حين التقيتك ساره مجدي
كبير ليبتسم الطبيب و قال باستسلام
على العموم حمدالله على سلامتك أحنا هننقلك غرفة عادية دلوقتي
و توجه إلى الباب و قبل أن يغادر قال
أنا هبلغ الشرطة أنك فوقت علشان كانوا عايزين ياخدوا أقوالك فى الحاډثة
حين غادر شعرت هدير باهتزاز هاتفها داخل حقيبتها فأخذت جانب بعيد و أجابت فاطمة قائله
أيوه يا فاطمة طمني زينب و بكره ان شاء الله هتيجوا تزروه
في أيه يا هدير
أنزلت الهاتف عن أذنها و قالت و الدموع تسيل فوق وجنتيها
أبويا راح البيت لأخواتي و أمي وقفت قصاده و طردته
أشتعلت النيران داخل عيون جعفر الذي نظر إلى قدميه بعجز و هو يقول پغضب كبير و عصبيه
صرح جعفر بصوت عالي و كأنه أسد يزأر و قال
لتشهق من جديد و هى تضع يديها فوق فمها و الدموع ټغرق عينيها ليقول هو سريعا
أستعجلي الدكتور خليه يطلب الشرطة بسرعة لازم آآمن البيت باللى فيه بسرعة يا هدير
أومئت بنعم عدة مرات و تحركت تغادر الغرفة و عادت بعد عدة دقائق هادئة تماما وقفت أمام السرير تقول و عيونها بالأرض
و تحركت تقف بعيد دون أن تنظر إليه و دون أن تضيف شىء آخر قطب جبينه بسبب حالة الهدوء والصمت والخجل و عدم النظر إليه و كاد أن يقول شىء إلا أن صوت طرقات على الباب و دخول الممرضين يقوموا بتجهيزه لنقله إلى الغرفة الأخرى جعله ينتظر لكن عينيه كانت ثابته عليها هى لم تنظر إليه لم تتحدث بشىء
حتى أنتهوا مما كانوا يفعلون و غادروا الغرفة لينادي عليها
قربي منى يا هدير
عايزك تبصيلي ترفعي عينك فى عيني تطمنيني أنك جمبي و معايا ترجعي تقولى ليا كل
رفع يديه ليضعها خلف رأسها و هو يقول بصدق و حب كبير
أنت و أخواتك كل عيلتي و أنا هحافظ على عيلتي بروحي و دمي و إللى حصل مش ذنبك و لا ذنب أخواتك
و إللى غلط يتحمل نتيجة غلطه و أنا مابقتش عاجز يا هدير مش علشان كام كسر خلاص بقيت قليل الحيلة لا متقلقيش كله هيبقى تمام و أنت و أخواتي و أمي هتفضلوا بخير طول ما فيا نفس
و كان هو ينظر إليها و بداخله ڼار ڼار رجولته التي تتألم من أجل إمرأته لن يقبل أن يكون الخۏف هو إحساسها و هى جواره حتى لو زحف ليصل لفتحي و يقتص منه لكي يشعرها بالأمان
بيتي النهارده كان هيتعرض للسړقة أرجوك أنا محتاج للبيت و لأهل بيتي حماية واضح أن إللى عمل فيا كده كان قاصد و كان مخطط للموضوع أرجوك يا حضرت الظابط أحمي أخواتي و أمي
تحفز الضابط بشده و قال
شاكك فى حد معين
هز جعفر رأسه يمينا و يسارا ثم قال
ماشوفتش حد و معرفش العربية و وقت الحاډثه كل تفكيري كان أن محدش يأذي مراتي أو أختي الصغيرة
أختك و لا أخت مراتك
قالها الضابط باستفهام ليقول جعفر بإقرار
أخوات مراتي و أمها هما أخواتي و هي أمي هما عيلتي إللى ربنا أكرمني بيهم بعد سنين وحده أنا مليش حد غيرهم هما كل دنيتي
أومىء الضابط بنعم بتفهم خاصة حين لمح تلك الدمعة بعيون هدير و نظرة الحب الكبيرة و دعم ذلك بما سمعه من الطبيب عن ما حدث
فى غرفة الرعاية
وقف الضابط و هو يقول
حمدالله على سلامتك
و قبل أن يغادر قال جعفر مستفهما
طيب و عيلتي إللى في خطړ دى
نظر الضابط إليه و قال بأقرار
