ضراوه عشق بقلم دهب عطيه
للخلف بحنق كلما اتت ذكرى تركه
لها تبغض ضعفها وحاجتها له الآن وكانها لاول مره تشعر بالحب
دلفت للمطبخ وفتحت المبرد لاخذ قنينة من الماء البارد ارتشفت منها ثم انزلتها وهي تنظر لنافذة المطبخ حيث الظلام الدامس الذي يداعبه بعض الاضاءة الخاڤتة تنهدت بملل وهي تمسح فمها
بظهر يدها حين خرج وتركها لم يعد حتى الآن
بتمثلية وخداعه لها
ضحكت هازئه يبدو ان الجو هنا غير ملائم لذا قرر البحث عن الملائم في الخارج !
نظرت لم ترتدي كانت ترتدي قميص اسود من قماش الدانتيل عليه بعض الورود الوردية يشبكها اوراق خضراء أيضا من نفس القماش قصير لفوق ركبتها
الهادئ لقد عاد! بعد ان تعب من تسكعه في
الخارج حتى منتصف الليل
كانت ستتجاهل الظهور امامه وتنتظر حتى يصعد ثم تسبقه بعد فترة من البحث عليها فحتما سيفعلها
ببساطة بعد ان يجد الفراش بارد وهي غير متواجده به في ساعة متاخرة كهذه
سمعت صوت رنين هاتفه ولا يزال يقف في البهو اقتربت من المكان قليلا لم يراها خلفه ببعض سنتيمترات فكان يوليها ظهره وهو يرد على الهاتف
واول ماسمعته يخرج من فمه بتافف وسأم واضح
رفعت حاجبها واشټعل جسدها بنيران الڠضب والغيرة وهي تتابع مايحدث يعينين غائرتين منتظرتين لنهاية
تحدث عمرو بهدوء
ايوه اتجوزت الخبر حقيقي مش اشاعات
صړخت دارين به من الناحية الاخرى وقد فقدت السيطرة على نفسها
حقيقي يعني إيه طب وانا وحبي ليك و
سمعته
يجفل عن عمد وهو يقول
نزلت دموعها من الناحية الاخرى وهي تقول بتوسل
لا ياعمرو متقولش كده انت كنت دايما بتديني امل بكلامك ومعاملتك واهتمامك بيه متنكرش
هز راسه وهو يقول بمصدقية
منكرش اني حولت بس مقدرتش
قالت دارين بحسرة
قال عمرو بهدوء شديد الصلابة
انا عارف انا بقول إيه كويس يادارين انا قولتلك حاولت اقربلك وحبك بس مقدرتش وفي نفس الوقت مدتكيش وعد بحاجة
مش محتاج وعد تاني كفاية عليك المدام
زفر بضيق وهو يقول بملل
انا مضطر أقفل
لوت شفتيها متهكمه وهي تقول باستفزاز
مضطر ليه خاېف المدام تسمعك وانت بتكلمني في اول يوم جواز ليكم مع ان من صوتك واضح انك مش مبسوط من جوازك منها إيه مش قادرة تفهمك زيي
صاح باسمها بخشونة وتحذير
دارين
لم تجفل من صراخه بل تكلمت بمنتهى الوقاحة
بلاش تنكر الحقيقة لولا وجودها في حياتك كان زمانك معايا ولا ناسي انك يوم
ما قربتلي نطقت إسمها وانا في إيه
هتنكر اللي كان هيحصل مابينا
اخبرها بصوت كالجليد المسنن
لا مش هنكر بس اللي حصل مابينا ده تنسيه كانت لحظة ضعف وراحت لحالها
شهقة اخترقت اصول الصمت بعد ما سمعته منه كانت الجملة الاخيرة فوق تحملها تعني الكثير وتحكي الاكثر والخيال الواسع برماديتاها الڼارية تصور لها الصورة كما يجب ان تكون بعد كلماته الأخيرة
الټفت عمرو لها في ظلام فقط الانوار الخاڤتة تجعله يرى تلك العينين اللتين يملئ عمق لونهم التحقير والوهن ولمعة الدموع تهدد بالسقوط امامه
انزل الهاتف وهو يرفع احد حاجبيه قائلا بنبرة مندهشة قليلا
وعد بتعملي اي هنا
ظن من وجهها الغاضب انها ستنفعل او تبكي ولكن كل مافعلته هو ابتسامة باردة القتها عليه قبل ان
تندفع وتصعد للأعلى وتترك العنان لدموعها بعيدا
عن بنيتان قاسيتان داهمتان حياتها فقط لتاخذ
ذرة الحياة الاخيرة المتبقية لديها !
