السبت 23 نوفمبر 2024

نجمه ليلي بقلم ساره مجدي

انت في الصفحة 8 من 10 صفحات

موقع أيام نيوز


التى لامست قلبها و اراحتها و لو قليلا
وقف وادار وجهه الى سور الشرفه و استند بذراعيه عليه و هو يقول 
خلاص يا نجمه هانت كلها يومين و كل حاجه تخلص و اوعدك ان اللى جاى هيبقا زى ما انت عايزه و بس 
كانت تنظر الى ظهره و هى تستمع الى كلماته و بداخلها احساس قوى يزداد مع كل كلمه و كل حرف ... حتى انه يزداد من كل نظره منه او حركه و التفاته ... احساس الثقه و الأمان . 
مر يومان و ها هى ترتدى ذلك الفستان الذى ارسله لها فريد ضمن مجموعه كبيره من الملابس الجديده التى تليق بأبنه عائله الزيني .... وقفت امام المرآه تنظر نظراتها بها الكثير من القوه و الصلابه اكتسبتها منه رغم انها توقن بميراثها فى طباع والدها كما اخبرها فريد من قبل 

انتبهت من افكارها على صوت هاتفها 
و دون ان تنظر الى الاسم تعلم جيدا من هو 
اجابت بهدوء ليصلها صوته القوى ذات الطابع الحنون 
العربيه وصلت تحت البيت 
هنزل حالا 
اجابته بصوت مرتعش ليقول هو بقوه حانيه 
مټخافيش انا فى ظهرك .... و البلد كلها هتكون فى استقبال بنت سليم الزيني ... يا بنت عمى 
نظرت الى صوره والدها التى تتوسط الحائط بجوار صوره والدتها و قالت بقوه
و انا مش هتأخر عليهم 
كان العمل بالبلده على قدم وساق ... الكل يستعد لاستقبال ابنه العائله التى لم يسمع احد عنها من قبل و لكن حين يأمر فريد الزيني بشىء لابد ان ينفذ و افضل مما يريد 
زين البيت الكبير بأكمله بثوب الفرحه استقبالا لابنه الغالى الغائبه التى عادت و أخيرا لحضن عائلتها 
صعد فريد إلى غرفه والده  
و وقف عند الباب ينظر اليه بنظرات لا يفهمها سوا خالد فقط 
الذى لا يستطيع التحرك او الكلام 
اقترب فريد من والده و جلس على الكرسى المجاور له و وضع قدم فوق الاخرى و قال بهدوء 
عارف مين اللى جاى البيت النهارده 
لم يتلقى اجابه و هو يعلم ذلك جيدا ليكمل هو بهدوء 
انا أقولك مين اللى جاى ... و مش بس كده لا ده انا كمان اشتريت ليك بدله جديده علشان تكون فى شرف استقباله 
ارتفعت همهمات خالد ليقرب فريد وجهه من وجه والده و قال 
طبعا لازم تكون فى استقبال نجمه .... بنت عمى 
لتجحظ  عينيى خالد پصدمه و يعلو صوت همهماته الغير مفهومه و ايضا زادت ارتعاش جسده حتى ان الكرسى تحرك بقوه ليقع على احدى جوانبه ارضا و كذلك خالد 
كان فريد يشاهد كل ذلك بعيون بارده وظل هكذا لعده دقائق ... ثم وقف بهدوء شديد اوقف الكرسى و حمل والده بهدوء شديد و وضعه على السرير و بدء فى تبديل ملابسه و هو يقول 
النهارده يوم الحساب .... النهارده كل الحقوق هترجع لاصحابها .... النهارده عمى و مرات عمى هيرتاحوا فى قبرهم 
انتهى مما يفعله و عاد يحمل والده من جديد و وضعه فوق الكرسى ..... و هو يقول بابتسامه صغيره 
بقيت جاهز لاستقبال بنت اخوك ... و مرات ابنك كمان 
ثم عدل بدلته و خرج من الغرفه بهدوء كما دخل تارك خلفه فيضان من الڠضب يأكل والده من الداخل كالمړض العضال يأكل جسد الانسان من الداخل اللى الخارج و يتركه چثه هامده 
