الخميس 28 نوفمبر 2024

ضراوه عشق بقلم دهب عطيه

انت في الصفحة 39 من 89 صفحات

موقع أيام نيوز

من الاريكة امام صنية الطعام تبعت إياه بهدوء وجلست بجواره 
نظر لطعام الذي كان عبارة عن دجاجة محمرة وارز وشوربة دجاج وبعض البطاطس المقرمشة 
دث المعلقة في طبق الارز وبدأ بالاكل بصمت 
راقبته عن قرب ولاول مرة يجتمع كلاهما بهذا الشكل وهذا الهدوء وكان الحړب انتهت او آجلة لا تعرف ولكن الهدوء والمسالمه في علاقتهم جميلة و ناعمة
يكاد يذوب جسدها من تامله وهدوئه لهذا الحد 
قطع قطعه من الدجاجة ووضعها في طبقها وتجنب النظر لها فقط قال بفظاظة 
كلي ياوعد انا مش هطير 
اسبلت عينيها بحرج كيف رآها لقد كان منشغل بطعامه هل يتظاهر مخادع بارع حبيبي 
الخبيث !! 
شعرت بشيء ساخن وقع على مئزرها الحريري فوصل ببساطة لركبتها تاوهت وهي تبعد المئزر عنها ولاحظت ان شرودها سبب سكب ما بالمعلقه على ركبتها 
نهضت وهي تبعد المئزر عند البقعه الساخنه 
نظر لها عمر بأستغراب 
مالك ياوعد قومتي ليه نظر لبقعة الماء على مئزرها فقال بهدوء 
محصلش حاجه اقلعيه 
هتفت بتردد 
لا يعني 
رفع حاجبه باستفهام 
هتقعدي كده 
قالت بحرج
وارتباك
ااه لا يعني هروح اجيب واحد تاني 
امتقعت ملامحه وهو يقول ببرود 
على فكره ياوعد انا جوزك ومش حرام تقعدي قدامي بأي حاجه اين كان يعني اللي تحت الروب 
آآه بس وجدته يقترب منها ويحل تلك العقدة ويترك مئزرها يقع أرضا 
ظل يحدج بها للحظه يتامل كل جزء بها ك حلاله لن يحرمها على نفسه فتلك المرأه حلم تحقق في وقت رفض السعي خلفه
اي قدر جمعهم الآن بغرفة واحده مغلق بابها عليهم 
لم يقدر احد بابعادهم عن بعض حلالا له وحلال لها 
المرتابه سمعها تقول بحنق وحرج 
على فكره بقه مينفعش تبص كده 
رد عليها بوقاحة 
ليه ببص على حاجه مش حلالي 
بلعت ريقها وهي ترى لمعة عينيه تتزايد بعبث غيرت مجرى الحديث وهي تقول بحرج 
مش هتاكل 
رد بهدوء وعيناه تحدق بها اكثر 
شبعت كملي انتي اكلك 
لا انا كمان شبعت 
متاكده هزت رأسها بنعم فمسك يدها واجلسها على الاريكة وهو يقول بصوت رخيم امر 
كلي ياوعد 
فرقت مابين شفتيها ونظرت له بعدم استيعاب 
اشار على الطعام وهو يقول بأمر 
كلي خلصي طبقك على الأقل 
وانت 
قال وكانه أب يدلل ابنته ويرضي اياها 
بمحبه 
هاكل معاكي يلا 
تناولت طعامها بجواره وكان طعم الطعام اشهى من اي يوما مضى بحياتها فقط لوجوده كانت ټقتل الصمت بينهم ببعض الأحاديث الهادئه وهو يشاركها
الحديث 
تشاركان الفراش بدون ان يبدي هو اي كلمة او تعترض هي على تلك المشاركة بل بالعكس شعرت 
