روايه براثين اليزيد
أخرى ولا يدري ولكن أبتعد عن التفكير بأي فتاة أخرى ووضع أمام عينيه ميار ليرى هل هو منجذب إليها يحبها أم ما الذي يحدث
ثم يوم بعد يوم يتذكر حديثها من الصغر أفعالها ونظراتها تصفح صورها عبر مواقع التواصل وجد نفسه لا يشبع من النظر إليها والتفكير بها كثير من المشاعر تجتاحه لن يستطيع أن يعبر عنها ولكن هو الآن أخذ قرار وسينفذه قبل أن يحدث شيء ېخرب كل ما أراده كما السابق
أنا عايزه اتجوز ميار بنت عمي نصر
نظر والده إلى زوجته باستغراب شديد عاقدا ما بين حاجبيه بشدة وزوجته مثله ثم سأله قائلا باستنكار
مرة واحدة كده طب بالراحة علشان أفهم
مفيهاش فهم يا حج أنا عايز اتجوز ميار بنت عمي نصر تبقى مراتي وأم عيالي ايه الصعب في ده
وقفت والدته على قدميها ثم أطلقت ما يسمى زغروطه لتعبر عن مدى سعادتها بما قاله ابنها بينما ابتسم والدها باتساع ثم تحدث من جديد
اللي أقصده إنك يعني جبتها مرة واحدة كده
بصراحة لأ يعني أنا كنت بفكر في الموضوع من زمان وخدت قرار خلاص وقولت أعرفك علشان تشوف هنعمل ايه
هنعمل ايه هنطلبها من عمك طبعا
صاحت والدته بسعادة غامرة وهي تتقدم منه لتحتضنه
ألف مبروك مقدما يا حبيبي هيوافقوا إن شاء الله
أجابها وهو يبادلها العناق بسعادة وابتسامة هو الآخر متمنيا بداخله
أن توافق كما قالت والدته
الله يبارك فيكي
وقفت السيارة أمام البوابة الداخلية لمنزل عائلة الراجحي سريعا خرجت منها لتتوجه إلى عشها الصغير في هذا المنزل البغيض على قلبها ولكن قابلتها يسرى أمام الباب في الخارج احتضنتها بشدة معبرة عن مدى اشتياقها إليها
بادلتها مروة ولكن ليست بنفس هذه الحرارة ف بداخلها ما يكفي لتكن الأن بين يدي طبيب نفسي أجابتها بجدية
وأنت كمان وحشاني معلش هطلع ارتاح شوية الطريق تعبني
نظرت إليها يسرى باستغراب ودهشة فهي لم تكن هكذا يوما ولكن تحدثت مبتسمة ببلاهة
آه آه طبعا اتفضلي
أبتعدت عنها مروة بعد أن ألقت نظرة عليه خلفها وهو يقف عند السيارة ينظر إليها ثم سارت إلى الداخل سريعا وهي تتمنى بداخلها أن تصل إلى الغرفة بسلام
هي مالها تعبانة ولا ايه
أجابها بجدية هو الآخر لا يريد أن يظهر ما يحدث بينهم لأحد
آه الطريق تعبها
سار إلى الداخل معها ثم دلف إلى والدته في مطبخ المنزل ذهب إليها ثم عانقها بشدة ومهما حدث وبدر منها تظل والدته وحنانه بهذه الحياة تظل منبع الأمل والحب بالنسبة إليه تحدث بهدوء وهو يشدد على احتضانها
استغربت والدته حالته هذه فهو دائما كان يسافر بالشهور بعيد عنها ويأتي يسلم عليها كما المعتاد ولكن الآن اختلف شددت هي الأخرى على أحضانه وتحدثت بحنان مس قلبه
وأنت كمان ياحبيب أمك وحشتني
أبتعد عنها بهدوء وهو يبتسم ابتسامة باهتة فسألته بعد أن وضعت يدها على وجنتيه
مالك يا حبيبي فيك ايه
تعبان تعبان أوي ومحدش
راحم
اقتربت منه والدموع تكونت خلف جفنيها ثم تحدثت بحنان ولهفة
بعيد الشړ عنك من
ماذا تريد من قلب لم يرى منك إلا الحزن!
مر أسبوع بعد عودتهم وكأنه سنوات شعر بأنهم لم يكونوا أيام قليلة غفا بهم بل كانوا سنوات تمر ببطء شديد بسبب تجاهلها له ومعاملتها الباردة معه حاول بكل جهد أن يتحدث معها في أي شيء ولكن دون جدوى لا يقابله منها سوى البرود والهدوء التام حاول أن يفعل كل ما كان يفعله في السابق ليجعلها ترضى ولكن تقابله بالتجاهل وإذا أجابت تجيب بأن ليس هناك داعي لما يفعله!