وصلت سياره نجمه الى بدايه البلده اوقف السائق السياره على احدى جوانب الطريق و اتصل بفريد يخبره و يعلم منه الأوامر الذى يجب عليه اتباعها 
طلب فريد منه الانتظار لعده دقائق ... و بعد مرورهم وجد السائق ثلاث سيارات تشبه خاصته و يعرفهم جيدا يقتربوا منه وقفت احدهم امامه و اثنان خلفه 
و بدء ذلك الموكب الصغير يتحرك فى اتجاه بيت عائله الزيني 
كانت نجمه تفرك يديها بقوه ... من كثره التوتر و القلق ... تشعر من داخلها پخوف كبير يجعل معدتها تتلوى آلما .... لكنها كانت تحدث نفسها بإنها تعيد حق والديها و انها لابد ان تكون قويه كوالدها 
حاولت التفكير فى اى شىء اخر الا ان عقلها بدء يعيد عليها مشهد السيد صادق حين حضر الى البيت قبل رحيلها و طلب منها التوقيع على بعض الأوراق ... دون ان تعلم ماذا بها ... و من شده قلقها لم تسأله 
الآن تسأل نفسها ما هى تلك الاوراق و تلومها على التوقيع دون ان تقرأها او تفهم على ماذا تحتوى 
حين وصلت السيارات امام بين الزيني كان فريد و والدته و اخته يقفون فى استقبالها 
ترجلت من السياره حين فتح لها فريد الباب و عيونه تحمل الكثير من التشجيع ... فى نفس الوقت بدأت الفرقه الشعبيه فى الضړب على الالات و ايضا رقص بعض الاطفال و تصفيق الرجال و النساء .... سارت بجانبه تنظر الى البيت الكبير بمشاعر مختلطه .... لا تستطيع تحديدها 
لكنها موقنه من خۏفها القوى ... ان تلك المواجهه هى الفاصله فى حياتها 
لم تتوقع استقبال والده فريد التى ضمتها بحنان و هى تقول 
نورتى بيتك يا غاليه يا بنت الغالى 
لم تستطع ان تجيبها بشىء فى وسط دهشتها  
و ذات تلك الدهشه حين اقتربت منها رباب تحتضن ذراعها بقوه و هى تقول 
و أخيرا بقا فى بنت تانيه معايا فى البيت الطويل العريض ده ... الاوضه بتاعتك هتكون جمب اوضتى و 
ليقاطعها فريد و هو يقول 
لا يا رباب ... انا و نجمه هنتجوز النهارده ... و من النهارده مكان نجمه فى اوضى اللى هتبقا اوضتها 
تلونت وجنتيها بالاحمر القانى من كثره الخجل خاصه مع تهليل رباب و والدتها التى بدأت تزغرد بسعاده و فرحه .... اشار لنجمه بالدخول الى البيت و حين عبرت من البوابه الكبيره وقفت مكانها تنظر لذلك الجالس فوق كرسى مدولب جسده يرتعش بأكمله ويبدوا على وجهه علامات الالم 
ظلت تنظر اليه و بداخلها احاسيس مختلطه بين شفقه و ڠضب كره و عطف 
دفعها فريد بلطف و هو يقول 
اعرفك عمك خالد 
ثم نظر الى والده و قال بابتسامه صفراء
نجمه بنت عمى سليم يا .... بابا 
بدء خالد يزوم بصوت عالى لتتراجع نجمه الى الخلف پخوف ... ليمسك فريد بيديها ثم نادا بصوت عالى على حارس البوابه و السائق و قال 
رجعوا خالد بيه على اوضته 
ثم نظر الى نجمه و قال 
اتفضلى يا نجمه علشان تنورى بيتك ... و كمان تسلمى على تيته وفيه 
و مروا جميعا خلف بعضهم و مباشره الى غرفه وفيه التى كلنت تنظر الى الباب بعيون مشتاقه 
و حين فتح الباب و ظهر فريد الذى ابتسم لها بسعاده ثم وقف جانبا لتظهر تلك الفتاه الصغيره التى تجمع بين جمال والديها بشكل مميز يجعلها حقا فتاه مميزه فتحت ذراعيها على قدر استطاعتها 
