ضراوه عشق بقلم دهب عطيه
فهو دليل حماقتها وتسرعها في الارتباط للمرة الثانية من شخصا لم تعرفه اكثر او لم تعرف إلا مظهر خارجي راقها
وعمرو كان يروقها بقوة وتتمنى الارتباط به وبدأ حياة افضل معه حتى قلبها تعلق به وأحبه بشدة
صعب الأمر عليها وكانها لم تحب يوما غيره !
استندت بكلتا يداها على حافة الحوض ورفعت عينيها الحمراء للمرآة وهي ترى صورة لنفس المرأه
بصمت والتي تكبح الان شهقاتها العالية حتى لا يستمع لها أحد لكن تلك المرأة تتالم اكثر من السابق وكان الضړبة الثانية اشد قسۏة من الاولى
بل لا توازن الف بل مليون بل رقم غير معروف
من الضړبة الاولى !
فتحت الصنبور وبدات ترطم وجهها الباكي بالماء والشهقات تخرج مع صوت الخرير العالي توقفت
الرمادي الذي اهداها إياه تذكرت جملته المبهمة
عيبك ياوعد انك بتثقي في ناس بسرعة اوي
تحجرت عينيها للحظه وهي ټلعن غبائها للمرة الألف فكان المكر والخداع واضح بجملته وهي غفلت بمنتهى البساطة عن ترجمة كلماته الباردة
لم تحتفظ به بعد الان كما تمنت فهو احد وصمات الخيبة الملتصقه بها
انهت ارتدى ملابسها وخرجت وهي مرتديه بنطال قماش مريح يصل لاخر الكاحلين عليه قطعه محتشمة بنصف كم مماثلة اللون باناقة ملابس
لوقتا طويل!
خرجت من الحمام فوجدت الغرفة مظلمه زفرت بحنق وهي تسير بين بصيص النور الذي اتي من
الحمام تفاجئت به يوجه كشاف هاتفه نحوها
تهتف بداخلها بغيظ
كان ممكن تسيب النور شغال بدل المساعدة الاوفر دي
لم تعلم انه اغلق الأنوار فقط ليخفي ملامحه عنها ويبعد ابصاره عن وجهها الباكي فهو سمع شهقات
بكائها العالي ومنع نفسه بالقوة من الدخول لها ولان ان راها لن يتمالك نفسه أمامها بعد تلك الحالة التي وصلت لها بسببه
نفض الفكرة پعنف وهو يغلق كشاف هاتفه بعد ان وصلت للفراش
دلفت لداخل الفراش وعينيها تترقرق بدموع
مره
أخرى هذا الحنان والاهتمام كان احد أدوات
الصيد الاكثر براعه في النيل منها
تنهدت بصوت عال وعنوة عنها خرجت شهقه عالية كتمتها بكف يدها وهي تترك لعينيها حرية البوح باوجاعها من خلال تلك المياة المالحه ولاجمال انها
بكمة لم يسمعها من يشاركة الغرفة الان
دقائق من البكاء والشهقات المكتومة وتكرار خداعه وخداع الاول وخيبة الامل في ان تاخذ من الحياة
ما تتمنى حماقتها في تصديق الجميع وعينيها التي لا ترى الا الظاهر غافله عن الباطن والصدمة للمرة الثانية بات شيء فوق طاقتها
تكره هذا الچنس لم يعطي لها إلا القهر والحزن والكره لنفسها والخزي من حالها
ممكن تبطلي عياط
سمعت صوته بعد زفرة ملل مقدمة منه
تكلمت من تحت اسنانها بمقت
ممكن تخليك في حالك انا مبعيطش
ولله تحبي أأيض النور ووريكي شكلك في المرايه
حد قالك اني عايزه ابص في المرايه خليك في حالك وسبني في حالي
رفع حاجبه في الظلام وهو يقول هاكما
خليني في حالي ماشاء الله لسانك بينقط سكر
صاحت بحدة
معلش استحمل شوية فترة قصيرة وهنطلق
هتف بايجاز مستفز
بعينك
هتفت بسأم
يبقى هخلعك
ساد الصمت بينهم للحظات ثم قال ببرود
نامي ياوعد نامي انتي شكل اعصابك تعبانه
اضاءة المصباح الخاڤت بجوارها وهي تقذف الوسادة عليه قائلة بهياجا واضح
ملكش دعوة باعصابي
فتح عينيها على اتساعهم وهو ينظر للوسادة الملقيه عليه پصدمة ثم اعاد النظر لها پغضب ضاري اخاڤ اصولها وارتجفت على آثاره بقوة
نهض من على الاريكة ثم التقط الوسادة من على الارض وتجه لها بوجها يتاجج بالڠضب
اغمضت عينيها بتلقائيه خوفا من تلك الملامح الغير مبشرة
