اعوضك الغويشة بأحسن منها لما نتجوز 
صاحت بتهكم نتجوز! ماكانش يتعز يا وائل كان في وخلص ياروحي 
يعني ايه الكلام ده!
يعني انا مش هتجوز واحد امه هزأته قصادي واتحكمت فيه زي العيال انا لما اتجوز اتجوز راجل مش 
أخرسها بصڤعة قوية وهو يهتف بغل دلوقت بتقولي عليا مش راجل بس لما كنتي تطلبي طلباتك اللي مابتخلصش كنت وقتها حبيبك وسيد الرجالة صح 
أخص عليكي طلعتي مش بنت أصول وانا اللي مايشرفنيش اتجوزك يا شادية وأقسم بالله هاخد ست ستك لأن المرة دي هعرف اختار كويس سلام يا صرصارة 
حدجته پحقد وهي تتحسس موضع صڤعته ثم بصقت خلفه وهي تهمهم بسخط في ستين داهية تاخدك إلهي تنشل في ايدك يابعيد 
ده غلطك من الأول يا صاحبي 
قال بحنق بقولك ايه يا مسعد مش ناقصك
يا وائل انا مش بأنبك بس اللي حصل ده في مصلحتك البت شادية دي ماكانتش كويس ولا داخلة تعمر بيت مغرورة وراسمة نفسها علي الفاضي ده ربنا بيحبك انك خلصت منها 
قال بحزن بس امي ڠضبت عليا يا مسعد وأخويا يونس زعلان مني اوي 
وجاتلك فرصة من دهب تصلح ده كله
ازاي
روح لأمك ارمي في حجرها الشبكة الدهب اللي رجعتلك وقولها حقك عليا ياما انا كنت غلطان والدهب كله اهو مش بس الغويشة اتصرفي فيه زي ما يعجبك واختاريلي العروسة المناسبة وانا مش هقول لأ بس ارضي عني وقتها هتفرح انك سبت خطيبتك لأن هي من البداية مش حاباها 
غمغم بشك تفتكر بس حكاية انها تشوفلي عروسة نقاوتها دي 
مالها ما انت اختارت يافالح وشوفت نقاوتك سيب امك تختار مهما كان ليها نظرة وهتجيبلك بنت حلال زي اخواتك 
طب ويونس
نفس القصة روح استسمحه واعتذر وقوله انك هتعتمد علي نفسك بعد كده صدقني امك واخوك مش هيهون عليهم يخاصموك كتير قلت ايه
هقول ايه مافيش قدامي طريقة تانية ادعيلي يامسعد 
ربنا ينور بصيرتك يا وائل واسمعها نصيحة مني ياصاحبي سيبك من شوية العاطلين اللي انت ملموم عليهم وركز في حياتك انت اخوك يونس بني البيت وكل واحد فيكم لقي شقة يوضبها ويسكن بدون إيجار كتر خيره لحد كده وضب شقتك وهات عفشك بشقاك والله هتحس بقيمة نفسك وقتها 
ابتسم ورمقه بامتنان أظاهر اني حتي اصحابي اختارتهم غلط ازاي ماكنتش قريب منك من زمان يا مسعد
كله بمعاد يلا روح بيتك واعمل اللي قولته وربنا يصلح الحال 
طرق بابها ودلف ناكس الرأس 
ما أن رآته حتى أعرضت عنه بناظريها فتقدم جاثيا أمامها ووضع علبة المصوغات قائلا سامحيني ياما انا غلطان والشبكة اهي رجعتها وفسخت خطوبتي مع شادية 
ثم بتردد وواصل لأ مش هكدب تاني بصراحة هي اللي فسخت الخطوبة وقالتلي معطلكش 
بنت ال هي كانت تطول ضفرك طب وديني لاروح ابهدلها هي وأهلها 
ابتسم لحميتها لأجله وقبل كفيها وقال تعيشي ياما والله انا الكسبان فعلا ماكنتش داخلة تعمر بيتي انسيها ياما ومن هنا ورايح مش هزعلك انتي واخويا تاني والله والشبكة اهي عايزة ترجعيها كلها ليونس موافق أنا هشتغل ومش هعتمد غير علي نفسي بعد كده والعروسة اختاريها انتي 
ابتسمت وجذبته لصدرها بحنان ربنا يهديك يا وائل وتبقي أحسن الناس كلها وبكره أجوزك تاج راسها 
يعني رضيتي عني 
أنا
عمري ما اغضب عليك ابدا ياغالي بس لازم تراضي اخوك كمان 
من غير ما تقولي والله كنت ناويها 
تنهدت ثم أعتراها الحزن ثانيا وهي تهمس بخفوت ياريته يرضي عني انا كمان 
وهو زعلان منك ليه منا خلاص مش هطلب منه فلوس تاني ايه علاقتك انتي
نظرت له بصمت وقالت
كل واحد فينا زعله بطريقته يا وائل ربنا قادر يصلح ما بنا تاني 
نوفيلا عيون معصوبة
بقلم ډفنا عمر
الحلقة الخامسة
الآن تدفقت الحياة في ثنايا وجوه صغاره وهم يشهدون عودة والدتهم إليهم كما عاد الدفء والاستقرار لحياته تجول معهم في بعض المراكز التسويقية وابتاعو بعضا من الأشياء التي استباحتها والدته من شقته وأسكنها بحقيبة سيارته ثم ذهبوا ليتناولوا العشاء في مطعم أنيق عائدين بعدها يحملون معهم ما جلبوه صعدوا لشقتهم التي تعلوا شقة والدته بطابقان 
أثناء صعودهم وثرثرة البنات المازحة حولهما تخدش سكون البناية بينما كف يونس يحتضن أنامل زوجته بحب وسعادة متلهفا لخلوة وصال تروي شوقه لها ظهرت والدته أمامهم مشرعة بابها تدور في وجوه الجميع لم يغيب عن ناظريها عناق كف ولدها بزوجته وفرحته هو وصغاره التي خبؤ بريقها قليلا وهم يطالعوها كما لاحظت بريق أخر لإسوارة تحوط معصمها يبدو أن ولدها حاول بكل الطرق إرضاء زوجته لتعود إليه 
ترقب يونس بقلق رد فعل رضوى

تمني ألا يحدث بينهما صدام يعكر صفوهم خاصتا أمام بناتهم الصغار يكفيهم ما عاصروه طيلة الفترة الماضية من جدتهم 
أنا عاملة رز بلبن حلو أوي تعالوا دوقوه هيعجبكم 
نكس رأسه بحزن لا يعرف ماذا يفعل يود تلبية دعوتها لكن يهاب ردة فعل صغاره وزوجته أن يرفضوا بفظاظة لن يتحمل هذا هم بقول شيء ما يلطف الأجواء فقاطعه مبادرة أبرار بقولها 
شكرا يا تيتة بابا أخدنا أحنا وماما

انت في الصفحة 6 من 7 صفحات