الأربعاء 27 نوفمبر 2024

روايه بقلم دعاء عبد الرحمن

انت في الصفحة 49 من 141 صفحات

موقع أيام نيوز

كل دقيقة وأخرى فى قلق وهى تتمتم بقلق
أتأخر أوى النهاردة
سمعت صوت أنثوى من خلفها يقول
سبحان الله له فى خلقه شئون
ألفتت عزة إلى عبير وعاودة النظر من النافذة مرة أخرى إلى تلك البقعة الفارغة والتى تنتظر عمرو ليمر بها وكانهما على موعد وقالت
بطلى التلميحات دى يا عبير
ضحكت عبير وهى تقول
صحيح والله الممنوع مرغوب الراجل كان بيتمنالك الرضا ترضى وكنت حتى مبتفتكريش شغله الصبح ولا بالليل أول ما يديكى الوش الخشب تبقى هتموتى عليه وعارفة مواعيد رجوعه بالظبط
قالت عزة بتوتر دون أن تنظر إليها
أنا مش ھموت على حد على فكرة أنا واقفة عادى
قالت عبير وهى تومأ برأسها ساخرة
صح وانا مصدقاكى
ثم قالت مردفة
على فكره بقى اللى بيحصل ده فى مصلحتك والله
لمعت عينيى عزة بالدموع وهى تقول بهمس
من مصلحتى انه يخاصمنى ومش عاوز يرد على تليفوناتى ويتهرب مني من مصلحتى أنه قلع الدبلة وقالى اقلعيها خلاص
هزت عبير رأسها نفيا وهى تقول
لاء من مصلحتك انك تعرفى قيمة الراجل اللى هتجوزيه أيا كان مين الراجل ده من مصحلتك أنك تشيلى من قلبك أى رواسب قديمة كانت هتسبب فى مشاكل بينكوا بعدين وانا شايفة بقى اللى حصل ده هو اللى هيشيل الرواسب دى
قالت عزة بصوت مخټنق
بالدموع 
والدبلة اللى قلعها
قالت عبير بثقة
ولا تسوى حاجة أنت عارفة أنه بيحبك والدبلة اللى اتقلعت تتلبس تانى المهم قلبك انت يكون صفى ومستعد لاستبقال البشمهندس اللى هيجننك ده
وكأن عبير قد استدعته بكلامها عنه تعلقت عينيى عزة بمنحنى الطريق ورأته وهو يدلف منه واضعا يديه فى جيبيى بنطاله ويسير ببطء يركل كل حصى تقابله وكأنه يتعارك معها ويتوعدها ألا تصادفه مرة أخرى وتتنحى أمام قدميه المتحفزتين يظهر الحزن على قسماته وتعابير وجهه وكأنه فقد شخصا أو شيئا أو قلبا !
فى كل مرة كانت تقف هكذا تتمنى أن يرفع رأسه ليراها واقفة تنتظره ولكنه لم يكن يفعل أبدا ولكن هذه المرة وبتلقائية شديدة رفع رأسه وكأنه يتوقع أن يرى نافذتها مغلقة فى هذا التوقيت رآها تطل عليه بعينين زائغتين معتذرتين دامعتين تلاقت نظراتهما مع خفقان قلبها وشعوره بالحنين لفقدانها دار حوارا سريعا بين عينيهما كان عنوانه الأول والأخير أعتذر منك أشتاقك عد إلي
دوت الزغاريد فى نفس المنزل للمرة الثانية على التوالى ولكن هذه المرة كانت العروس مختلفة كانت عبير عبير ذات العبير المعتق فى صدفته ينتظر نصفه الآخر المقدر له استنشاقه وملىء رئتيه بنسيم القابعة أسفل أمواج خجلها 
أحمر وجهها وهى تجذب والدتها من ملابسها لتجلسها مرة أخرى ووالدها يكمم فمها هاتفا بها
أسكتى بقى الناس تقول علينا ايه
جلست أم عبير وهى تلهث من فرحتها قائلة
يقولوا عندنا فرح هيقولوا ايه يعنى
نهرها قائلا
مش لما العروسة توافق الأول يا ام مخ مهوى انت
نظرت إلى أبنتها وهى تقول 
عبير موافقة طبعا هى دى عايزة كلام
قالت عزة بحماس وهى تنظر إلى أختها 
صح يا ماما
صوب الجميع نظره إليها فى انتظار كلمتها وبعد فترة من الصمت قالت بارتباك 
لما أقعد معاه الأول وبعدين استخير ده جواز يعنى لازم يكون منهجنا واحد وإلا هيبقى فيه مشاكل كتير بينا بعد كده الحكاية مش حكاية لحية وخلاص
تم تحديد ميعاد للقاء عبير وبلال للرؤية الشرعية بعد يومين وتم تجهيز المنزل لإستقبال بلال ووالدته لن نستطيع أن نتهم عبير بالسعادة لأنها لم تكن تجرؤ على هذا الأحساس بل كانت تئده كلما حاول الظهور على السطح كل ما كانت تشعر به هو التوجس والإنتظار لا تعلم لماذا اختارها هى بالذات للتقدم لطلب الزواج بها فهى ليست مميزة عن غيرها نعم هى ملتزمة ولكنه بالتأكيد صادف قبلها كثير من الفتيات الملتزمات وبالتأكيد شاهدهن خلال الرؤية الشرعية وكانت منهم الجميلات والأصغر سنا منها ولكنه لم يتزوج بواحدة منهن فماذا يميزها عن غيرها ليختارها هى كانت خائڤة بل ووجلة ليس من تلك الهواجس فقط ولكن خاڤت أن يكون على غير المنهج الصحيح الذى اختارته لنفسها ووافق السنة الصحيحة
دخلت عليها والدتها لتجدها على حالها تلك الذى تركتها عليه منذ قليل جالسة على فراشها ترتدى كامل ملابسها التى تخرج بها إلى الطريق لم يختلف شىء غير أنها قد أزاحت غطاء وجهها عنها ليستطيع رؤية وجهها بوضوح وهي تردد بعض الأذكار لتخفف من توترها وارتباكها وخفقان قلبها وقالت تستعجلها
يالا يا عبير الضيوف وصلوا 
تبعتها عزة التى دلفت خلف والدتها مباشرة وهى تهتف بها 
يالا يا ستى مامته بتسأل عليكى
وقفت عبير وهى تشعر بالألم فى ساقها الذى لم يتعافى بعد ورغم أنها رؤية شرعية ولابد أن تكشف عن وجهها ليراها إلا أنها شعرت وهى تخرج أمامه هكذا بوجهها المكشوف كأنها عاړية أمامه فزاد حيائها وخجلها وحمرة وجنتيها وإطراق رأسها أرضا أكثر وأكثر هبت والدته واقفة عندما ظهرت عليهم وأقبلت عليها فى ترحاب تقبلها وتعانقها وتساعدها فى الجلوس على أقرب مقعد جواره هذا الحياء الذى علق
48  49  50 

انت في الصفحة 49 من 141 صفحات