شعرت بالوسادة توضع خلفها وجسدها يستلقي على الفراش اكثر بفعل يداه ثم انحنى وهي لا تزال مغمضة بتوتر وخوف منه
وهو يهتف بتحذير جاد
نامي ياوعد نامي ورتاحي وبكره نتكلم
كانت مغمضة العين بقوة ودموعها تنزل ببطء وهي تقول بكره
ابعد عني
هبعد بس بطلي عياط عشان خاطري
فتحت عينيها الحمراء ونظرت له ساخره وجوههم قريبه من بعضها
اعينهما تداهم بعضها بقوة
هتفت هازئة وسط حرب النظرات الحادة
عشان خاطرك انت مفكر ان بعد اللي عملته ده بقه ليك خاطر عندي
قال باختصار
اللي عملته ده هو الصح
هتفت هازئة
اي صح في انك تخدعني وتمثل عليه
زفر بملل وهو يقول بجزع
مش هنتناقش تاني احنا اتكلمنا في الموضوع ده اول مادخلنا
هتفت بمقت امام عينيه
تعرف اني بدأت اكرهك لا بدأت إيه انا بكرهك فعلا بكرهك ياعمرو بكرهكصړخت في وجهه
كالمچنونة فما كان عليه غير ان يرد عليه بصوت
مېت المشاعر
وانا اكتر
رفع الغطاء على جسدها وهي يبتلع مرارة كلماتها
ياريت تنامي وكفايه عياط
ابتعد عنها واتجه للاريكة ليستلقي عليها وهو يضع يده على جبهته متمعن بظلام الدامس حولهم
وكلماتها كالخڼجر في صدره ينغرز بقوة ويالمه بشدة
لكنه يأبى ان ېنزف أمامها يأبى ان يصل لاڼهيارها الذي يحسدها عليه فهي لها الصلاحيات ان تبكي
وتضعف ! لكن هو الضعف بذات ان دمعة عيناه !
داعبت الشمس عينيها زفرت بملل وهتفت بحنق وجفونها مغلقة
روحيه اقفلي البلكونه دي وخرجي
سمعت صوت خشن يرد
انا شايف ان كفايه عليكي كده قومي يالا
انتفضت في نومها بفزع فوجدته يجلس على الاريكة
ينفث سجارته ويتصفح شيء على هاتفه يبدو من هيئته انه استيقظ باكرا فيبدو مرتبا عكسها تماما
اثار النوم مطبوعه عليها شعرها مشعث عينيها حمراء منتفخة بعض الشيء اثار بكائها ليلة امس حتى داهمه النوم بعد فتره ليست وجيزه
لم يرفع عينيه عليها وهو يقول بهدوء
صباح الخير
اشاحت بوجهها عنه وهي تنهض بحنق لتدلف للحمام صفقت الباب مرة أخرى بقوة وكانه الرد على جملته
انها لا تزال غاضبة ومتمسكه بقرارها وعنادها الى آخره
هز رأسه وهو يعود للهاتف ليرى كم الاشعارات
الاتية له فخبر زواجهم انتشر بسرعة كما أراد
هذا
ترك الهاتف بعد فترة وجد طرق على باب غرفتهم اتجه إليه وفتح إياه اخذ صنية الفطور من الخادمة واغلق الباب بعد ان شكرها بلطف
وضع الطعام على منضدة صغيرة بجوار الاريكة ثم رفع عينيه على باب الحمام ليجدها تخرج منه كما
اعتاد ان يراها مرتبه انيقة رذاذ رائحة الورد منبعث بأنفه بلطف واستحياء
ظل ساعتين يتاملها وهي نائمة وحين يائس من استيقظها داعبها باشاعة الشمس وكانت هيئتها
الطبيعية عند الاستيقاظ اكتر فتنة من الآن يبدو
انه يعشقها بجميع حالتها وبذات تلك الحالات التي
تكن بها وعدلا عارضة الأزياء ذو الأنف المرفوع
في العال
وقفت تصفف شعرها بالمجفف وهي تتعمد تجاهله تماما وجدته بعد مدة يقول بهدوء
يلا عشان تفطري
استدارت له ببرود ثم لمحة صنية الطعام واعادة رماديتيها عليه وهي تقول بسأم
مش عايزه تقدر تفطر لوحدك
لازم تفطري معايا ولا عايزه الصنية ترجع زي ماهيه قدمهم
اغلقت المجفف وهي تمشط شعرها الأسود ثم برمت شفتيها قائلة بسخط
آآه انت بتعمل دا كل عشان كلامهم يعني
نظر لها ببرود وهو يقول بجفاء
امال هعمل دا كله عشان مهتم بيكي مثلا
برغم آلامها من تلك الكلمات المره قالت بجزع
متلبطش منك إهتمام
زفر بنفاذ صبر
طب يلا عشان تاكلي
قالت ببرود
لا
وعد
نظرت باتجاهه وهي تقول بعناد
قولتلك لا إيه مبتفهمش