متقلقش هنوفر لهم حماية و للبيت كمان
شكرا لحضرتك
شكره جعفر ليغادر الضابط لتقترب هدير سريعا وقالت
علشان خاطر زينب
قطبت جبينها بعدم فهم ليقول بابتسامة صغيرة
ه و هو يقول
لكن حق إللى عمله فيهم و إللى عمله فيا هيدفعه غالي أوى أوى يا هدير
لا تعلم ماذا تقول أو كيف تشرح ما تشعر به الأن أنها تحتاج ألف عين حتى تراه جيدا وستحتاج ألف قلب حتى تعشقه جيدا
كم أصبح كبير بنظرها و كم زاد فضله و فاض حتى أنها لا تعلم هل تستحقه هل فعلا شىء جيد فى حياتها يجعل الله يكافئها بشخص كجعفر قلب كبير و رجل حقيقي يكفى وجودها جواره حتى تشعر بالأمان
كان الأطفال يجلسون حول والدتهم ينظرون بسعادة و عدم تصديق
و نظرة عيونهم التي تحكى فخر و سعادة كبيرة بما قامت به والدتهم من أجلهم و أيضا أن يتم الله شفائها على خير كانت نظرات
بدريه أيضا تحمل الكثير من السعادة و القوة و أيضا حزن كبير يسكن أعماقها
قالت ببعض الإرهاق
قوم يا علي أنت و حسام أتأكدوا أن كل الأبواب و الشبابيك مقفوله كويس منعرفش أبوك ممكن يعمل أيه
تحرك الولدين سريعا لتنفيذ ما قالته والدتهم و أنكمشت فاطمة جوار والدتها كل هذا و زينب صامته تماما عيونها دائما دامعه و الجميع يشعر بالخۏف من ذلك الصمت
وقفت بدريه خلف الباب و قالت
مين بيخبط
بوليس
فتح على الباب ليجد ضابط شرطة و عسكري كان ينظر إليهم بتفحص حتى وقعت عيونه على حسام الذى يمسك بالتمثال بشكل دفاعي ليبتسم الضابط و هو يقول
الأستاذ جعفر بلغ أن فى حرامي دخل البيت و إحنا سألنا الجيران و أكدوا أنهم سمعوا صړيخ من بيتكم و شافوا حد خارج من البيت بيجري علشان كده طلب حراسه ليكم و للبيت
ثم أشار إلى العسكري الذى يقف خلفه و قال
مصطفى هيفضل قدام البيت لحد ما نمسك الحرامي و نعرف هو مين
فهمت بدريه أن جعفر لم يبلغ عن حنفي و خاڤت أن ينطق أحد الأولاد بأسمه فابتسمت بشكر و قالت
كتر خيركم أحنا فعلا كنا خايفين
ثم نظرت إلى أولادها و قالت
يلا كل واحد فيكم على أوضته تقدروا تناموا و أنتوا مطمنين
ثم نظرت إلى الضابط من جديد و قالت
أنا عارفة أن حضرتك عايز تعرف منهم إللى حصل بس هما أطفال و من ساعة إللى حصل خايفين أوى
أومىء الضابط بنعم ثم قال
مفيش مشكلة حضرتك ممكن تحكيلي إللى حصل
أبدا أحنا لقينا حركة فى المطبخ و لما العيال راحوا يشوفوا فى أيه لقوا واحد متلتم داخل من باب المطبخ و لما شاف علي زق الواد على الأرض و طلع يجري ساعتها فاطمة بنتي خرجت تصرخ فى الشباك علشان الجيران يلحقونا
قالت له ببعض القلق و التوتر ليومىء بنعم ثم قال
أحنا ان شاء الله هنمسكه و متقلقوش مصطفى هيكون موجود ديما لحمايتكم
هزت رأسها بنعم ليغادر الضابط حين قال مصطفى
بعد إذنك عايز كرسي
اااه طبعا يا إبني ثواني
ثم ندهت على علي يحضر كرسي و يخرجه لمصطفى و أخذت زينب من يد فاطمة و قالت لها
أعملى كوباية شاي للعسكري
تحركت فاطمة لتنفيذ كلمات أمها حين أمسكت بدريه الهاتف تتصل بهدير تخبرها بما حدث
أنت أغبى خلق الله و بسبب غبوتك دى هتضيعنا وتحط الحديد فى أيدينا
صړخ مفتاح فى وجه فتحي پغضب كبير لينظر فتحى أرضا و هو يقول
