الأربعاء 27 نوفمبر 2024

روايه بقلم دعاء عبد الرحمن

انت في الصفحة 54 من 141 صفحات

موقع أيام نيوز

عنواني
أخذت تنصت إليه وهى تشعر أن المكان غير المكان والزمان غير الزمان وكأن الغرفة الصغيرة تحولت لسحابة هادئة تمضى بهما فى رحلة غير مماثلة إلى واحة هانئة ينفث الحب فيها عطره الفواح 
طرق عمرو باب حجرة المكتب الخاص بإلهام ودلف إليها مبتسما أبتسامة روتينية بعد أن ألقى التحية أشارت له إلهام بالجلوس وهى تتأمله متفحصة وارتسمت على شفتيها الأبتسامة المعتادة التى تغزوها كلما رأته ثم قالت بنعومة
أيه يا بشمهندس يعنى محدش بيشوفك
لم يستطع أن يغالب المزاح بداخله فوجد نفسه قائلا
وفيها ايه لما يشوفنى يعنى
قطب جبينها وقالت بعدم فهم
هو مين ده !!
رفع حاجبيه وهو يقول
محدش
أبتسمت وهى تضيق عينيها قليلا ناظرة إليه وقالت
ايه ده وكمان دمك خفيف 
وخضعت بنبرة صوتها وهى تردف
مش كفاية ذكى ووسيم وجذاب كمان دمك خفيف لاء كده مش هاستحمل
أبتلع عمرو ريقه وهو حانقا على نفسه وعلى دعابته هل أصبحت الدعابة تسرى فى دمه لهذه الدرجة فلا يستطيع وضع احاديثه فى نصابها الصحيح ومع الشخص الصحيح رآها تنهض من مجلسها وتقف خلفه وقالت 
عمرو أنا عاوزه اتكلم معاك شوية بره الشغل أنت بيبقى وراك حاجة بالليل
قالت كلمتها الأخيرة هذه وهى تلامس خصلات شعره
من الخلف مما جعله ينتفض واقفا وبحث عن مخرج مناسب لا يتسبب فى أنهاء حياته العملية من الشركة ولكنها لم تنتظره طويلا واعتبرت صمته تفكير فى الأمر فاقتربت أكثر لتحثه على الموافقة وتعده بما ليس له بل وليس من حقه بدنوها منه إلى هذه الدرجة حتى شعر بانفاسها من خلف أذنيه واشتم رائحة عطرها النفاذ تزكم أنفه رغما عنه لتوقظ بعض مشاعره الدفينة وشعر بدفء جسدها بملامسة ظهره وسمعها تقول بهمس كالفحيح
أيه رأيك نتعشى سوا الليلة
وفجأة فتح الباب ودلف صلاح فى عجلة
من أمره ولكنه توقف أمام ذلك المشهد عمرو واقفا فى توتروإلهام تقف خلفه مقتربة منه بشدة وقف جامدا ينظر إليهما ولكنها كانت فرصة سانحة وجدها عمرو للهروب بدون عواقب كما كان يفكر قبل دخول صلاح عليهما تنحنح وهو يتحرك فى اتجاه صلاح ووقف بجواره قائلا
طب استأذن انا علشان عندى شغل كتير
بمجرد أن خرج عمرو حتى قامت عاصفة إلهام الرعدية وظلت ترعد وتؤنب صلاح على دخوله بغير أذن وبغير ميعاد وضع صلاح الملف الذى كان يحتاج إلى توقيعها أمامها على المكتب وانصرف على الفور وتركها وسط حممها المتصاعدة وعاد لعمله 
فوجئ بوجود عمرو فى مكتبه ينتظره ألقى عليه نظرة عتاب كبيرة وهو يجلس خلف مكتبه ويتابع عمله بصمت وقف عمرو مدافعاعن نفسه وقال
متبصليش كده أنا والله ما عملت حاجة
رفع صلاح عينيه إليه قائلا
معملتش اه لكن سكت و اللى يسكت على الغلط يبقى مشارك فيه ومينفعش بعد كده انه يلوم اللى هيطمع فيه بعد كده نتيجة سكوته وزى ما بيقولوا السكوت علامة الرضا
قال عمرو بانفعال وهو يجلس 
أنا مكنتش ساكت أنا كنت بدور على طريقة مناسبة أهرب بيها من الموقف
الحكاية مش محتاجه تفكير يا عمرو أنت پتخاف على شغلك ومستقبلك أكتر ما پتخاف على أى حاجة تانية وأنا حذرتك كتير ونبهتك كتير بس أنت شكلك مش هتتعلم ببلاش اللى بيسيب الباب موارب يابنى مايزعلش لما يدخله منه شړ بعد كده
خرج عمرو من مكتب صلاح يضيق بنفسه ذرعا ولا يعلم لماذا يتهاون إلى هذا الحد هل كما قال صلاح فعلا هو ېخاف على مستقبله وعمله أكثر من خوفه من أى شىء آخر نفض الفكرة عن رأسه مستنكرا لها ولكنه لم يستطع أن ينفض تلك المشاعر التى عاشها والتى أستقيظت بداخله منذ لحظات فى مكتب إلهام فمازال يشتم عطرها النفاذ ومازال يشعر بلمستها لم يستطع أن يغالب هذا الشعور الذى يجتاحه فخرج فورا من الشركة عائدا لمنزله تصارعه مشاعر شتى وبدلا من أن يدخل منزله وجد نفسه يتوجه إلى بيت خطيبته قاصدا أياها سيلهى بعض من مشاعره بطلب تحديد موعد لعقد القران ولتذهب الخطبة إلى الچحيم 
وبعد موافقتها تم تحديد موعد عقد قران عزة وعمرو بعد أيام ليصبح فارس هو آخر من يتم عقد قرانه بينهما وفى هذه الفترة كان عمرو يتهرب من أى لقاء يجمعه بإلهام وكان صلاح يساعده على ذلك ويتصدر هو لأى عمل يتطلب وجود عمرو معها فى مكان واحد وجاء اليوم المنتظر وكان بسيطا كالذى سبقه تماما يجتمع فيه الأهل والأحبة والجيران فى منزل العروس ليتم عقد القران بينهم وبحضور الشاهدين فارس وبلال ويالها من مفارقة كانت فى يوم من الأيام تتمناه زوجا وها هو اليوم يشهد على عقد قرانها ويزيل عقدها بتوقيعه المميز 
أجتمعت بعض النساء فى الداخل ينشدون لعزة الأناشيد بقيادة عبير التى كانت قد تحسنت كثيرا بفضل تمارين بلال المكثفة ! كما كان يقول ويبدو أن ضميره هذا قد انعكس على حالتها النفسية كثيرا فلقد كانت تبدو كما لو كانت هى
53  54  55 

انت في الصفحة 54 من 141 صفحات