في لحظة لا تعرف كم اخذت وهي تراه امامها يلوي ذراعها وهو يعيد كلماتها پعنف غاضبا
مين ده اللي مبيفهمش
تلوت بين يداه وهي تئن بۏجع
سيب ايدي هتكسرها آآه
ياريت اكسرها واخلص وبالمره اقص لسانك
اللي عايز قطعه ده
لكزته بيدها الاخرى وهي تقول بوقاحة
ملكش دعوة بيه ابعد عني ياخي آآه صړخت بتاوه وهي ترى يداه تزيد الضغط على ذراعها
بلاش تتحديني ياوعد وبطلي عناد وسمعي الكلام
من بين كل الألم المداهم لذراعها هتفت بجزع
اسمع الكلام ليه إيه اللي يجبرني اسمع كلامك بعد اللي عملته
تحدث من بين اسنانه بحنق
تسمعي كلامي عشان انا جوزك حفظي على شكلي وشكلك قدام الناس
صاحت بعناد
الناس دول اهلي ولازم يعرفو كل حاجه
قال عمرو بصرامة
مفيش حد ليه الحق يعرف اي حاجه بتحصل بيني وبينك انتي فاهمه دي حياتنا الخاصة وخط احمر لاي حد
تذوقت الكلمة بامتعاض معلقه بكبرياء
حياتنا لا انسى انا مستحيل اكمل معاك بعد اللي عملته
تكلم بغطرسة قاسېة
هتكملي ڠصب عنك مش بمزاجك
صاحت بانزعاج
قولتلك مش مجبورة على كده
قال بحدة جادة
لا مجبورة على الأقل قدام اهلك وبذات ابوكي ولا عايزه تسمعي كلام جديد عنك بعد ما طلقك
هتفت وعد بخزي
يقول اللي يقوله نظرته عمرها ما هتتغير من ناحيتي
نظر لجانب وجهها بازدراء وهتف بصلابه
لو الموضوع برمته مش فارق معاكي فهو فارق معايا اوي وشكل مراتي قدام الناس ونظرتهم ليها
تهمني انا مش هسمح اسمع اي كلمه من اي حد
عنك حتى لو كان ابوكي تركها وهو يتنفس
بصوت عال تخللت أصابعه شعره بقوة وهو ينظر نحوها بجدية
لو عايزه جوزانا ينجح قدام الناس اسمعي كلامي وبطلي عناد
ابتسمت هازئه وهي تقول بسخرية
ينجح قدام الناس وبنسبة لينا إيه هنفضل نمثل قدمهم كتير
مش كتير فترة
هتفت بصوت شاجن
فترة يعني هطلقني
هز رأسه وهو ينظر لها بقسۏة وبنبرة قاتمة قال
لا انسي موضوع الطلاق دا خالص انا مش هفرط فيكي ياوعد مهم حصل
تبادلا النظرات وكل منهم يحكي للاخر عن مدى اهمية الثاني في حياته لكن الألسنة تعجز عن التعبير
وكانها اصيبت في مقتلها ولا تجد حروفا تساعدها
وبرغم كل شيء قالت بتكبر
لو مش هطلقني يبقا هخلعك
ضحك ضحكة بعيدة عن اي مرح وهو يقول بوقاحة
هتخلعيني في اول يوم جواز لينا هتقولي للقاضي إيه مبيعرفش مثلا ! ياشيخه دا القاضي ذات نفسه هينحرج وهو بيقولك كنتي أصبري عليه شوية يامدام
نظرت له ببرود وهي تقول بنعومة مستفزه
لا متقلقش الامور اللي زي دي مفيهاش احراج
اقرب نجاح للقضية اني اخلعك بحكم شبابي اللي ھيدفن معاك
طب متيجي ناخد جوله قبل شبابك مايدفن
حاولت التملص منه وهي تقول بحرج ووجهها متوهج خجل
ابعد عني إياك تلمسني
تحدث بضراوة وهو ينظر لعينيها هازئا
واضح انك انتي اللي عايزه ټدفني شبابك بنفسك خساره الجمال دا كله يدفن من غير استعمال مسبق
ضړبة بيداها صدره بقوة وهي تحاول التملص من بين يداه
سبني ياعمرو وجدت ظهرها ملتصق في الحائط وكلتا يداها مرفوعه ومثبته فوق رأسها
بفعل يداه هتفت وعد من جديد بصوت ضعيف
سبني ياعمرو
متستفزيش رجولتي وبعدين تقوليلي في لأخر
سبني ياعمرو
لسه عايزه تبعدي عني
ايوة
وانا قولتلك مش هفرط فيكي حتى لو انتي عايزه تفرطي فيه للمره للمرة التانية ابتعد عنها خارج الغرفة بأكملها وهو في حالة غير طبيعية مابين بها والضعف الذي ظهر جزءا ليس ضئيل امامها ومابين ذاك وذاك هناك ڠضب ومقت لعشقها ولعڼته عليه !
تركت جسدها للأرض فجلست مكانها وهي بحالة من الضعف والحب والڠضب من تركه لها وهي بهذا الشكل اغمضت عينيها وهي تستجمع تلك اللحظة وارجعت شعرها