ظلت نجمه تنظر اليها و الدموع تتجمع فى عيونها و هى تتذكر وصف والدها لجدته بأنها حنونه صاحبه قلب كبير اكثر من احب والدتها و رحب بزواجهم 
لم تشعر بقدميها و هى تركض لتختبىء داخل احضانها تبحث عن رائحه والدها هناك ... بين حنان يشابه حنانه الذى لم ترتوى منه الا قليلا 
و كانت وفيه تضمها بقوه واهيه ... و دموع عينيها ټغرق وجهها ... و هى ټشتم بها برائحه الغائب 
رغم انها فقدت سليم حفيدها و عاصم ابنها الا ان جحود عاصم و قسوه قلبه تجعلها تتمسك بشوقها لسيلم صاحب القلب الابيض و الذى عانا و ذاق فراق الاهل و الوحده 
ظل المشهد ثابت لعده دقائق حتى قطعه فريد بأقترابه منهم و هو يقول  ببعض المرح
ايه يا جدتى خلاص لاقيتى نجمه هتنسينا كلنا 
ابتعدت نجمه عن احضان جدتها و هى تمسح وجهها من اثار الدموع لتقول وفيه بصوت متهدج 
عمرى يا ابنى ما اقدر انساكم ... كلكم حته من قلبى  
لتقترب سميره من مكان وقوفهم و هى تقول 
سيبيلى مرات ابنى شويه بقا ... الناس قربت توصل و المأذون كمان  
نظرت نجمه الى فريد بقلق ليبتسم لها و هو يقول 
يلا يا بنت عمى علشان تجهزى و متقلقيش كل اللى اتفقنا عليه هيتم 
شعرت بالاندهاش من حديثه عن اتفاقهم امام الجميع و كان هو يقصد ما افهم عائلته عليه ان يتم عقد القران بعد ان يسلمها كل حقوقها 
ذهبت مع سميره و رباب الى غرفه فريد الموجود بها كل ما ستحتاجه 
و بدأوا فى مساعدتها فى ان تكون اجمل عروس تليق بفريد الزيني
و فى المساء كان جميع اهل البلده تتجمع فى سرادك  كبيره واحده للرجال و اخرى للنساء مشترك بينهم ممر  واحد و تم لغرض فى نفس فريد لا احد يعرفه غيره 
خرج الاثنان من باب البيت الكبير تحت نظرات كل اهل البلده و والده الذى كان ينظر اليهم بشړ و ڠضب 
لكن ليس بيده شىء يقوم به .... 
اوصلها الى مكانها فى وسط سردك النساء و توجه الى مكانه ليبدء الاحتفال بين الاغانى الشعبيه و الزغاريد و كانت نجمه تشعر بالاندهاش من كل ما يحدث حولها و كل هذا الكم من السعاده و الدفىء ... كانت تفكر لما حرمت من كل هذا الاهتمام  و الحب طوال حياتها و ماذا كان ذنبها 
سارت بجانبه و خلفهم والدته و اخته حتى وصلوا الى باب السردك لينظر اليها بابتسامه صغيره لتأخذها والدته و اخته و دلفوا الى السردك الخاص بالنساء و توجه هو الى سردك الرجال 
و حين جلست نجمه على الكرسى المخصص لها  همست رباب بجانب اذنها لتنظر الى الجهه الأخرى  لتجد فريد يجلس على كرسى يشبه الخاص بها  ينظر اليها بابتسامته المميزه عادت بنظرها الى النساء بعد ان تلونت وجنتيها خجلا 
و بعد عده دقائق ... صمتت الموسيقى التى كانت تملىء المكان و بدء صوت الشيخ الذى يستعد لعقد القران 
و بعد ان قال كل ما لديه سألها قائلا. 
نجمه سليم تقبلى الجواز من فريد خالد  
وضعت رباب بين يديها الميكرفون لتقول بخجل 
ايوه 
ليبدء فى عقد القران بعد ان وضع فريد يده فى يد والده كوكيل للعروس ...
 

انت في الصفحة 8 من 10 صفحات