صړخ قلبها الذليل بوهن
كفى جراح فقد تاقلمت على الۏجع كفى ارجوك كفى
البارت السابع عشر
سارت بخطى واسعه نحو باب غرفتها وبرغم من صوته الخاڤت والڠضب باسمها ينادي حتى تقف مكانها لم تعره اهتمام وتجهت لمكانها منذ الصغر
كادت ان تغلق الباب فوجدت قدمه تعرقل غلقه
صاحت پحده وهي تمسح دموعها قبل ان يراها
عايز إيه سبني في حالي
دخل الغرفة وجذب ذراعها مخرجها منها وهو يقول من بين أسنانه
انا حالك ! تعالي معايا ومتسمعيش حد بينا
لكزته في ذرعه القابض على رسغها وهي تسير معه بالقوة هتفت پغضب هائل
ليك عين تكلم بعد اللي سمعته انت جايب البجاحه دي منين سيب ايدي
رد باستفزاز
من بعض ما عندكم
امتقع وجهها هي تنظر له بازدراء دفعها لداخل غرفته مغلق الباب بالمفتاح عليهم استدار لها وهو يسألها
ببرود
كنتي بتعملي اي تحت بتصنتي عليه !
شقت جانب شفتيها إبتسامة هازئه وهي تقول بمقت
بتنصت عليك لا دي الصدفه بس اللي خلتني اكتشف خېانتك ليه مش اكتر زي الصدفه اللي
خلتني اكتشف خېانة هشام قبلك
احتل وجهه الاحمرار الغاضب وهو ينظر لها بتحذير
اسم ابن الميجيش على لسانك تاني وبعدين ازاي تشبهيني بيه
ردت وعد بإستنكار
وانت فرقت إيه عنه كلكم شبه بعض
بلع مرار الكلمات وهو يتشدق بدهشة
لدرجادي كرهتيني
اسلبت وجهها وهي تتفقد البساط تحت قدميها ثم رفعت عينيها وقالت بجفاء
انا محبتكش عشان أكرهك
لوى شفتيه مكفهرا معلقا باستهجان
ولله كلك ذوق
ساد الصمت بينهم للحظات قبل ان ترفع عينيها وتجده يحدق بها بنظرة غريبة تجرأت تلك المرة
وسائلة بنبرة جامدة
بتبصلي كدا ليه
مستني رد ببساطة فما كان منها إلا ان ترفع حاجبها وتدقق بملامحه بعدم فهم اكمل عمرو بهدوء عكس لهيبه
مش هتساليني عنها ولا دي كمان مش مهمه عندك
لمسها الصوت المټألم بقوة شفقة عليه لبرهة
لكن حين اتت اعينهما تذكرت المكالمة
وكلماته الشبيهة بالمسنن الحاد على قلبها
هسأل عن إيه كل حاجه واضحه قدامي
تحدث بثقه وهو يحاصر عينيها
محصلش بينا حاجه انا قربتش من واحده غيرك
ارتجف جسدها عند هذا الاعتراف وزاغت عينيها بعيدا عنه بتوتر
سمعت صوته يقول بهدوء مترجي
بصيلي ياوعد
عادت بعينيها إليه فقال بصدق مټألم وهو يفصل الخطوات بينهم
انا مش خاېن ياوعد انا مقدرتش اشوف غيرك حتى بعد ماسبتيني حاولت مع دارين وغيرها
بس مقدرتش صورتك مفرقتش خيالي كل ماكنت
بحاول اقرب من واحده فيهم كنت بشوفك قدامي تريث برهة وكانه يبتلع شيء ثقيل في جوفه قبل ان يتابع بوهن
صدقيني ياوعد انا مخنتش الحب بس الحب هو اللي خاني
نزلت دموعها وهي تدقق بملامحه المشدوده برغم من كلام يحثي على ضعفه وحبه لها نعم تاكدت الآن انه احبها منذ زمن وهي ضيعته وجرحته بمنتهى الغباء وبسبب الماضي الحواجز بينهم تزايدت ليس واحد بل الكثير يفرقان هذا الحب ويعثران
ظهوره لهم
هتفت من بين اعماق الظلمات بكلمات لم تكن محسوبة
انت عايزني
عقد حاجبيه وهو ينظر لها بعدم فهم وكان وجهها جامد لا يعبر عن حربها وآلمها لأجله
رد عمرو بعد جدية ملامحها وانتظارها له
أيوه عايزك
قالت بصلابة
انا مصدقك ومستعده اسامح في اللي فات كله بس انت كمان توعدني انك هتسامح ونبدأ الحياة
من جديد
ليس الامر بهذه البساطة! تعلم ان لديها جولات
طويله مع نسيان الماضي والمه
منها ولكنها ستعافر معه ومع جراحه ستحاول مداوته وانقاذ المتبقي من عشقه لها حاربت مرة لأجل زواج
يستمر خوفا من اقاويل الناس اليوم ستحارب لأجل حب لن يعوض مهم بحثت في أرجاء الحياة لن تجده لانه نادر وحبيبها وقلبه يستحقون العناء لكن ليته يساعدها ولا يتركها وحدها بين ضراوة العشق !
قال ببطء وتردد
يعني مش هتطلبي الطلاق
وكانه طفل يخشى ان تتركه امه وحده في زحام للمره الثانية ويشعر پضياع الاشد ان تكرر الأمر تأوه قلبها وندم يزيد بداخلها كيف لها ان تترك هذا الحب وتخذله مره أخرى كما قال
انا لم اخون الحب هو من خانني!