بالأمان بقربه كانت بينهم مسافة كلا منهم يولي ظهره للآخر الظلام يحل الغرفة ولكن الضوء الخاڤت يداعب الظلام ويطغي على قواتم لونه قليلا 
سمعت تقلبه لناحية الأخرى 
بم بل تتوسل للنوم ان ياتي 
ويخلصها من تلك المشاعر التي تجتاح جسدها 
ببطء اين سياتي النوم وهي بجوار عمرو من تخدع يترى حبيبها وقح من الطراز الأول الوقاحة 
تنهض وتجلسه مكانها 
اخيرا نطقت بوجه متورد ڠضبا وخجلا  
عمرو 
اغمضت عينيها بضعف تاركه له حرية ما يفعله شاعره
بلذة 
هتف بصوت هامس متردد امام وجهها 
وعد انا انا عايزك 
اغمضت عينيها وهي تجده يقترب منها 
انتظرت وعد على احر من الجمر قربه مرة اخرى 
ظلت تتبادل النظرات معه بحرج هو يتابعها باعين منتظره متلهفه وهي ترمقه بنظره متردده 
لم تجد للكلام سبيل او معنى في تلك اللحظة كل ما فعلته انها قربت بافعالها اكمل مابدأت به لا تتركني 
كان عرض سخي منها مفاجئ له فسكوتها لوهلة
اشعره برفضها له ولكن بعد تلك الخطوة اصبح المكان عبارة عن ملحمة من المشاعر المتبادلة لكنه
كان الأقوى في تعبير عن شوقه لها 
ظنت انه سيبتعد ويتركه ولكنها تفاجئت به ياخذها بين و جبهتها ويمسد على شعرها ولاول مرة تشعر بالأمان مع رجل وهذا الشعور ليس جديد معه فقد اعترفت به كثيرا من قبل لكن وسط تلك اللحظات الجميلة التي عاشتها انغرس في قلبها نسل مسنن شيء اكتشفته لن تنكره ! نزلت دمعه ساخنة منها على شعر
بها ولانه يعلم سببها صمت وهو يرفع عينيه لسقف الغرفة تارك لها حرية البكاء كما تمنى منذ ان عشقها 
اغمضت عينيها وانسابت دموعها وهي تقف في شرفة الغرفة تنظر للبعيد بوهن لم تذق طعم
النوم منذ ليلة أمس كانت ليلة معسولة لكن 
التعمق بها يشكل مرارة حادة 
في ليلة امس شعرت انها مع رجلان احدهم يحبها ولاخر يكرهها وينفر منها كانوا نقيضان ارهقان قلبها وشتتان عقلها 
كلما شعرت بنفوره تحاول الابتعاد فيجذبها بين الضعف والحب بترجي ويقترب بحميمة وحب مخدر إياها ثم يقترب ثم تشعر بنفوره كانت تحترق ببطء بجواره ولكنها كانت كالمسحوره بقربه حبها يشفع له ورصيد صبرها كان اكثر من المستنزف على يداه
وبرغم كل شيء كانت اجمل اللحظات لكن النقيض بهم احساسها انه ينفر منها هل حقا يشعور بنفور لأجل زوجها من هشام 
سيكون مختال ان فكر بتلك الطريقة ولكنها تعذره 
فلو كانت مكانه
لو بمكانه لن تنفر منه ستغار لكن لن تنفر ! 
هزت رأسها بتعب وهي لا تعرف مذاق النوم ولافكار تعيد نفسها بداخلها والألم يزيد والحب يداوي اياها
ويشفع للحبيب فمحي الماضي بداخله يتطلب
صبر ومعافره منها 
ممكن ان تكون تتوهم تتوهم ليس إلا هل في تلك الأشياء الحساسه توهم ! 