لقد ارهقه ما حدث يعلم أنه مخطئ من جميع الإتجاهات وهذه ليست المرة الأولى التي يخطئ بها معها ويقول كلمات لا تليق بامرأة
نقية كهذه ودائما تسامحه على أخطائه ولكن هذه المرة صعبة للغاية وهو مهما حدث إنسان يطمع في المسامحة فبعدها عنه بهذه الطريقة البشعة يقطعه إلى أشلاء مصغرة رؤيتها بهذا البرود تجاه الجميع ونظرة الحزن لا تفارها يجعله يود قتل نفسه لما تسبب به ولكن هو لا يستطيع التحكم بغضبه ليس له حيلة في ذلك هو أحيانا يخطئ بحق نفسه عندما يكن غاضب ولا يستطيع التعديل على هذا الأمر
ولكن بعد ما حدث قطع وعدا على نفسه أنه سيحاول جاهدا أن يتخلص من هذه العادة السيئة فقط لأجلها والآن عليه أن يفكر ماذا سيفعل مع مروة حياته ليقضي على هذا التجاهل الآتي منها وتعود زوجته المرحة المحبة إليه
ولكن هناك ما يشغل تفكيره أيضا! لماذا لم يتحدث معه عمه أو فاروق هل صرفوا نظرهم عن هذا الموضوع عندما وجدوه متعب ولا يستطيع التحمل أكثر أم أنهم ينتظروا لتتحسن الأمور أم ماذا
على أي حال هو يعلم
نظرت إليه بجدية وهي تراه مثبت أنظاره عليها وكأنه شارد بها وبجمالها الذي لم يلاحظه سوى الآن تحدثت بجدية سائلة إياه
اشمعنى دلوقتي يا تامر وليه أنا ولا علشان مروة خلاص اتجوزت
اعتدل في وقفته ثم وضع كوب العصير على حافة سور الشرفة الذي يقفون بها سويا تحدث هو الآخر مجيبا إياها بجدية
ميار أنا صحيح كنت بحب مروة لكن من وقت ما اتجوزت فعلا وهي بالنسبة ليا شيء تاني خالص بنت عمي وبس ولو قربت أكتر يبقى
أختي يمكن كمان أنا كنت معجب بيها بس مش بحبها أنا لو بحبها فعلا مكنتش رضيت بالأمر الواقع حتى لو ھموت
زفر بهدوء ثم قال مرة أخرى مسترسلا في الحديث
أنا لما فكرت بجد وحكمت قلب وعقلي سوى ملقتش غيرك قدامي تكوني مراتي صورتك جت قدام عنيا ومش مفرقاني حاسس أني مش عايز أبعد عنك أبدا ومش عايز حد تاني يقربلك أنا بجد عايزك يا ميار
كلماته مست قلبها بشدة ولكنه يعاني في الحديث يخرجه بصعوبة هذا ما تراه لما ذلك ولكن أيا كان الأمر الأهم الآن أنه هنا لأجلها هي فقط
تحدثت متسائلة بجدية وهناك ابتسامة تزين ثغرها
يعني مروة فعلا بالنسبة ليك أختك
والله العظيم مروة أختي وبس طب أقولك قدام ربنا تحرم عليا زي أمي وبنتي وأختي ها ايه تاني
نظرت إلى الأرضية مبتسمة بسعادة غامرة وقد كان قلبها قارب على الإڼفجار داخل أضلعه بسبب كثرة نبضه من الفرحة ولكن لما تنسى أهم شيء تريد معرفته نظرت إليه مرة أخرى وتحدثت سائلة بجدية
هسألك وتجاوبني بصراحة
أومأ إليها بهدوء كدليل على الموافقة لتكمل هي قائلة
أنت عملت حاجه لمروة بعد ما اتجوزت بعتلها رسايل مثلا
أبعد نظرة عنها وتطلع على المارة في الخارج لا يدري ما الذي يقوله! يقول أنه أراد تخريب حياتها صمت لبعض الوقت ثم قرر أن يقول كل شيء ليبني هذه العلاقة على الصدق نظر إليها مرة أخرى وتحدث قائلا
آه بعتلها الرسايل اللي كانت بتوصلها مني لما يزيد اتجوزها وخلاص كده مقدرتش أعمل حاجه حسيت أنه كسبني في جوله مصارعة مثلا وكان نفسي أنه يطلقها لما يشوف الرسايل دي كنت بتعمد ابعتها في وقت هو معاها فيه بس محصلش كده بالعكس حبوا بعض تدبير ربنا أنا في الوقت ده السکينة كانت سرقاني بس أنا بحكيلك أهو علشان مش عايز اخبي أي حاجه ونفتح صفحة جديدة ومستعد أجاوب على أي سؤال هتسأليه