قربت وجهها منه اكثر وهي تنظر له بعاطفة وندم
مش هطلب الطلاق ولا هبعد بس لو انت اللي طلبت ده انا
قاطعها هو واكمل بصدق
انا مش عايز حد غيرك
ابتسمت ابتسامة جميلة برغم الدموع في عينيها وهي تقول بنعومة
وانا كمان ياعمرو مش عايزه من الدنيا دي غيرك
مسح دموعها بيده وهو يقول بحنان
طب كفاية عياط ابتعد عنها بصعوبة محاول السيطرة على نفسه وتغير هذا الجو المأثر من حولهم فقد وصل لمرحلة جادة معها ! فتح خزانة الملابس وأخرج شيء مريح له متجنب النظر لها
سالته باهتمام
اكلت
هز رأسه وهو يقول باقتضاب
مليش نفس
ابتسمت بحنان
ممكن قعد معاك وفتح نفسك لو تحب
نظر نحوها باستغراب ثم علق بغرابة
مش متعود عليكي كده
لم تفقد البسمة من على شفتيها وهي تقول بصبر
لازم تتعود احنا لسه قيلين إيه
تشدق بعدم اقتناع
هننسى بس مفيش حد بينسى بسرعه ولا بيتغير بسرعة
ردت بصبر تدربت عليه لعامان واكثر
وانا معاك للآخر
نظر لعمق عينيها وهو يقول
هتتعبي
قالت بإيجاز
المهم النتيجة
رد بعدم تفائل
يمكن تخسري
برمت شفتيها وابتسمت من جديد بثقه
ويمكن الحب يشفعلي
استدار ودخل الحمام وهو يلعن نفسه هل كان يجب ان يعترف بحقيقة تأثرها عليه كان يود ان يالمها
ويظهر أمامها الخائڼ القاسې ولكن نظره حزينة من عينيها ليلة امس جعلته يسرد حقيقة زواجه منها
وخوفه عليها من الجميع بعد سفره واليوم وقف معه القدر وجرحها لكنه لم يستغل الصدفة بل لم يتحمل نظرتها له كاخائن وضيع فاعترف لها بحقيقة مكانتها بحياته حتى بعد تخليها عنه وفراقهم
لعامين اخبرها انه وفي لها حتى النهاية اي عشق جعله عاجز عن الاڼتقام منها اي عشق سيجعله يكمل معها صفحه جديدة وكانه مزق ورقة الماضي الأسود
سيظل واقفا يتابع ضراوة حربها من بعيد لن يتدخل
ولن يشارك سيظل يشاهد عن قرب طول صبرها على إسترداد عشقه لها من جديد بنفس الصفاء
والثقه !
حرب خاسرة ورهان بها يعد غباءا !
خرج من الحمام فوجد الغرفة فارغة كان سيخرج للبحث عنها لكنه فضل الإنتظار قليلا
طرق الباب كان غريب فكانها يركل من أحدهم اتجه إليه وفتحه فوجدها امامه تحمل صنية الطعام وعلى شفتيها ابتسامة هادئه
برغم من الدهشة من فعلتها لكنه لم يلبث كثيرا وهو يمد يداه لياخذ منها الصنية بحنانه المعهود
ابعدتها عنه وهي تقول بحرج
سبها ياعمرو وعديني بس عشان ادخل
سحب الصنية عنوة عنها وهو يقول بخشونة
اسمعي الكلام وسبيه عشان دراعك
ابتسمت بأمل وهي تنظر له ثم امتثلت له وتركتها
اغلقت الباب خلفها فوجدته يضعها على المنضدة وهو يقول بتعجب
انتي اللي حضرتي الاكل بنفسك
مطت شفتيها وهي تقول بحرج
الكدبه خيبه روحية ساعدتني
مط شفتيه وهو يقول بعدم اكتراث
كويس
هزت راسها بحرج وهي تقول بتردد
طب يلا عشان تاكل
نظر لصنية ثم لها وقال بهدوء
بس انا مطلبتش منك اكل
قالت بنبرة جادة
انت مكلتش من الصبح انت ناسي ان انت نازل وصنية الفطار زي ماهيه
رد بصوت رخيم
مش ناسي ومش ناسي كمان اني عرفت من روحية انها نزلت زي ماهيه وانتي مكلتيش
رفعت حاجبها بدهشة
انت معاك رقم روحية
شقت شفتيه ابتسامة صغيرة على ملامحها
المضحكه ونظراتها الثاقبة ولكنه رد ببساطة
حاجه زي كده
هزت راسها بتفهم وهي تشعر بمدى اهتمامه بها لدرجة تجعله يتواصل مع الخادمة لأجل الاطمئنان
على تناولها وجبات طعامها
اي رجل هذا عفوا اقصد اي كنز هذا !!
قالت وعد بخفوت
خلاص بما ان مفيش حد فينا كل من الصبح يبقا ناكل سوا دلوقتي
هز رأسه بتفهم وهو يقترب