صباح الخير 
إبتسمت بتردد 
صباح النور 
اي اللي مصحيكي بدري كده 
هزت راسها ببطء وهي تنظر لساحة الخضراء بحزن 
انا منمتش أصلا ياعمرو ادارها إليه وهو يواجه عينيها قائلا بقلق 
مالك في حاجه تعباكي امبارح انا كنت ا
بترت جملته بحرج وقالت بجرأه 
شكلك ناسي اني كنت متجوزه قبل كده  
نظر لها بعتاب ونفور واضح ثم قال بصوت
كالثلج البارد 
لا فاكر وكويس انك بتاكدي عليه 
زفرت بحنق وهي تجلس على مقعد في شرفة 
قالت بتردد 
عمرو ممكن نتكلم شوية 
جلس امام عينيها بصمت وهو يقول بذات النبرة 
هنتكلم في إيه 
بلعت مابحلقها وهي تقول بحرج 
الموضوع حساس بس لازم نتكلم طالما يخصنا احنا الاتنين 
نهض من على مقعده احضر سجارته وعاد واشعلها وهو يجلس مكانه وقال بعد ثوان 
انا سمعك اتكلمي 
فرقت بيدها وهي تترجم الكلام بعقلها قبل خروجه 
إمبارح كنت كنت متغير وكانك عايزني ومش عايزني في نفس الوقت رفعت وجهها الاحمر إليه
فوجدت عينيه ثاقبة تتابعها بدون ان تختفي النظره 
اخرج دخان سجارته وهو يقول باستفسار 
ليه حسيتي بكده يعني لو مش عايزك ليه هقربلك من الأول 
اعتصرت عينيها بحرج وقالت بصعوبة 
انت مش قادر تفهم كلامي ياعمرو 
قال
عمرو بخشونه واستفهام 
فاهم كويس بس انتي بتوهمي نفسك 
هتفت سريعا بيقين حزين 
دا مش وهم انت پتكرهني ياعمرو 
تبادلا النظرات لبرهة قبل ان يقول بهدوء 
ليه خدتيه بشكل ده 
جفلت عن الحديث عن عمد وهي تقول بتبرم 
دا اللي واضح  
استرسل بنبرة بديهة 
الواضح بنسبه ليه ان مفيش حاجه اسمها كره مابينا ولو في عمري ما هفكر اتجوزك نهض عن مقعده وهو ينهي هذا النقاش الثقيل 
هتفت وعد من خلفه 
مش هتقدر تكدب إحساسي 
استدار لها وهو يحدج بها بنظرة غريبة قبل ان يكمل طريقة لداخل الحمام مغلق الباب عليه تاركها جالسه على مقعدها ترفع راسها للسماء بعينان غامتان بحزن
ويأس دفين 
سارت بجواره لداخل الشركة وسط وتهنئات الجميع
والهتفات المباركة لهم 
ابتسم بالباقة وهو يسلم على بعض الرجال بينهم
وهي تسلم على نهى والباقية 
هتفت نهى في اذن وعد 
طمنيني الجواز حلو رمقة صديقتها وهي عاقدة الحاجبين فبادلتها الاخرى غمزة ممزاحه هزت وعد رأسها وهي تهز رأسها بايجاز همست نهى لها مرة اخرى 
شكلك مش مبسوطه 
لا عادي ارجعت خصلة من شعرها وهي تنظر لعمرو الذي منغمس مع الجميع متبادل الاحاديث والضحك 
مطت شفتيها بحنق وهي تتذكر اعتراضه وتملكه 
عليها من يوم ان اصبحت زوجته وزاد التحكم 
حنقها اكثر صباح اليوم حين اعترض على ما ترتدي 
وسالها باستفهام وقتها وعينيه الثاقبتان كانتى 
على صدرها البارز جزءا منه 
انتي خارجه كده 
نظرت الى ماترتدي من بنطال جينز وبادي توب أبيض عليه سترة جينز ملائمه للون البنطال 
عادت بعينيها له 
ااه هخرج كده ماله لبسي 
مال عليها قليلا بعصبية 
مال لبسك انتي بتسالي ياوعد 
نظرت له بعدم فهم وتشدقت باستفسار 
ايوا ياعمرو بسأل في إيه مالك 
واضح ان المنظر دا عادي مسح على وجهه بنفاذ صبر وهو يتابع بأمر 
غيري الهدوم دي لو سمحت ولبسي حاجه محترمه 
قالت بتبجح 
وماله ده ماهو محترم اهوه 
نظر لجزء محدد وهو يهتف بوقاحة 
فين الاحترام ده وانا شايف كله قدامي 
تورد وجهها ڠضبا وهي ترفع السترة قليلا 
بتزحلق يعني هي مش كده وبعدين انا لبسه جاكت و  