أنا نفذت كلامك بالحرف بس ولاد وقفوا فى وشي و مش عارف جايبين القوة و الثقة دى منين
ضړب مفتاح قدميه بقوة ثم وقف يقول و هو يتحرك ذهابا و إيابا
لازم نلاقى خطة بديله لازم نتحرك بسرعة
نفخ الهواء پغضب و عيونه تشتعل بداخلها نيران الڠضب الموجهه لفتحي و نيران الكره لجعفر
و ڼار بقلبه من بقاء هدير بجوار جعفر أكثر من ذلك
و أقسم من داخله أن يجعل جعفر ېصرخ كالنساء و يترجى و يتوسل أن يرحمه و لن يرحمه
يتبع
الفصل العاشر
فى صباح اليوم التالي استعد الجميع للذهاب الى المستشفي كما اتفقت بدريه مع هدير حين اتصلت بها بالامس و اخبرتها بكل ما حدث و طمئنتها على ماقالته للضابط
انتهى الجميع و توجهوا الى الباب ليقف العسكري حين رأهم وقف سريعا و هو يقول
انتوا رايحين فين
رايحين نزور عمو جعفر فى المستشفى
قالها حسام بفرحه ليقول مصطفي بأقرار
طيب انا كده لازم اجى معاكم
اقتربت بدريه خطوه و قالت موضحه
يا ابني احنى هنروح المستشفى و نرجع على طول البيت ده امانه فى رقبتنا كفايه ان صاحبه فى المستشفى كمان يطلع يلاقي بيته مسروق احنى هنعرف نتصرف لكن البيت لا و بصراحه هو اهم مننا
ايوه يعني ايه يا حجه انا مش فاهم
قالها مصطفى باستفهام و عدم فهم لتقول هى بابتسامه
صغيره
خليك هنا يا ابني و احنى هنروح نزور جوز بنتي و نرجع على طول
ثم اشارت لفاطمه التى اقتربت منه و هى تقول
اتفضل ده الفطار
اخذه منهم شاكرا ليتحركوا جميعا و صعدوا الى السياره التى ارسلتها لهم هدير من تلك التطبيقات المنتشره و المعروفه و كان هو يقف جوار السياره حتى صعدوا بها جميعا
ثم عاد مصطفي يجلس فى مكانه يتناول الطعام بهدوء و استمتاع
و دون ان ينتبه الى من يراقب المكان بتركيز شديد
خرجت هدير من الحمام مباشره الى باب الغرفه امام نظرات جعفر الذاهلة و الغير مستوعبه لحركاتها منذ استيقاظها نظراتها له المشاغبه و التى تجعل قلبه يقفز كطفل صغير يلعب فى حديقه واسعه تملئها الفراشات و الزهور الجميله المميزه
انتبه انها تنظر الى الخارج و تشير لاحد بالاقتراب
هل هى زينب ابتسم بسعاده لمجرد ذلك الخاطر فكم هو قلق على تلك الصغيره و يؤلمه قلبه من اجلها كثيرا و يؤلمه قلبه كثيرا كلما تذكر ان الحاډث حدث امامها و شاهدته بكل تفاصيله
اغمض عينيه لثوان ثم فتحهم حين سمع صوت حنون يقول
الحمدالله على سلامتك يا ابني
ابتسم لها فى نفس اللحظه التى ركض فيها حسام و علي و فاطمه تجاهه يبكون و كل منهم
بعد عده ثوان ابتعدوا الثلاثه و هم يقولون فى نفس واحد
الف سلامه عليك
ابتسم لهم و هو يقول بصوت ضعيف
الله يسلمكم يا حلوين طمنوني عليكم عرفت انى سايب ورايا وحوش
ضحك علي و حسام بفخر و قالت فاطمه
متقلقش اسد فى ايه
ليضحك الجميع لكن عينيه توقفت على عيون الصغيره التي تنظر اليه بصمت و هى فى حضڼ والدتها ترفع كف يديها فى اشاره لم يلاحظها غيره انها تريد قربه تريد ان ترتمي بين ذراعيه ليقول بأبتسامه خاصه بها فقط هى من يعتبرها قطعه منه ابنته الذى لم ينجبها
زينب
لتبكي الصغيره و هى تلوي فمها بتلك الطريقه المميزه للاطفال تلك الحركه كفيله ان