صمتت لبرهة ثم دون سابق إنذار داهمته بهذا السؤال
أنت بجد عايزني
ابتسم بهدوء شديد فيبدو أنها لا تقتنع بسهولة أردف قائلا بمرح وسعادة
والله العظيم عايزك أنت يا ميار يا بنت عمي نصر وعايز اتجوزك واخلف منك كمان دستة عيال
تشكلت حمرة الخجل على وجنتيها يبدوا أنها وراثة عن هذه العائلة سألته مرة أخرى محاولة مداراة خجلها
من امتى
من أول مرة اتكلمنا فيها عن أن في حد حواليا عايزاني أهو الكلام ده من شهور بس منستش كل يوم بفكر فيه علشان أخد قرار صح لأن دي مش هتكون حياتي لوحدي
لا تريد أكثر من ذلك حقا فقد اكتفت وما فعله في السابق لن تتذكره أبدا
هو الآن تامر فقط تامر
الذي تعشقه فوق العشق عشقا
نظرت إليه بخجل وسألته مبتسمة
تفتكر بابا وافق
ضحك بشدة على كلماتها وهذه النظرة التي تحملها إليه ثم قال بمرح
لأ هو عمي نصر وافق من ساعة ما دخلنا البيت أصلا
أجابته بضيق محبب وابتسامة لا تستطيع إخفائها
يا رخم
قلب الرخم وعيون الرخم وروح الرخم
على الكلمات أن تقطع هنا ولا يتحدث أحد نهائيا فهو أصبح لها حقا وينتظر الموافقة منها عليها أن تنظر إليه بحب وتبادله إياه لتنعم بكل ما هو أمام شاشة التلفاز تطالع ما يعرض أمامها بهدوء بينما هو يجلس داخل غرفة النوم على الفراش ممدد قدميه ويضع عليهم حاسوبه الخاص ويبدوا من تركيزه أنه يعمل استمعت مروة إلى صوت هاتفها الذي صدح بالمكان وقفت على قدميها وتقدمت للداخل حيث هو متواجد ورأت الهاتف جواره على الكومود تقدمت منه ثم أمسكته وذهبت لتقف أمام باب الشرفة من الداخل حيث كان الجو بارد
أجابت مروة مبتسمة بهدوء بعد أن وضعت الهاتف على أذنها
ميار حبيبتي عامله ايه وحشاني أوي أنت وبابا
استمعت إلى الأخرى تهتف بحماس ولهفة
وأنت كمان والله يا مورو وحشاني أنت اللي عامله ايه
أنا الحمدلله كويسه أوي
أجابت الأخرى بسعادة غامرة وفرحة مسيطرة عليها
يارب دايما يا حبيبتي أنا كنت عايزه اقولك على حاجه
استغربت مروة حديثها فسألتها سريعا مضيقة ما بين حاجبيها
في ايه
ابتسمت ميار وتحدثت بهدوء محاولة السيطرة على تلك الفرحة التي اجتاحتها
تامر ابن عمي جه واتقدملي النهاردة
ايه تامر
احتلت الصدمة كيانها تامر و ميار منذ متى وكيف ولما هي تعلم الآن فقط هل هذا حقا أفكار كثيرة داهمتها وتوقفت عندما استمعت لحديث ميار
ايوه تامر يا مروة اتقدملي النهاردة كان هنا هو وعمي ومرات عمي وأنا موافقة
ابتسمت مروة سريعا بعد أن وضحت الصورة أمامها من جميع الزوايا بعد أن استمعت لها وتحدثت قائلة بابتسامة
عريضة
ألف مبروك يا روحي بجد ألف مبروك ربنا يتمم بخير اوعي تعملوا حاجه من غيري
ابتسمت ميار من جديد وتحدثت بحماس قائلة
مستحيل طبعا بس أنا قولت لبابا يديني شوية وقت وأول ما اخليه يرد عليه هكلمك تيجي
ألف مبروك أنا فرحت أوي أنت وهو تستاهلوا كل خير
حبيبتي يا مورو ربنا يخليكي وعقبال ما أشوف ولادك أنت ويزيد كده
محت ابتسامتها فور استماعها لتلك الكلمات الغير مناسبة بالمرة لذلك الوقت والمواقف الذي تمر بها على طريق الرحلة