تبقي تقفليه 
نظرت لسترة بدهشة 
اقفل إيه انت شايف في زراير الموضه كده على فكره 
تافف بملل واضح من النقاش المستمر وعدم خضوعها لم يطلبه منها قال بسأم 
ايان كان اللي بتكلمي فيه البسي حاجه محترمة عشان اتأخرنا 
لا انا هخرج معاك كده وبعدين انا عمر مافي حد ادخل في لبسي 
انا ادخل انا جوزك 
عقدت ذراعيها وهي تمط شفتيها باستهجان معلقه 
سبب كافي عشان تتحكم في حياتي 
دي مش حياة دي قلة آدب 
مسمحلكش لوحت بيدها بتلقائية فالقى عليها نظرة قاټلة جعلتها تنزل يدها وتلتزم الصمت هدر بأمر 
ادخلي غيري مستنيكي تحت حاجه مقفوله ومش قصيرة 
زفرت بصوت مسموع لعله يتراجع عن تلك الأوامر
الخانقة ولكنه لم يعرها اهتمام وخرج وتركها تدب الارض بمنتهى العصبية 
حين نزلت بثياب اخرى عبارة عن بنطال جينز كحلي وقميص أبيض كانت انيقة واجمل من السابق 
لجت لسيارة بوجها ممتقع وعينان غاضبة 
ابتسم عمرو برضا وهو يرمقها بنظرة شامل
ثم همس بجوار اذنها 
كده احلى همهمت بسخرية برغم من سرعة خفقات قلبها 
المهم رضاك وعاد لمقعده وهو يقول 
بنبرة توصل القشعريرة لجسدها 
طول مانتي جمبي انا راضي صمت برهة ثم نادها بدون ان ينظر لها 
حبيبي نظرت نحوه بقلب يخفق بسرعة تفوق السابق ساد الصمت لثوان قبل ان يقول بهدوء 
اربطي حزام الأمن انطلقت السيارة وهي تعقد الحزام حول خصرها ووجهها ېصرخ ڠضبا وشوقا
له اسبوع ركض من حولها وهم على نحو البعد
يسيرون يتشاركان الفراش البارد وكلا منهم 
يولي ظهره للآخر وكان نيران الاشتياق تأبى الاقتراب منه ام هي فتتغذى على صبرها
ببطى تشتاق لأقل شيء تعشقه به 
اهذا كثير عليها منه 
فاقت على صوته وهو يقول بجدية 
يلا ياوعد الاجتماع بدأ 
نظرت له وهي تقول بهدوء 
مين هيحضر الاجتماع 
سار بجوارها وهو يمسك ملف عمل ويتفحصه 
انا وانتي وموظفين الإدارة ثروت الاباصيري عنده اجتماع تاني في مكتبه  
اومات له وهي تدلف لمكتبه والاعين الجالسة على طاولة الاجتماعات تتربص لاقل حركة تخرج منهم 
حتى جلسان سويا فبدأ الجميع النظر بملفاته بجدية 
وبدأ عمرو بالحديث مع العميل في امر ترويج إعلان
لشركة معروفة من خلال الدعاية الخاصة بهم 
اعطاه عمرو ملفا به عدة صور لعارضات أزياء 
وقال بعملية 
بما اننا اتفقنا على الفكرة وتوقيت استلام الشغل وشكل ديزاين اللي هيضاف معاه صورة الموديل اللي هتقوم بالاعلان تحب بقه اضيف الموديل اا 
قاطعه الرجل وهو ينظر نحو وعد باعجاب 
انا شايف ان الموديل هتكون وعد هي انسب واحده 
للمشروع ده 
ابتسمت له وعد بمجاملة ناعمة وهي تقول بإمتنان 
شكرآ بجد ياجمال بيه دي خطوه مهمه اني اكون وجه اعلامي لشركتك 
تحدث الرجل ببشاشة 
متقوليش كده جمالك وتلقائيتك وشهرتك المعروفه في المجال ده تخليني انا الكسبان وواثق ان الاعلان هيكسر الدنيا وصورتك على المنتجات هتزيد ارباح الشركة 
اسلبت وعد عينيها بخجل من تلك المجاملة الحارة 
فما كان عليها ان قالت ببساطة 
This kindness of you هذا اللطف منك بانتظار النجاح 
رد عليه الرجل بتفائل 
ان شاء الله ودا اللي انا متوقعه وانت اي رايك ياستاذ عمرو نظر نحو عمرو الذي كانتى عيناه مثبته على وعد بقتامة مظلمه مخيفة تكاد ان تبتلعها بمكانها انتبهت وعد لحديث الرجل
38  39  40 

انت في الصفحة 39 من 89 صفحات